بازگشت

لقاء ابن عباس و ابن عمر بالامام الحسين


قال: و بمكة يومئذ عبدالله بن عباس و عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم، فأقبلا جميعا حتي دخلا علي الحسين و قد عزما علي [1] أن ينصرفا الي المدينة، فقال له [2] ابن عمر: أباعبدالله! رحمك الله اتق [3] الله الذي اليه معادك [4] ! فقد عرفت من عداوة أهل هذا البيت لكم، و ظلمهم اياكم، و قد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية، و لست آمن أن يميل الناس اليه [5] لمكان هذه [6] الصفراء والبيضاء فيقتلونك [7] و يهلك فيك بشر كثير، فاني قد سمعت رسول الله (صلي الله عليه [8] و سلم) و هو يقول: حسين مقتول، و لئن قتلوه و خذلوه، و لن ينصروه، ليخدلهم الله [الي [9] -] يوم القيامة! و أنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس، واصبر كما صبرت لمعاوية من قبل، فلعل الله أن يحكم بينك و بين القوم الظالمين.


فقال له الحسين: أباعبدالرحمان! أنا أبايع يزيد و أدخل في صلحه، و قد قال النبي (صلي الله عليه [10] و سلم [11] ) فيه و في أبيه ما قال؟ فقال ابن عباس: صدقت أباعبدالله! قال النبي (صلي الله عليه [12] و سلم [13] ) [14] في حياته [15] : ما لي و ليزيد، لا بارك الله في يزيد! و انه يقتل ولدي [و ولد ابنتي الحسين رضي الله عنه، والذي نفسي بيده! لا يقتل ولدي - [16] ] بين ظهراني [17] قوم فلا يمنعونه الا خالف الله بين قلوبهم و ألسنتهم!

ثم بكي ابن عباس و بكي معه الحسين، و قال: يا ابن عباس! تعلم أني ابن بنت رسول الله ( [18] صلي الله عليه و سلم [19] )؟ فقال [20] ابن عباس: اللهم [21] نعم، نعلم و نعرف [أن [22] ] ما في الدنيا أحد هو ابن بنت رسول الله (صلي الله عليه [23] و سلم و علي آله [24] ) غيرك، و أن نصرك لفرض علي هذه الأمة، كفريضة الصلاة و الزكاة التي لا يقدر أن يقبل أحدهما دون الأخري. قال الحسين: يا ابن عباس! فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم من داره، و قراره، و مولده، و حرم رسوله، و مجاورة قبره، و مولده، و مسجده، و موضع مهاجره، فتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار، و لا يأوي في موطن، يريدون في ذلك قتله و سفك دمه، و هو لم يشرك بالله شيئا و لا اتخذ من دونه وليا، و لم يتغير عما كان عليه رسول الله (صلي الله عليه [25] و سلم) و الخلفاء من بعده؟

فقال ابن عباس: ما أقول فيهم [الا]: (أنهم كفروا بالله و برسوله و لا يأتون [26] الصلاة الا و هم كسالي) [27] (يرآءون الناس و لا يذكرون الله الا قليلا - مذبذبين بين ذلك لا الي هؤلاء و لا الي هؤلاء و من يضلل الله فلن تجد له سبيلا) [28] و علي مثل هؤلاء


تنزل [29] البطشة الكبري. و أما أنت يا ابن بنت رسول الله [30] صلي الله عليه و سلم، فأنك رأس الفخار برسول الله صلي الله عليه و سلم و ابن نظيرة البتول [31] ، فلا تظن يا ابن بنت [32] رسول الله أن الله غافل عما يعمل الظالمون و أنا أشهد أن من رغب عن مجاورتك، و طمع في محاربتك، و [33] محاربة نبيك محمد [34] (صلي الله عليه [35] و سلم)، فما له من خلاق. فقال الحسين: اللهم اشهد! فقال ابن عباس: جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله! كأنك تريدني الي نفسك، و تريد مني أن أنصرك! و الله الذي لا اله الا هو، أن لو ضربت بين يديك بسيفي هذا، حتي انخلع جميعا من كفي [36] ، لما كنت ممن أوفي من حقك عشر العشر! و ها أنا بين يديك، مرني بأمرك. فقال ابن عمر: مهلا ذرنا من هذا يا ابن عباس.

