بازگشت

حرب مسلم و أسره


فبعث الي مسلم. ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 66

قال: و أرسل جماعة الي مسلم بن عقيل [بعد اعتقال هانئ]، فخرج عليهم بسيفه، فما زال يقاتلهم حتي أخرج و أسر، فلما أسر بعث الرجال.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 5 / 2

فلما أحس مسلم برسل ابن زياد، خرج بسيفه، و اقتحموا عليه الدار، فاختلف هو و بكير بن حمران الأحمري ضربتين، فضرب بكير فم مسلم، فقطع شفته العليا، و أسرع في شفته السفلي، فنصلت ثنيتاه، و ضرب بكيرا علي رأسه، و أخري علي حبل عاتقه. البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 339 / 2، أنساب الأشراف، 81 / 2

فدخل [ابن الأشعث] عليه و هو عند امرأة قد أوقدت نارا، فهي تغسل عند الدم، فقالوا له: انطلق الي الأمير. فقال عفوا. قالوا: ما نملك ذلك. فانطلق معهم.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 423 / 3، أنساب الأشراف، 224 / 3

فأقبلوا حتي أتو الدار التي فيها مسلم بن عقيل، فاقتحموها، فقاتلهم، فرمي، فكسر فوه، و أخذ، فأتي ببغلة، فركبها، و صاروا به الي ابن زياد. [1] .

الدينوري، الأخبار الطوال، / 241

فأخذوه. [2] اليعقوبي، التاريخ، 216 / 2

فلم يعلم مسلم حتي أحيط بالدار، فلما رأي ذلك مسلم خرج اليهم [3] بسيفه، فقاتلهم


فأعطاه عبدالرحمان [4] الأمان، فأمكن من يده. [بسند تقدم عن أبي جعفر عليه السلام].

الطبري، التاريخ، 350 / 5 مساوي مثله الشجري، الأمالي، 191 / 1؛ المزي، تهذيب الكمال، 426 / 6؛ ابن حجر، تهذيب التهذيب، 352 - 351 / 2

حتي أتوا الدار التي فيها ابن عقيل، فلما سمع وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال، عرف أنه قد أتي، فخرج اليهم بسيفه، و اقتحموا عليه الدار، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه، فشد عليهم كذلك،فاختلف هو و بكير بن حمران الأحمري ضربتين، فضرب بكير فم مسلم، فقطع شفته العليا، و أشرع السيف في السفلي، و نصلت لها ثنيتاه، فضربه مسلم ضربة في رأسه منكرة، و ثني بأخري علي حبل العاتق كادت تطلع علي جوفه. فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق ظهر البيت، فأخذوا يرمونه بالحجارة، و يلهبون النار في أطنان القصب، ثم يقلبونها عليه من فوق البيت، فلما رأي ذلك خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة، فقاتلهم، فأقبل عليه محمد بن الأشعث، فقال:يا فتي، لك الأمان، لا تقتل نفسك.

فأقبل يقاتلهم، و هو يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

و يخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع الشمس فاستقرا

أخاف أن أكذب أو أغرا



فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب، و لا تخدع، و لا تغر، ان القوم بنو عمك، و ليسوا بقاتليك و لا ضاربيك. و قد أثخن بالحجارة، و عجر عن القتال و انبهر، فأسند ظهره الي جنب تلك الدار؛ فدنا محمد بن الأشعث، فقال: لك الأمان. فقال: آمن أنا؟ قال: نعم. و قال القوم: أنت آمن. غير عمرو بن عبيدالله بن العباس السلمي فانه قال: لا ناقة لي في هذا و لا جمل. و تنحي.


و قال ابن عقيل: أما [5] لو لم تؤمنوني، ما وضعت يدي في أيديكم. و أتي ببغلة فحمل عليها، و اجتمعوا حوله، و انتزعوا سيفه من عنقه، فكأنه عند ذلك آيس من نفسه، فدمعت عيناه، ثم قال:هذا أول الغدر. قال محمد بن الأشعث: أرجو ألا يكون عليك بأس. قال: ما هو الا الرجاء؛ أين أمانكم؟ انا لله و انا اليه راجعون. وبكي؛ [6] فقال له عمرو بن عبيدالله بن عباس: ان من يطلب مثل الذي تطلب [7] ، اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك. قال: اني و الله ما لنفسي أبكي، و لا لها من القتل أرثي، و ان كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا، و لكن أبكي لأهلي المقبلين الي، أبكي لحسين و آل حسين. ثم أقبل علي محمد بن الأشعث فقال: يا عبدالله، اني أراك و الله ستعجز عن أماني، فهل عندك خير! تستطيع أن تبعث من عندك رجلا علي لساني يبلغ حسينا؟ [8] فاني لا أراه الا قد خرج اليكم اليوم مقبلا، أو هو خرج غدا هو و أهل بيته، و ان ما تري من جزعي لذلك، فيقول [9] : ان ابن عقيل بعثني اليك، و هو في أيدي القوم أسير، [10] لا يري أن تمشي [11] حتي تقتل، و هو يقول: ارجع بأهل بيتك، و لا يغرك أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت أو القتل؛ ان أهل الكوفة قد كذبوك و كذبوني، و ليس بمكذب [12] رأي. فقال ابن الأشعث: و الله لأفعلن، و لأعلمن ابن زياد أني قد أمنتك.

[13] قال أبومخنف: [14] فحدثني جعفر بن حذيفة الطائي - و قد عرف سعيد بن شيبان الحديث - قال: دعا [15] محمد بن الأشعث اياس بن العثل [16] الطائي من بني مالك بن عمرو


ابن ثمامة، و كان شاعرا، و كان لمحمد زوارا، فقال له: الق [17] حسينا، فأبلغه هذا الكتاب، و كتب فيه الذي أمره ابن عقيل. [18] و قال له: هذا زادك و جهازك، و متعة لعيالك. [19] فقال: من أين لي براحلة، فان راحلتي قد أنضيتها؟ قال: هذه راحلة، فاركبها برحلها. [20] ثم خرج. [21] .

الطبري، التاريخ، 375 - 373 / 5 مساوي عنه: ابن كثير، البداية و النهاية، 159 - 158 / 8؛ القمي، نفس المهموم، / 114 - 113؛ المحمودي، العبرات، 331 - 329 / 1

فدخلا عليه و هو عند امرأة قد أوقدت له النار، فهو يغسل عنه الدماء، فقالا له: انطلق، الأمير يدعوك. فقال: اعقدا لي عقدا. فقالا: ما نملك ذاك. فانطلق معهما. [22] .


الطبري، التاريخ، 392 - 391 / 5

قال: فركب محمد بن الأشعث حتي وافي الدار التي فيها مسلم بن عقيل. قال: و سمع مسلم بن عقيل وقع حوافر الخيل و زعقات الرجال [23] ، فعلم أنه قد أتي [24] في طلبه، [25] فبادر رحمه الله الي فرسه، [26] فأسرجه و ألجمه [27] وصب عليه درعه، و اعتجر بعمامة، و تقلد [28] بسيفه، و القوم يرمون الدار بالحجارة، و يلهبون النار في نواحي القصب. قال: فتبسم مسلم رحمه الله، ثم قال: يا نفس! اخرجي الي الموت الذي ليس منه محيص، و لا عنه محيد. ثم قال للمرأة: أي رحمك الله، و جزاك [29] عني خيرا! [30] اعلمي، أنما [31] أوتيت [32] من قبل ابنك، و لكن افتحي الباب. قال: ففتحت الباب، و خرج مسلم [33] في وجوه [34] القوم كأنه أسد مغضب فجعل يضاربهم بسيفه، حتي قتل منهم جماعة.

و بلغ ذلك عبيدالله بن زياد [35] ، فأرسل الي محمد بن الأشعث قال: سبحان الله يا


عبدالله! بعثناك الي رجل واحد تأتينا به، فأثلم في أصحابي ثلمة عظيمة. فأرسل اليه محمد بن الأشعث: أيها الأمير! أما تعلم أنك بعثتني الي أسد ضرغام، و سيف حسام، في كف بطل همام، من آل خير الأنام. قال: فأرسل اليه عبيدالله [36] ابن زياد: أعطه الأمان، فانك لن تقدر عليه الا بالأمان. فجعل محمد بن الأشعث يقول: ويحك يا ابن عقيل! لا تقتل نفسك، لك الأمان! و مسلم بن عقيل يقول: لا حاجة الي أمان الغدرة. ثم جعل يقاتلهم، و هو يقول:



أقسمت لا اقتل الا حرا

و لو وجت الموت كأسا مرا



أكره أن اخدع أو أغرا

كل امري يوما يلاقي شرا



/ أضربكم و لا أخاف ضرا

قال: فناداه محمد بن الأشعث و قال: ويحك يا ابن عقيل! انك لا تكذب و لا تغر، القوم ليسوا بقاتليك، فلا تقتل نفسك. قال: فلم يلتفت مسلم بن عقيل رحمه الله الي كلام ابن الأشعث، و جعل يقاتل حتي أثخن بالجراح، و ضعف عن القتال،و تكاثروا عليه، فجعلوا يرمونه بالنبل و الحجارة، فقال مسلم: ويلكم! ما لكم ترمونني بالحجارة، كما ترمي الكفار، و أنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار، ويلكم! أما ترعون [37] حق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [38] و ذريته. [39] قال: ثم حمل عليهم علي ضعفه، فكسرهم، و فرقهم في الدروب، ثم رجع و أسند ظهره الي باب دار هناك، فرجع القوم اليه، فصاح بهم محمد بن الأشعث: ذروه حتي أكلمه بما يريد.



قال: ثم دنا منه ابن الأشعث، حتي وقف قبالته [40] ، و [41] قال: ويلك يا ابن عقيل! لا تقتل نفسك، أنت آمن و دمك في عنقي. فقال له مسلم: أتظن يا ابن الأشعث! أني


أعطي بيدي أبدا، و أنا أقدر علي القتال! لا و الله لا كان ذلك أبدا. ثم حمل عليه حتي ألحقه بأصحابه. ثم رجع موضعه، فوقف و قال: اللهم! ان العطش قد بلغ مني. قال: فلم يجسر أحد أن [42] يسقيه الماء و لا قرب منه.

فأقبل ابن الأشعث علي أصحابه، و قال: ويلكم! ان هذا لهو العار و الفشل، أن تجزعوا من رجل واحد هذا الجزع، احملوا عليه بأجمعكم حملة واحدة. قال: فحملوا عليه، و حمل عليهم، فقصده من أهل الكوفة رجل يقال له بكير بن حمران الأحمري، فاختلفا بضربتين، فضربه بكير ضربة علي شفته العليا، و ضربه مسلم بن عقيل ضربة، فسقط الي الأرض قتيلا. قال: فطعن من ورائه طعنة،فسقط الي الأرض، فأخذ أسيرا، ثم أخذ فرسه و سلاحه.

و تقدم رجل من بني سليمان يقال له: عبيدالله بن العباس، فأخذ عمامته.

ابن أعثم، الفتوح، 96 - 92 / 5

و أرسل [43] الي مسلم بن عقيل، فخرج [44] اليهم بسيفه، [45] فما زال قاتلهم، حتي أثخنوه بالجراح، فأسروه [46] [47] .

ابن عبدربه، العقدالفريد، 378 / 4 مساوي عنه: الباعوني، جواهر المطالب، 268 / 2

فاقتحموا علي مسلم الدار، فثار عليهم بسيفه، و شد عليهم، فأخرجوهم من الدار، ثم حملوا عليه الثانية، فشد عليهم و أخرجهم أيضا، فلما رأوا ذلك علوا ظهر البيوت، فرموه بالحجارة، و جعلوا يلهبون النار بأطراف القضيب، ثم يلقونها عليه من فوق البيوت، فلما رأي ذلك، قال: أكل ما أري من الاجلاب لقتل مسلم بن عقيل؟ يا نفس اخرجي الي


الموت الذي ليس عنه محيص. فخرج اليهم مصلتا سيفه الي السكة، فقاتلهم، [48] و اختلف هو و بكير بن حمران الأحمري ضربتين: فضرب بكير فم مسلم، فقطع السيف شفته العليا، و شرع في السفلي [49] ، و ضربه مسلم ضربة منكرة في رأسه، ثم ضربة أخري علي حبل العاتق، فكاد يصل الي جوفه، و هو يرتجز و يقول:



أقسم لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا مرا [50]



كل امرئ يوما ملاق شرا

أخاف أن أكذب أو أغرا



فلما رأوا ذلك منه تقدم اليه محمد بن الأشعث، فقال له: فانك لا تكذب و لا تغر. و أعطاه الأمان، فأمكنهم من نفسه، و حملوه علي بغلة و أتوا به ابن زياد، و قد سلبه ابن الأشعث حين أعطاه الأمان سيفه و سلاحه.

