سعي ابن زياد الي العثور علي مسلم بن عقيل
ثم ان ابن زياد لما فقد الأصوات، ظن أن القوم دخلوا المسجد، فقال: انظروا، هل ترون في المسجد أحدا؟ و كان المسجد مع القصر، فنظروا، فلم يروا أحدا، و جعلوا يشعلون أطنان القصب، ثم يقذفون بها في رحبة المسجد ليضي ء لهم، فتبينوا، فلم يروا أحدا، فقال ابن زياد، ان القوم قد خذلوا، و أسلموا مسلما، و انصرفوا. فخرج فيمن كان معه، و جلس في المسجد، و وضعت الشموع، و القناديل، و أمر مناديا، فنادي بالكوفة: ألا برئت الذمة من رجل من العرفاء، و الشرط و الحرس، لم يحضر المسجد. فاجتمع الناس، ثم قال: يا حصين بن نمير - و كان علي الشرطة - ثكلتك أمك ان ضاع باب سكة من سكك الكوفة، فاذا أصبحت، فاستقر الدور، دارا دارا، حتي تقع عليه. و صلي ابن زياد العشاء في المسجد، ثم دخل القصر، فلما أصبح جلس للناس، فدخلوا عليه، و دخل في أوائلهم محمد بن الأشعث، فأقعده معه علي سريره. [1] الدينوري، الأخبار الطوال، / 240
و لما طال علي ابن زياد، و أخذ لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمعه قبل ذلك، قال لأصحابه: أشرفوا، فانظروا هل ترون منهم أحدا؟ فأشرفوا، فلم يروا أحدا؛ قال: فانظروا، لعلهم تحت الظلال قد كمنوا لكم. ففرعوا بحابح [2] المسجد، و جعلوا
يخفضون شعل النار في أيديهم، ثم ينظرون: هل في الظلال أحد؟ و كانت أحيانا تضي ء لهم، و أحيانا لا تضي ء لهم كما يريدون، فدلوا القناديل، و أنصاف الطنان تشد بالحبال، ثم تجعل فيها النيران، ثم تدلي، حتي تنتهي الي الأرض، ففعلوا ذلك في أقصي الظلال، و أدناها، و أوسطها، حتي فعلوا ذلك بالظلة التي فيها المنبر، فلما لم يروا شيئا، أعلموا ابن زياد، ففتح باب السدة التي في المسجد. ثم خرج، فصعد المنبر، و خرج أصحابه معه، فأمرهم، فجلسوا حوله قبيل العتمة، و أمر عمرو بن نافع، فنادي: ألا برئت الذمة من رجل من الشرطة، و العرفاء، أو المناكب، أو المقاتلة، صلي العتمة الا في المسجد. فلم يكن له الا ساعة حتي امتلأ المسجد من الناس؛ ثم أمر مناديه، فأقام الصلاة، فقال الحصين بن تميم: ان شئت صليت بالناس، أو يصلي بهم غيرك، و دخلت أنت، فصليت في القصر، فاني لا آمن أن يغتالك بعض أعدائك، فقال: مر حرسي، فليقوموا ورائي، كما كانوا يقفون، و در فيهم، فاني لست بداخل اذا. فصلي بالناس، ثم قام، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: أما بعد، فان ابن عقيل السفيه الجاهل، قد أتي ما قد رأيتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت ذمة الله من رجل وجدناه في داره، و من جاء به، فله ديته، اتقوا الله عباد الله، و الزموا طاعتكم و بيعتكم، و لا تجعلوا علي أنفسكم سبيلا، يا حصين بن تميم، ثكلتك أمك ابن صاح باب سكة من سك الكوفة، أو خرج هذا الرجل و لم تأتني به؛ و قد سلطتك علي دور أهل الكوفة، فابعث مراصدة علي أفواه السكك. و أصبح غدا، و استبر الدور، وجس خلالها، حتي تأتيني بهذا الرجل. - و كان الحصين علي شرطه، و هو من بني تميم - ثم نزل ابن زياد، فدخل، و قد عقد لعمرو بن حريث راية و أمره علي الناس. فلما أصبح جلس مجلسه، و أذن للناس، فدلخوا عليه، و أقبل محمد بن الأشعث، فقال: مرحبا بمن لا يستغش و لا يتهم! ثم أقعده الي جنبه. [3] .
