بازگشت

خروج مسلم بن عقيل لانقاذ هانئ


و بلغ الخبر [حبس هانئ] مسلم بن عقيل، فخرج [1] في نحو من أربعمائة من الشيعة، فما بلغ القصر الا و هو في نحو من ستين رجلا، فغربت الشمس و اقتتلوا قريبا من الرحبة، ثم دخلوا المسجد و كثرهم أصحاب عبيدالله بن زياد، و جاء الليل.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 66

و أتي مسلما خبر هانئ، فأمر أن ينادي في أصحابه، و قد تابعه ثمانية عشر ألف رجل، و صاروا في الدور حوله؛ فلم يجتمع اليه الا أربعة آلاف رجل، فعبأهم، ثم زحف نحو القصر؛ و قد أغلق عبيداله بن زياد أبوابه، و ليس معه فيه الا عشرون من الوجوه و ثلاثون من الشرط، فوجه محمد بن الأشعث بن قيس و كثير بن شهاب الحارثي و عدة من الوجوه، ليخذلوا الناس عن مسلم بن عقيل و الحسين بن علي، و يتوعدونهم بيزيد ابن معاوية و خيول أهل الشام، و بمنع الأعطية، و أخذ البري ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب، فتفرق أصحاب / 310 / ابن عقيل عنه؛ حتي أمسي، و ما معه الا نحو من ثلاثين رجلا، فلما رأي ذلك خرج متوجها نحو أبواب الكندة، و تفرق عنه الباقون حتي بقي وحده.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 338 / 2، أنساب الأشراف، 81 - 80 / 2

و كان مخرج مسلم بالكوفة؛ يوم الثلاثاء لثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة ستين.

فبلغ 500 / أو 250 ب / ذلك مسلم بن عقيل، فخرج في أناس كثير، قال حصين: فحدثني هلال بن اساف، قال: لقد تفرقوا عنه. فلما قلت الأقوات [2] ، فقيل لابن زياد: ما نري معه كبير أحد. فأمر، فرفعت حرادي [3] فيها النار، حتي نظروا، فاذا ليس مع مسلم الا قدر خمسين، فقال ابن زياد للناس: تميزوا أرباعا. فانطلق كل قوم الي رأس ربعهم، فنهض اليهم قوم قاتلوا مع مسلم، فجرح مسلم جراحة، و قتل ناس من أصحابه.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 423 - 422، 371 / 3، أنساب الأشراف، 224، 159 / 3


و لما بلغ مسلم بن عقيل قتل هانئ بن عروة، [4] نادي فيمن كان بايعه، فاجتمعوا، فعقد لعبدالرحمان بن كريز الكندي علي كندة و ربيعة، و عقد لمسلم بن عوسجة علي مذحج و أسد، و عقد لأبي ثمامة الصيداوي علي تميم و همدان، و عقد للعباس بن جعدة بن هبيرة علي قريش و الأنصار، فتقدموا جميعا حتي أحاطوا بالقصر، و اتبعهم هو في بقية الناس، و تحصن عبيدالله بن زياد في القصر مع من حضر مجلسه في ذلك الوقت من أشراف أهل الكوفة، و الأعوان و الشرط، و كانوا مقدار مائتي رجل، فقاموا علي سور القصر، يرمون القوم بالمدر و النشاب، و يمنعونهم من الدنو من القصر، فلم يزالوا بذلك حتي أمسوا. و قال عبيدالله بن زياد لمن كان عنده من أشراف أهل الكوفة: ليشرف كل رجل منكم في ناحية من السور، فخوفوا القوم. فأشرف كثير بن شهاب، و محمد بن الأشعث و القعقاع بن شور و شبث بن ربعي و حجار بن أبجر و شمر بن ذي الجوشن، فنادوا: يا أهل الكوفة اتقوا الله، و لا تستعجلوا الفتنة، و لا تشقوا عصا هذه الأمة، و لا توردوا علي أنفسكم خيول الشام، فقد ذقتموهم و جربتم شوكتهم. فلما سمع أصحاب مسلم مقالتهم، فتروا بعض الفتور، و كان الرجل من أهل الكوفة يأتي ابنه و أخاه و ابن عمه، فيقول: انصرف، فان الناس يكفونك، و تجي ء المرأة الي ابنها و زوجها و أخيها، فتتعلق به حتي يرجع، فصلي مسلم العشاء في المسجد و ما معه الا زهاء ثلاثين رجلا. فلما رأي ذلك مضي منصرفا ماشيا، و مشوا معه، فأخذ نحو كندة فلما مضي قليلا التفت، فلم ير منهم أحدا، و لم يصب انسانا يدله علي الطريق. [5] .


الدينوري، الأخبار الطوال، / 240 - 239

و وجه بالشرط يطلبون مسلما، و خرج و أصحابه و هو لا يشك في وفاء القوم، و صحة نياتهم، فقاتل عبيدالله. [6] اليعقوبي، التاريخ، 216 / 2

فأتي مسلما الخبر، فنادي بشعاره، فاجتمع اليه أربعة آلاف من أهل الكوفة، فقدم مقدمته، و عبي [7] ميمنته و [8] ميسرته، و سار في القلب الي عبيدالله، و بعث عبيدالله الي وجوه أهل الكوفة، فجمعهم عنده في القصر، [9] فلما سار [10] اليه مسلم، فانتهي الي باب القصر، أشرفوا [11] علي عشائرهم، فجعلوا يكلمونهم و يردونهم، فجعل [12] أصحاب مسلم


يتسللون حتي أمسي في خمسمائة، فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا. [بسند تقدم عن أبي جعفر عليه السلام].

الطبري، التاريخ، 350 / 5 مساوي مثله الشجري، الأمالي، 191 / 1؛ المزي، تهذيب الكمال، 426 / 6؛ ابن حجر، تهذيب التهذيب، 351 / 2

قال أبومخنف: حدثني يوسف بن يزيد، عن عبدالله بن خازم، قال: أنا و الله رسول ابن عقيل الي القصر، لأنظر الي ما صار أمر هانئ؛ قال: فلما ضرب و حبس ركبت فرسي، و كنت أول أهل الدار دخل علي مسلم بن عقيل بالخبر، و اذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين: يا عثرتاه! يا ثكلاه! فدخلت علي مسلم بن عقيل بالخبر، فأمرني أن أنادي في أصحابه و قد ملأ منهم الدور حوله، و قد بايعه ثمانية عشر ألفا، و في الدور أربعة آلاف رجل، فقال لي: ناد: يا منصور أمت؛ فناديت: يا منصور أمت؛ و تنادي أهل الكوفة، فاجتمعوا اليه، فعقد مسلم لعبيدالله بن عمرو عزيز الكندي علي ربع كندة و ربيعة، و قال: سر أمامي في الخيل. ثم عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي ربع مذحج و أسد، و قال: انزل في الرجال، فأنت عليهم. و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان، و عقد لعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة، ثم أقبل نحو القصر، فلما بلغ ابن زياد اقباله تحرز في القصر، و غلق الأبواب.

قال أبومخنف: و حدثني يونس بن أبي اسحاق، عن عباس الجدلي قال: خرجنا مع ابن عقيل أربعة آلاف، فما بلغنا القصر الا و نحن ثلثمائة. قال: و أقبل مسلم يسير [13] في الناس من مراد حتي أحاط بالقصر، ثم ان الناس تداعوا الينا و اجتمعوا، فوالله ما لبثنا الا قليلا حتي امتلأ المسجد [14] و ما زالوا يثوبون حتي المساء، فضاق بعبيدالله ذرعه، و كان كبر أمره أن يتمسك بباب القصر، و ليس معه الا ثلاثون رجلا من الشرط و عشرون رجلا من أشراف الناس و أهل بيته و مواليه، و أقبل أشراف الناس يأتون ابن زياد من قبل الباب الذي يلي دار الروميين، و جعل من بالقصر مع ابن زياد


يشرفون عليهم، فينظرون اليهم فيتقون أن يرموهم بالحجارة، [15] و أن يشتموهم [16] و هم لا يفترون علي عبيدالله و علي أبيه. و دعا عبيدالله كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي، فأمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج، فيسير بالكوفة، و يخذل الناس عن ابن عقيل و يخوفهم الحرب، و يحذرهم عقوبة السلطان. و أمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة و حضرموت، فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس، و قال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي و شبث بن ربعي التميمي و حجار بن أبجر العجلي و شمر بن ذي الجوشن العامري، و حبس سائر وجوه الناس عنده استيحاشا اليهم لقلة عدد من معه من الناس، و خرج كثير بن شهاب يخذل الناس عن ابن عقيل.