المسعودي، مروج الذهب، 68 / 3 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 111 - 110

فجاءوا حتي أحاطوا بالدار، فجعل مسلم يحاربهم عن نفسه حتي كل و مل، فآمنوه، فأخذوه.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 308 / 2، السيرة النبوية (ط بيروت)، / 557

حتي أتوا الدار التي فيها ابن عقيل، فلما سمع وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال، عرف أنه قد أتي، فخرج اليهم بسيفه، فاقتحموا عليه الدار، فشد عليهم كذلك، فلما رأوا ذلك، أشرفوا عليه من فوق السطوح، و ظهروا فوقه، فأخذوا يرمونه بالحجارة، و يلهبون النيران في أطنان القصب، ثم يقذفونها عليه من فوق السطوح، فلما رأي ذلك قال: أكلما أري من الاجلاب لقتل ابن عقيل؟يا نفس اخرجي الي الموت الذي ليس منه محيص. فخرج - رضوان الله عليه - مصلتا سيفه الي السكة، فقاتلهم. [51] فأقبل عليه محمد ابن الأشعث فقال: يا فتي لك الأمان، لا تقتل نفسك. فأقبل يقاتلهم و هو يقول:




أقست لا اقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



أخاف أن اكذب أو أغرا

أو يخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع الشمس فاستقرا

كل امرئ يوما ملاق شرا



قال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تغر، ان القوم ليسوا بقاتليك، و لا ضاربيك. [52] و قد أثخن بالجراح و عجز عن القتال، فانبهر و أسند ظهره الي دار، بجنب تلك الدار، فدنا منه محمد بن الأشعث، فقال له: لك الأمان. فقال له مسلم: آمن أنا؟ قال: نعم، أنت آمن. فقال القوم جميعا: نعم. غير عبيدالله بن العباس السلمي لأنه [53] قال: «لا ناقة لي في هذا، و لا جمل.» و تنحي [54] فقال ابن عقيل: اني و الله لولا أمانكم ما وضعت يدي في أيديكم. و أتي ببغلة. فحمل عليها، فاجتمعوا عليه، فنزعوا سيفه من عنقه، فكأنه أيس من نفسه فدمعت عينه، و علم أن القوم قاتلوه، و قال: هذا أول الغدر.

فقال له محمد بن الأشعث: أرجو ألا يكون عليك بأس.

فقال: ما هو الا الرجاء، فأين أمانكم؟ (انا لله و انا اليه راجعون) وبكي.

فقال له عبيدالله بن العباس السلمي: ان مثلك، و من يطلب مثل الذي طلبت، اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك. قال: اني و الله ما أبكي لنفسي، و لا لها من القتل أرثي، و ان كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا، و لكني [55] أبكي لأهلي المقبلين الي، أبكي للحسين و آل الحسين. ثم أقبل علي ابن الأشعث فقال: اني و الله أظنك ستعجز عن أماني. و سأله أن يبعث رسولا الي الحسين بن علي يعلمه الخبر، و يسأله الرجوع. [56] فقال له ابن الأشعث: و الله لأفعلن. [57] .


أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 70 - 69 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 113 - 112، 110 - 109، 108

حتي أتوا الدار التي فيها مسلم بن عقيل، فلما سمع وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال علم أنه قد أتي، فخرج اليهم بسيفه، و اقتحموا عليه الدار، فشد عليهم. فضربهم بسيفه، حتي أخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه، فشد عليهم كذلك [58] ، [59] فاختلف هو و بكر بن حمران الأحمري، فضرب بكر فم مسلم، فقطع شفته العليا، و أسرع السيف في السفلي، و فصلت له ثنيتاه، و ضرب مسلم في رأسه ضربة منكرة، و ثناه باخري علي حبل عاتقه كادت تطلع علي جوفه، [60] فلما رأوا ذلك أشرفوا [61] عليه من فوق البيت، فأخذوا يرمونه بالحجارة، و يلهبون النار في أطنان القصب، ثم يلقونها [62] عليه [63] من فوق البيت، [64] فلما رأي ذلك [65] خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة، [66] فقال له محمد بن الأشعث: لك الأمان،


[67] لا تقتل نفسك. [68] و هو يقاتلهم و يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

اني [69] رأيت الموت شيئا نكرا



و يجعل [70] البارد سخنا مرا

رد شعاع الشمس فاستقرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

أخاف أن أكذب أو أغرا [71] .



فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تغر، فلا تجزع [72] ، ان القوم بنو عمك، [73] و ليسوا بقاتليك و لا ضائريك. [74] و كان قد أثخن بالحجارة و عجز عن القتال، فانبهر، و أسند ظهره الي جنب تلك الدار، فأعاد ابن الأشعث عليه القول: لك الأمان. [75] فقال: آمن أنا؟ قال: نعم.فقال للقوم الذين معه: ألي الأمان؟ قال القوم له: نعم. الا عبيدالله بن العباس السلمي، فانه قال: لا ناقة لي في هذا و لا جمل. و تنحي، فقال مسلم: أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم. [76] و أتي ببغلة فحمل عليها، فاجتمعوا حوله و انتزعوا سيفه، فكأنه عند ذلك آيس من نفسه و دمعت عيناه، ثم قال: هذا أول الغدر. قال له محمد بن الأشعث: أرجو ألا يكون عليك بأس. فقال: و ما هو الا الرجاء، أين أمانكم؟ انا لله و انا اليه راجعون. وبكي. فقال له عبيدالله بن العباس السلمي: ان من يطلب مثل الذي [77] تطلب، اذا نزل به مثل الذي [78] نزل بك لم يبك. [79] قال: اني و الله ما لنفسي بكيت، و لا لها من القتل أرثي، و ان كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا، و لكن أبكي


لأهلي المقبلين الي، أبكي للحسين و آل الحسين عليهم السلام [80] . [81] ثم أقبل علي محمد بن الأشعث فقال: [82] يا عبدالله اني أراك و الله ستعجز عن أماني، [83] فهل عندك خير؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلا علي لساني أن يبلغ حسينا؟ فاني لا أراه الا قد خرج اليكم اليوم مقبلا، أو هو خارج غدا و أهل بيته، و يقول: ان ابن عقيل بعثني اليك، و هو أسير في أيدي القوم، لا يري أنه يمسي حتي يقتل، و هو يقول: ارجع فداك أبي و أمي بأهل بيتك، و لا يغرك أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت، أو القتل، [84] ان أهل الكوفة قد كذبوك و ليس لمكذوب رأي. [85] فقال له ابن الأشعث: و الله لأفعلن، [86] ، [87] و لأعلمن ابن زياد أني قد آمنتك [88] و أقبل ابن الأشعث بابن عقيل عليه السلام الي باب القصر، فاستأذن، فأذن له. [89] .


المفيد، الارشاد، 59 - 57 / 2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 355 - 352 / 44؛ البحراني، العوالم، 203 - 201 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 226 - 225؛ القمي، نفس المهموم، / 113 - 112؛ مثله الفتال، روضة الواعظين، / 151 - 150؛ الأمين، أعيان الشيعة، 592 / 1، لواعج الأشجان، / 61 - 58

و سار محمد بن الأشعث، حتي أطاف بالدار.

فلما سمع مسلم وقع الحوافر، بادر الي سيفه، و خرج اليهم، فاقتحموا عليه،فردهم، ثم عادوا، فردهم حتي ضربه رجل منهم بسيفه، فقطع شفته، و ثناياه،و ضربه مسلم بأعلي رأسه، كادت تأتي عليه، و لكن سلم، فلما رأي الناس ذلك، أخذوا يرمونه من فوق البيت.

فأقبل عليه محمد بن الأشعث، فقال:

«انك أثخنت، و عجزت عن القتال، فلم تقتل نفسك، أقبل الي، و لك الأمان».

فقال: «آمن أنا؟».

قال: «نعم».

و قال القوم: «أنت آمن».

فأمكن من نفسه، [88] فدنوا منه، و حملوا. فقال:

«يا محمد بن الأشعث، أراك ستعجز عن أماني...».


و ذلك أنه نزع سيفه من عاتقه، فاستوحش.

«... فهل لك في خير؟ تستطيع أن تبعث رجلا من عندك علي لساني يبلغ حسينا - فاني أراه قد خرج، أو هو خارج غدا - فيقول له: ان ابن عقيل بعثني، و هو أسير، لا يري أنه يمسي و هو يقتل، و هو يقول لك: ارجع بأهل بيتك، و لا يغرك أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك، الذي كان يتمني فراقهم بالموت، أو القتل، ان أهل الكوفة قد كذبوك، و كذبوني، و ليس لكذوب [90] رأي».

فقال ابن الأشعث: «و الله، لأفعلن، و لأعلمن الأمير عبيدالله أني آمنتك».

و ذهب به الي ابن زياد، و أنفذ رجلا علي راحلة الي الحسين بما قال مسلم.

أبو علي مسكويه، تجارب الأمم، 52 - 51 / 2

فبعث رجلا من بني سليم في مائة فارس الي الدار، فأخذ فواتها، فقال عبيدالله علي المنبر: يا أهل الكوفة! و الله لا أدع في الكوفة بيت مدر الا هدمته، و لا بيت قصب الا أحرقته. الشجري، الأمالي، 167 / 1

حتي أتوا الدار التي فيها مسلم، فلما سمع وقع الحوافر و أصوات الرجال، علم أنه قد أتي العدو، فخرج اليهم بسيفه، و اقتحموا عليه الدار، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار، و اختلف هو و بكر بن حمران الأحمري، فضرب بكر فم مسلم، فقطع شفته العليا، و أسرع [91] في السفلي، و ضربه مسلم علي رأسه ضربة منكرة، وثني بأخري علي حبل العاتق، و خرج عليهم مصلتا بسيفه، فقال له محمد بن الأشعث: لك الأمان، لا تقتل نفسك. و هو يقاتلهم و يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

اني رأيت الموت شيئا نكرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

أخاف أن أكذب أو أغرا


فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تغر، فلا تجزع، ان القوم بنو عمك، و ليسوا بقاتليك. قال مسلم: أما لو لم تؤمنوني، ما وضعت يدي في أيديكم. فأتي ببغلة، فركبها، و اجتمعوا حوله، و انزعوا سيفه، فكأنه آيس هناك من نفسه، فدمعت عيناه، و قال: هذا أول الغدر. و أقبل علي محمد بن الأشعث و قال: اني أراك و الله ستعجز عن أماني، فهل عندك خير؟ تستطيع أن تبعث من هناك رجلا علي لساني أن يبلغ حسينا - فاني لا أراه الا خرج اليكم اليوم أو هو خارج غدا - و يقول: ان ابن عقيل بعثني اليك و هو أسير في أيدي القوم، ما أري أن يمسي حتي يقتل، و هو يقول: ارجع فداك أبي و أمي بأهل بيتك يا ابن عمي، و لا تغتر بأهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذي [كان] يتمني فراقهم بالموت أو القتل. ان أهل الكوفة كذبوك و ليس لكذوب رأي. فقال ابن الأشعث: لأفعلن، و لأعلمن ابن زياد اني قد آمنتك.