قال: ثم أقبل ابن عمر علي الحسين فقال: أباعبدالله! مهلا عما قد عزمت عليه، و ارجع من هنا الي المدينة، و ادخل في صلح القوم، و لا تغب [37] عن وطنك، و حرم جدك رسول الله (صلي الله عليه [38] و سلم)، و لا تجعل لهؤلاء الذين لا خلاق لهم علي نفسك حجة و سبيلا، و ان أحببت أن لا تبايع، فأنت متروك حتي تري برأيك، فان يزيد بن معاوية لعنه الله عسي أن لا يعيش الا قليلا، فيكفيك الله أمره. فقال الحسين: أف لهذا الكلام أبدا ما دامت السماوات و الأرض! أسألك بالله يا عبدالله، أنا عندك علي خطأ من أمري هذا؟ فان كنت عندك علي / خطأ، فردني، فاني أخضع و أسمع و أطيع. فقال ابن عمر: اللهم لا. و لم يكن الله تعالي يجعل ابن بنت رسوله علي خطأ، و ليس منك من طهارته و صفوته من [39] الرسول (صلي الله عليه [40] و سلم) علي مثل يزيد بن معاوية لعنه الله باسم الخلافة، و لكن


أخشي أن يضرب وجهك هذا الحسن الجميل [41] بالسيوف، و تري من هذه الأمة ما لا تحب، فارجع معنا الي المدينة، و ان لم تحب أن تبايع، فلا تبايع أبدا، و اقعد في منزلك. فقال الحسين: هيهات يا ابن عمر! ان القوم لا يتركوني و ان أصابوني، و ان لم يصيبوني فلا يزالون [42] حتي أبايع، و أنا كاره، أو يقتلوني، أما تعلم يا [43] عبدالله! أن من هوان هذه [44] الدنيا علي الله تعالي أنه أتي برأس يحيي بن زكريا عليه السلام [45] الي [46] بغية من بغايا [47] بني اسرائيل والرأس ينطق بالحجة عليهم؟ أما تعلم أباعبدالرحمان! أن بني اسرائيل كانوا يقتلون ما بين [48] طلوع الفجر الي طلوع الشمس [49] سبعين نبيا، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون و يشترون كلهم، كأنهم لم يصنعوا شيئا، فلم يعجل الله عليهم، ثم أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر، اتق الله أباعبدالرحمان و لا تدعن نصرتي، واذكرني في صلاتك، فوالذي بعث جدي محمدا صلي الله عليه و سلم بشيرا و نذيرا، لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني لنصرني كنصرته جدي، و أقام من دوني قيامه بين يدي جدي، يا ابن عمر! فان كان الخروج معي مما يصعب عليك و يثقل، فأنت في أوسع العذر، و لكن لا تتركن لي الدعاء في دبر كل صلاة، و اجلس عن القوم، و لا تعجل بالبيعة لهم حتي تعلم الي ما تؤول [50] الأمور.

قال: ثم أقبل الحسين علي عبدالله بن عباس رحمه الله فقال: يا ابن عباس! انك ابن عم والدي، و لم تزل تأمر بالخير منذ عرفتك، و كنت مع والدي تشير عليه بما فيه الرشاد، و قد كان يستنصحك و يستشيرك، فتشير عليه بالصواب، فامض الي المدينة في حفظ الله و كلائه [51] ، و لا يخفي علي شي ء من أخبارك، فاني مستوطن هذا الحرم، و مقيم فيه أبدا ما رأيت أهله يحبوني و ينصروني، فاذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم، واستعصمت


بالكلمة التي قالها ابراهيم الخليل (صلي الله عليه [52] و سلم) يوم ألقي في النار: «حسبي الله و نعم الوكيل» فكانت النار عليه بردا و سلاما. [53] .

قال: فبكي ابن عباس و ابن عمر في ذلك الوقت بكاء شديدا، و الحسين يبكي معهما [54] ساعة، ثم ودعهما، و صار ابن عمر و ابن عباس الي المدينة و أقام الحسين بمكة قد لزم الصوم و الصلاة.

ابن أعثم، الفتوح، 44 - 38 / 5.