قال أبومخنف: فحدثني أبوجناب الكلبي: أن كثيرا ألفي رجلا من كلب يقال له عبدالأعلي بن يزيد، قد لبس سلاحه يريد ابن عقيل في بني فتيان، فأخذه حتي أدخله علي ابن زياد، فأخبره خبره، فقال لابن زياد: انما أردتك؛ قال: و كنت وعدتني ذلك من نفسك. فأمر به، فحبس، و خرج محمد بن الأشعث حتي وقف عند دور بني عمارة، و جاءه عمارة بن صلخب الأزدي و هو يريد ابن عقيل، عليه سلاحه، فأخذه، فبعث به الي ابن زياد، فحبسه. فبعث ابن عقيل الي محمد بن الأشعث من المسجد عبدالرحمان بن شريح الشبامي، فلما رأي محمد بن الأشعث كثرة من أتاه، أخذ ينتي و يتأخر. و أرسل القعقاع بن شور الذهلي الي محمد بن الأشعث: قد جلت [17] علي ابن عقيل من العرار [18] فتأخر عن موقفه، فأقبل حتي دخل علي ابن زياد من قبل دار الروميين، فلما اجتمع عند عبيدالله كثير بن شهاب و محمد و القعقاع فيمن أطاعهم من قومهم، قال له كثير - و كانوا مناصحين لابن زياد -: أصلح الله الأمير! معك في القصر ناس كثير من أشراف الناس، و من شرطك و أهل بيتك و مواليك، فاخرج بنا اليهم. فأبي عبيدالله؛ و عقد لشبث بن ربعي لواء، فأخرجه. و أقام الناس مع ابن عقيل يكبرون و يثوبون حتي المساء، [19] و أمرهم


شديد، [20] فبعث عبيدالله الي الأشراف، فجمعهم اليه، ثم قال: أشرفوا علي الناس فمنوا أهل الطاعة الزيادة و الكرامة، و خوفوا أهل المعصية الحرمان و العقوبة، و أعلموهم فصول الجنود من الشام اليهم.

قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن عبدالله بن خازم الكثيري من الأزد، من بني كثير، قال: أشرف علينا الأشراف، فتكلم كثير بن شهاب أول الناس حتي كادت الشمس أن تجب، فقال: أيها الناس، الحقوا بأهاليكم، و لا تعجلوا الشر، و لا تعرضوا أنفسكم للقتل، فان هذه جنود أميرالمؤمنين يزيد قد أقبلت، و قد أعطي الله الأمير عهدا: لئن أتممتم علي حربه، و لم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء، و يفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام علي غير طمع، و أن يأخذ البري ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي له فيكم بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال ما جرت أيديها. و تكلم الأشراف بنحو من كلام هذا؛ فلما سمع مقالتهم الناس أخذوا يتفرقون، و أخذوا ينصرفون.

قال أبومخنف: فحدثني المجالد بن سعيد؛ أن المرأة كانت تأتي ابنها أو أخاها، فتقول: انصرف؛ الناس يكفونك. و يجي ء الرجل الي ابنه أو أخيه فيقول: غدا يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب و الشر! انصرف. فيذهب به؛ فما زالوا يتفرقون و يتصدعون حتي أمسي ابن عقيل و ما معه ثلاثون نفسا في المسجد، حتي صليت المغرب، فما صلي مع ابن عقيل الي ثلاثون نفسا. فلما رأي أنه قد أمسي و ليس معه الا أولئك النفر خرج متوجها نحو أبواب كندة، و بلغ الأبواب و معه منهم عشرة، ثم خرج من الباب و اذا ليس معه انسان، و التفت، فاذا هو لا يحس أحدا يدله علي الطريق، و لا يدله علي منزل و لا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو.

الطبري، التاريخ، 371 - 368 / 5 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 325 - 321 / 1

قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن عون بن أبي جحيفة، قال: كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذي الحجة سنة ستين. و يقال: يوم الأربعاء لسبع مضين سنة ستين من يوم عرفة بعد مخرج الحسين من مكة مقبلا الي


الكوفة بيوم. الطبري، التاريخ، 381 / 5 مساوي عنه: المحمودي، العبرات، 336 / 1

فبلغ ذلك مسلم بن عقيل، فبلغ ذلك مسلم بن عقيل، فخرج و معه ناس كثير، فبلغ ابن زياد ذلك، فأمر بباب القصر، فأغلق، و أمر مناديا فنادي: يا خيل الله اركبي. فلا أحد يجيبه، فظن أنه في ملا من الناس.

قال حصين: فحدثني هلال بن يساف، قال: لقيتهم تلك الليلة في الطريق عند مسجد الأنصار، فلم يكونوا يمرون في طريق يمينا و لا شمالا الا و ذهبت منهم طائفة؛ الثلاثون و الأربعون، و نحو ذلك. قال: فلما بلغ السوق، و هي ليلة مظلمة، و دخلوا المسجد، قيل لابن زياد: و الله ما نري كثير أحد، و لا نسمع أصوات كثير أحد. فأمر بسقف المسجد فقلع، ثم أمر بحرادي فيها النيران، فجعلوا ينظرون، فاذا قريب خمسين رجلا. قال: فنزل: فصعد المنبر، و قال للناس: تميزوا أرباعا أرباعا؛ فانطلق كل قوم الي رأس ربعهم، فنهض اليهم قوم يقاتلونهم، فجرح مسلم جراحة ثقيلة، و قتل ناس من أصحابه، و انهزموا. [21] الطبري، التاريخ، 391 / 5


قال: و أقبل مسلم بن عقيل رحمه الله في وقته ذلك عليه و بين يديه ثمانية عشر ألفا أو يزيدون، و بين يديه الأعلام، و شاكو السلاح، و هم في ذلك يشتمون عبيدالله بن زياد، و يلعنون أباه [22] . قال: و ركب أصحاب عبيدالله [23] و اختلط القوم، فقاتلوا قتالا شديدا، و عبيدالله بن زياد و جماعة من أهل الكوفة، قد أشرفوا علي جدار القصر، ينظرون [24] الي محاربة الناس.

قال: و جعل رجل من أصحاب عبيدالله بن زياد اسمه [25] كثير بن [26] شهاب، ينادي من أعلي القصر بأعلي صوته: ألا يا شيعة مسلم بن عقيل! ألا يا شيعة الحسين بن علي؟ الله الله في أنفسكم و في أهاليكم و أولادكم، فان جنود أهل الشام قد أقبلت، و ان الأمير عبيدالله بن زياد قد عاهد الله لئن أقمتم علي حربكم و لم تنصرفوا من يومكم هذا ليحرمنكم العطاء و ليفرقن مقاتلتكم في مغازي أهل الشام، و ليأخذن البري ء بالسقيم و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي منكم بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال أمرها.

قال: فلما سمع الناس ذلك تفرقوا و تحادوا عن مسلم بن عقيل رحمه الله، و يقول بعضهم


لبعض: ما نصنع [27] بتعجيل الفتنة و غدا تأتينا جموع أهل الشام، ينبغي لنا أن نعقد [28] في منزلنا، و ندع هؤلاء القوم حتي يصلح الله [29] ذات بينهم. قال: ثم جعل القوم يتسللون و النهار يمضي. فما غابت الشمس حتي بقي مسلم بن عقيل في عشرة أفراس من أصحابه لا أقل و لا أكثر، و اختلط الظلام، فدخل مسلم بن عقيل المسجد الأعظم ليصلي المغرب و تفرق عنه العشرة. ابن أعثم، الفتوح، 88 - 86 / 5

و لما بلغ مسلما ما فعل ابن زياد بهانئ، أمر مناديا فنادي: «يا منصور» - و كانت شعارهم - فتنادي أهل الكوفة بها، فاجتمع اليه في وقت واحد ثمانية عشر ألف رجل، فسار الي ابن زياد، فتحصن منه، فحصروه في القصر، فلم يمس مسلم و معه غير مائة رجل، فلما نظر الي الناس يتفرقون عنه، سار نحو أبواب كندة، فما بلغ الباب الا و معه منهم ثلاثة، ثم خرج من الباب، فاذا ليس معه منهم أحد، فبقي حائرا لا يدري أين يذهب، و لا يجد أحدا يدله علي الطريق. المسعودي، مروج الذهب، 67 / 3

و كان ظهور مسلم بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذي الحجة سنة ستين، و هو اليوم الذي ارتحل فيه الحسين من مكة الي الكوفة. و قيل يوم الأربعاء يوم عرفة لتسع مضين من ذي الحجة سنة ستين.