الطبري، التاريخ، 373 - 372 / 5 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 329 - 327 / 1
فلما كان من الغد نادي عبيدالله بن زياد في الناس أن يجتمعوا [4] ، ثم خرج من القصر، و أتي الي المسجد الأعظم، فصعد المنبر، فحمدالله و أثني عليه، ثم قال: أيها الناس! ان مسلم بن عقيل، أتي هذا البلاد و أظهر العناد، [5] و شق العصا، و قد برئت الذمة من رجل
أصبناه في داره، [6] [7] و من جاء [8] به، فله ديته، اتقوا الله عبادالله و الزموا طاعتكم و بيعتكم، و لا تجعلوا علي أنفسكم سبيلا، و من أتاني [9] بمسلم بن عقل [10] فله عشرة آلاف درهم، و المنزلة الرفيعة من يزيد بن معاوية، و له في كل يوم حاجة مقضية - و السلام.
ثم نزل عن المنبر، و دعا الحصين بن نمير السكوني [11] ، فقال: ثكلتك أمك ان فاتتك سكة من سكك الكوفة، لم تطبق علي أهلها أو يأتوك بمسلم بن عقيل، فوالله لئن خرج من الكوفة سالما لنريقن أنفسنا في طلبه، فانطلق الآن فقد سلطتك علي دور الكوفة، و سككها، فانصب المراصد وجد الطلب حتي تأتيني بهذا الرجل.
قال: و أقبل محمد بن الأشعث [12] حتي دخل [13] علي عبيدالله بن زياد، فلما رآه قال: مرحبا بمن لا يتهم [14] في مشورة! ثم أدناه و أقعده الي جنبه. ابن أعثم، الفتوح، 91 - 90 / 5
فلما طال علي ابن زياد، و لم يسمع أصوات أصحاب ابن عقيل، قال لأصحابه: أشرفوا، فانظروا، فأخذوا ينظرون و أدلوا القناديل و أطنان القصب، تشد بالحبال و تدلي و تلهب فيها النار، حتي فعل ذلك بالأظلة التي في المسجد كلها، فلما لم يروا شيئا أعلموا ابن زياد، ففتح باب السدة، و خرج و نادي في الناس: برئت الذمة من رجل صلي العتمة الا في المسجد، فاجتمع الناس في ساعة، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال:
أما بعد فان ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتي ما قد رأيتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت ذمة الله من رجل وجد في داره، و من جاء به، فله ديته، اتقوا الله عباد الله، و الزموا طاعتكم، و لا تجعلوا علي أنفسكم سبيلا. يا حصين بن تميم ثكلتك أمك ان ضاع شي ء من سكك الكوفة، أو خرج هذا الرجل، و لم تأتني به و قد سلطتك علي دور أهل الكوفة، فابعث مراصدة علي أفواه السكك، و أصبح غدا فاستبري الدور حتي تأتي بهذا
الرجل. ثم نزل.
فلما أصبح أذن للناس، فدخلوا عليه، و أقبل محمد بن الأشعث، فقال: مرحبا بمن لا يتهم، و لا يستغش. و أقعده الي جنبه. [15] أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 68
و لما تفرق الناس عن مسلم بن عقيل، طال علي ابن زياد، و جعل لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمع قبل ذلك، قال لأصحابه: أشرفوا فانظروا، هل ترون منهم أحدا؟ فأشرفوا فلم يروا [16] أحدا، قال: فانظروهم لعلهم تحت الظلال، قد كمنوا لكم، فنزعوا [17] و جعلوا يخفضون بشعل النار في أيديهم، و ينظرون،