الطبرسي، اعلام الوري، / 229 - 228

فركب محمد بن الأشعث حتي وافي الدار التي فيها مسلم بن عقيل، فسمع مسلم وقع حوافر الخيل، و أصوات الرجال، فعلم أنه قد أتي، فبادر مسرعا الي فرسه، فأسرجه و ألجمه و صب عليه درعه، و اعتجر بعمامته، و تقلد سيفه، و القوم يرمون الدار بالحجارة، و يلهبون النار في هواري القصب، فتبسم مسلم، ثم قال: يا نفسي! اخرجي الي الموت الذي ليس منه محيص، و لا محيد. ثم قال للمرأة: رحمك الله، و جزاك خيرا، اعلمي أني ابتليت من قبل ابنك، فافتحي الباب. ففتحته، و خرج مسلم في وجوه القوم، كالأسد المغضب، فجعل يضاربهم بسيفه، حتي قتل جماعة، و بلغ ذلك ابن زياد، فأرسل الي محمد بن الأشعث: سبحان الله أباعبدالرحمان، بعثناك الي رجل واحد، لتأتينا به، فثلم من أصحابك ثلمة عظيمة. فأرسل اليه محمد بن الأشعث: أيها الأمير، أتظن أنك بعثتني الي بقال من بقاقيل الكوفة، أو جرمقاني من جرامقة الحيرة، أفلا تعلم أيها الأمير أنك بعثتني الي أسد ضرغام، و بطل همام؛ في كفه سيف حسام، يقطر منه الموت الزوام؟ فأرسل اليه ابن زياد أن: أعطه الأمان، فانك لن تقدر عليه الا بالأمان المؤكد بالأيمان. فجعل محمد بن الأشعث يناديه: ويحك يا ابن عقيل، لا تقتل نفسك، لك الأمان. فيقول مسلم: لا حاجة لي في أمان الغدرة الفجرة، و ينشد:




أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا مرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

رد شعاع النفس فاستقرا



أضربكم و لا أخاف ضرا

ضرب همام يستهين الدهرا



و يخلط البارد سخنا مرا

و لا أقيم للأمان قدرا



أخاف أن أخدع أو أغرا

فناداه محمد بن الأشعث: ويحك يا مسلم، انك لن تغر، و لن تخدع، و القوم ليسوا بقاتليك، فلا تقت نفسك. فلم يلتفت اليه؛ فجعل يقاتلهم حتي أثخن بالجراح، و ضعف عن الكفاح، و تكاثروا عليه من كل جانب و جعلوا يرمونه بالنبل و الحجارة، فقال مسلم: ويلكم ما لكم ترموني بالحجارة كما ترمي الكفار، و أنا من أهل بيت النبي المختار، ويلكم أما ترعون حق رسول الله، و لا حق قرباه؟ ثم حمل عليهم في ضعفه، فهزمهم، و كسرهم في الدروب و السكك؛ ثم رجع، و أسند ظهره علي باب دار من تلك الدور، و رجع القوم اليه، فصاح بهم محمد بن الأشعث: ذروه حتي أكلمه بما أريد. فدنا منه، و قال: ويحك يا ابن عقيل، لا تقتل نفسك، أنت آمن، و دمك في عنقي، و أنت في ذمتي.فقال مسلم: أتظن يا ابن الأشعث اني أعطي بيدي، و أنا أقدر علي القتال، لا و الله، لا يكون ذلك أبدا. ثم حمل عليه، فألحقه بأصحابه، ثم رجع الي موضعه، و هو يقول اللهم ان العطش قد بلغ مني. فلم يجترء أحد أن يسقيه الماء، و يدنو منه. فقال ابن الأشعث لأصحابه: ان هذا لهو العار و الشنار، أتجزعون من رجل واحد هذا الجزع، احملوا عليه بأجمعكم حملة رجل واحد. فحملوا عليه، و حمل عليهم، و قصده رجل من أهل الكوفة يقال له بكير بن حمران الأحمري، فاختلفا بضربتين، ضربه بكير علي شفته العليا، و ضربه مسلم، فبلغت الضربة جوفه، فأسقطه قتيلا، و طعن من ورائه، فسقط الي الأرض، فأخذ أسيرا ثم أخذ فرسه و سلاحه. و تقدم رجل من بني سليم يقال له: عبيدالله بن العباس، فأخذ عمامته.



(و في رواية) ان محمد بن الأشعث لما أعطاه الأمان رمي بسيفه، فأخذوه، و حملوه علي بغلة، فدمعت عيناه؛ فقال محمد: اني لأرجو أن لا بأس عليك. فقال: ويحك ما هو الا


الرجاء، فأين أمانكم؟ انا لله و انا اليه راجعون. وبكي. فقال عبيدالله بن العباس السلمي: من يطلب مثل الذي طلبت، لا يبكي. فقال: اني و الله، ما علي نفسي أبكي، لكني أبكي علي أهلي المقبلين اليكم، أبكي علي الحسين و آل الحسين. و لما ركب علي البغلة و نزع منه السيف، استرجع، و قال: هذا أول الغدر. و آيس من نفسه، و علم أن لا أمان له من القوم، فقال لمحمد بن الأشعث: اني لأظنك أن تعجز عن أماني، أفتستطيع أن تبعث رجلا عن لساني يبلغ حسينا؟ فاني لا أراه الا قد خرج الي ما قبلكم، هو و أهل بيته، فيقول له: ان مسلما بعثني اليك، و هو أسير في يد العدو، يذهبون به الي القتل، فارجع بأهلك و لا يغرنك أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت أو القتل، ان أهل الكوفة قد كذبوني، فكتبت اليك و ليس لمكذوب رأي. فقال محمد: و الله لأفعلن. و دعا بأياس الطائي، و كتب معه الي الحسين ما قاله مسلم، عن لسان مسلم، و أعطاه راحلة و زادا.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 211 - 208 / 1

[92] (أخبرنا) الشيخ الامام الزاهد أبوالحسن علي بن أحمد العاصمي أخبرنا شيخ القضاة أبو علي اسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي عن أبيه، أخبرنا أبوالحسين بن بشران، أخبرنا أبوعمرو بن السماك، حدثنا حنبل بن اسحاق، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان ابن عينية، حدثنا عمرو بن دينار، أرسل الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل الي الكوفة و [93] و كان مثل الأسد، [94] لقد [95] كان من قوته انه يأخذ الرجل بيده، فيرمي به فوق البيت. [96] الي أن قتل بالكوفة.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 214 / 1 - مثله [97] المجلسي، البحار، 354 / 44؛ البحراني، العوالم، 204 - 203 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 225؛ القمي، نفس المهموم، / 111


حتي أطافوا بالدار، [98] فحمل مسلم عليهم و هو يقول:



هو الموت فاصنع ويك ما أنت صانع

فأنت بكأس [99] الموت لاشك جارع



فصبرا لأمر الله جل جلاله

فحكم قضاء الله في الخلق ذايع



فقتل منهم واحدا و أربعين رجلا، [100] فأنفذ ابن زياد اللائمة الي ابن الأشعث،فقال: أيها الأمير انك بعثتني الي أسد ضرغام، و سيف حسام في كف بطل همام،من آل خير الأنام. قال: ويحك ابن عقيل لك الأمان. و هو يقول: لا حاجة لي في أمان الفجرة، و هو يرتجز:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



أكره أن أخدع أو أغرا

كل امرئ يوما يلاقي شرا



أضربكم و لا أخاف ضرا

ضرب غلام قط لم يفرا



[101] فضربوه بالسهام و الأحجار حتي عيي، و استند حايطا، فقال: ما لكم ترموني بالأحجار كما ترمي الكفار، و أنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار، ألا ترعون [102] حق رسول الله في ذريته؟ [103] فقال ابن الأشعث: لا تقتل نفسك، و أنت في ذمتي. قال: أؤسر، و بي طاقة؟ لا و الله لا يكون ذلك أبدا. و حمل عليه، فهرب منه، فقال مسلم: اللهم ان العطش قد بلغ مني. [104] فحملوا عليه من كل جانب، فضربه بكير بن حمران الأحمري علي شفته العليا، و ضربه مسلم في جوفه، فقتله، و طعن من خلفه، فسقط من فرسه، فأسر.

ابن شهر آشوب، المناقب، 94 - 93 / 4 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 354 / 44؛ البحراني، العوالم، 203 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 225؛ القمي، نفس المهموهم، / 112، 111؛ المازندراني، معالي السبطين، 237 - 236 / 1

فلم يعلم مسلم حتي أحيط بالدار، فخرج اليهم بسيفه، فقاتلهم، فأعطاه عبدالرحمان


الأمان، فأمكنه من يده، فحملوه علي بغلة، و انتزعوا سيفه منه، فقال: هذا أول الغدر. وبكي، فقيل له: من يطلب مثل هذا الذي تطلب اذا نزل به مثل هذا لم يبك. فقال: و الله ما أبكي علي نفسي، بل علي حسين و آل حسين.

ثم التفت الي عبدالرحمان فقال: هل يستطيع أن يبعث من عندك رجلا علي لساني، يبلغ حسينا، فاني لا أراه الا قد خرج اليكم، فيقول له ارجع و لا تغتر بأهل الكوفة. فبعث رجلا. ابن الجوزي، المنتظم، 326 / 5

حتي أتوا الدار التي فيها ابن عقيل، فلما سمع الأصوات عرف أنه قد أتي، فخرج اليهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه، فحمل عليهم، فأخرجهم مرارا، و ضرب بكير بن حمران الأحمري فم مسلم، فقطع شفته العليا و سقط ثنيتاه، و ضربه مسلم علي رأسه و ثني بأخري علي حبل العاتق كادت تطلع علي جوفه، فلما رأوا ذلك أشرفوا علي سطح البيت، و جعلوا يرمونه بالحجارة،و يلهبون النار في القصب، و يلقونها عليه، فلما رأي ذلك خرج عليهم بسيفه،فقاتلهم في السكة، فقال له محمد بن الأشعث: لك الأمان، فلا تقتل نفسك. فأقبل يقاتلهم و هو يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



أو يخلط البارد سخنا مرا

رد شعاع الشمس فاستقرا



كل امري يوما يلاقي شرا

أخاف أن أكذب أو أغرا



فقال له محمد: انك لا تكذب، و لا تخدع، القوم بنو عمك و ليسوا بقاتليك و لا ضاربيك. و كان قد أثخن بالحجارة و عجز عن القتال، فأسند ظهره الي حائط تلك الدار، فآمنه ابن الأشعث و الناس غير عمرو بن عبيدالله السلمي، فانه قال: لا ناقة لي في هذا، و لا جمل. و أتي ببغلة، فحمل عليها، و انتزعوا سيفه، فكأنه آيس من نفسه.

فدمعت عيناه، ثم قال: هذا أول الغدر. قال محمد: أرجو أن لا يكون عليك بأس. قال: و ما هو الا الرجاء، أين أمانكم؟ ثم بكي، فقال له عمرو بن عبيدالله بن عباس السلمي: من يطلب مثل الذي تطلب، اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك. فقال: ما


أبكي لنفسي، و لكني أبكي لأهلي المنقلبين اليكم، أبكي للحسين و آل الحسين. ثم قال لمحمد بن الأشعث: اني أراك ستعجز عن أماني، فهل تستطيع أن تبعث من عندك رجلا يخبر للحسين بحالي، و يقول له عني، ليرجع بأهل بيته و لا يغره أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذين كان يتمني فراقهم بالموت، أو القتل. فقال له ابن الأشعث: و الله لأفعلن. ثم كتب بما قال مسلم الي الحسين. [105] ابن الأثير، الكامل، 273 - 272 / 3


حتي أتوا دار طوعة، فسمع مسلم وقع حوافر الخيل، علم أنه قد أتي، [106] فلبس لأمته و ركب فرسه، و ضربهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار، [107] ثم عادوا، فشدوا عليه، فقتل منهم جماعة، ثم أشرفوا عليه من فوق البيت، و رموه بالحجارة، فقال له محمد بن الأشعث: لك الأمان، لا تقتل نفسك. و هو يقاتلهم و يرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمي يوم القرن:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



أكره أن أخدع أو أغرا

أو أخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع الشمس فاستقرا

كل امرء يوما يلاقي شرا



أضربكم و لا أخاف ضرا

فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تغر. و كان قد أثخن بالجراح، و كل عن القتال، فأعاد محمد بن الأشعث القول، فقال: أنا آمن؟ قال: نعم. فانتزعوا سيفه فأتي ببغلة، فركبها، فكأنه عند ذلك يئس من نفسه، فدمعت عيناه، فقال له عبيدالله بن العباس: ان من يطلب مثل ما تطلب، لا يجزع [108] . فقال: و الله ما لنفسي أجزع، و ان كنت




لا أحب لها تلفا [109] ، طرفة عين، و لكن جزعي للحسين و أهل بيته المغترين بكتابي. و قال: هذا أول الغدر. فأقبلوا به أسيرا. ابن نما، مثيرالأحزان، / 17

فأحاطوا بالدار، فخرج اليهم مسلم يقاتل، فأمنه ابن الأشعث. [110] چون شيهه ي اسبان رسيد، مسلم دعا مي خواند. دعا بتعجيل به آخر رسانيد و سلاح بپوشيد و گفت: «آنچه بر تو بود، اي طوعه! از نيكي كردن و از شفاعت رسول نصيب يافتي. من دوش در خواب بودم، عم اميرالمؤمنين را ديدم. مرا گفت: فردا پيش من خواهي بود.»

لشگر بر در خانه رسيد. ترسيد كه آتش در خانه زنند: از خانه برون رفت و چهل و دو مرد را از آن ملاعينان بكشت و باقي بگريختند. [111] ساعت به ساعت مدد آن لعين مي رسيد. عبيدالله گفت: «آخر شرم نداريد كه چندين مردان از مردي مي گريزيد؟»

محمد اشعث با او گفت: «مگر زخم بازوي بني هاشم فراموش كردي؟» زخم بسيار بر مسلم آمد. از حرب فروماند و هيچ كس را زهره ي آن نبود كه گرد او بگردد.