المسعودي، مروج الذهب، 70 / 3 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 120

ثم ركب مسلم بن عقيل في ثلاثة آلاف فارس يريد عبيدالله بن زياد، فلما قرب من قصر عبيدالله نظر، فاذا معه مقدار ثلاثمائة فارس، فوقف يلتفت يمنة و يسرة، فاذا أصحابه يتخلفون عنه حتي بقي معه عشرة أنفس، فقال: يا سبحان الله! غرنا هؤلاء بكتبهم، ثم أسلمونا الي أعدائنا هكذا. فولي راجعا، فلما بلغ طرف الزقاق التفت، فلم ير خلفه أحدا، و عبيدالله بن زياد في القصر متحصن يدبر في أمر مسلم بن عقيل.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 308 / 2، السيرة النبوية (ط بيروت)، / 556


و قال أبومخنف: فحدثني يوسف بن يزيد عن عبدالله بن حازم البكري، قال:

أنا و الله رسول ابن عقيل الي القصر في أثر هانئ لأنظر ما صار اليه أمره، فدخلت، فأخبرته الخبر، فأمرني أن أنادي في أصحابي و قد ملأ الدور منهم حواليه، فقال: ناد: يا منصور أمت. فخرجت، فناديت، و تبادر أهل الكوفة، فاجتمعوا اليه، فعقد لعبدالرحمان ابن عزيز الكندي علي ربيعة، و قال له: سر أمامي، و قدمه في الخيل، و عقد لمسلم بن عوسجة علي مذحج و أسد، و قال له: انزل، فأنت علي الرجالة. و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي تميم و همدان. و عقد للعباس بن جعدة الجدلي علي أهل المدينة، ثم أقبل نحو القصر.

فلما بلغ عبيدالله اقباله تحرز في القصر، و غلق الأبواب، و أقبل مسلم حتي أحاط بالقصر، فوالله ما لبثنا الا قليلا حتي امتلأ المسجد من الناس و السوقة، ما زالوا يتوثبون حتي المساء، فضاق بعبيدالله أمره، و دعا بعبيدالله بن كثير بن شهاب الحارثي و أمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج، فيخذل الناس عن ابن عقيل، و يخوفهم الحرب و عقوبة السلطان. فأقبل أهل الكوفة يفترون علي ابن زياد و أبيه.

قال أبومخنف: فحدثني سليمان بن أبي راشد عن عبدالله بن حازم البكري قال: أشرف علينا الأشراف و كان أول من تكلم كثير بن شهاب، فقال:

أيها الناس الحقوا بأهاليكم، و لا تعجلوا، انتشروا و لا تعرضوا أنفسكم للقتل، فهذه جنود أميرالمؤمنين يزيد قد أقبلت، و قد أعطي الله الأمير عهدا، لئن أقمتم علي حربه و لم تنصرفوا من عشيتكم هذه أن يحرم ذريتكم العطاء، و يفرق مقاتليكم في مغازي الشام علي غير طمع، و يأخذ البري ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب حتي لا يبقي فيكم بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال ما جنت. و تكلم الأشراف بنحو من كلام كثير، فلما سمع الناس مقالتهم تفرقوا.

قال أبومخنف: حدثني المجالد بن سعيد: ان المرأة كانت تأتي ابنها و أخاها فتقول: انصرف، الناس يكفونك. و يجي ء الرجل الي ابنه و أخيه فيقول: غدا يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب و الشر؟ انصرف. فما زالوا يتفرقون و ينصرفون حتي أمسي ابن عقيل و ما معه الا ثلاثون نفسا، حتي صليت المغرب، فخرج متوجها نحو أبواب كندة، فما بلغ


الأبواب الا و معه منها عشرة، ثم خرج من الباب، فاذا ليس معه منهم انسان. [30] .


أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 67 - 66

فقال عبدالله بن حازم: أنا و الله رسول ابن عقيل الي القصر لأنظر ما فعل هانئ، فلما ضرب و حبس ركبت فرسي، فكنت أول الداخلين [31] الدار علي مسلم بن عقيل بالخبر، فاذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين: يا عبرتاه! يا ثكلاه! [32] فدخلت علي مسلم، فأخبرته الخبر، [33] فأمرني أن أنادي في أصحابه و قد ملأ بهم الدور حوله، فكانوا فيها أربعة آلاف رجل، فقال لمناديه: ناد: يا منصور أمت. [34] فناديت: يا منصور أمت. [35] فتنادي أهل الكوفة، [36] فجتمعوا عليه، [37] [38] فعقد مسلم رحمه الله لرؤوس الأرباع علي القبائل كندة و مذحج و تميم و أسد و مضر و همدان، [39] و تداعي الناس و اجتمعوا، فما لبثنا الا قليلا حتي امتلأ المسجد من الناس و السوق، و ما زالوا [40] يتوثبون حتي المساء، [41] فضاق بعبيدالله أمره و كان أكثر عمله أن يمسك باب القصر و ليس معه في القصر لا ثلاثون رجلا من الشرط و عشرون رجلا من أشراف الناس و أهل بيته و خاصته [42] ، [43] و أقبل من نأي عنه من


أشراف الناس يأتونه من قبل الباب الذي يلي دار الروميين، و جعل من في القصر مع ابن زياد يشرفون [44] عليهم، فينظرون اليهم و هم [45] [46] يرمونهم بالحجارة، و يشتمونهم، و يفترون علي عبيدالله و علي أبيه. فدعا ابن زياد كثير بن شهاب، و أمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج، فيسير في الكوفة، و يخذل الناس عن ابن عقيل و يخوفهم الحرب، و يحذرهم عقوبة السلطان، و أمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة و حضرموت فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس، و قال مثل ذلك للقعقاع الذهلي و شبث بن ربعي التميمي، و حجار بن أبجر العجلي [47] و شمر بن ذي الجوشن العامري، [48] و حبس [49] باقي وجوه الناس عنده استيحاشا اليهم لقلة عدد من معه من الناس، فخرج كثير بن شهاب يخذل الناس عن مسلم، و خرج محمد بن الأشعث حتي وقف عند دور بني عمارة، و بعث ابن عقيل الي محمد بن الأشعث من المسجد عبدالرحمان بن شريح الشبامي، فلما رأي ابن الأشعث كثرة من أتاه تأخر عن مكانه.

و جعل محمد بن الأشعث و كثير بن شهاب و القعقاع بن شور الذهلي و شبث بن ربعي، يردون الناس عن اللحوق بمسلم، [50] و يخوفونهم السلطان، حتي اجتمع اليهم عدد كثير من قومهم و غيرهم، فصاروا الي ابن زياد [51] من قبل دار الروميين، و دخل القوم معهم، [52] فقال له كثير بن شهاب: أصلح الله الأمير معك في القصر ناس كثير [53] من أشراف الناس، [54] و من شرطك و أهل بيتك و مواليك، [55] فاخرج بنا اليهم، فأبي عبيدالله، و عقد لشبث بن ربعي لواء، فأخرجه. و أقام الناس مع ابن عقيل، يكثرون حتي المساء و أمرهم شديد، [56] [57] فبعث عبيدالله الي الأشراف فجمعهم، ثم أشرفوا [58] علي الناس، فمنوا أهل


الطاعة الزيادة و الكرامة، و خوفوا أهل المعصية الحرمان و العقوبة، [59] و أعلموهم وصول الجند من الشام اليهم [60] ، و تكلم كثير بن شهاب حتي كادت الشمس أن تجب، فقال: أيها الناس! الحقوا بأهاليكم و لا تعجلوا الشر، [61] و لا تعرضوا أنفسكم للقتل، فان هذه جنود أميرالمؤمنين يزيد [62] قد أقبلت و قد أعطي الله الأمير عهدا، لئن تممتم علي حربه و لم تنصرفوا من عشيتكم ليحرمن ذريتكم العطاء، [63] و يفرق مقاتليكم في مغاربي [64] الشام [65] ، و أن يأخذ البري ء منكم بالسقيم، و الشاهد بالغائب حتي لا يبقي له بقية من أهل المعصية [66] الا أذاقها [67] و بال ما جنت أيديها. و تكلم الأشراف بنحو من ذلك، فلما سمع الناس مقاتلهم أخذوا يتفرقون [68] و كانت المرأة تأتي ابنها و أخاها فتقول: انصرف، الناس يكفونك. [69] و يجي ء الرجل الي ابنه و أخيه فيقول: غدا يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب و الشر؟ انصرف. فيذهب به، فينصرف [70] ، فما زالوا يتفرقون حتي أمسي ابن عقيل [71] [72] و صلي المغرب و ما معه [73] الا ثلاثون نفسا في المسجد، فلما رأي [74] أنه قد أمسي و ما معه الا اولئك النفر، خرج من المسجد متوجها نحو [75] أبواب كندة، فما بلغ الأبواب الا و معه منهم عشرة، ثم خرج من الباب، فاذا ليس معه انسان يدله [76] فالتفت، فاذا هو لا يحس أحدا، يدله علي الطريق، و لا يدله علي منزله و لا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو. [77] [78] .