فكانت أحيانا تضي ء لهم و أحيانا [18] لا تضي ء [19] كما يريدون، فدلوا القناديل و أطنان القصب تشد بالحبال ثم يجعل فيها النيران، ثم تدلي حتي ينتهي الي الأرض، ففعلوا ذلك في أقصي الظلال، و أدناها و أوسطها حتي فعل ذلك بالظلة التي فيها المنبر، فلما لم يروا شيئا أعلموا ابن زياد بتفرق القوم، ففتح باب السدة التي في المسجد، ثم خرج، فصعد المنبر، و خرج أصحابه معه، فأمرهم، فجلسوا قبيل العتمة، و أمر عمرو بن نافع، فنادي: ألا برئت الذمة من رجل من الشرط و العرفاء و المناكب أو المقاتلة صلي العتمة الا في المسجد. فلم يكن الا ساعة حتي امتلأ المسجد من الناس، ثم أمر مناديه، فأقام الصلاة و أقام الحرس خلفه، و أمرهم بحراسته من أن يدخل [20] عليه أحد [21] يغتاله، و صلي بالناس، ثم صعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: أما بعد، فان ابن عقيل السفيه الجاهل، قد أتي ما قد رأيتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت ذمة الله من رجل وجدناه في داره، و من جاء به فله ديته، اتقوا الله عباد الله و الزموا طاعتكم [22] و بيعتكم، و لا تجعلوا علي أنفسكم سبيلا. يا حصين بن نمير ثكلتك أمك ان ضاع باب سكة من سكك الكوفة، أو خرج هذا الرجل، و لم تأتني به، و قد سلطتك علي دور أهل الكوفة، فابعث مراصد علي أهل السكك، [23] و أصبح غدا فاستبرئ الدور، و جس خلالها، حتي تأتيني بهذا الرجل. - [24] و كان الحصين بن نمير علي شرطه، و هو من بني تميم [25] - ثم دخل ابن زياد القصر، و قد عقد لعمرو بن الحريث راية و أمره علي الناس. فلما أصبح جلس مجلسه، و أذن للناس، فدخلوا عليه و أقبل محمد بن الأشعث، فقال: مرحبا بمن لا يستغش و لا يتهم. ثم أقعده الي جنبه. [26] .
المفيد، الارشاد، 56 - 55 / 2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 352 - 351 / 44؛ البحراني، العوالم، 201 - 200 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 224؛ مثله الأمين، لواعج لاأشجان، / 58 - 56
و أخذ ابن زياد لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا، فقال لأصحابه:
«أشرفوا، فانظروا ما بالهم؟»
فأشرفوا، فلم يروا أحدا، قال:
«فانظروا، فلعلهم تحت الظلال قد كنوا لكم».
فجعلوا يخفضون شعل النار في أيديهم، و ينظرون: هل في الظلال أحد؟ فكانت أحيانا تضي ء لهم، و أحيانا لا تضي ء، كما يريدون. فدلوا أنصاف الطنان تشد بالحبال، ثم تجعل فيها النيران، ثم تدلي الي االأرض. ففعلوا ذلك من أقصي الظلال و أدناها، فلم يروا شيئا. فعلموا أن القوم انصرفوا نادمين.
فأعلموا ابن زياد، فأمر بفتح باب السدة التي في المسجد، ثم خرج، فصعد المنبر، و خرج أصحابه، فجلسوا حوله [86] قبل العتمة، و نادي:
«برئت الذمة من رجل من الشرطة، أو العرفاء، أو المناكب و المقاتلة، صلي العتمة الا في المسجد!»
فلم تكن الا ساعة حتي امتلأ المسجد.
فقال الحصين بن تميم:
«ان شئت، صلي غيرك، و دخلت القصر، فاني لا آمن أن يغتالك بعض أعدائك.»
فقال:
«مر حرسي أن يقوموا ورائي، و زد فيهم، فاني لست بداخل بعد أن آثرت الخروج». فصلي بالناس، ثم قال:
«أما بعد، فان ابن عقيل السفيه الجاهل، قد أتي ما رأيتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت الذمة من رجل وجدناه في داره، و من جاء به فله ديته».
ثم توعد الناس، و حضهم علي الطاعة، و خوفهم الفرقة و الفتنة. و نادي حصين بن تميم، فأجابه، و كان علي شرطه، فقال:
«ثكلتك أمك، ان ضاع باب سكة من سكك الكوفة، أو خرج هذا الرجل، و لم تأتني به. فابعث مراصد علي أفواه السكك. و أصبح غدا و استبرئ الدور، و جس خلالها حتي تأتيني بهذا الرجل».