محمد اشعث او را امان داد عمادالدين طبري، كامل بهائي، 275 / 2 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 109، 108.@.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 139

فلما بلغوا دار المرأة [112] و سمع مسلم وقع حوافر الخيل، لبس درعه، و ركب فرسه، و جعل يحارب أصحاب عبيدالله، حتي [113] قتل منهم جماعة، فنادي اليه محمد بن الأشعث و قال: يا مسلم لك الأمان. فقال مسلم: و أي أمان للغدرة الفجرة. ثم أقبل يقاتلهم، و يرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمي يوم القرن:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



أكره أن أخدع أو أغرا

أو أخلط البارد سخنا مرا



كل امرئ يوما يلاقي شرا

أضربكم و لا أخاف ضرا



فنادوا [114] اليه: انه [115] لا يكذب و لا يغر. فلم يلتفت الي ذلك، و تكاثروا عليه بعد أن


أثخن بالجراح، فطعنه رجل من خلفه، فخر الي الأرض، فأخذ أسيرا. [116] .

ابن طاووس، اللهوف، / 55 - 54 -مساوي عنه: المجلسي، البحار، 357 / 44؛ البحراني، العوالم 206 / 17؛ القمي، نفس المهموم، / 112

فأتوا الدار، فخرج ابن عقيل اليهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه، فحمل عليهم، فأخرجهم مرارا، و ضربه بكر بن حمران الأحمري، فقطع شفته العليا، و سقط ثنيتاه [117] ، و ضربه مسلم علي رأسه، وثني بأخري علي حبل العاتق، فكادذت تطلع علي جوفه، فلما رأوا ذلك، أشرفوا علي سطح البيت، و جعلوا يرمونه بالحجارة، و يلهبون النار في القصب، و يلقونها عليه، فلما رأي ذلك خرج عليهم بسيفه، فقاتلهم في السكة، فقال له محمد بن الأشعث: لك الأمان، فلا تقتل نفسك. فأقبل يقاتلهم و يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



و يخلط البارد سخنا مرا

رد شعاع النفس مستقرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

أخاف أن أكذب أو أغرا




فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب، و لا تخدع، القوم بنو عمك، و ليسوا بقاتليك و لا ضاربيك. و كان قد أثخن بالحجارة، و عجز عن القتال، و أسند ظهره الي حائط تلك الدار، فآمنه ابن الأشعث و الناس، غير عمرو بن عبيدالله السلمي، فانه قال: لا ناقتي فيها و لا جملي.

و أتي ببغلة، فحمل عليها، و انتزعوا سيفه، فكأنه أيس من نفسه، فدمعت عيناه و قال: هذا أول الغدر. قال محمد: أرجو ألا يكون عليك بأس. قال: و ما هو الا الرجاء! أين أمانكم؟ ثم بكي، فقال له عمرو بن عبيدالله: من يطلب الذي تطلب، اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك. فقال: ما أبكي لنفسي، و لكن أبكي لأهلي المنقلبين اليكم، أبكي للحسين و آل الحسين. ثم قال لمحمد بن الأشعث: «اني أراك تعجز عن أماني، فهل تستطيع أن تبعث من عندك رجلا يخبر الحسين بحالي، و يقول له عني، ليرجع بأهل بيته، و لا يغره أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت أو القتل.» فقال ابن الأشعث: و الله لأفعلن. و فعل. النويري، نهاية الارب، 401 - 400 / 20

فخرج، و سل سيفه، و قاتل، فأعطاه ابن الأشعث أمانا، فسلم نفسه. [بسند تقدم عن أبي جعفر عليه السلام] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 207 / 3

فلم يشعر مسلم الا وقد أحيط بالدار التي هو فيها، فدخلوا عليه، فقام اليهم بالسيف، فأخرجهم من الدار ثلاث مرات، و أصيبت شفته العليا و السفلي، ثم جعلوا يرمونه بالحجارة و يهبون النار في أطناب القصب، فضاق بهم ذرعا، فخرج اليهم بسيفه، فقاتلهم، فأعطاه عبدالرحمان الأمان، فأمكنه من يده، و جائوا ببغلة، فأركبوه عليها، و سلبوا عنه سيفه، فلم يبق يملك من نفسه شيئا، فبكي عند ذلك، و عرف أنه مقتول، فيئس من نفسه، و قال: انا لله و انا اليه راجعون. فقال بعض من حوله: ان من يطلب مثل الذي تطلب، لا يبكي اذا نزل به هذا. فقال: أما و الله لست أبكي علي نفسي، و لكن أبكي علي الحسين، و آل الحسين، انه قد خرج اليكم اليوم أو أمس من مكة، ثم التفت الي محمد بن الأشعث فقال: ان استطعت أن تبعث الي الحسين علي لساني تأمره


بالرجوع. فافعل، فبعث محمد بن الأشعث الي الحسين، يأمره بالرجوع، فلم يصدق الرسول في ذلك. ابن كثير، البداية و النهاية، 156 - 155 / 8

فلم يفجأ مسلما الا و الدار قد أحيط بها، فلما رأي ذلك خرج بسيفه يدفعهم عن نفسه، فأعطاه محمد بن الأشعث: الأمان. فأمكن من يده [118] [بسند تقدم عن أبي جعفر عليه السلام]

ابن حجر، الاصابة، 333 / 1 مساوي عنه: ابن بدران في ما استدركه علي ابن عساكر، 337 / 4

ثم كان بعد ذلك بينه و بين أصحاب ابن زياد حرب، و لم يكن له ناصر الا الله، فقتل منهم جمعا كثيرا، و ظفروا به بعد ذلك و قد أثخنوه بالجراح.

تاج الدين العاملي، التتمة، / 78

فسار ابن الأشعث حتي وصل الدار، و لما سمعت المرأة صهيل الخيل و قعقعة اللجم، أقبلت الي مسلم و أخبرته بذلك، فلبس درعه و شد وسطه، و جعل يدير عينيه، فقالت المرأة: ما لي أراك تهيأت للموت؟ فقال: ما طلبة القوم غيري، و أنا أخاف أن يهجموا علي في الدار، و لا يكون لي فسحة، و لا مجال. ثم أنه عمد الي الباب و خرج الي القوم، فقاتلهم قتالا عظيما حتي قتل منهم خلقا كثيرا، فلما نظر ابن الأشعث الي ذلك، أنفذ الي ابن زياد يستمده بالخيل و الرجال، فأنفذ اليه ابن زياد يقول: ثكلتك أمك، رجل واحد يقتل منكم هذه المقتلة العظيمة، فكيف لو أرسلتك الي من هو أشد من قوة و بأسا؟ (يعني الحسين) فبعث اليه الجواب: عساك أرسلتني، الي بقال من بقاقيل الكوفة، أو الي


[119] جرمقان من جرامقة الكوفة، [120] و انما أرسلتني الي سيف من أسياف محمد [121] بن عبدالله. فلما بلغ ذلك ابن زياد أمده بالعسكر الكثير، فلما رأي مسلم ذلك، رجع الي الدار و تهيأ، و حمل عليهم حتي قتل كثيرا منهم، و صار جلده كالقنفذ من كثرة النبل، فبعث ابن الأشعث الي ابن زياد يستمده بالجند [122] و الرجال، فأرسل اليه بذلك، و قال لهم: يا ويلكم أعطوه الأمان، و الا أفناكم عن آخركم. فنادوه بالأمان، فقال لهم: لا أمان [123] لكم يا أعداء الله، و أعداء رسوله. ثم حمل عليهم، فقاتلهم [124] . ثم أنهم احتالوا عليه، و حفروا له حفرة عميقة [125] في وسط الطريق، [126] و أخفوا رأسها بالدغل و التراب، ثم انطردوا بين يديه، فوقع بتلك الحفرة و أحاطوا به، فضربه ابن الأشعث علي محاسن وجهه، [127] فلعب السيف في عرنين أنفه، و محاجر عينيه، حتي بقيت أضراسه تلعب في فمه، فأوثقوه، و أخذوه أسيرا [128] الي ابن زياد. [129] .

الطريحي، المنتخب، 427 - 426 / 2 مساوي عنه: الدربندي، أسرار الشهادة، / 226 - 225

فساروا حتي أتوا دار العجوز، فسمعت صهيل الخيل، و قعقعة اللجم، و زعقات الرجال، فأخبرت مسلم بذلك، فقال مسلم: ما طلب القوم غيري. فقال لها: هاتي سيفي. فقام، و شد وسطه بمنطقته، و تدرع بدرعه، و خرج الي القوم و هو يهز سيفه، فقالت له العجوز: يا سيدي! أراك تأهبت للموت. قال: و الله أجل، لابد من الموت. ثم عمد الي الباب و اقتلعه، و كان ضخم الدسيعة، و خرج الي القوم و قاتلهم قتالا شديدا،


و قتل منهم مائة و ثمانين فارسا، و انهزم الباقون، فلما نظر ابن الأشعث الي شجاعة مسلم عليه السلام أرسل الي ابن زياد (لعنه الله): أدركني بالخيل و الرجال. فأرسل اليه خمسمائة فارس، فخرج اليهم مسلم بن عقيل عليه السلام، فقتل منهم مقتلة عظيمة، فأرسل ابن الأشعث الي ابن زياد (لعنه الله): أدركني بالخيل و الرجال. فأنفذ اليه ابن زياد (لعنه الله) يقول: ثكلتك أمك، و عدموك قومك، رجل واحد يقتل منكم هذه المقتلة العظيمة، فكيف لو أرسلتك الي من هو أشد بأسا، و أصعب مراسا - يعني بذلك الحسين عليه السلام -.

فكتب اليه محمد بن الأشعث يقول: أتظن أنك أرسلتني الي بقال من بقاقيل الكوفة، أو الي جرمقان من جرامقة الحيرة، ألم تعلم أنك وجهتني الي بطل ضرغام، و ليث همام، و سيف من أسياف رسول الله. فأنفذ اليه ابن زياد (لعنه الله) خمسمائة فارس و قال: يا ويلكم أعطوه الأمان و الا أفناكم عن آخركم. فصاحوا به: يا مسلم بن عقيل عليه السلام لك الأمان. فقال: لا أمان لكم يا أعداء الله، و أعداء رسوله. ثم خرج اليهم و قاتلهم قتالا شديدا، فاختلف هو و بكر بن حمران بضربتين، فعاجله مسلم، فضربه علي أم رأسه، فقتله، ثم عطف علي آخر فقتله، قال: فأشرف القوم علي السطوح و جعلوا يلهبون عليه النيران. فبرز اليهم و هو يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



أخاف أن أخدع أو أغرا

رد شعاع الشمس فاستقرا



أضربكم و لا أخاف ضرا

فعل غلام قط لن يفرا



و كل ذي غدر سيلقي غدرا

أيضا و يصلي في الجحيم حرا



ثم حمل علي القوم، و قاتلهم قتالا شديدا، و قتل منهم خلقا كثيرا، فأقبل عليهم لعين و قال لهم: أنا أنصب له شركا لا يخلص منه. قالوا: بماذا؟ قال: نحفر له بئرا في الطريق، و نطمها بالدغل و التراب، و نحمل عليه، و ننهزم قدامه، و أرجو أن لا يفلت منها. ففعلوا ذلك، و مسلم عليه السلام لا يعلم بما فعلوا من المكر، ثم حملوا عليه، و حمل عليهم، فانهزموا بين


يديه، فوقع في البئر، فأحاطوا به من كل جانب و مكان، فأخرجوه اليهم، فضربه ابن الأشعث (لعنه الله) علي محاسن وجهه، فلعب السيف في عرنين أنفه، فسقطت أضراسه، و أخذوه أسيرا الي ابن زياد (لعنه الله).

مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 35 - 33

و قال محمد بن أبي طالب: لما قتل مسلم منهم جماعة كثيرة، و بلغ ذلك ابن زياد، أرسل الي محمد بن الأشعث يقول: بعثناك الي رجل واحد لتأتينا به، فثلم في أصحابك ثلمة عظيمة، فكيف اذا أرسلناك الي غيره؟ فأرسل ابن الأشعث: أيها الأمير أتظن أنك بعثتني الي بقال من بقالي الكوفة، أو الي جرمقاني من جرامقة الحيرة؟ أو لم تعلم أيها الأمير، أنك بعثتني الي أسد ضرغام، و سيف حسام، في كف بطل همام، من آل خير الأنام. فأرسل اليه ابن زياد أن أعطه الأمان، فانك لا تقدر عليه الا به.