و بمكة يومئذ عبدالله بن عباس و عبدالله بن عمر بن الخطاب؛ فأقبلا جميعا و قد عزما أن ينصرفا الي المدينة؛ حتي دخلا علي الحسين؛ فقال عبدالله بن عمر: يا أباعبدالله! اتق الله رحمك الله الذي اليه معادك، فقد عرفت عداوة هذا البيت لكم؛ و ظلمهم اياكم؛ و قد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية؛ و لست آمن أن يميل الناس اليه لمكان هذه الصفراء والبيضاء فيقتلوك و يهلك فيك بشر كثير؛ فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: حسين مقتول؛ فلئن خذلوه و لم ينصروه ليخذلنهم الله الي يوم القيامة؛ و أنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس؛ و تصبر كما صبرت لمعاوية من قبل؛ فلعل الله أن يحكم بينك و بين القوم الظالمين.

فقال له الحسين: يا أباعبدالرحمان! أنا أبايع يزيد و أدخل في صلحه، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيه و في أبيه ما قاله؟ فقال ابن عباس: صدقت يا أباعبدالله! قد قال النبي: ما لي و ليزيد، لا بارك الله في يزيد، فانه يقتل ولدي و ولد ابنتي الحسين بن علي؛ فوالذي نفسي بيده لا يقتل ولدي بين ظهراني قوم، فلا يمنعونه؛ الا خالف الله بين قلوبهم و ألسنتهم.

ثم بكي ابن عباس، و بكي معه الحسين، ثم قال له: يا ابن عباس! أتعلم أني ابن بنت رسول الله؟ فقال: اللهم نعم، لا نعرف في الدنيا أحدا هو ابن بنت رسول الله غيرك؛ و أن


نصرك لفرض علي هذه الأمة، كفريضة الصيام و الزكاة؛ التي لا تقبل احداهما دون الأخري. فقال الحسين: يا ابن عباس! فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله من وطنه و داره؛ و موضع قراره، و مولده؛ و حرم رسوله؛ و مجاورة قبره و مسجده؛ و موضع مهاجرته، و تركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار، و لا يأوي الي وطن، يريدون بذلك قتله و سفك دمه، و هو لم يشرك بالله شيئا، و لا اتخذ دون الله وليا؛ و لم يتغير عما كان عليه رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و خلفاؤه من بعده؟

فقال ابن عباس: ما أقول فيهم الا: (أنهم كفروا بالله و رسوله و لا يأتون الصلاة الا و هم كسالي - يرآءون الناس و لا يذكرون الله الا قليلا - مذبذبين بين ذلك لا الي هؤلاء و لا الي هؤلاء) الآية، فعلي مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبري؛ و أما أنت أباعبدالله، فانك رأس الفخار، ابن رسول الله، و ابن وصيه، و فرخ الزهراء نظيرة البتول، فلا تظن يا ابن رسول الله بأن الله غافل عما يعمل الظالمون، و أنا أشهد أن من رغب عن مجاورتك و مجاورة نبيك، فما له في الآخرة من خلاق. فقال الحسين: اللهم اشهد! فقال ابن عباس: جعلت فداك يا ابن رسول الله! كأنك تنعي الي نفسك؛ و تريد مني أن أنصرك؛ فوالله الذي لا اله الا هو، لو ضربت بين يديك بسيفي، حتي ينقطع و تنخلع يداي جميعا، لما كنت أبلغ من حقك عشر العشير! وها أنا بين يديك، فمرني بأمرك. فقال ابن عمر: اللهم عفوا ذرنا من هذا يا ابن عباس.

ثم أقبل ابن عمر علي الحسين و قال له: مهلا أباعبدالله عما أزمعت عليه، و ارجع معنا الي المدينة، و ادخل في صلح القوم، و لا تغب عن وطنك، و حرم جدك، و لا تجعل لهؤلاء القوم الذين لا خلاق لهم علي نفسك حجة و سبيلا، و ان أحببت أن لا تبايع، فانك متروك حتي تري رأيك، فان يزيد بن معاوية عسي أن لا يعيش الا قليلا، فيكفيك الله أمره. فقال الحسين: أف لهذا الكلام أبدا مادامت السماوات و الأرض! أسألك بالله يا أباعبدالرحمان، أعندك أني علي خطأ من أمري هذا؟ فان كنت علي خطأ، فردني عنه، فاني أرجع و أسمع و أطيع. فقال ابن عمر: اللهم لا، و لم يكن الله تبارك و تعالي ليجعل ابن بنت رسوله علي خطأ، و ليس مثلك في طهارته و موضعه من الرسول، أن يسلم علي يزيد بن