ثم نزل ابن زياد، و دخل القصر. أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 51 - 50 / 2
فلما أصبح ابن زياد، نادي في الناس أن يجتمعوا، ثم خرج من القصر، فدخل المسجد، ثم صعد المنبر، فقال: أيها الناس، ان مسلم بن عقيل السفيه الجاهل، أتي هذا البلد، و أظهر الخلاف، و شق عصا المسلمين، و قد برئت الذمة من رجل أصبناه في داره، و من جاء به، فله ديته؛ و المنزلة الرفيعة من أميرالمؤمنين، و له كل يوم حاجة مقضية. ثم نزل عن المنبر، و دعا الحصين بن نمير السكوني، فقال له: ثكلتك أمك ان فاتتك سكة من سكك الكوفة، و لم تضيق علي أهلها أو يأتوك بمسلم بن عقيل، فوالله لو خرج من الكوفة سالما، لتزهقن أنفسنا في طلبه، فانطلق الآن، فقد سلطتك علي دور الكوفة و سككها، فانصب المراصد و خذ في الطلب حتي تأتيني بهذا الرجل. و أقبل محمد بن الأشعث حتي دخل علي عبيدالله بن زياد، فلما رآه، قال: مرحبا بمن لا يتهم في مشورة. الخوارزمي، مقتل الحسين، 208 / 1
و كان عبيدالله قد نادي: انه من وجد في داره فقد برئت منه الذمة، و من جاء به فله ديته. ابن الجوزي، المنتظم، 326 / 5
و أما ابن زياد، فلما لم يسمع الأصوات، قال لأصحابه: انظروا هل ترون منهم أحدا؟ فنظروا، فلم يروا أحدا، فنزل الي المسجد قبيل العتمة، و أجلس أصحابه حول المنبر، و أمر فنودي: برئت الذمة من رجل من الشرط و العرفاء و المناكب و المقاتلة صلي العتمة الا في المسجد. فامتلأ المسجد، فصلي بالناس، ثم قام، فحمد الله ثم قال: أما بعد، فان ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتي ما رأيتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت الذمة من رجل وجدناه في داره، و من أتانا به، فله ديته، و أمرهم بالطاعة و لزومها. و أمر الحصين بن تميم، أن يمسك أبواب السكك، ثم يفتش الدور - و كان علي الشرط و هو من بني تميم - [27] و دخل ابن زياد و عقد لعمرو بن حريث، و جعله علي الناس، فلم أصبح جلس للناس. [28] .
ابن الأثير، الكامل، 272 / 3 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 108 - 107
قال: و أما ابن زياد، فلما سكنت الأصوات، قال لأصحابه: انظروا هل ترون منهم أحدا؟ فنظروا فلم يروا أحدا، فنزل الي المسجد قبل العتمة، و أجلس أصحابه حول المنبر، و أمر فنودي: «برئت الذمة من رجل من الشرط و العرفاء و المناكب و المقاتلة صلي العتمة الا في المسجد.» فامتلأ المسجد، فصلي بالناس، ثم قام فحمد [الله] ثم قال: «أما بعد، فان ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتي ما رأيتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت الذمة من رجل وجدناه في داره، و من أتانا به فله ديته.» و أمرهم بالطاعة و لزومها، و أمر الحصين بن تميم أن يمسك أبواب السكك، ثم يفتش الدور. النويري، نهاية الارب، 399 / 20
و أما عبيدالله بن زياد، فانه نزل من القصر بمن معه من الأمراء و الأشراف بعد العشاء الآخرة، فصلي بهم العشاء في المسجد الجامع، ثم خطبهم و طلب منهم مسلم بن عقيل و حث علي طلبه، و من وجد عنده و لم يعلم به فدمه هدر، و من جاء به فله ديته. و طلب الشرط و حثهم علي ذلك و تهددهم.
ابن كثير، البداية و النهاية، 155 / 8
و جعل ابن زياد لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمع، فقال لأصحابه أن يشرفوا، فينظروا هل يرون أحدا؟ فلم يروا أحدا، و نزعوا الخشب من سقف المسجد و دلوا شعل النار و القناديل، فلم يروا أحدا، فأخبروه بتفرق القوم، فخرج بأصحابه الي
المسجد و نادي مناديه: برئت الذمة من رجل من الشرط و العرفاء و المناكب و المقاتلة صلي العتمة الا في المسجد. فامتلأ المسجد من الناس، فصلي بهم و أقام الحرس خلفه، ثم صعد المنبر و قال: ان ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتي ما رأيتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت ذمة الله من رجل وجدناه في داره، و من جاء به، فله ديته، اتقوا الله عباد الله، و لا تجعلوا علي أنفسكم سبيلا. يا حصين بن تميم - و هو صاحب شرطته - ثكلتك أمك ان ضاع باب من سكك الكوفة، و خرج هذا الرجل و لم تأتني به و قد سلطتك علي دور أهل الكوفة. ثم دخل القصر، فلما أصبح جلس مجلسه و أذن للناس، فدخلوا عليه، و أقبل محمد بن الأشعث فقال له: مرحبا بمن لا يستغش، و لا يتهم، و أقعده الي جنبه.