المجلسي، البحار، 354 / 44 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 203 / 17؛ القمي، نفس المهموم، / 111

و قال أبومخنف: فسمعت المرأة صهيل الخيل، و قعقعة اللجم و زعقات الرجال، أقبلت الي مسلم و أخبرته، فقال: يا أماه علي بدرعي، و لأمة حربي. فاتته به، فشد وسطه، و لبس لأمة حربه، و العجوز تنظر اليه، فقالت: يا قرة عيني أراك تأهبت للموت، لا يكون ذلك أبدا. فقال: يا أماه أخشي أن يهجموا علي، و أنا في دارك و لا يكون فسحة في المجال، فأصير قتيلا. فقالت: سيدي، و الله لئن قتلت، لأقتلن روحي فداك. ثم انه عمد الي الباب، و قلعها، و كان صخم الساعدين و اذا التقي مع الفوارس يقوم شعر بدنه من بين ثيابه، و لم يزل يقاتل حتي قتل مائة و خمسين فارسا، و انهزم الباقون من بين يديه، و العجوز علي السطح تشجعه و تحرضه علي القتال، فلما رأي ابن الأشعث ما فعل بهم و انهزام أصحابه، أنفذ الي ابن زياد يقول: أدركني بالخيل و الرجال. الي قوله، أنفذ ابن زياد اليه خمسمائة فارس. الدربندي، أسرار الشهادة، / 225.

اذ سمع وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال عرف أنه قد أتي، فعجل في دعائه، ثم لبس لأمته، و قال: يا نفس اخرجي الي الموت الذي ليس له محيص. فقالت العجوز: سيدي أراك تتأهب للموت. قال: نعم لابد لي من الموت، و أنت قد أديت ما عليك من


البر و الاحسان، و أخذت نصيبك من شفاعة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سيد الانس و الجان. فاقتحموا عليه الدار و هم ثلاثمأة رجل، فخاف مسلم أن يحرقوا عليه الدار، فخرج منه، و شد عليهم حتي أخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه [...]

فأنفذ ابن زياد، يقول: ثكلتك أمك، و عدموك قومك، رجل واحد يقتل هذه المقتلة العظيمة، فكيف لو أرسلتك الي من هو أشد بأسا، و أصعب مراسا - يعني الحسين بن علي - فكتب اليه: عساك تظن أنك أرسلتني الي بقال من بقاقيل أهل الكوفة، أو الي جرمقاني من جرامقة الحيرة، و انما وجهتني الي بطل همام، و شجاع ضرغام، و سيف حسام في كف بطل همام من آل خير الأنام. فأرسل اليه بالعساكر، و قال: أعطه الأمان، فانك لا تقدر عليه الا به. فبينما هو يقاتل، اذ اختلف بينه و بين بكر بن حمران ضربات، فضرب بكر فم مسلم، فقطع شفته العليا، و أسرع السيف في السفلي، و فصلت له ثنيتاه، و ضرب مسلم في رأسه ضربة منكرة، و ثناه بأخري علي حبل العاتق، و حمل علي القوم، فلما رأوا ذلك، أشرفوا عليه من أعلي السطوح، و أخذوا يرمونه بالحجارة، و يلهبون النار في أطنان القصب، ثم يرمونها عليه، و في (العقد الفريد): فجعل الناس يرمونه بالآجر فوق البيوت، فلما رأي ذلك، خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة، فقال محمد بن الأشعث: لك الأمان يا مسلم، لا تقتل نفسك. فقال: و أي أمان للغدرة الفجرة. و أقبل يقاتلهم و هو يرتجز و يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت كأسا مرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

أخاف أن أخدع أو أغرا



و كان روحي له الفداء قد أثخن بالحجارة، و عجز عن القتال، و أسند ظهره الي جنب تلك الدار.

و قال المسعودي في (مروج الذهب): فأعطوه الأمان من نفسه و حملوه علي بغلة، و سلبه ابن الأشعث سيفه و سلاحه، و أتوا به ابن زياد (لعنه الله).

فلما أخذ أسيرا و حمل علي بغلة جعل يبكي، فقال له عبيدالله بن العباس: ان من


يطلب مثل الذي طلبت، اذا نزل به مثل ما نزل بك، لم يبك. قال: و الله اني ما لنفسي بكيت، و لكني أبكي لأهلي المقبلين الي، أبكي للحسين و آل الحسين. ثم التفت الي ابن الأشعث و قال: هل تستطيع أن تبعث من عندك رجلا، يبلغ حسينا عن لساني؟ فاني لا أراه الا و قد خرج اليوم مقبلا أو خارج غدا، و يقول له ابن عمك مسلم بن عقيل بعثني اليك، و هو أسير في أيدي القوم لا يري أنه يمسي حتي يقتل، و يقول لك: ارجع فداك أبي و أمي، و لا يغررك أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت و القتل.

المازندراني، معالي السبطين، 238، 237، 236 - 235 / 1

فلما قتل مسلم منهم جماعة كثيرة و بلغ ابن زياد ذلك، أرسل الي محمد بن الأشعث: أرسلناك الي رجل واحد، فثلم في أصحابك ثلمة عظيمة، فكيف اذا أرسلناك الي غيره؟ فأرسل ابن الأشعث اليه: أتظن أنك بعثتني الي بقال من بقاقلة الكوفة، أو الي جرمقاني من جرامقة الحيرة، أولم تعلم أنك بعثتني الي أسد ضرغام، و سيف حسام في كف بطل همام من آل خير الأنام. فأرسل اليه،أن أعطه الأمان. فقال محمد بن الأشعث: لك الأمان، لا تقتل نفسك. فلم يلتفت مسلم الي ذلك، و لم يزل يقاتل و هو يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



أخاف أن أكذب أو أغرا

فقال له ابن الأشعث: انك لن تكذب، و لن تغر، و لم تخدع، ان القوم بنوعمك، و ليسوا بقاتليك و لا ضاريك. و كان قد أثخن بالحجارة، فقال مسلم رضي الله عنه: و أي أمان للغدرة الفجرة: و تكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح، و عجز عن القتال، فأسند ظهره الي جنب تلك الدار، فأعاد ابن الأشعث: لك الأمان يا مسلم. فقال: آمن أنا؟ قال: نعم. فقال للقوم الذين معه: ألي الأمان؟ فقالوا: نعم. الا عبيدالله بن العباس السلمي، فانه قال: لا ناقة لي فيها و لا جمل. ثم تنحي، فقال مسلم: لو لم تأمنوني ما وضعت يدي في أيديكم. فأتي ببغلة، فحمل عليها، و اجتمعوا حوله، و نزعوا سيفه، فكأنه عند ذلك يئس من نفسه، فدمعت عيناه، و قال: هذا أول الغدر، أين أمانكم؟ انا لله و انا اليه




راجعون، ثم بكي. فقال له عبيدالله السلمي: ان من يطلب مثل الذي تطلب، لم يبك اذا نزل به مثل ما نزل بك. قال: و الله ما لنفسي بكيت، و لا لها من القتل أرثي، و ان كنت لا أحب لها طرفة عين تلفا، و لكن أبكي لأهلي المقبلين علي، أبكي لحسين و آل حسين عليه السلام. ثم أقبل علي محمد بن الأشعث فقال: يا عبدالله، اني أراك و الله ستعجز عن أماني، فهل عندك خير، تستطيع أن تبعث من عندك رجلا علي لساني أن يبلغ حسينا ما جري؟ فاني لا أراه الا و قد خرج اليوم أو هو خارج غدا، و معه أهل بيته و يقول له: ان ابن عقيل بعثني اليك، و هو أسير في يد القوم، لا يري أنه يمسي حتي يقتل، و هو يقول: ارجع فداك أبي و أمي و أهل بيتك، و لا يغروك أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذين كان يتمني فراقهم بالموت أو القتل، ان أهل الكوفة قد كذبوك و ليس للكذوب رأي. فقال ابن الأشعث: و الله لأفعلن، و لأعلمن ابن زياد [أني] قد أمنتك. و انتهي بابن عقيل الي باب القصر.

الجواهري، مثير الأحزان، / 26 - 25

و لما سمع مسلم وقع حوافر الخيل عرف أنه قد أتي، فعجل دعاءه الذي كان مشغولا به بعد صلاة الصبح، ثم لبس لأمته، و قال لطوعة: قد أديت ما عليك من البر، و أخذت نصيبك من شفاعة رسول الله، و لقد رأيت البارحة عمي أميرالمؤمنين في المنام و هو يقول لي: أنت معي غدا.

و خرج اليهم مصلتا سيفه، و قد اقتحموا عليه الدار، فأخرجهم منها، ثم عادوا اليه و أخرجهم، و هو يقول:



هو الموت فاصنع ويك ما أنت صانع

فأنت بأكس الموت لا شك جارع



فصبرا لأمر الله جل جلاله

فحكم قضاء الله في الخلق ذايع



فقتل منهم أحد و أربعين رجلا، و كان من قوته يأخذ الرجل بيده و يرمي به فوق البيت.

و أنفذ ابن الأشعث الي ابن زياد يستمده الرجال، فبعث اليه اللائمة، فأرسل اليه: أتظن انك أرسلتني الي بقال من بقالي الكوفة، أو جرمقاني من جرامقة الحيرة، و انما أرسلتني الي سيف من أسياف محمد بن عبدالله، فمده بالعسكر.


و اشتد القتال، فاختلف مسلم و بكير بن حمران الأحمري بضربتين، ضرب بكير فم مسلم، فقطع شفته العليا، و أسرع السيف الي السفلي، و نصلت لها ثنيتان، و ضربه مسلم علي رأسه ضربة منكرة، و أخري علي حبل العاتق حتي كادت أن تطلع الي جوفه، فمات.

ثم أشرفوا عليه من فوق ظهر البيت يرمونه بالحجارة، و يلهبون النار في أطنان القصب، و يلقونها عليه، فشد عليهم يقاتلهم في السكة، و هو يرتجز:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

و يخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع النفس فاستقرا

أخاف أن أكذب أو أغرا



و أثخنته الجراحات، و أعياه نزف الدم، فاستند الي جنب تلك الدار، فتحاملوا عليه يرمونه بالسهام و الحجارة، فقال: ما لكم ترموني بالحجارة كما ترمي الكفار، و أنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار، ألا ترعون حق رسول الله في عترته؟

فقال له ابن الأشعث: لا تقتل نفسك و أنت في ذمتي. قال مسلم: أؤسر، و بي طاقة! لا و الله لا يكون ذلك أبدا. و حمل علي ابن الأشعث، فهرب منه، ثم حملوا عليه من كل جانب و قد اشتد به العطش، فطعنه رجل من خلفه، فسقط الي الأرض و أسر.

و قيل: انهم عملوا له حفيرة و ستروها بالتراب، ثم انكشفوا بين يديه حتي اذا وقع فيها أسروه. المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 186 - 183

حتي أتوا الدارالتي فيها مسلم. فلما سمع مسلم وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال عرف أنه قد أتي، فالتفت الي (طوعة) و قال لها: «رحمك الله و جزاك خيرا».

و خرج اليهم بسيفه، و اقتحموا عليه الدار، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه، فشد عليهم كذلك، و هو يقول:



هو الموت فاصنع ويك ما أنت صانع

فأنت بكأس الموت لا شك جارع



و صبرا لأمر الله جل جلاله

فحكم قضاء الله في الخلق ذايع




فجعل يحصد فيهم - و قد ازدحموا عليه - حتي ضجت الجموع من كثرة من قتل منهم، فقد قيل: انه قتل واحدا و أربعين رجلا غير المجروحين.

و كان من قوته أن يأخذ الرجل بيده، و يرمي به من فوق البيت.

و اختلف هو و بكير بن حمران الأحمري بضربتين، فضرب بكير فم مسلم، فقطع شفته العليا، و أسرع السيف في السفلي، و فصلت له ثنيتاه، و ضرب مسلم رأس بكير ضربة منكرة، و ثناه بأخري علي حبل العاتق كادت تطلع الي جوفه.

فلما رأوا ذلك منه أشرفوا عليه من فوق البيوت، و جعلوا يرمونه بالحجارة و يلهبون النار في أطنان القصب، ثم يلقونها عليه من فوق السطوح.

فلما رأي ذلك منهم خرج اليم مصلتا سيفه في السكة، و جعل يقاتلهم مقاتلة الأبطال و هو يرتجز و يقول:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نكرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

و يخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع الشمس فاستقرا

أخاف أن اكذب أو أغرا



فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تغر و لا تخدع، ان القوم بنوعمك، و ليسوا بقاتليك و لا ضائريك.

فلم يعبأ ابن عقيل بكلامه، فكر عليهم حتي قتل منهم مقتلة عظيمة.

و طلب ابن الأشعث من ابن زياد أن يمده بالخيل و الرجال.

فمده ابن زياد بما يريد، و أرسل اليه يقول: «انا بعثناك الي رجل واحد لتأتينا به، فثلم في أصحابك هذه الثلمة العظيمة، فكيف اذا أرسلناك الي غيره» - يعني بذلك الحسين بن علي عليهماالسلام -.