و كان خروج مسلم بن عقيل رحمة الله عليه بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة سنة ستين.


و كان توجه الحسين صلوات الله عليه من مكة الي العراق في يوم خروج مسلم بالكوفة و هو يوم التروية بعد مقامه بمكة، بقية شعبان و شهر رمضان و شوالا و ذالقعدة و ثمان ليال خلون من ذي الحجة سنة ستين. [79] .


المفيد، الارشاد، 68 - 67، 53 - 50 / 2 مساوي عنه المجلسي، البحار، 363، 350 - 348 / 44؛ البحراني، العوالم، 199 - 197 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 243، 229، 223؛ مثله الفتال، روضة الواعظين، / 150 - 149؛ الأمين، لواعج الأشجان، / 68، 55 - 52؛ الجواهري، مثير الأحزان، / 28، 24 - 23 - 20.

و في اليوم الثامن منه [شهر ذي الحجة] و هو يوم التروية، ظهر فيه مسلم بن عقيل داعيا الي سيدنا أبي عبدالله الحسين عليه السلام. المفيد، مسار الشيعة (من مجموعة نفيسة)، / 53

و بعث مسلم بن عقيل من يأتيه بالخبر. فأتوه بالخبر علي وجهه، و أمر أن ينادي بشعاره:

«يا منصور أمت».

و كان قد ثمانية عشر ألف رجل. فاجتمعوا اليه، فعقد لجماعة علي الأرباع، و قدم أمامه صاحب ربع كندة، و أقبل نحو القصر، فتحرز عبيدالله، و غلق الأبواب. و سار مسلم حتي أحاط بالقصر، و تداعي الناس، و اجتمعوا، حتي امتلأ المسجد و السوق، و ما زالوا توثبون حتي المساء.

فضاق بعبيدالله أمره، و كان أكبر همه أن يتمسك بباب القصر، و ليس معه في القصر الا ثلاثون رجلا من الشرطة و عشرون رجلا من أشراف الناس و أهل بيته، و جعل من القصر يشرفون، فيشتمهم الناس، و يفترون علي ابن زياد و أبيه، و يتقون أن يرموهم بالحجارة. ففتح عبيدالله الباب الذي يلي دار الروميين ليدخل [83] اليه من يأتيه، و دعا كثير بن شهاب، فأمره أن يخرج في من أطاعه من مذحج، فيخذل الناس عن مسلم بن عقيل، و يخوفهم عقوبة السلطان، و غائلة أمرهم، و أمر محمد بن الأشعث بمثل ذلك في من


أطاعه من كندة، أن يرفع راية أمان لمن جاءه من الناس، و قال لمثل هؤلاء من أهل الشرف مثل ذلك.

فخرجوا، و جاؤوا بعدة، فحبسوا، و رجع اليه الرؤساء من ناحية دار الروميين، فدخلوا القصر، فقال لهم عبيدالله:

«أشرفوا علي القصر، فمنوا أهل الطاعة، و خوفوا أهل المعصية».

فتكلم القوم، و قالوا:

«أيها الناس! الحقوا بأهاليكم، و لا تعجوا الشر، و لا تتعرضوا للقتل، فان أميرالمؤمنين، قد بعث جنوده من الشام، و قد أعطي الله الأمير عهدا لئن تممتم علي حربكم، و لم تنصرفوا من عشيتكم، أن يحرم ذريتكم العطاء و يفرق مقاتلتكم في مغازي الشام علي غير طمع، و أن يأخذ البري ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي له فيكم بقية من أهل المعصية، الا أذاقها و بال أمرها».

فأخذ الناس - كلما [80] [84] سمعوا هذا و أشباهه من رؤسائهم - يتفرقون. فكانت المرأة تأتي الي أبيها، و أخيها، فتقول:

«انصرف، فان الناس يكفونك».

و يجي ء الرجل الي ابنه، و أخيه، فيقول:

«غدا يأتيك جنود الشام، فما تصنع بالحرب؟»

فينصرف به.

فمازال الناس يتفرقون، حتي أمسي مسلم بن عقيل، و ما معه الا ثلاثون رجلا حين صليت المغرب، فصلي بهم مسلم. فلما رأي أنه قد أمسي و ليس معه الا أولئك، خرج متوجها نحو كندة، فما بلغ الأبواب و معه منهم عشرة، ثم خرج من الباب، فاذا ليس معه انسان، و التفت فاذا هو لا يحس أحدا يدله علي الطريق، و لا علي منزل، و لا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو.

أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 49 - 48 / 2


و قد كان مسلم خرج قبل ذلك حتي بايعه من بايعه من أهل الكفوة، فصار عامة العرب عليه، و جاء القعقاع بن شور و شبث بن ربعي، فقاتلوا حتي ثار الليل بينهم، و ذلك عند التمارين عند اختلاط الظلام، فقال [عبيدالله]: و يحكم قد خليتم بين الناس أن ينهزموا، فاخرجوا. ففعلوا ذلك، و انهزم مسلم بن عقيل. الشجري، الأمالي، 167 / 1

و بلغ الخبر مسلم بن عقيل، فأمر أن ينادي في الناس، فملأ بهم الدور، و قال لمناديه: ناد: يا منصور. فعقد مسلم لرؤوس الأرباع علي القبائل كندة و مذحج و أسد و تميم و همدان، فتداعي الناس، و اجتمعوا فامتلأ المجسد من الناس و السوق، و ما زالوا يتوثبون حتي المساء، و ضيق بعبيدالله أمره و ليس في القصر معه الا ثلاثون رجلا من الشرط و عشرون رجلا من أشراف الناس و أهل بيته، و أقبل من نأي عنه من أشراف الناس يأتونه من قبل الباب الذي يلي دار الروميين، و جعل من في القصر مع ابن زياد يشرفون عليهم، فينظرون اليهم، و هم يرمونه بالحجارة، و دعا ابن زياد بكثير بن شهاب، و محمد بن الأشعث و شبث بن ربعي و جماعة من رؤساء القبائل و أمرهم أن يسيروا في الكوفة، و يخذلوا الناس عن مسلم بن عقيل، و يعلموهم بوصول الجند من الشام، و ان الأمير قد أعطي الله عهدا لئن تممتم علي حربه و لم تنصرفوا من عشيتكم هذه أن يحرم ذريتكم العطاء، و يأخذ البري ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب. فلما سمع الناس مقالتهم أخذوا يتفرقون، و كانت المرأة تأتي ابنها و أخاها و زوجها و تقول: انصرف، الناس يكفونك. و يجي ء الرجل الي ابنه و أخيه، و يقول: غدا يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب الشر؟ فيذهب به، فينصرف، فما زالوا يتفرقون حتي أمسي ابن عقيل و صلي المغرب و ما معه من أصحابه الا ثلاثون رجلا، فلما رأي ذلك خرج متوجها نحو باب كندة، فلما بلغ الباب معه منهم عشرة، فخرج من الباب، فاذا ليس معه انسان و لا يجد أحدا يدله علي الطريق.