الأمين، أعيان الشيعة، 592 / 1
و لما تفرق الناس عن مسلم و سكن لغطهم و لم يسمع ابن زياد أصوات الرجال، أمر من معه في القصر أن يشرفوا علي ظلال المسجد، لينظروا هل كمنوا فيها، فكانوا يدلون القناديل و يشعلون النار في القصب، و يدلونها بالحبال الي أن تصل الي صحن الجامع، فلم يروا أحدا، فأعلموا ابن زياد و أمر مناديه أن ينادي في الناس ليجتمعوا في المسجد، و لما امتلأ المسجد بهم رقي المنبر و قال: ان ابن عقيل قد آتي ما قد علمتم من الخلاف و الشقاق، فبرئت الذمة من رجل وجدناه في داره، و من جاء به، فله ديته، فاتقوا الله عباد الله، و الزموا طاعتكم و بيعتكم، و لا تجعلوا علي أنفسكم سبيلا.
ثم أمر صاحب شرطته الحصين بن تميم أن يفتش الدور و السكك، و حذره بالفتك به أن أفلت مسلم و خرج من الكوفة.
فوضع الحصين الحرس علي أفواه السكك، و تتبع الأشراف الناهضين مع مسلم، فقبض علي عبد الأعلي بن يزيد الكلبي، و عمارة بن صلخب الأزدي، فحبسهما، ثم قتلهما، و حبس جماعة من الوجوه استيحاشا منهم، و فيهم: الأصبغ بن نباتة و الحارث الأعور الهمداني.
و أمر ابن زياد محمد بن الأشعث و شبث بن ربعي و القعقاع بن شور الذهلي و حجار
ابن أبجر شمر بن ذي الجوشن و عمرو بن حريث أن يرفعوا راية الأمان و يخذلوا الناس، فأجاب جماعة ممن خيم عليهم الفرق، و آخرين جرهم الطمع الموهوم، و اختفي الذين طهرت ضمائرهم و كانوا يترقبون فتح الأبواب للحملة علي صولة الباطل. المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 182 - 181
پاورقي
[1] و چون ابنزياد هياهوي مردم را نشيند، نخست پنداشت که ايشان وارد مسجد شدهاند. گفت: «بنگريد آيا کسي را در مسجد ميبينيد؟» و مسجد پيوسته به قصر بود. نگاه کردند و هيچ کس را نديدند. دستههاي ني را آتش ميزدند و در حياط مسجد ميانداختند تا روشن شود و کسي را نديدند. ابنزياد گفت: «اين گروه پراکنده شدند و مسلم را رها کرده و برگشتند» ابنزياد با همراهان خود بيرون آمد و در مسجد نشست و قنديلها و شمعها را برافروختند، و دستور داد، ندا دهند هر يک از سرشناسان و نگهبانان و پاسبانان که هم اکنون در مسجد حاضر نشود، در امان نخواهد بود. مردم جمع شدند. ابنزياد به حصين بن نمير که سالار شرطه بود، گفت: «مادرت به عزايت بنشيند، اگر کوچهاي از کوچههاي کوفه را ناديده بگذاري و چون صبح شود، بايد همه خانههاي کوفه را بگردي و او را دستگير کني.»
ابنزياد نماز عشا را در مسجد گزارد و به قصر برگشت.
چون صبح شد، براي پذيرفتن مردم نشست و مردم پيش او آمدند و از نخستين کسان، محمد بن اشعث بود که پيش او آمد و ابنزياد او را با خود روي تخت نشاند. دامغاني، ترجمه اخبار الطوال، / 288 - 287.
[2] بحابح: جمع بحبوحة، و هي الساحة أو الفناء.
[3] گويد: وقتي مدتي گذشت و ابنزياد از جانب ياران ابنعقيل صدايي چنان که از پيش شنيده بود، نشنيد به ياران خويش گفت: «از بالا بنگريد که کسي از آنها را ميبينيد؟» و چون نگريستند، کسي را نديدند.