فأجابه ابن الأشعث: «أيها الأمير! أتظن أنك بعثتني الي بقال من بقالي الكوفة، أو جرمقاني من جرامقة الحيرة، أو لم تعلم أنك بعثتني الي أسد ضرغام، و سيف حسام في كف بطل همام من آل خير الأنام».


فأرسل اليه ابن زياد: أن أعطه الأمان، فانك لا تقدر عليه الا به.

فدنا منه ابن الأشعث و قال: يا ابن عقيل لك الأمان، لا تقتل نفسك، و أنت في ذمتي. فقال مسلم: أوسر و بي طاقة؟ لا و الله لا يكون ذلك أبدا، و أي أمان للغدرة الفجرة.

ثم حمل علي ابن الأشعث، فهرب منه، ثم رجع الي موضعه و هو يقول: «اللهم ان العطش قد بلغ ني». فلم يجترئ أحد أن يسقيه الماء و يدنو منه.

فصاح ابن الأشعث بأصحابه: ان هذا لهو العار و الشنار، أن تجزعوا من رجل واحد هذا الجزع؟ احملوا عليه بأجمعكم حملة واحدة.

فحملوا عليه من كل جانب - و قد أثخنته الجراحات و أعياه نزف الدم - و اشتد به العطش، و ضعف عن القتال، فتساند الي جنب دار من تلك الدور، فطعنه لعين من القوم من خلفه، فسقط الي الأرض صريعا، فأسره القوم.

و قل: ان محمد بن الأشعث لما أعطاه الأمان - أولا - أعاد عليه القول - ثانيا: «لك الأمان» فقال مسلم للقوم الذين معه: لي الأمان؟ قالوا: بلي. الا عبيدالله بن العباس السلمي، فانه قال: لا ناقة لي في هذا و لا جمل. و تنحي. فقال مسلم: أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم.

و أتي ببغلة، فحمل عليها، و اجتمعوا حوله، و انتزعوا سيفه، فكأنه عند ذلك أيس من نفسه، فدمعت عيناه، ثم قال: هذا أول الغدر. فقال له محمد بن الأشعث: اني لأرجو أن لا يكون عليك بأس. قال مسلم: ما هو الا الرجاء، فأين أمانكم؟ انا لله و انا اليه راجعون. ثم بكي.

فقال له عبيدالله العباس السلمي: ان الذي يطلب مثل الذي طلبت، لا يبكي اذا نزل به مثل الذي نزل بك.

فقال مسلم: و الله اني ما لنفسي بكيت، و لا لها من القتل أرثي، و ان كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا، و لكن أبكي لأهلي المقبلين عليكم، أبكي للحسين و آل الحسين.

قالوا: و لما أركب علي البغلة و نزع منه السيف، استرجع و قال: هذا أول الغدر، و أيس


من نفسه، و علم، أن لا أمان له من القوم.

فالتفت الي محمد بن الأشعث، و قال له: «اني لأظنك ستعجز عن أماني، أفتستطيع أن تبعث رجلا عن لساني يبلغ حسينا، فاني لا أراه الا قد خرج الي قبلكم هو و أهل بيته، فيقول له: ان مسلما بعثني اليك و هو أسير في أيدي القوم، يذهبون به الي القتل، فارجع بأهلك، و لا يغرنك أهل الكوفة، فانهم أصحاب أبيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت أو القتل، ان أهل الكوفة قد كذبوني، فكتبت اليك، و ليس لمكذوب رأي».

فقال له محمد بن الأشعث: و الله لأفعلن، و لأعلمن ابن زياد أني قد أمنتك. و دعا بأياس الطائي، و كتب معه الي الحسين ما قاله مسلم و ما أمر به عن لسانه، و أعطاه زادا و راحلة، فسيره الي جهة المدينة.

بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 240 - 235



پاورقي

[1] آنان آمدند و خانه‏اي را که مسلم بن عقيل در آن بود، محاصره کردند و آن را گشودند. مسلم با ايشان به جنگ پرداخت و آنان به او سنگ زدند و دهانش شکست و او را دستگير و بر استري سوار کردند و پيش ابن‏زياد آوردند. دامغاني، ترجمه اخبار الطوال، / 288.

[2] پس او را دستگير کردند. آيتي، ترجمه اخبار الطوال، 179 / 2.

[3] [لم يرد في الأمالي و تهذيب الکمال و تهذيب التهذيب].

[4] [في الأمالي: «محمد» و في تهذيب الکمال و تهذيب التهذيب: «محمد بن الأشعث»].

[5] [لم يرد في العبرات].

[6] [من هنا حکاه عنه في البداية].

[7] [العبرات: «طلبت»].

[8] [زاد في البداية:

«عني الرسالة»].

[9] [البداية: «فتقول له»].

[10] [في البداية: «لا يدري أيصبح أم يمسي» و في العبرات: «لا يري أن تمسي»].

[11] [في البداية: «لا يدري أيصبح أم يمسي» و في العبرات: «لا يري أن تمسي»].

[12] [البداية: «لکاذب»].

[13] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[14] [البداية: «فدعا»].

[15] [البداية: «فدعا»].

[16] [البداية: «العباس»].

[17] [البداية: «اذهب فالق»].

[18] [البداية: «ثم أعطاه راحلة و تکفل له بالقيام بأهله و داره»].

[19] [لم يرد في العبرات].

[20] [لم يرد في العبرات].

[21] [البداية: «ثم أعطاه راحلة و تکفل له بالقيام بأهله و داره»].

[22] مسلم بي‏خبر بود تا وقتي که خانه را محاصره کردند و چون چنين ديد، با شمشير برون شد و با آنها بجنگيد. عبدالرحمان او را امان داد که تسليم شد.

که سوي خانه‏اي رفتند که ابن‏عقيل آنجا بود که وقتي صداي سم اسبان و صوت مردان را شنيد، بدانست که سوي وي آمده‏اند و با شمشير سوي آنها رفت.

مهاجمان به خانه ريختند. مسلم با شمشير حمله برد و ضربت زد تا از خانه بيرونشان کرد، آن گاه بازآمدند و باز حمله برد. ضربتي ميان وي و بکير بن حمران احمري رد و بدل شد. بکير ضربتي به دهان مسلم زد که لب بالاي وي را قطع کرد و شمشير در لب پايين نشست و دو دندان جلو را شکست. مسلم نيز ضربتي سخت به سر وي زد و ضربتي ديگر زير شانه‏اش زد که نزديک بود به شکمش فرورود. و چون چنان ديدند بالاي اتاق رفتند و او را سنگباران کردند. دسته‏هاي ني را آتش مي‏زدند و از بالاي اتاق بر او مي‏افکندند و چون چنين ديد با شمشير کشيده به کوچه آمد و با آنها بجنگيد.

محمد بن اشعث پيش آمد و گفت: «اي جوان، در اماني! خودت را به کشتن مده!» اما او به جنگ بود و جزي به اين مضمون مي‏خواند:

«قسم ياد کرده‏ام که آزاد کشته شوم

اگر چه مرگ چيزي ناباب باشد

هر کس روزي دچار شر مي‏شود

وگرم تلخ، به جنگ مي‏آميزد

پرتو خورشيد را پس آر که پايدار بماني

بيم دارم دروغم غم گويند يا فريبم دهند.»

محمد بن اشعث گفت: «به خدا دروغت نمي‏گويند و خدعه نمي‏کنند و فريبت نمي‏دهند. اين قوم، پسرعموهاي تواند تو را نمي‏کشند و نمي‏زنند.»

مسلم از سنگها زخمي شده بود و تاب جنگ نداشت. نفسش گرفت و پشت به ديوار خانه داد. محمد بن اشعث به وي نزديک شد و گفت: «در اماني!»

گفت: «در امانم؟»

گفت: «آري!»

آن جمع نيز گفتند: «در اماني!» به جز عمرو بن عبدالله سلمي که گفت: «به من مربوط نيست.»

و به کناري رفت. ابن‏عقيل گفت: «اگر امانم نداده بوديد، دست در دست شما نمي‏نهادم».

گويد: آن گاه استري آوردند و او را بر آن نشاندند و به دورش فراهم آمدند و شمشيرش را از گردنش برگرفتند. گويي در اين وقت از جان خويش نوميد شد و چشمانش پر از شک شد و گفت: «اين آغاز خيانت است.»

محمد بن اشعث گفت: «اميدوارم خطري نباشد».

گفت: «فقط اميد؟ پس امان شما چه شد؟ انا لله و انا اليه راجعون،» و بگريست. عمرو بن عبيد بدو گفت: «هر که چيزي چونان جويد که تو مي‏جستي و بدو آ رسد که به تو رسيد، نبايدش گريست».

گفت: «به خدا براي خودم نمي‏گريم. دريغاگوي خويشتن نيستم که کشته مي‏شوم. اگر چه هرگز در آرزوي هلاک خويش نبوده‏ام، اما براي کسانم مي‏گريم که سوي من مي‏آيند. براي حسين و خاندان حسين مي‏گريم.»

آن گاه روي به محمد بن اشعث کرد و گفت: «اي بنده‏ي خدا! به خدا مي‏بينم که قدرت ايمن داشتن من نداري. آيا خيري به نزد تو هست؟ مي‏تواني از پيش خود يکي را بفرستي که از زبان من به حسين پيغام برد؟ مي‏دانم هم امروز و با خاندان خويش سوي شما روان شده است، يا فردا روان مي‏شود و اين غم و اندوه که مي‏بيني به سبب آن است. بگويد: وقتي ابن‏عقيل مرا پيش تو فرستاد، به دست قوم اسير بود و مي‏دانست که به سرف کشته شدن مي‏رود. گفت با خاندان خويش بازگرد، مردم کوفه فريبت ندهند که همان ياران پدرت هستند که آرزو داشت با مرگ يا کشته شدن از آنها جدا شود. مردم کوفه با تو دروغ گفتند، با من نيز دروغ گفتند و دروغزده را رأي درست نيست.»

ابن‏اشعث گفت: «به خدا چنين مي‏کنم. به ابن‏زياد نيز مي‏گويم که تو را امان داده‏ام.»

جعفر بن حذيفه‏ي طايي (سعيد بن شيبان نيز اين حديث را بشناخت) گويد: محمد بن اشعث به اياس بن عثل طايي که مردي شاعر پيشه بود و پيش محمد مي‏آمد، گفت: «پيش حسين رو و اين نامه را به او برسان!».

در نامه سخناني را که ابن‏عقيل بدو گفته بود، نوشت و گفت: «اين توشه و اين لوازم و اين هم از آن نانخورانت.»

گفت: «پس مرکوبم کو که مرکوبم را فرسوده‏ام».

گفت: «اين نيز مرکب و جهاز. برنشين!»

گويد: «اياس برفت.»

گويد: آن دو کس برفتند و وارد خانه شدند. مسلم به نزد زني بود که براي وي آتش افروخته بود و او خون از خويش مي‏شست. بدو گفتند: «بيا! امير تو را مي‏خواهد.»

گفت: «براي من قراري نهيد.»

گفتند: «اختيار اين کار را نداريم.»

پاينده، ترجمه تاريخ طبري، 2978 - 2977، 2954 - 2951، 2921 / 7.

[23] في د: الرجل.

[24] في د: بطلبه.

[25] في د:بطلبه.

[26] في د: فأسرجها و ألجمها.

[27] في د: فأسرجها و ألجمها.

[28] من د و بر، و وقع في الأصل: تلقد مصحفا.

[29] زيد في د: الله.

[30] زيد في د: و قال.

[31] في د: اني.

[32] من د و بر، و في الأصل: و تبت.

[33] في د: بوجوه.

[34] في د: بوجوه.

[35] زيد في د: لعنه الله.

[36] في الأصل: عبيد، و في د و بر: عبدالله.

[37] في د: تراعوني لأجل.

[38] ليس في د.

[39] ليس في د.

[40] في د: قباله.

[41] في د: ثم.

[42] ليس في د.

[43] [جواهر المطالب: «ثم أرسل»].

[44] [جواهر المطالب: «عليهم بالسيف»].

[45] [جواهر المطالب: «عليهم بالسيف»].

[46] [جواهر المطالب: «ثم أسروه، فبعث معه»].

[47] ظاهر هذه العبارة أن استشهاد مسلم رفع الله مقامه کان بعد شهادة هانئ، و لکن المذکور في جميع المصادر الوثيقة القديمة أن هانئا استشهد بعد استشهاد مسلم صلوات الله عليهما. [جواهر المطالب].

[48] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[49] في ا «و أشرع في السفلي».

[50] في ا «أقسمت لا أقتل - الخ».

[51] [لم يرد في نفس المهموم].

[52] [الي هنا حاه عنه في نفس المهموم].

[53] [نفس المهموم: «فانه»].