و كان خروج مسلم بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية. و قيل: يوم عرفة سنة ستين. الطبرسي، اعلام الوري، / 230 - 229، 227


و أقبل مسلم بن عقيل في وقته ذلك، و معه ثمانية عشر ألفا أو يزيدون، و بين يديه الأعلام و السلاح الشاك، و هم في ذلك يشتمون ابن زياد و يلعنون أباه، و كان شعارهم: يا منصور أمت، و كان قد عقد مسلم بن عقيل لعبدالله الكندي علي كندة، و قدمه أمام الخيل، و عقد لمسلم بن عوسجة علي مذحج و أسد، و عقد لأبي ثمامة بن عمر الصائدي علي تميم و همدان، و عقد للعباس بن جعدة الجدلي علي أهل المدينة، و أقبل مسلم يسير حتي خرج في بني الحارث بن كعب، ثم خرج علي مسجد الأنصار حتي أحاط بالقصر، و ليس في القصر الا نحو من ثلاثين رجلا من الشرط، و مقدار عشرين من الأشراف و أهل بيته و مواليه، و ركب أصحاب ابن زياد، و اختلط القوم، فاقتتلوا قتالا شديدا، و ابن زياد في جماعة من الأشراف قد وقفوا علي جدار القصر ينظرون الي محاربة الناس. قال: و جعل رجل من أصحاب ابن زياد، يقال له كثير بن شهاب، و محمد بن الأشعث، و القعقاع بن شور، و شبث بن ربعي، ينادون فوق القصر بأعلي أصواتهم: ألا يا شيعة مسلم بن عقيل، ألا يا شيعة الحسين بن علي، الله الله في أنفسكم و أهليكم و أولادكم، فان جنود أهل الشام قد أقبلت، و ان الأمير عبيدالله قد عاهد الله لئن أنتم أقمتم علي حربكم و لم تنصرفوا من يومكم هذا، ليحرمنكم العطاء، و ليفرقن مقاتلتكم في مغازي أهل الشام؛ و ليأخذن البري ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي منكم بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال أمرها. فلما سمع ذلك الناس جعلوا يتفرقون، و يتخاذلون [81] عن مسلم بن عقيل، و يقول بعضهم لبعض: ما نصنع بتعجيل الفتنة، و غدا تأتينا جموع أهل الشام، فينبغي أن نقعد في منازلنا، و ندع هؤلاء القوم حتي يصلح الله ذات بينهم.

قال: و كانت المرأة تأتي أخاها و أباها أو زوجها أو بنيها، فتشرده، ثم جعل القوم يتسللون و النهار يمضي، فما غابت الشمس حتي بقي مسلم بن عقيل في عشرة من أصحابه، و اختلط الظلام، فدخل مسلم المسجد الأعظم ليصلي المغرب، فتفرق عنه العشرة، فلما رأي ذلك استوي علي فرسه.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 207 - 206 / 1


و وصل الخبر الي مسلم بن عقيل في أربعة آلاف كانوا حواليه، فاجتمع اليه ثمانية آلاف ممن بايعوه، فتحرز عبيدالله و غلق الأبواب، و سار مسلم حتي أحاط بالقصر، فبعث عبيدالله كثير بن شهاب الحارثي و محمد بن الأشعث الكندي من باب الروميين براية الأمان لمن جاءها من الناس، فرجع الرؤساء اليها، فدخلوا القصر، فقال لهم عبيدالله: أشرفوا علي الناس، فمنوا أهل الطاعة و خوفوا أهل المعصية. فما زال الناس يتفرقون حتي أمسي مسلم و ما معه الا ثلاثون نفسا، فلما صلي المغرب، ما رأي أحدا.

ابن شهر آشوب، المناقب، 93 - 92 / 5

فنادي مسلم أصحابه، فاجتمع اليه من أهل الكوفة أربعة آلاف، فمضي بهم الي القصر، فأشرف أصحاب عبيدالله علي أهاليهم يعدونهم و يقولون: غدا يأتيكم جنود الشام. فتسللوا، فما اختلط الظلام حتي بقي مسلم وحده.

ابن الجوزي، المنتظم، 326 / 5

و أتي الخبر مسلم بن عقيل، فنادي في أصحابه: يا منصور أمت. و كان شعارهم و كان قد بايعه ثمانية عشر ألفا، و حوله في الدور أربعة آلاف، فاجتمع اليه، ناس كثير، [82] فعقد مسلم لعبدالله بن عزيز الكندي علي ربع كندة، و قال: سر أمامي و عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي ربع مذحج و أسد، و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان و عقد لعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة، و أقبل نحو القصر، فلما بلغ ابن زياد اقباله تحرز في القصر، و أغلق الباب، و أحاط مسلم بالقصر، و امتلأ المسجد و السوق من الناس، و ما زالوا يجتمعون حتي المساء، و ضاق بعبيدالله أمره و ليس معه في القصر الا ثلاثون رجلا من الشرط و عشرون رجلا من أشراف و أهل بيته و مواليه، و أقبل أشراف الناس يأتون ابن زياد من قبل الذي يلي دار الروميين، و الناس يسبون ابن زياد و أباه. فدعا ابن زياد كثير بن شهاب الحارثي و أمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج، فيسير و يخذل الناس عن ابن عقيل و يخوفهم، و أمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة و حضرموت، فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس،


و قال: مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي، و شبث بن ربعي التميمي، و حجار بن أبجر العجلي، و شمر بن ذي الجوشن الضبابي، و ترك وجوه الناس عنده استئناسا بهم لقلة من معه، و خرج اولئك النفر يخذلون الناس. و أمر عبيدالله من عنده من الأشراف أن يشرفوا علي الناس من القصر فيمنوا أهل الطاعة، و يخوفوا أهل المعصية. ففعلوا. فلما سمع الناس مقالة أشرافهم، أخذوا يتفرقون، حتي أن المرأة تأتي ابنها و أخاها، و تقول: انصرف، الناس يكفونك. و يفعل الرجل مثل ذلك. فما زالوا يتفرقون حتي بقي ابن عقيل في المسجد في ثلاثين رجلا، [83] فلما رأي ذلك خرج متوجها نحو أبواب كندة، فلما خرج الباب لم يبق معه أحد.

و قيل: و كان مخرج ابن عقيل بالكوفة لثمان ليال مضين من ذي الحجة سنة ستين، و قيل: لتسع مضين منه. [84] .


ابن الأثير، الكامل، 272 - 271 / 3 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 106 - 105

و لما بلغ مسلم بن عقيل خبره، خرج بجماعة ممن بايعه الي حرب عبيدالله بعد أن رأي أكثر من بايعه من الأشراف نقضوا البيعة و هم مع عبيدالله، فتحصن بدار الامارة، و اقتتلوا قتالا شديدا الي أن جاء الليل، فتفرقوا عنه و بقي معه أناس قليل، فدخل المسجد يصلي و طلع متوجها نحو باب كندة فاذا هو وحده.

و كان خروج مسلم في الكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، و هذا اليوم كان فيه خروج الحسين عليه السلام من مكة الي العراق بعد مقامه بها بقية شعبان و شهر رمضان و شوالا و ذالقعدة. ابن نما، مثيرالأحزان / 19 - 18، 16.

و بلغ مسلم بن عقيل الخبر، فخرج من دار هانئ، و نادي بشعاره، فاجتمع اليه أربعة آلاف من أهل الكوفة فعبأهم، و سار الي القصر، و كان عند ابن زياد وجوه أهل الكوفة، فقال لهم: قوموا، ففرقوا عشايركم عن مسلم، و الا ضربت أعناقكم. فصعدوا علي


القصر، و جعلوا يكلمونهم، فتفرق من كان مع مسلم، و تسللوا عنه، و دهمه الليل، و قد بقي وحده.

كان يوم التروية.. اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل بالكوفة. [85] .

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 140، 138

قال: و بلغ الخبر الي مسلم بن عقيل، فخرج بمن بايعه الي حرب عبيدالله بن زياد، فتحصن منه بقصر دار الامارة، و اقتتل أصحابه و أصحاب مسلم [86] ، و جعل أصحاب عبيدالله الذين معه في القصر، يتشرفون منه و يحذرو أصحاب مسلم، و يتوعدونهم بأجناد الشام. فلم يزالوا كذلك حتي جاء الليل، فجعل أصحاب مسلم، يتفرقون عنه و يقول بعضهم لبعض: ما نصنع بتعجيل الفتنة، و ينبغي أن نقعد في منزالنا، و ندع هؤلاء القوم حتي يصلح الله ذات بينهم. فلم يبق معه سوي عشرة أنفس، فدخل مسلم [87] المسجد ليصلي المغرب، فتفرق العشرة عنه، فلما رأي ذلك خرج وحيدا في دروب الكوفة. [88] ابن طاووس، اللهوف، / 54 - 53


قال: و لما أتي الخبر مسلم بن عقيل، خرج من دار هانئ، و نادي في أصحابه: «يا منصور أمت» و كان قد بايعه ثمانية عشر ألفا، و حوله في الدور أربعة آلاف، فاجتمع اليه ناس كثير، فعقد لعبدالله بن عزير الكندي علي ربع كندة، و قال: سر أمامي. و عقد لمسلم بن عوسجة علي ربع مذحج و أسد، و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان، و عقد لعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة، و أقبل نحو القصر.