ابنزياد گفت: «نيک بنگريد شايد زير سايهها هستند و به کمين شما نشتهاند». همه جاي مسجد را بديدند. شعلههاي آتش را با دست پايين ميبردند که بنگرند آيا در سايهها کسي هست. اما گاهي روشن ميشد و گاه چنان که ميخواستند، نميشد. آن گاه چراغدانها و تشتکها به ريسمانها آويختند و آتش در آن ريختند و پايين فرستادند تا به زمين رسيد، و آن را در سايههاي دور و نزديک پيش بردند و رواق منبر را نيز روشن کردند و چون چيزي نديدند، به ابنزياد خبر دادند که دري را که به طرف مسجد بود، بگشود و برون شد و به منبر رفت. يارانش نيز با وي برفتند و پيش از نماز عشا به دور او فراهم آمدند. به عمرو بن نافع دستور داد که بانگ زد: «هر يک از نگهبانان و سردستگان و معتمدان يا جنگاوران که نماز عشا را در مسجد نخواند، حرمت از او برداشته شود.»
چيزي نگذشت که مسجد از کسان پر شد. آن گاه منادي خويش را گفت که اقامهي نماز گفت. حصين بن تميم گفت: «اگر خواهي با مردم نماز کني يا ديگري با آنها نماز کند، و تو بروي و در قصر نماز کني که بيم دارم يکي از دشمنانت به غافلگيري بکشد.»
گفت: «محافظان مرا بگوي به ترتيب معمول پشت سرم بايستند و مراقب آنها باش که من به درون نخواهم رفت.»
گويد: آن گاه با مردم نماز کرد. پس از آن بهپا خاست و حمد خدا گفت و ثناي او کرد و گفت: «اما بعد، ابنعقيل کم خرد نادان اين اختلاف و تفرقه را که ديديد، پديد آورد. او را در خانهي هر که بيابيم، حرمت خدا از او برداشته شود، و هر که او را بيارد، خونبهايش را بگيرد. بندگان خدا! از خدا بترسيد و ملتزم طاعت و بيعت خويش باشيد و خودتان را به خطر ميفکنيد. اي حصين بن تميم اگر يکي از دربندهاي کوفه باز شود يا اين مرد برون شود و او را پيش من نياري. مادرت عزادارت شود. تو را به خانههاي مردم کوفه تسلط دادم، مراقبان بر دهانهي گذرگاهها گمار و صبحگاهان خانهها را بجوي و درون آن را بکاو تا اين مرد را پيش من آري.»
گويد: حصين سالار نگهبانان بود و از مردم بنيتميم بود.
گويد: پس ابنزياد فرود آمد و به درون رفت و براي عمرو بن حريث پرچمي بست و او را سالار کسان کرد. چون صبح شد، به مجلس خويش نشست و کسان بيامدند. محمد بن اشعث نيز بيامد که بدو گفت: «آفرين بر کسي که دغلي نميکند و مورد بدگماني نيست». آن گاه وي را پهلوي خويش نشانيد.
پاينده، ترجمهي تاريخ طبري، 2951 - 2949 / 7.
[4] من د، و في الأصل و بر: يجتمعون.
[5] ليس في د.
[6] ليس في د.
[7] في د: فمن أتاني.
[8] في د: فمن أتاني.
[9] في د: به.
[10] في د: به.
[11] في النسخ: الحصين بن تميم.
[12] ليس في د.
[13] ليس في د.
[14] من د، و في الأصل و بر: لا اتهم.
[15] از آن سو ابنزياد که ديد سر و صداها افتاد و ديگر از ياران مسلم هياهويي شنيده نميشود، به اطرافيان خود گفت: «به بام مسجد برويد و بنگريد چه خبر است.» آنها از ديوارها سر کشيدند و چراغها و دستههايي که به سر ريسمان بسته شده بود، روشن کردند و آنها را به پايين آويختند تا به زمين رسيد و به وسيلهي آنها تمام زير سقفها و زواياي مسجد را از بالا نگريستند و کسي را در آن جا نديدند. جريان را به ابنزياد اطلاع دادند و او در مسجد «باب السده» را باز کرد و به مسجد درآمد و دستور داد جار بزنند: «از ذمهي (و پيمان) ما بيرون است آن کس که نماز عشا را جز در مسجد، در جاي ديگر بخواند!» همين فرياد (که در کوفه کشيده شد) سبب گرديد که همان ساعت مردم در مسجد اجتماع کنند.