معاوية باسم الخلافة، و لكن أخشي أن يضرب وجهك هذا الحسن الجميل بالسيوف، و تري من هذه الأمة ما لا تحب، فارجع معنا الي المدينة، و ان شئت أن لا تبايع، فلا تبايع أبدا، و اقعد في منزلك. فقال له الحسين: هيهات يا ابن عمر! ان القوم لا يتركوني ان أصابوني، و ان لم يصيبوني، فانهم يطلبوني أبدا حتي أبايع، و أنا كاره، أو يقتلوني، ألا تعلم أباعبدالرحمان أن من هوان هذه الدنيا علي الله أن يؤتي برأس يحيي بن زكريا الي بغي من بغايا بني اسرائيل، و الرأس ينطق بالحجة عليهم، فلم يضر ذلك يحيي بن زكريا بل ساد الشهداء، فهو سيدهم يوم القيامة، ألا تعلم أباعبدالرحمان! أن بني اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس سبعين نبيا، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون و يشترون، كأنهم لم يصنعوا شيئا، فلم يعجل الله عليهم، ثم أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام، فاتق الله يا أباعبدالرحمان و لا تدعن نصرتي، واذكرني في صلاتك، فوالذي بعث جدي محمدا بشيرا و نذيرا، لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني، لنصرني كما نصر جدي، و لقام من دوني، كقيامه من دون جدي، يا ابن عمر! فان كان الخروج معي يصعب عليك و يثقل، فأنت في أوسع العذر، و لكن لا تتركن لي الدعاء في دبر كل صلاة، و اجلس عن القوم و لا تعجل بالبيعة لهم حتي تعلم ما تؤول اليه الأمور.

ثم أقبل علي عبدالله بن عباس و قال له: و أنت يا ابن عباس ابن عم أبي، و لم تزل تأمر بالخير مذ عرفتك، و كنت مع أبي تشير عليه بما فيه الرشاد و السداد، و قد كان أبي يستصحبك و يستنصحك و يستشيرك، و تشير عليه بالصواب، فامض الي المدينة في حفظ الله، و لا تخف علي شيئا من أخبارك، فاني مستوطن هذا الحرم، و مقيم به، ما رأيت أهله يحبونني و ينصرونني، فاذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم، و استعصمت بالكلمة التي قالها ابراهيم يوم ألقي في النار: «حسبي الله و نعم الوكيل»، فكانت النار عليه بردا و سلاما.

فبكي ابن عباس و ابن عمر ذلك الوقت بكاء شديدا، و بكي الحسين معهما، ثم ودعهما، فصار ابن عباس و ابن عمر الي المدينة، و أقام الحسين بمكة و لزم الصلاة في الصلاة.


الخوارزمي، مقتل الحسين، 193 - 190 / 1

و عن الشعبي، عن عبدالله بن عمر: انه كان بماء له، فبلغه أن الحسين عليه السلام قد توجه الي العراق، فجاء اليه، و أشار عليه بالطاعة و الانقياد، و حذره من مشاققة أهل العناد، فقال: يا عبدالله! أما علمت أن من هوان الدنيا علي الله أن رأس يحيي بن زكريا عليه السلام أهدي الي بغي من بغايا بني اسرائيل، أما تعلم ان بني اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس سبعين نبيا، ثم يبيعون و يشترون كأن لم يصنعوا شيئا، فلم يعجل الله عليهم، بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام. ثم قال له: اتق الله يا أباعبدالرحمان و لا تدعن نصرتي.

ابن نما، مثيرالأحزان، / 20

ثم جاء عبدالله بن عمر، فأشار اليه [55] بصلح أهل الضلال، و حذره من القتل و القتال، فقال له: يا أباعبدالرحمان، أما علمت أن من هوان الدنيا علي الله أن رأس يحيي بن زكريا أهدي الي بغي من بغايا بني اسرائيل! أما تعلم أن بني اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس سبعين نبيا، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون و يشترون، كأن لم يصنعوا شيئا، فلم يعجل الله عليهم، بل [56] أمهلهم، و [57] أخذهم بعد ذلك [58] أخذ عزيز ذي انتقام، اتق الله يا أباعبدالرحمان، و لا تدعن [59] نصرتي [60] . [61] .