[54] [نفس المهموم: «فتنحي»].

[55] [نفس المهموم: «و لکن»].

[56] [الي هنا حاه عنه في نفس المهموم].

[57] ابومخنف از قدامة بن سعد روايت کرده است که گفت: ابن‏زياد محمد بن اشعث را با شصت يا هفتاد تن که همه از تيره‏ي قيس بودند، به سرکردگي عبيدالله بن عباس سلمي براي دستگير ساختن مسلم فرستاد، و آنها همچنان تا پشت خانه (طوعه) که مسلم در آن جا بود، آمدند؛ و چون مسلم بن عقيل صداي سم اسبان و بانگ مردان را شنيد، دانست که به سراغ او آمده‏اند. از اين رو با شمشير به سوي آنها بيرون آمد. آنها به خانه‏ي مزبور هجوم کردند. مسلم نيز بدانها حمله آورد. همراهان اشعث که چنان ديدند، به بامها بالا رفتند و از بالا بدان جناب سنگ پرتاب مي‏کردند و دسته‏هاي ني را آتش زده بر سرش مي‏ريختند.

مسلم که چنان ديد، فرمود: «اين همه سر و صدا براي کشتن پسر عقيل است؟! اي نفس! بيرون رو! به سوي آن مرگي که گريزي از آن نيست.»

(اين سخن را گفته) و با شمشير کشيده، خود را به کوچه رسانيد و با آنها به پيکار پرداخت.

محمد بن اشعث (که چنان ديد، پيش آمد)، گفت: «اي جوان! تو در اماني بي جهت خود را به هلاکت ميفکن!» اما مسلم همچنان جنگ مي‏کرد و اين رجز را مي‏خواند:



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نکرا



أخاف أن أکذب او اغرا

أو يخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع النفس [متن عربي آن: «الشمس» مي‏باشد] فاستقرا

کل امري يوما ملاق شرا



1. سوگند خورده‏ام که کشته نشوم، مگر آزادانه و من خود مرگ را چيز ناپسندي نمي‏بينم.

2. ترس آن دارم که به من دروغ گويند يا فريبم دهند يا چيزي سرد يا گرم و تلخ آميخته شود.

3. اکنون افکار پريشان نفس گرد آمد و آسوده گشت و هر مردي بالاخره روزي به ناگواريهاي زندگي برخورد خواهد کرد.

محمد بن اشعث پيش آمد و بدو گفت: «دروغ به تو نگويند و فريبت ندهند، و اين مردم (يعني ابن‏زياد و دار و دسته‏اش) تو را نخواهند کشت و آزارت نکنند».

در اين حال که زخمهاي وارده بر پيکر مسلم او را کوفته و از جنگ ناتوان و درمانده‏اش ساخته بود، نفسش بريد، و (براي رفع خستگي) پشت به ديوار آن خانه داد. بار ديگر محمد بن اشعث پيش آمد و گفت: «تو در اماني».

مسلم فرمود: من در امانم؟

محمد بن اشعث و همراهانش گفتند: «آري! تو در اماني».

به جز عبيدالله بن عباس سلمي که گفت: «لا ناقة لي في هذا و لا جمل» «مرا در اين کار نه شتر ماده‏اي است و نه شتر نري»؛ (يعني من سودي در اين کار نمي‏برم تا امان دهم يا ندهم) و به يک سو رفت.

مسلم فرمود: «به خدا سوگند، اگر امان شما نبود، من دست در دست شما نمي‏گذاردم».

در اين هنگام استري آوردند و آن جناب را بر آن سوار کردند. همراهان اشعث گرد آن جناب را گرفتند و شمشير از گردنش باز کردند. و در آن حال بود که مسلم با ديدن اين جريان مثل اين که از زندگي خويش نااميد شد و اشک از ديدگانش سرازير گشت و دانست که آنها او را خواهند کشت. از اين رو فرمود: «اين نخستين بي‏وفايي و پيمان‏شکني شما بود.»

محمد بن اشعث گفت: «اميدوارم که (گزندي به تو نرسد و) باکي بر تو نباشد»

مسلم فرمود: جز همين اميد، چيزي ديگر نيست. پس چه شد امان شما؟ «انا لله و انا اليه راجعون»، و بگريست. عبيدالله بن عباس سلمي پيش آمد و گفت: «کسي که خواهان آنچه تو خواهانش بودي، باشد، نبايد براي مانند اين پيشامدها گريه کند؛ (يعني کسي که درصدد رياست باشد، بايد آماده‏ي چنين روزهايي هم باشد).

مسلم فرمود: «به خدا سوگند، من براي خويشتن نگريم و از کشته شدن نيز نمي‏نالم اگرچه يک چشم برهم زدن هم مردن را دوست ندارم - ولي من براي خاندانم که به سوي من مي‏آيند، مي‏گريم. براي حسين و خاندان حسين مي‏گريم».

سپس رو به محمد بن اشعث کرد و فرمود: «به خدا، گمان من آن است که تو نتواني از عهده‏ي آن اماني که به من داده‏اي، برآيي.»

و از او درخواست کرد که کسي را به سوي حسين بن علي عليهماالسلام گسيل دارد و جريان را به اطلاع آن حضرت برساند و از او بخواهد که از بين راه بازگردد.

پسر اشعث گفت: «به خدا سوگند، من اين کار را خواهم کرد» رسولي محلاتي، ترجمه‏ي مقاتل الطالبيين، / 105 - 103.

[58] [أضاف في أعيان الشيعة و اللواعج: «فأخرجهم مرارا، قتل منهم جماعة»].

[59] [حکاه عنه في الأسرار].

[60] [أعيان الشيعة: «فأشرفوا»].

[61] [أعيان الشيعة: «فأشرفوا»].

[62] [في البحار و العوالم و اللواعج: «يرمونه»].

[63] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[64] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[65] [أضاف في أعيان الشيعة: «قال: أکل ما أري من الأجلاب لقتل مسلم بن عقيل، يا نفس اخرجي الي الموت الذي ليس عنه محيص»].

[66] [الي هنا حکاه في مثير الأحزان للجواهري، / 25 - 24].

[67] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[68] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[69] [في البحار و العوالم و اللواعج و أعيان الشيعة: «و ان»].

[70] [في روضة الواعظين: «أخلط» و في البحار و العوالم: «يخلط» و هذا المصراع في أعيان الشيعة و اللواعج: «أضربکم و لا خاف ضرا»].

[71] [أضاف في أعيان الشيعة و اللواعج: «أو أخلط البارد سخن مرا»].

[72] [في البحار و العوالم و اللواعج: «فلا تخدع» و لم يرد في أعيان الشيعة].

[73] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[74] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[75] [أعيان الشيعة: «و قيل انهم تکاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح، فطعنه رجل من خلفه، فخر الي الأرض فأخذ أسيرا و حمل علي بغلة، و انتزع ابن‏الأشعث سيفه و سلاحه، فبئس عند ذلک من نفسه و دمعت عيناه و بکي، فقيل له: ان الذي يطلب مثل الذي تطلب، اذا نزل به مثلما نزل بک لم يبک»].

[76] [حکاه عنه في الأسرار].

[77] [في البحار و العوالم: «طلبت اذا ينزل به مثل ما»].

[78] [في البحار و العوالم: «طلبت اذا ينزل به مثل ما»].

[79] [أعيان الشيعة: «و قيل انهم تکاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح، فطعنه رجل من خلفه، فخر الي الأرض فأخذ أسيرا و حمل علي بغلة، و انتزع ابن‏الأشعث سيفه و سلاحه، فبئس عند ذلک من نفسه و دمعت عيناه و بکي، فقيل له: ان الذي يطلب مثل الذي تطلب، اذا نزل به مثلما نزل بک لم يبک»].

[80] [حکاه عنه في نفس المهموم].

[81] [لم يرد في روضة الواعظين].

[82] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[83] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[84] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[85] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[86] [حکاه عنه في نفس المهموم].

[87] [الي هنا حکاه في أعيان الشيعة و أضاف: «و کذب»].

[88] [لم يرد في روضة الواعظين].

[89] تا بدانجا که مسلم بن عقيل در آن جاي داشت، رسيدند. چون مسلم صداي سم اسبان و هياهوي مردان شنيد، دانست که براي دستگيري او آمده‏اند. پس با شمشير خويش به سوي ايشان بيرون آمد. آنان به خانه ريختند. مسلم کار را بر ايشان سخت گرفت (حمله کرد) و با شمشير ايشان را بزد تا از خانه بيرونشان کرد، دوباره به آن جناب هجوم بردند و او نيز بسختي حمله کرد و در ميانه‏ي آن جناب و بکر بن حمران احمري جنگ درگرفت. پس بکر شمشيري به دهان مسلم زد که لب بالا را بريد و به لب پايين رسيد و دندان پيشين را از جاي خود کند. مسلم نيز ضربت سختي بر او زد، و پشت سر آن شمشيري بر پي گردنش زد و چنان شکافت که نزديک بود به شکمش برسد. همين که اين دلاوري را ديدند، به بالاي بامها رفتند و از بالا، سنگ به سويش پرتاب مي‏کردند و دسته‏هاي ني آتش زده از بالا بر سرش مي‏ريختند. مسلم که چنين ديد، با شمشير برهنه در ميان کوچه به ايشان حمله‏ور شد. محمد بن اشعث گفت: تو در امان هستي. بي‏جهت خود را بکشتن مده!».

و مسلم از ايشان مي‏کشت (و اين چند شعر را) مي‏خواند:

1. سوگند ياد کرده‏ام که کشته نشوم، مگر آزادانه. همانا من مرگ را چيز بدي ديده‏ام.

2. چيز سرد را گرم و تلخ کند، پرتو خورشيد برگشت و به زير افتاد.

3. هر مردي (در زندگي) روزي ناراحتي و بدي را ديدار خواهد کرد، و من مي‏ترسم از اين که به من دروغ گويند يا فريبم دهند.

محمد بن اشعث به او گفت: «دروغ به تو نگويند و فريبت ندهند (تو در اماني). پس بي‏تابي نکن. همانا اين مردم (يعني ابن‏زياد و همراهانش) پسرعموهاي تو هستند (چون اهل حجاز هستند و شما و ايشان از يک نژاد هستيد) و کشنده‏ي تو نخواهند بود و زياني به تو نمي‏رسانند.» و مسلم در آن حال (در اثر سنگهايي که به او زده بودند) ناتوان شده بود و توانايي جنگ کردن نداشت، و نفسش بريد. پشت خود به ديوار خانه‏ي طوعه تکيه داد. محمد بن اشعث گفتار پيشين را بازگفت که: «تو در اماني.»

مسلم فرمود: «آيا من در امانم؟»

گفت: «آري!»

به آن مردمي که همراه محمد بن اشعث بودند، فرمود: «براي من امان هست؟»

آنان گفتند: «آري!»

جز عبيدالله بن عباس سلمي که گفت: «مرا در اين کار نه شتر ماده است و نه شتر نري؛» (يعني من کاره‏اي نيستم که امان دهم يا ندهم.

و اين سخن مثلي است در ميان عرب که هنگام تبري جستن از کاري و بيان دخالت نداشتن در آن گويند. نخستين کسي که اين کلام را گفت، حارث بن عباد يا صدوف دختر حليس عذريه بود. و داستاني در اين باره دارد که ميداني در مجمع الامثال ج 2 ص 171 - 170 نقل کرده است. به هر صورت) مسلم فرمود: «اگر مرا امان ندهيد، من دست در دست شما نگذارم.»

پس استري آورده، مسلم را بر آن سوار کردند. آن گروه اطراف او را گرفته، شمشير را از دستش بيرون آوردند. گويا مسلم اين جريان را که ديد، از خود نااميد شد و اشکش سرازير شد. سپس فرمود: «اين نخستين فريب شما بود.»

محمد بن اشعث گفت: «اميد است باکي بر تو نباشد.»

مسلم فرمود: «جز اميدي که گفتي، چيزي در کار نيست. چه شد امان شما (که به من داديد)؟» «انا لله و انا اليه راجعون» و گريست.

عبيدالله بن عباس سلمي گفت: «هر کس خواهان آن چيزي باشد که تو جوياي آن هستي (يعني رياست و امارت بخواهد)، وقتي (به مراد خود نرسد) و به سرش آيد آنچه به سر تو آمده، نبايد گريه کند.» (يعني اين آرزوها، اين پيشامدهاي ناگوار را هم دارد و کسي که چنين اقدامي بکند، بايد انديشه‏ي چنين روزي را نيز پيشاپيش کرده باشد).