ابنزياد نماز عشا را خواند و به منبر رفت. پس از حمد و ثناي الهي گفت: «اما بعد (اي مردم) ديديد که پسر عقيل، اين سفيه نادان چه تفرقه و اختلافي ميان مردم انداخت؟»
آن گاه گفت: «از ذمهي (و پيمان) ما بيرون است کسي که مسلم در خانهاش پيدا شود، و هر که او را به نزد ما آورد، ديه (و خونبهاي) وي را بدو جايزه خواهيم داد.
اي بندگان خدا! از خدا انديشه کنيد و سر به فرمان باشيد و خويشتن را در معرض هلاکت قرار ندهيد.» (آن گاه حصين بن نمير، رئيس داروغه و پليس شهر را مخاطب ساخته گفت:) «اي حصين بن نمير! مادرت به عزايت نشيند، اگر از کوچههاي کوفه به خوبي محافظت نکني و اين مرد از اين شهر بيرون رود و او را به نزد من نياوري، که من تو را بر همهي خانههاي مردم کوفه مسلط ساختم. نگهبانان را بر سر کوچهها بگمار و فردا صبح تمام خانهها را يک به يک تفتيش کن تا اين مرد را به نزد من آري.» اين سخنان را گفت و از منبر به زير آمد (و به قصر بازگشت).
بامدادان در قصر دارالاماره نشست و مردم را براي ورود رخصت داد. در اين ميان محمد بن اشعث وارد شد. ابنزياد که او را ديد، گفت: «خوش آمدهاي اي کسي که هيچ گونه پيش ما متهم نيستي و دورويي با ما نداري.» آن گاه او را در کنار خود نشانيد. رسولي محلاتي، ترجمه مقاتل الطالبيين، / 102 - 101.
[16] [في البحار و العوالم: «يجدوا»].
[17] [اللواعج: «الأخشاب من سقف المسجد». و التخاتج: جمع تختج، معرب: (تخته) الفارسية، و منه يظهر أن البنائين لم يکونوا الا فرسا فحسب، بل کانت أسماء مصالح البناء أيضا فارسية].
[18] [اللواعج: «تارة»].
[19] [زاد في البحار و العوالم: «لهم»].
[20] [في البحار و العوالم و اللواعج: «اليه من»].
[21] [في البحار و العوالم و اللواعج: «اليه من»].
[22] [في البحار و العوالم: «الطاعة»].
[23] [في البحار و العوالم و الأسرار و اللواعج: «الکوفة و دورهم»].
[24] [اللواعج: «و هو صاحب شرطته].
[25] [اللواعج: «و هو صاحب شرطته»].
[26] چون مردم از دور مسلم پراکنده شدند، زماني گذشت و ابنزياد ديگر آن هياهوي مردمي که به ياري مسلم آمده بودند و از بامداد تا آن ساعت به گوشش ميخورد، نشنيد. به اطرافيان خود گفت: «سر بکشيد ببينيد آيا کسي به چشمتان ميخورد؟» آنان از بالاي قصر سر کشيدند و کسي را نديدند. گفت: «خود بنگريد شايد در زير سايه به آنها کمين کرده باشند!» پس از بالاي بام به مسجد آمده تختههاي سقف را کشيدند و با شعلههاي آتش که در دست داشتند، به پايين نگاه ميکردند، و آن شعلهها گاهي پايين را روشن ميکرد و گاهي آن طور که ميخواستند روشني نداشت (و نميتوانستند درست پايين را بنگرند). چراغها از سقف آويزان کردند و دستههاي ني به ريسمان بستند و آنها را آتش زده به پايين آويزان کردند تا آنها به زمين رسيد و بدين وسيله زير همهي سايبانها و دور و نزديک و تمام زواياي مسجد را ديدند تا زير سايباني که منبر در آن جا قرار داشت نيز بدان وسيله بديدند و چون کسي به چشم نخورد، ابنزياد را از پراکنده شدن مردم آگاهي دادند. پس در سدهي مسجد را باز کرد و به منبر بالا رفت و همراهان او نيز با او به مسجد درآمدند. پس به آنان دستور داد بنشينيد و اين جريان پيش از نماز عشا بود. آن گاه به عمرو بن نافع دستور داد در شهر فرياد کند: «آگاه باشيد ذمهي