ابن طاووس، اللهوف، / 32 - 30 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 365 / 44؛ البحراني، العوالم، 214 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 236 / 4؛ المازندراني، معالي السبطين، 248 / 1؛ القزويني، الامام الحسين و أصحابه، 119 / 1، مثله الأمين، أعيان الشيعة، 593 / 1، لواعج الأشجان، / 72 - 71.

روي عن بعض الثقاة: ان عبدالله بن عمر لما بلغه أن الحسين عليه السلام متوجه الي العراق جاء اليه، و أشار عليه بالطاعة و الانقياد لابن زياد، و حذره من مشاقة أهل العناد، فقال له الحسين عليه السلام: يا عبدالله، ان من هوان هذه الدنيا علي الله أن رأس يحيي بن زكريا عليه السلام أهدي الي بغي من بغايا بني اسرائيل، فامتلأ به سرورا، و لم يعجل الله عليهم بالانتقام، و عاشوا في الدنيا مغتبطين، ألم تعلم يا عبدالله أن بني اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس سبعين نبيا، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون و يشترون كأنهم لم يفعلوا شيئا، و لم يعجل الله عليهم بانتقام، بل أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر. ثم قال: يا عبدالله! اتق الله و لا تدعن نصرتي، و لا تركنن الي الدنيا لأنها دار لا يدوم فيها نعيم، و لا يبقي أحد من شرها سليما [62] ، متواترة محنها، متكاثرة فتنها، أعظم الناس فيها بلاء الأنبياء، ثم الأئمة الأمناء، ثم المؤمنون، ثم الأمثل بالأمثل. قال عليه السلام: يا عبدالله، قد خط الموت علي ولد آدم، مخط القلادة علي جيد الفتاة، و ما أولهني الي لقاء أسلافي اشتياق يعقوب الي يوسف، و خير مصرع مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء، فيملأن مني أكراشا جوفا و أجوفة سغبا لا محيص عن يوم خط


بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر علي بلائه، ليوافينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، هي مجموعة لنا في حظيرة القدس، تقربهم عينه و ينجز لهم وعده، فمن كان باذلا فينا مهجته و موطنا علي لقاء الله نفسه، فليرحل معي، فاني راحل مصبحا، ان شاء الله تعالي. [63] .


الطريحي، المنتخب، 389 / 2.



پاورقي

[1] ليس في د.

[2] ليس في د.

[3] في النسخ: اتقي.

[4] في د و بر: مهادک.

[5] من د و بر، و في الأصل: لکان هذا.

[6] من د و بر، و في الأصل: لکان هذا.

[7] من د و بر، و في الأصل: يقتلونه.

[8] زيد في د: و آله.

[9] من د و بر.

[10] في د: و آله.

[11] في د: و آله.

[12] في د: و آله.

[13] في د: و آله.

[14] ليس في د.

[15] ليس في د.

[16] من د و بر.

[17] في النسخ: الظهراي.

[18] ليس في د.

[19] ليس في د.

[20] ليس في د.

[21] ليس في د.

[22] من د.

[23] في د: و آله.

[24] في د: و آله.

[25] زيد في د: و آله.

[26] زيد في د: الي.

[27] سورة 9 آية 54.

[28] سورة 4 آية 143 - 142.

[29] من د، و في الأصل: ينزل، و في بر بلا نقط.

[30] سقط من د.

[31] سقط من د.

[32] ليس في د.

[33] زيد في د: في.

[34] ليس في د.

[35] زيد في د: و آله.

[36] في د و بر: کتفي.

[37] في د: و لا تغيب.

[38] زيد في د: و آله.

[39] زيد في د: آل.

[40] زيد في د: و آله.

[41] ليس في د.

[42] في الأصل: فلا يزالوا.

[43] في النسخ: أبا، و التصحيح من المقتل 3 / ب.

[44] ليس في د.

[45] زيد في المقتل: اهدي.

[46] في النسخ: بقية من بقايا، و التصحيح من المقتل.

[47] في النسخ: بقية من بقايا، و التصحيح من المقتل.

[48] من الترجمة الفارسية ص 354 و المقتل، و في النسخ: طلوع الشمس الي الغروب.

[49] من الترجمة الفارسية ص 354 و المقتل، و في النسخ: طلوع الشمس الي الغروب.

[50] من بر، و في الأصل: تعول - کذا، و في د: تأول.

[51] من د، و في الأصل و بر: کلامه.

[52] زيد في د: و آله.

[53] انظر 372 / 5 من تفسير روح المعاني.

[54] في د: معها - کذا.