مسلم گفت: «من به خدا براي خودم گريه نکردم، و از کشته شدن خود باک ندارم. اگرچه چشم به هم زدني تلف شدن خود را دوست ندارم (ولي باز براي خود گريه نمي‏کنم)؛ ولي گريه مي‏کنم براي خاندان و فاميل خود که به سوي من روآوردند. گريه مي‏کنم براي حسين و خاندان حسين عليه‏السلام.

سپس رو کرد به محمد بن اشعث و گفت: «اي بنده‏ي خدا! من به خدا سوگند چنين مي‏بينم که تو از اماني که به من داده‏اي، ناتوان خواهي شد (و ابن‏زياد امان تو را نپذيرد و مرا خواهند کشت. از اين رو من خود به حسين عليه‏السلام خبر گرفتاري خويش و بي‏وفايي مردم کوفه را نمي‏توانم برسانم). آيا مي‏تواني يک کار خيري انجام دهي و مردي را بفرستي که از زبان من به حسين عليه‏السلام پيغام رساند؛ زيرا من چنين مي‏بينم که به سوي شما حرکت کرده، يا فردا با خاندانش حرکت خواهد کرد. به او بگويد: «مسلم بن عقيل مرا نزد تو فرستاده و او در دست مردم گرفتار شده بود و به خود نمي‏ديد که تا شام زنده باشد.» و او مي‏گفت: «پدر و مادرم به قربانت! با خاندانت بازگرد. مردم کوفه تو را فريب ندهند؛ زيرا اينان همان همراهان پدرت بودند که آن حضرت آرزوي دوري از ايشان يا کشته شدن را مي‏کرد. همانا اهل کوفه مردماني دروغزن هستند و شخص دروغزن تدبير ندارد.»

محمد بن اشعث گفت: «به خدا اين کار را خواهم کرد و به ابن‏زياد هم خواهم گفت که من تو را امان داده‏ام (و چنين پندارم که امان مرا بپذيرد).»

با آن وضع محمد بن اشعث، مسلم بن عقيل را به در قصر (پسر زياد) آورد و خود اجازه‏ي دخول طلبيد. اذنش دادند. رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 59 - 57 / 2.

[90] و ما في الأصل و الطبري (263: 7): لمکذوب. و في مط: لکذوب.

[91] [لعل الصحيح: «أشرع»].

[92] [نفس المهموم: «أن مسلم»].

[93] [نفس المهموم: «أن مسلم»].

[94] [أضاف في البحار و العوالم و الأسرار: «قال عمرو و غيره»].

[95] [من هنا حکاه في المعالي، / 236 و مثير الأحزان للجواهري، / 25].

[96] [الي هنا حکاه في البحار، العوالم، الأسرار، نفس المهموم والمعالي و مثير الأحزان].

[97] [حکاه في البحار و العوالم: «روي في بعض کتاب المناقب عن علي بن أحمد العاصمي..» و في الأسرار: «عن بعض کتب المناقب مسندا عن عمرو بن دينار...» و حکاه في نفس المهموم عن البحار].

[98] [من هنا حکاه عنه في الأسرار].

[99] [في البحار و العوالم: «لکأس»].

[100] [الي هنا حکاه عنه في البحار و العوالم و الأسرار و نفس المهموم و المعالي و أضاف في المعالي: «و قال أبو مخنف مائة و ثمانين فارسا»].

[101] [من هنا هکذا حکاه عنه في نفس المهموم و المعالي].

[102] [المعالي: «رسول الله في عترته؟»].

[103] [المعالي: «رسول الله في عترته؟»].

[104] [الي هنا حکاه عنه في المعالي].

[105] همه خانه‏اي را که ابن‏عقيل در آن پنهان بود، احاطه کردند. چون صداي همهمه را شنيد، دانست که او را قصد کرده‏اند. او هم شمشير را کشيد و آنها را از خانه بيرون راند. آنها باز برگشتند. او هم چند بار بر آنها حمله کرد و آنها را عقب نشاند. بکير بن حمران احمري بر دهان مسلم زد و لب بالا را دريد و بريد که دندانهاي پيش را شکست و ريخت (ثنايا). مسلم هم بر سر او زد و با ضربت ديگري گردنش را بريد که نزديک بود آن را جدا کند. چون آن حال (دليري) را ديدند، بر بام خانه رفتند و او را با سنگ و آتشي که ني را مي‏افروختند و مي‏انداختند، احاطه و محاصره کردند. چون آن هجوم را ديد، از خانه بيرون رفت و با شمشير نبرد کرد. او در خيابان و معبر بر آنها حمله مي‏کرد. محمد بن اشعث به او گفت: «من به تو امان مي‏دهم. خود را دچار مرگ مکن!»

او هنگام حمله مي‏گفت



أقسمت لا أقتل الا حرا

و ان رأيت الموت شيئا نکرا



أو يخلط البارد سخنا مرا

رد شعاع الشمس فاستقرا



کل امرئ يوما يلاقي شرا

أخاف أن أکذب أو أغرا



يعني: «من سوگند ياد کرده‏ام که آزاد کشته شوم. اگر چه مرگ ناگوار و ناپسنديده است. گرم و سرد با هم آميخته و طعم تلخ را بايد چشيد. شعاع آفتاب برمي‏گردد و حال به يک نحو مستقر خواهد شد (چنين نخواهد ماند). هر مردي ناگزير روزي دچار سختي و شر مي‏شود. من از اين مي‏ترسم که به من دروغ گفته شود و مرا فريب دهند.»

محمد (ابن‏اشعث) گفت: «به تو دروغ نمي‏گوييم و خدعه نمي‏کنيم اين قوم (ابن‏زياد که منتسب بني اميه و ساير بني اميه) عم زاده تو هستند و تو را نخواهند کشت و نخواهند زد.»

او هم از سنگ سخت مجروح و ناتوان شده و قادر به ادامه‏ي نبرد نبود. به ديوار تکيه داد و ابن‏اشعث و مردم (مهاجمين) به او امان دادند؛ جز عمرو بن عبيدالله سلمي که گفت: «من در اين جا نه ماده شتر دارم و نه شتر نر (سودي ندارم).»

چشم او (مسلم) پر اشک شد و گفت: «اين نخستين علامت خيانت است.»

عمرو بن عبيدالله بن عباس سلمي به او گفت: «هر که مانند تو چنين مرامي داشته باشد و آنچه را که تو مي‏خواهي (از مقام) طلب کند، اگر دچار شود، هرگز نمي‏گريد.»

او گفت: «من هرگز براي خودم زاري نمي‏کنم؛ بلکه براي خانواده‏ي خود که به قصد شما خواهند آمد، من براي حسين و خانواده‏ي حسين گريه مي‏کنم.»

بعد از آن به محمد بن اشعث گفت: «من چنين مي‏بينم که تو از امان دادن و حفظ من عاجز مي‏ماني. آيا مي‏تواني از طرف خود مردي نزد حسين روانه کني و به او خبر بدهي که خود با خانواده خويش برگردد و فريب اهل کوفه را نخورد؟ زيرا آنها (حسين و ياران او) ياران پدر تو بودند که او مرگ را بر فراق آنها ترجيح مي‏داد و آرزوي کشته شدن را (در راه آنها) داشت.» [به نظر مي‏رسد ترجمه صحيح نباشد]. ابن‏اشعث گفت: «به خدا قسم خواهم کرد.»

آن‏گاه هرچه مسلم گفته بود، به حسين نوشت

خليلي ترجمه کامل، 130 - 128 / 5.

[106] [حکاه عنه في نفس المهموم، / 109 و علق:

أقول: الظاهر أن التصريح برکوب مسلم فرسه من خصائص السيد و ابن‏نما، و لم أظفر بثالث لهما [!] نعم، يأتي عن المناقب ما يدل علي ذلک، کما أنه صرح المسعودي في مروج الذهب بأن مسلما قبل ورده بدار طوعة کان راکبا فرسه].

[107] [حکاه عنه في نفس المهموم، / 109 و علق:

أقول: الظاهر أن التصريح برکوب مسلم فرسه من خصائص السيد و ابن‏نما، و لم أظفر بثالث لهما [!] نعم، يأتي عن المناقب ما يدل علي ذلک، کما أنه صرح المسعودي في مروج الذهب بأن مسلما قبل ورده بدار طوعة کان راکبا فرسه].

[108] [في المطبوع: «لا تجزع»].

[109] [في المطبوع: «للفا»].

[110] محمد اشعث متوجه خانه‏ي طوعه شد؛ **زيرنويس=[نفس المهموم از کامل نقل مي‏کند].

[111] [نفس المهموم از کامل نقل مي‏کند].

[112] [من هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[113] [من هنا حکاه عنه في البحار و العوالم].

[114] [في البحار و العوالم: «فنادي»].

[115] [في البحار و العوالم و نفس المهموم: «انک»].

[116] چون به در خانه‏ي آن زن رسيدند و صداي سم اسبها به گوش مسلم رسيد، زره خود را پوشيد و بر اسب خود سوار شد و با سربازان عبيدالله مشغول جنگ گرديد. تا آن که عده‏اي از آنان را کشت. محمد بن اشعث فرياد زد که: «اي مسلم! تو در امان ما هستي.»

مسلم گفت: «به امان مردم حيله‏گر و بدکردار چه اعتمادي توان داشت؟»

باز مشغول جنگ شد و اشعار حمران بن مالک خثعمي را که در روز قرن سروده بود، مي‏خواند، بدين مضمون:



من عهد جانبازي به راه دوست بستم

آزاده خواهم دادسر، کز قيد رستم‏



گر مرگ در کامم شرنگي بود، ليکن

چون طوطيان از شوق او شکر شکستم‏



راهي نه با نيرنگ باشد، ني فريبم

ني سرد را با تلخ و گرم آميختستم‏



هر کس به روزي بايدش ديدن بدي را

امروز بينيد آن بدي از ضرب دستم‏



لشکريان صدا زدند که: «کسي به تو دروغ نمي‏گويد و تو را فريب نمي‏دهد.»

ولي باز مسلم به گفتار آنان توجهي ننمود و در اثر زخمهايي که به پيکرش رسيد، نيرويش از دست رفت و سربازان عبيدالله بر او هجوم آوردند. سربازي از پشت سر چنان نيزه بر او زد که به روي زمين افتاد و به حالت اسارت دستگير شد.

فهري، ترجمه لهوف، / 55 - 54.

[117] [في المطبوع: «سنتاه»].

[118] و چون مسلم آواز سم ستور شنيد، صلاح پوشيده مانند شير خشمناک از آن منزل بيرون آمده بر ابن‏اشعث حمله نمود و چند کس را به ضرب تيغ و سنان بر خاک هلاک افکند و بقدر طاقت و توان، شر دشمنان را از سر خود باز کرد و بالاخره زخمهاي گران يافت و پشت بر ديواري پناه نهاده بايستاد و در آن حين، لعيني که او را بکير بن حمران مي‏گفتند، شمشيري انداخته، لب زيرين آن جناب را بريد و مسلم در همان گرمي به يک ضرب شمشير، آن ملعون را به دوزخ فرستاد و باز پشت بر ديوار نهاده مي‏گفت: «خدايا مرا يک شربت آب آرزوست». و کوفيان اين مناجات مي‏شنودند و زهره نداشتند که آب بدان جناب دهند. بالاخره پيرزني قدحي از آبگينه پر کرده به دستش داد و چون مسلم قدح بر لب نهاد، پر خون شد و آب آوردن آن نيک زن و پر خون شدن قدح تکرار يافته در نوبت آخر، دندانهاي مسلم در قدح افتاد. لاجرم قدح را از دست بينداخت و يکي از اعوان محمد بن اشعث نيزه‏اي بر پشتش زد؛ چنانچه بر وي درافتاد. آن گاه او را گرفت. خواندامير، حبيب السير، 44 / 2.

[119] [الأسرار: «جرمقاني من جرامقة الحيرة»].

[120] [الأسرار: «جرمقاني من جرامقة الحيرة»].

[121] [الأسرار: «آل محمد»].

[122] [الأسرار: «الخيل»].

[123] [الأسرار: «الأمان»].

[124] [حکاه عنه في المعالي، / 237، و زاد: «فأوثقوه أسيرا و حملوه علي بغلة، و اجتمعوا حوله و نزعوا سيفه، فعند ذلک يئس من نفسه، فدمعت عيناه و علم أن القوم قاتلوه، فقال: انا لله و انا اليه راجعون وبکي»].

[125] [لم يرد في المعالي].

[126] [لم يرد في المعالي].

[127] [حکاه عنه في المعالي، / 237، و زاد: «فأوثقوه أسيرا و حملوه علي بغلة، و اجتمعوا حوله و نزعوا سيفه، فعند ذلک يئس من نفسه، فدمعت عيناه و علم أن القوم قاتلوه، فقال: انا لله و انا اليه راجعون وبکي»].

[128] [لم يرد في الأسرار].

[129] [لم يرد في الأسرار].