فلما بلغ ابن زياد اقباله تحرز بالقصر، و أغلق الباب. و أحاط مسلم بالقصر. و امتلأ المسجد و السوق بالناس. و ما زالوا يجتمعون حتي المساء. و ضاق بعبيدالله [89] أمره، و ليس معه في القصر الا ثلاثون رجلا من الشرط، و عشرون من الأشراف و أهل بيته و مواليه، و أقبل أشراف الناس يأتون [ابن زياد]، من قبل الباب الذي يلي دار الروميين، و الناس يسبون ابن زياد و أباه.

فدعا ابن زياد كثير بن شهاب الحارثي، و أمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج فيخذل الناس عن ابن عقيل و يخوفهم، و أمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة و حضرموت، فيرفع راية الأمان لمن جاءه من الناس؛ و قال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي، و شبث بن ربعي التميمي، و حجار بن أبجر العجلي، و شمر بن ذي جوشن الضبابي و ترك وجوه الناس عنده استئناسا بهم، [لقلة من معه].

و خرج أولئك النفر علي الناس من القصر، فمنوا أهل الطاعة، و خوفوا أهل المعصية، فلما سمع الناس مقالة أشرافهم تفرقوا، حتي ان المرأة لتأتي ابنها و أخاها، فتقول: «انصرف، الناس يكفونك»، و يفعل الرجال مثل ذلك.


فما زالوا يتفرقون حتي بقي مسلم بن عقيل في المسجد في ثلاثين رجلا، فلما رأي ذلك خرج نحو أبواب كندة، فلما وصل الي الباب لم يبق معه أحد.

قال: و كان مخرج [مسلم بن] عقيل بالكوفة لثمان ليال مضين من ذي الحجة سنة ستين. و قيل: لتسع مضين منه. النويري، نهاية الارب، 404، 398 - 397 / 20

و بلغ الخبر [حبس هاني] مسلم بن عقيل، فوثب بالكوفة و خرج بمن خف معه، فاقتتلوا، فقتل مسلم، و ذلك في أواخر سنة ستين. و روي الواقدي و المدائني باسنادهم أن مسلم بن عقيل بن أبي طالب، خرج في أربعمائة، فاقتتلوا، فكثرهم أصحاب عبيدالله و جاء الليل. الذهبي، تاريخ الاسلام، 269 / 2

و بلغ الخبر مسلما، فخرج في نحو الأربعمائة، فما وصل الي القصر الا في نحو الستين، و غربت الشمس، فاقتتلوا، و كثر عليهم أصحاب عبيدالله، و جاء الليل. [عن ابن سعد]

و بلغ مسلما الخبر، فنادي بشعاره، فاجتمع اليه أربعون ألفا فعبأهم و قصد القصر، فبعث عبيدالله الي وجوه أهل الكوفة، فجمعهم عنده و أمرهم، فأشرفوا من القصر علي عشائرهم، فجعلوا يكلمونهم، فجعلوا يتسللون حتي بقي مسلم في خمسمائة، و قد كان كتب الي الحسين ليسرع، فلما دخل الليل ذهب أولئك حتي بقي مسلم وحده. [بسند تقدم عن أبي جعفر عليه السلام]

الذهبي، سير أعلام النبلاء، 207، 201 / 3

و سمع مسلم بن عقيل الخبر، فركب و نادي بشعاره: «يا منصور أمت»، فاجتمع اليه أربعة آلاف من أهل الكوفة، و كان معه المختار بن أبي عبيد، و معه راية خضراء، [و] عبدالله بن نوفل بن الحارث براية حمراء، فرتبهم ميمنة و ميسرة، و سار هو في القلب الي عبيدالله.

فلما انتهي مسلم الي باب القصر وقف [ابن زياد] بجيشه هناك، فأشرف أمراء القبائل الذين عند عبيدالله في القصر، فأشاروا الي قومهم الذين مع مسلم بالانصراف، و تهددوهم و توعدوهم، و أخرج عبيدالله بعض الأمراء و أمرهم أن يركبوا في الكوفة،


يخذلون الناس عن مسلم بن عقيل، ففعلوا ذلك، فجعلت المرأة تجي ء الي ابنها و أخيها و تقول له: ارجع الي البيت، الناس يكفونك. و يقول الرجل لابنه و أخيه: كأنك غدا بجنود الشام قد أقبلت، فماذا تصنع معهم؟ فتخاذل الناس و قصروا و تصرموا و انصرفوا عن مسلم بن عقيل، حتي لم يبق الا في خمسمائة نفس، ثم تقالوا، حتي بقي في ثلاثمائة، ثم تقالوا، حتي بقي معه ثلاثون رجلا، فصلي بهم المغرب و قصد أبواب كندة، فخرج منها في عشرة، ثم انصرفوا عنه، فبقي وحده ليس معه من يدله علي الطريق، و لا من يؤانسه بنفسه، و لا من يأويه الي منزله، فذهب علي وجهه و اختلط الظلام و هو وحده.

قال أبومخنف، عن الصقعب بن زهير، عن عون بن جحيفة، قال: كان مخرج مسلم ابن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة.

ابن كثير، البداية و النهاية، 158، 155 - 154 / 8

و نادي مسلم بن عقيل لما بلغه الخبر بشعاره، فاجتمع عليه أربعون ألفا من أهل الكوفة، فركب، و بعث عبيدالله الي وجوه أهل الكوفة، فجمعهم عنده في القصر، فأمر كل واحد منهم أن يشرف علي عشيرته، فيردهم، فكلموهم، فجعلوا يتسللون، فأمسي مسلم و ليس معه الا عدد قليل منهم، فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا. [90] [بسند تقدم


عن أبي جعفر عليه السلام]

ابن حجر، الاصابة، 333 / 8 مساوي عنه: ابن بدران في ما استدركه علي ابن عساكر، 336 / 4

فما مضي الا أيام قلائل، حتي دخل عبيدالله بن زياد الكوفة، و جلس علي سرير الامارة، و أمر باحضار أشراف أهل الكوفة، و حذرهم من القتل و القتال و خوفهم بجنود أهل الشام، و قال أيها الناس الحقوا بأهاليكم، و لا تعجلوا الشر، و لا تعرضوا أنفسكم للقتل، فان هذه جنود أميرالمؤمنين يزيد قد أقبلت و قد أعطي الله الأمير عهدا لان تممتم علي حربه، و لم تنصرفوا من عشيتكم هذه أن يحرم ذريتكم العطاء، و يفرق مقاتليكم في مغازي الشام، و ان يأخذ البري ء منكم بالسقيم، و الشاهد منكم بالغائب، حتي لا يبقي له بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال ما جنت أيديها. و تكلم الأشراف بنحو من ذلك، فلما سمع الناس مقالته، أخذوا لعنهم الله يتفرقون، و كانت المرء تأتي ابنها و أخاها، فتقول انصرف، ان الناس يكفونك، و يجي ء الرجل الي ابنه أو أخيه و يقول: غدا يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب، انصرف فيذهب به، فينصرف، فما زالوا يتفرقون حتي أمسي مسلم بن عقيل، و صلي المغرب و ما معه الا ثلاثون نفسا في المسجد، فلما رأي أنه قد أمسي. و ليس معه الا أولئك النفر، خرج متوجها الي أبواب كندة فلم يبلغ الأبواب الا و معه عشرة، ثم خرج من الباب فاذا ليس معه انسان، فالتفت فاذا هو غريب وحيد و ليس معه من يدله علي الطريق، و لا من يدله علي منزله، و لا أحد يواسيه بنفسه.