[55] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة: «عليه»].

[56] [لم يرد في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و المعالي].

[57] [لم يرد في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و المعالي].

[58] [لم يرد في المعالي].

[59] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة: «و لا تدع»].

[60] [و أضاف في المعالي: «قال: يا أباعبدالله اکشف لي عن الموضع الذي کان يقبله رسول الله صلي الله عليه و اله مرارا. فکشف عليه‏السلام عن سرته، فقبل المحل ثلاث مرات و بکي و قال: أودعتک الله يا حسين، و أنا أدري تقتل بهذا السفر، أي موضع قبل ابن‏عمر، و بکي قبل موضعا. کان يقبله رسول الله صلي الله عليه و اله مرارا، و کذا علي و فاطمة و الحسن عليهم‏السلام، و قبل موضعا أتاه يوم عاشوراء سهم محدد مسموم له ثلاث شعب.»

و أضاف في أعيان الشيعة: «و کان الحسين عليه‏السلام يقول: وايم الله لو کنت في حجر هامة من هذه الهوام، لاستخرجوني حتي يقتلوني، و الله ليعتدن علي کما اعتدت اليهود في السبت، و الله لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فاذا فعلوا ذلک سلط الله عليهم من يذلهم حتي يکونوا أذل من فرام المرأة»].

[61] سپس عبدالله بن عمر آمد و چنين مصلحت‏انديشي کرد که: «حسين با مردم گمراه بسازد و از جنگ و خونريزي برکنار باشد.»

حضرت فرمود: «يا اباعبدالرحمان! مگر متوجه نشده‏اي که دنيا در نزد خداوند آن قدر پست و ناچيز است که سر بريده‏ي يحيي بن زکريا به عنوان هديه به نزد زنازاده‏اي از زنازادگان بني‏اسرائيل فرستاده شد؟ مگر نمي‏داني که بني‏اسرائيل در فاصله‏ي کوتاه طلوع صبح تا طلوع آفتاب هفتاد پيغمبر را مي‏کشتند و پس از آن در بازارها مي‏نشستند و خريد و فروش مي‏کردند؛ آن چنان که گويي هيچ عملي انجام نداده‏اند. با اين همه، خداوند در عذاب آنان شتاب نفرمود؛ بلکه آنان را مهلت داد و پس از مدتي آنان را به حکم عزت و انتقامجويي ذات مقدسش گرفتار عذاب کرد. اي اباعبدالرحمان! از خدا بپرهيز و ياري مرا از دست مده!

فهري، ترجمه لهوف، / 32 - 31.

[62] [في المطبوع: «سليم»].

[63] اما عبدالله بن عباس و عبدالله بن عمر بن الخطاب به اتفاق نزد امام حسين عليه‏السلام آمدند. نخستين، عبدالله عمر عرض کرد: «يا اباعبدالله! تو خصمي مردم مکه را با خاندان خويش نيکو مي‏داني. واجب مي‏کند که از شر اين جماعت واپايي و از کيد و کين ايشان آسوده‏خاطر نباشي.»

نيز دانسته‏اي که اين جماعت با يزيد بيعت کرده‏اند و آخرت را به دنيا و دين را به دنيا فروخته‏اند. سخت مي‏ترسم که جانب تو را دست باز دهند و تو را پايمال هلاک و دمار سازند. و بعد از تو اهل بيت تو به ناخوشتر و جهتي گرفتار شوند و نيست و ناچيز گردند. چه من از رسول خدا شنيدم که فرمود: «فرزند من حسين کشته خواهد شد و آنان که او را نصرت نکنند و به جانب او نگران نشوند، خداوند در روز رستاخيز، بديشان نگران نشود. اکنون صواب چنان است که با يزيد بيعت کني و چنان که در خلافت معاويه شکيبايي کردي، با وي نيز مخالفت نکني و شکيبا باشي تا گاهي که خداوند ابواب فرج بگشايد و ايام فرح فراز آيد.»

حسين عليه‏السلام فرمود: «يا اباعبدالله‏الرحمن! تو گمان مي‏کني که من آن کس باشم که با يزيد دست بيعت فرادهم و به متابعت او گردن فرونهم؟»

عبدالله گفت: «يا اباعبدالله! من از رسول خدا شنيدم که مي‏فرمود: «مرا چه افتاده است با يزيد بن معاويه که فرزند من و پسر دختر من حسين را مي‏کشد؛ سوگند بدان خداي که جان من به دست قدرت او است، اگر فرزند من در ميان جماعتي کشته مي‏شود که قادر بر نصرت او مي‏باشند و جانب او را فروگذارند، خداوند قاهر غالب در ميان دل و زبان ايشان بينونت افکند.»