حکومت بري است (و خونش بگردن خود اوست) هر مردي از سربازان و سرشناسان و بزرگان شهر و جنگجويان که نماز شام را بخواند جز در مسجد (يعني همهي مردان بايد امشب نماز عشا را در مسجد بخوانند)! ساعتي نگذشت که مسجد از مردم پر شد. سپس منادي او آواز داد و مردم به نماز ايستادند و به نگهبانان خويش دستور داد هنگام نماز او را نگهباني کنند، مبادا کسي ناگهاني به او بتازد و به اين ترتيب نماز را خواند. سپس بر منبر بالا رفت و حمد و ثناي خداي را به جا آورد. آن گاه گفت: «اما بعد، پس همانا پسر عقيل سفيه نادان چنان کرد که ديديد از خلافکاري و دو دستگي، پس ذمهي خدا بري است (و جان و مالش مباح است) آن مردي که مسلم در خانهي او پيدا شود، و هر که او را به نزد ما آورد پول خون او را به او خواهيم داد. اي بندگان خدا بترسيد از خدا و اطاعت و بيعت خود را از دست ندهيد و بر خود راه عقوبت را نگشاييد. (آن گاه به حصين بن نمير گفت:) اي حصين بن نمير، مادر بر تو بگريد اگر دري از دروازه هاي شهر کوفه باز بماند، يا اين مرد از اين شهر به در رود و او را نزد من نياوري! و من تو را بر تمام خانههاي مردم کوفه مسلط کردم. پس ديدباني براي کوچهها بفرست و چون صبح شد، خانهها را تفتيش کن و گوشه و کنار آنها را دقيقا بازبيني کن تا اين مرد را براي من بياوري.» و اين، حصين بن نمير رئيس داروغه و پاسبانان ابنزياد از طايفهي بني تميم بود. پس ابنزياد به قصر خويش رفت و براي عمرو بن حريث پرچمي بست و او را امير و فرمانرواي بر مردم ساخت. چون صبح شد، در مجلس خويش نشست و اجازهي ورود به مردم داد. مردم (دسته دسته) به ديدن او آمدند. محمد بن اشعث از در وارد شد. ابنزياد گفت: «خوش آمدي اي کسي که در دوستي ما دورويي ندارد و بدنام و متهم به دشمني ما نيست». و او را پهلوي خود نشانيد. رسولي محلاتي، ترجمه ارشاد، 56 - 55 / 2.
[27] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم].
[28] اما ابنزياد چون ديگر از شنيدن هياهو آسوده شد، به ياران خود گفت: «بنگريد آيا از آنها (شورشيان کسي ميبينيد؟» آنها نگاه کردند و کسي نديدند. او از کاخ فرود آمد و به مسجد رفت. هنوز پاسي از شب نرفته بود. ياران و اتباع خود را پيرامون مسجد نشاند. دستور داد منادي بگويد: «از حمايت و عهد ما خارج خواهد شد، کسي که از شرطه و افسران و نگهبانان و سلحشوران و گروهبانان و جنگجويان باشد، و در خارج مسجد نماز بخواند.» (همه براي نماز و استماع خطبه در مسجد حاضر شوند). مسجد پر از جمعيت شد. او نماز خواند (امام جماعت) و بعد از آن برخاست (بر منبر رفت) و پس از حمد خداوند گفت: «اما بعد که فرزند عقيل که مردي سفيه و نادان است به مخالفت پرداخت؛ چنان که ديديد و دانستيد. کسي که به خانه او برود، از حمايت ما خارج خواهد شد و هر که (از ياران او) نزد ما آيد، حقوق او را خواهيم پرداخت.» آن گاه همه را به ادامه اطاعت و فرمانبرداري امر داد. به حصين بن تميم هم دستور داد که دروازهها را مراقبت (که مسلم خارج نشود) و خانهها را تفتيش کند. او (حصين) فرماندهي شرطه (نگهبانان) و از بني تميم بود. سپس ابنزياد به کاخ خود برگشت و عمرو بن حريث را به فرماندهي عمومي منصوب نمود. روز بعد هنگام بامداد براي پذيرايي نشست. خليلي، ترجمه کالم، 128 / 5.