المازندراني، معالي السبطين، 233 - 232 / 1

و كان مسلم أرسل الي القصر من يأتيه بخبر هانئ، فلما أخبر أنه ضرب و حبس قال لمناديه: ناد: «يا منصور أمت». و كان ذلك شعارهم، فنادي، فاجتمع اليه أربعة آلاف


كانوا في الدور حوله، و قال المسعودي: اجتمع اليه في وقت واحد ثمانية عشر ألف رجل، فسار الي ابن زياد، فما نزل ابن زياد حتي دخلت النظارة المسجد يقولون: جاء ابن عقيل! فدخل عبيدالله القصر مسرعا و أغلق أبوابه. و قدم مسلم مقدمته و عبأ أصحابه ميمنة و ميسرة، و وقف هو في القلب و أقبل نحو القصر و تداعي الناس و اجتمعوا حتي امتلأ المسجد و السوق، و ضاق بعبيدالله أمره، و بعث الي وجوه أهل الكوفة، فجمعهم عنده، و ليس معه الا ثلاثون رجلا من الشرط و عشرون رجلا من أشراف الناس و خاصته، و جعل من في القصر مع ابن زياد يشرفون علي أصحاب مسلم، و أصحاب مسلم يرمونهم بالحجارة و يشتمونهم و يفترون علي عبيدالله و أمه و أبيه. فدعا ابن زياد كثير بن شهاب، و أمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج و يخذل الناس عن ابن عقيل، و يخوفهم. و أمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج و يخذل الناس عن ابن عقيل، و يخوفهم. و أمر محمد بن الأشعث، أن يخرج فيمن أطاعه من كندة و حضرموت، فيرفع راية أمان و أمر جماعة من الأشراف بمثل ذلك، و حبس باقي وجوه الناس عنده استيحاشا اليهم لقلة من معه، و أقام الناس معه ابن عقيل يكثرون حتي المساء، و أمرهم شديد، و أمر ابن زياد من عنده من الأشراف أن يشرفوا علي الناس، فيمنوا أهل الطاعة الزيادة و الكرامة، و يخوفوا أهل المعصية الحرمان و العقوبة، و جعل كثير يخذل الناس، و يخوفهم بأجناد الشام. فأخذوا يتفرقون، و كانت المرأة تأتي ابنها و أخاها، فتقول، انصرف، الناس يكفونك. و يجي ء الرجل الي ابنه و أخيه و يقول: غدا يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب؟ حتي أمسي ابن عقيل في خمسمائة، فلما اختلط الظلام جعلوا يتفرقون، فصلي المغرب و ما معه الا ثلاثون نفسا، فتوجه نحو باب المسجد، فلم يبلغه الا و معه عشرة أنفس، فخرج من الباب، فاذا ليس معه أحد. و من هنا يعلم أن مسلما رضوان الله عليه لم يقصر في حزم و لا تدبير و أنه أصيب من جهة خذلان أهل الكوفة.

و كان خروج مسلم في الكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية. [91] .

مردم تا نزديكيهاي مغرب در كنار مسلم بودند و پيوسته بر تعدادشان افزوده مي شد. ابن زياد به اطرافيان خود گفت: «با مردم سخن بگوييد و به آنها مژده دهيد كه حاميان حكومت از امتيازات ويژه اي برخوردار خواهند بود؛ ولي گناهكاران و نافرمانان سرانجامي دردناك خواهند داشت و به سزاي اعمال برخوردار خواهند بود؛ ولي گناهكاران و نافرمانان سرانجامي دردناك خواهند داشت و به سزاي اعمال خويش خواهند رسيد». در اين ميان، عده اي از مردم نيز به فعاليت افتادند و شورشيان را از خطر احتمالي هجوم سپاه شام ترساندند. گاهي زني به سراغ برادر يا فرزند خود مي آمد و از او مي خواست كه به خانه بازگردد؛ زيرا ديگر مردم براي به ثمر رسيدن قيام كفايت مي كنند. مردم ديگري به سوي خويشان خود مي آمد كه اگر فردا سپاه شام به شما حمله كرد، چه خواهيد كرد؟

بدين گونه در موقع مغرب از آن جمعيت انبوه فقط پانصد نفر در كنار مسلم بن عقيل باقي ماندند و چون تاريكي شب فرارسيد، عده ديگري نيز پراكنده شدند. حضرت مسلم به نماز مغرب ايستاد، در حالي كه فقط سي نفر به وي اقتدا كردند. سپس به طرف در مسجد رفت و در اين هنگام تنها ده نفر او را همراهي مي كردند و بالاخره در لحظه خروج از مسجد، مسلم بود و ديگر هيچ. از اين جا معلوم مي شود كه جناب مسلم رضوان الله عليه هرگز كوتاهي نكرد و حزم و دورانديشي را از دست نداد؛ اما شكست او به سبب بي وفايي و ناجوانمردي مردم كوفه بود.

تاريخ قيام حضرت مسلم را در كوفه روز سه شنبه هشتم ذيحجه ثبت كرده اند.@.


الأمين، أعيان الشيعة، 593، 592 - 591 / 1

و لما بلغ مسلم خبر هانئ خاف أن يؤخذ غيلة، فتعجل الخروج قبل الأجل الذي بينه و بين الناس، و أمر عبدالله بن حازم أن ينادي في أصحابه و قد ملأ بهم الدور حوله، فاجتمع اليه أربعة آلاف ينادون بشعار المسلمين يوم بدر: «يا منصور أمت».

ثم عقد لعبيدالله بن عمرو بن عزيز الكندي علي ربع كندة و ربيعة، و قا: سر أمامي علي الخيل. و عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي ربع مذحج و أسد و قال: «انزل في الرجال». و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان. و عقد للعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة.

و أقبلوا نحو القصر، فتحرز ابن زياد فيه و غلق الأبواب، و لم يستطع المقاومة، لأنه لم يكن معه الا ثلاثون رجلا من الشرطه، و عشرون رجلا من الأشراف و مواليه، لكن نفاق الكوفة و ما جبلوا عليه من الغدر لم يدع لهم «علما» يخفق، فلم يبق من الأربعة آلاف الا ثلثمائة.

و قد وصفهم الأحنف بن قيس بالمومسة تريد كل يوم بعلا.

و لما صاح من في القصر: يا أهل الكوفة اتقوا الله، و لا توردوا علي أنفسكم خيول الشام، فقد ذقتموهم و جبرتموهم. تفرق هؤلاء الثلثمائة حتي أن الرجل يأتي ابنه و أخاه و ابن عمه، فيقول له: انصرف. و المرأة تأتي زوجها، فتتعلق به حتي يرجع.

فصلي مسلم عليه السلام العشاء بالمسجد و معه ثلاثون رجلا، ثم انصرف نحو كندة و معه


ثلاثة، و لم يمض الا قليلا، و اذا لم يشاهد من يدله علي الطريق.

المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 181 - 179

قالوا: و جاء عبدالله بن حازم الي مسلم بن عقيل، فأخبره بقصة هانئ، و ما جري عليه من ابن زياد. فأمر مسلم أن ينادي في أصحابه - و قد ملأ بهم الدور حوله، فكانوا أربعة آلاف رجل: «يا منصور أمت». فتنادي أهل الكوفة، و اجتمعوا عليه، و تداعي الناس من عموم أطراف المدينة، حتي امتلأ المسجد و السوق بالناس.

فعند ذلك عقد مسلم لرؤوس الأرباع: كندة و مذحج و تميم و أسد و مضر و همدان. و ما زال الناس يتواثبون حتي المساء، و أقبلوا نحو القصر، فضاق بعبيدالله بن زياد أمره، و تحصن في القصر، و غلق الأبواب، و اقتتل أصحابه و أصحاب مسلم ساعة. و كان أكثر عمل ابن زياد أن يمسك باب القصر، و ليس معه الا ثلاثون رجلا من الشرط و عشرون رجلا من أشراف الناس و أهل بيته و خاصته و مواليه.

و أخذ جيش مسلم عليه السلام بالتزايد، حتي أحاطوا بالقصر، و ارتفعت أصواتهم بشتم ابن زياد و قذفه بالحجارة، فجعل من في القصر يشرفون علي حشود الناس، فتهولهم كثرتهم، و ينظرون اليهم - و هم يرمونهم بالحجارة و يلعنون آل زياد و بني أمية -.

فعند ذلك دعا ابن زياد كثير بن شهاب الحارثي و أمره أن يخرج في من أطاعه من مذحج، فيسير في الكوفة، و يخذل الناس عن ابن عقيل، و يخوفهم الحرب، و يحذرهم عقوبة السلطان. و أمر محمد بن الأشعث أن يخرج في من أطاعه من كندة و حضرموت، فيرفع راية أمان لمن جاءه من النس، و قال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي، و شبث ابن ربعي التميمي، و حجار بن أبجر العجلي، و شمر بن ذي الجوشن العامري، و حبس باقي الناس عنده استئناسا اليهم، لقلة عدد من معه من الناس.

فخرج كثير بن شهاب يخذل الناس عن مسلم، و جعل محمد بن الأشعث و شبث بن ربعي و القعقاع يردون الناس عن اللحوق بمسلم و يخوفونهم السلطان، حتي اجتمع اليهم عدد كثير من قومهم و غيرهم، فصاروا الي ابن زياد، و دخل القوم معهم. و أقام الناس


مع ابن عقيل يكبرون و يتوثبون حتي المساء، و أمرهم شديد.

فبعث عبيدالله الي الأشراف، فجمعهم اليه، ثم قال لهم: أشرفوا علي الناس، فمنوا أهل الطاعة الزيادة و الكرامة، و خوفوا أهل المعصية الحرمان و العقوبة، و أعلموهم فصول الجنود من الشام اليهم.