عبدالله عباس از اصغاي اين کلمات به هاي هاي آغاز گريستن کرد و حسين عليه‏السلام نيز بگريست و گفت: «يا ابن‏عباس! تو مي‏داني که من پسر دختر رسول خدايم؟»

عرض کرد که: «من در همه‏ي عالم جز تو کسي را پسر دختر رسول خدا نمي‏دانم ونصرت تو بر ذمت اين امت چنان فرض است که نماز و زکات.»

فرمود: «يا ابن‏عباس! چه گويي در حق جماعتي که پسر دختر پيغمبر را از وطن و مأمن و خانه و مولد و منشأ اخراج کنند و به زيارت قبر پيغمبر و مجاورت آن مرقد مطهر نگذارند و او را چندان بيم قتل دهند که در هيچ محل و مسکن، مأمن نتواند گرفت و بي‏جرم و جريرت، قتل او را بر ذمت فرض شمرده باشند.»

ابن‏عباس گفت: «در حق اين چنين مردم چه گويم؟ جز اين که گويم به خدا کافر شدند و از رسول روي برکاشتند.»

و اين آيت قرائت کرد:

«و ما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم الا أنهم کفروا بالله و برسوله و لا يأتون الصلوة الا و هم کسالي).

«اما تو اي پسر پيغمبر! قدوه‏ي ابرار و فرزند رسول مختار و جگربند علي مرتضي و نور چشم بتول عذرايي. گمان مکن که خداوند کين و کيد ظالمان را در حق تو نداند و ايشان را به کيفر اعمال خود نرساند. گواهي مي‏دهم که هر که رغبت تو را از مجاورت روضه‏ي جد تو بگرداند، او را در آن سراي از رحمت پروردگار نصيبه نخواهد بود.»

حسين عليه‏السلام فرمود: «يا ابن‏عباس! أللهم اشهد..»

ابن‏عباس گفت: «بأبي أنت و أمي؛ پدر و مادرم فداي تو باد. چنان مي‏نمايد که خبر مرگ خويش را نهي مي‏فرمايي و بدان خطي که درمي‏افتي، مرا مي‏آگاهاني و نصرت مي‏طلبي؟ سوگند با خداي اگر در راه تو شمشير زنم، تا هر دو دست من قطع شود، هنوز ازحق تو آنچه بر ذمت من است، ادا نکرده باشم.»

اين وقت عبدالله بن عمر به سخن آمده و گفت: «يا ابن‏عباس! صواب آن است که از اين‏گونه ديگر سخن نکني و روي به امام حسين عليه‏السلام آورد و گفت: «بيا تا در خدمت تو باز مدينه شويم و تو نيز مانند ديگر مردم با يزيد بيعت کن و از سراي خويش و جد خويش پراکنده مشو و اگر بيعت يزيد را بسنده نداري، تو را مجبور نخواهند ساخت و از در عنف بدين امر نخواهند گماشت. بباش تا گاهي که بخواهي و بيعت کني و تواند بود که يزيد دير نپايد و بسي زود و مرگش فراز آيد و سخن کوتاه شود.»

حسين عليه‏السلام گفت: «يا اباعبدالرحمان! اگر چنان داني که من در کار خويش به خطا مي‏روم، بگوي تا بازشوم؟»

عبدالله عمر گفت: «خداوند پسر پيغمبر را بر طريق خطا نگذارد و بر سهو و نسيان نگمارد؛ اما با زمانه بايد انباز بود و با ناسازگاريهاي او دمساز شد. من از آن مي‏ترسم که دشمنهاي تو با شمشيرهاي کشيده بر روي تو تمهيد مناجرت و مبارزت نمايند و تو را طاقت مقاتلت و مدافعت نباشد و کار به ناخوشتر وجهي به خاتمت رسد. صواب آن است که به اتفاق، طريق مدينه گيريم و اگر بيعت يزيد بر تو ثقيل مي‏آيد، در خانه خويش فرود آي و در فراز کن و گوش از اصغاي اين سخنان بپرداز.»

حسين عليه‏السلام گفت: «هيهات! يا اباعبدالرحمان! مرا چگونه دست بازدارند و در خانه گذارند. مگر نمي‏داني دنيا در حضرت حق چند خوار و ناچيز است؟ مگر نشنيده‏اي که سر يحيي بن زکريا را به نزد يکي از حکم‏گذاران بني‏اسرائيل بردند؟ مگر نشنيده‏اي بني‏اسرائيل از آن دم، که سفيده صبح بردميد، تا گاهي که آفتاب سرکشيد، هفتاد تن از پيغمبران را بکشتند؟ و بي آنکه ساحت ايشان را آلايش کراهتي رسد، يا خاطر ايشان را غبار اندوهي فرو گيرد، بازارها بگشادند و بانگ داد و ستد دردادند. خداوند در کيفر اين گناه بزرگ، آن جماعت را مهلت نهاد تا گاهي که خواست ابواب انتقام بگشاد.

هاي اي ابوعبدالرحمان! تو از نصرت من دست بازدار و مرا به حال خويش بازگذار! الا آن که به دعاي خير مرا ياد ميکن. بدان خداي که جد مرا به رسالت فرستاد، اگر پدرت عمر بن الخطاب درين روزگار مرا دريافتي، سر از ياري من برنتافتي و چنان که پيش مصطفي، پيش من دراستادي و مرا نصرت دادي و اگر امروز تو را در موافقت و مرافقت من عذري است، به تشريف قبول بياراستم و از تو جز دعاي خير نخواستم. اکنون به مصلحت خويش گام ميزن و در بيعت اين مردم مماطله ميکن تا سرانجام کار مکشوف افتد.»

عبدالله گفت: «خداوند جدت را در اختيار دنيا و آخرت مختار ساخت و آن حضرت آخرت را بر دنيا برگزيد. تو نيز پسر مصطفي و جگربند مرتضايي. هرگز از دنيا حظي و بهره‏اي نبري و اهل بيت تو از دنيا تمتعي نبرند. خداوند شما را نعيم جاوداني داده و ذخيره‏ي آن جهاني نهاده.»

اين بگفت و بگريست و آن حضرت را وداع گفت.

اين وقت حسين عليه‏السلام ابن‏عباس را مخاطب ساخت و فرمود: «تو پسر عم پدر مني و همواره پدر مرا به رأي رزين و انديشه‏ي متين در کارها متفق بوده و ناصحي مشفق گشته‏اي. اگر خواهي به جانب مدينه سفر ميکن و اخباري که هست به سوي من متواتر ميدار. من اندر مکه بخواهم بود؛ چندان که اهل مکه با من از در مهر و حفاوت باشند. و اگر روزي کار ديگرگون کنند، رأي ديگرگون خواهم زد و آن کلمه خواهم گفت که ابراهيم وقت سقوط نار همي گفت: «حسبنا الله و نعم الوکيل» و به جاي ديگر کوچ خواهم داد.»

پس همگان بگريستند و برفتند.

آن گاه عبدالله بن عمر بن خطاب درآمد و عرض کرد: «يا ابن رسول الله! صواب آن است که با اهل ضلال طريق مصالحت و مسالمت سپاري و از قتل و قتال دست بازداري.»

فقال: يا أباعبدالرحمان! [...] اتق الله يا أباعبدالرحمان! و لا تدع نصرتي.

فرمود: «اي ابوعبدالرحمان! مگر پستي و خواري دنيا را نزد خداوند ندانستي؟ مگر نشنيدي سر يحيي بن زکريا را از براي زني زانيه به هديه بردند؟»

و به روايتي: و سيهدي رأسي الي ابن الزانية يزيد.

«و زود باشد که سر مرا به نزد يزيد که پسر زانيه است، هديه برند. مگر نشنيدي از سفيده‏دم تا دميدن خورشيد، هفتاد تن از پيغمبران بني‏اسرائيل را سر بريدند؟ و در بازار بنشستند و بيع و شري درپيوستند و چنان دانستند که خداي را لحظة واحدة بي‏فرماني نکرده‏اند و خداي در کيفر ايشان تعجيل نفرمود. لکن آن گاه که آغاز انتقام کرد، انتقام عزيز مقتدر بود. هان اي ابوعبدالرحمان! از خداي بترس و از نصرت من خويشتنداري مکن.» سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهداء عليه‏السلام، 124 - 123، 25 - 22 /2.