ففعل هؤلاء ما أمرهم ابن زياد، فتكلم كثير بن شهاب أول النهار حتي كادت الشمس أن تجب، فقال: «أيها الناس، الحقوا بأهاليكم، و لا تعجلوا الشر، و لا تعرضوا أنفسكم للقتل، فان هذه جنود أميرالمؤمنين يزيد قد أقبلت من الشام، و قد أعطي الله الأمير عهدا لئن أنتم أقمتم علي حربه و لم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء، و يفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام، و أن يأخذ البري ء منكم بالسقيم، و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي له فيكم بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال ما جرت أيديها».

و تكلم الأشراف بنحو من هذا الكلام، فجعل الناس يتفرقون و يتخاذلون عن مسلم ابن عقيل، و يقول بعضهم لبعض: «ما نصنع بتعجيل الفتنة، و غدا تأتينا جموع أهل الشام. فينبغي أن نقعد في منازلنا. و ندع هؤلاء القوم حتي يصلح الله ذات بينهم».

و كانت المرأة تأتي ابنها أو أخاها، فتقول له: «انصرف، الناس يكفونك»، و يجي ء الرجل الي ابنه أو أخيه، فيقول له: «غدا يأتيك أهل الشام، فما تصنع بالحرب و الشر؟ انصرف». فيذهب به الي منزله.

فما زالوا يتفرقون و يتصدعون حتي أمسي مسلم بن عقيل، و صلي المغرب و ما معه الا ثلاثون نفسا في المسجد، فلما رأي أنه قد أمسي و ليس معه الا أولئك النفر خرج متوجها نحو أبواب كندة، فلما بلغ الأبواب لم يبق معه منهم الا عشرة، ثم خرج من الباب، و اذا ليس معه انسان يدله علي الطريق و لا علي منزله و لا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو.

بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 233 - 230

و أراد مسلم أن يكشف خبر هانئ، فأرسل عبدالله بن حازم الي القصر، ليأخذ الخبر، فعاد عبدالله بما يسيئ خبره، من سجن هانئ و ضربه.


و أقيمت النياحة في بيت هانئ. و حضرت نساء من مراد و هن يندبن و يقلن: وا ثكلاه، يا عزتاه. و هنا رفع شعار الثورة: «يا منصور أمت»، فتجمعت الجموع و احتشدت الجيوش، و زحفوا نحو قصر الامارة.

و كادت هذه الحملة أن تنجح، لكن الأقدار معاكسة، و كانت الحملة قوية في العدة و العدد، فقد زحفت علي القصر أفواج العرب، و رؤساء القبائل، يحملون رايات الحرب، و يعلنون الثورة الماحقة للعهد الأموي، و كانت القيادة بيد مسلم، و قد عبأ أصحابه حسب ما تقضيه الخطط العسكرية، و ركب مسلم بن عقيل و نادي بشعاره: «يا منصور أمت» فاجتمع اليه أربعة آلاف من أهل الكوفة، و تقدم المختار جيشه و معه راية خضراء، و عبدالله بن نوفل بن الحارث براية حمراء.

و سار مسلم وسط الجمع بعد أن أحكم تعبئته ميمنة و ميسرة، و كان ابن زياد وسط جموع أصحابه، فانهزم مرعوبا الي القصر، و أدخل معه خواصه و حراسه، و أحاط مسلم بالقصر، و ضرب عليه الحصار بجيش كامل الاستعداد، و مقسم الي كتائب، فكان عبدالرحمان الكندي علي ربع كندة و ربيعة، و كان مسلم بن عوسجة علي ربع مذحج و أسد، و أبوثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان، و علي قريش و الأنصار العباس بن جعدة بن هبيرة.

و تتعاقب الجيوش الي المسجد، و ابن زياد معتصم بقصره يدير وجه الحيلة حتي تتابعت أعوانه و جنوده، و لكن لا قابلية له علي المقابلة ما لم يستعمل خطة التخذيل و الارهاب، فأرسل زعماء العشائر يبثون في الناس روح الخوف و يحذرونهم من وصول جيش الشام، فهو علي الأبواب و انبث الرجال في البلد يخذلون الناس، و ينشرون الرعب، و جعلت المرأة تجي ء الي ابنها و تقول له: ارجع الي البيت، يكفونك و يقول الرجل لابنه و أخيه: كأنك غدا بجنود الشام، فماذا تصنع معهم؟ فتخاذلوا و قصروا.

و أقام ابن زياد باحكام الخطة، فأمر عبدالله بن الحصين الحارثي أن يخرج بمن أطاعه من مذحج، فيسير في الكوفة و يخذل الناس، و يحذرهم العقوبة، و أمر محمد بن الأشعث أن يخرج بمن أطاعه من كندة و حضرموت، فيرفع راية أمان لمن جاء من الناس.


و تجمعت فلول المعارضة، و سارع المخذلون بنشاط قوي و ارتج البلد و كثر المرجفون في المدينة، و علت الأصوات: جيش الشام، جاء جيش الشام. فهناك ظهر الضعف في جيش مسلم، و بانت علائم التخاذل و لعبت المطامع دورها، هذا و قد انتشرت في المدينة تلك الحملة من الدعايات و ارتفعت ضجة في أرجائها تنذر الناس من خطر مداهم، هو وصول جيش الشام و تقدم الأشراف و العرفاء بالانذار.

و كل يقول: الحقوا بأهلكم و لا تتعرضوا للقتل، فان هذه جنود أميرالمؤمنين قد أقبلت، و قد أعطي الأمير عهدا، ان أقمتم علي حربه و لم تنصرفوا من عشيتكم بأن يحرم ذريتكم العطاء، و يفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام علي غير طمع، و أن يأخذ البري ء بالسقيم، و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي لكم منه بقية من أهل المعصية، الا أذاقها و بال ما جنت أيديها.

و هذا الكلام يعتبر انذارا خطيرا و تهديدا و توعيدا، فانصرف من استولي عليه الرعب، و فر بنفسه من خطر مقابلة جيش الشام الفاتك، و بعضهم انصرف برجاء التفاهم و الحل بدون اراقة الدماء، و سرت التصفية في جيش مسلم و لم يبق الا أهل الثبات وعدتهم 500 نفس.

ظهر التصدع في صفوف جيش مسلم، و بان الانقسام بعد التخاذل الذي أحذثته الدعاية و الحرب النفسية، و لم يبق معه الا خمسمائة رجل كما قدمنا، و هنا تقع أسئلة و استفسار عن مجري الحوادث في هذا المجال، من محاصرته للقصر الي أن حوصر هو في محلة كندة، عندما وافاه جيش الكوفة بقيادة محمد بن الأشعث، فهل يصح، أن مسلم عندما تفرق أصحابه و أتباعه و بقي في خمسمائة من أصحابه، صلي المغرب و ليس معه الا ثلاثين. فلما خرج من المسجد ليس معه الا عشرة، فلما خرج من كندة و ليس معه رجل يدله علي الطريق؟!

أسد حيدر، مع الحسين في نهضته، / 111 - 108



پاورقي

[1] [الي هنا حکاه في مختصر ابن‏منظور، 59 / 27].

[2] [أنساب الأشراف: «الأصوات»].

[3] [في المطبوع: «جرادي»].

[4] [في هذا المصدر قد جاء خبر خروج مسلم بعد شهادة هانئ بن عروة].

[5] چون خبر کشته شدن هاني به مسلم رسيد، بيعت کنندگان با خود را فراخواند که همگان آمدند. مسلم براي عبدالرحمان بن کريز کندي پرچمي بست و او را به فرماندهي قبيله‏هاي کنده و ربيعه گماشت، و مسلم بن عوسجه را به فرماندهي قبيله‏هاي مذحج و اسد گماشت، و ابوثمامة صيداوي را بر تميم و همدان فرماندهي داد، و عباس بن جعدة بن هبيره را بر قريش و انصار گماشت، و همگان حرکت و قصر حکومتي را محاصره کردند. مسلم بن عقيل هم با ديگر مردم که همراهش بودند، از پي ايشان حرکت کرد.

عبيدالله بن زياد همراه کساني که در آن روز پيش او بودند و برخي از سران و بزرگان کوفه و نگهبانان و ياران خود که حدود دويست تن بودند، در کاخ خود متحصن شد. گروهي از ايشان بر بام قصر برآمدند و قيام کنندگان را با پرتاب تير و نيزه از نزديک شدن به قصر بازمي‏داشتند و تا هنگام عصر به همين حال بودند. عبيدالله بن زياد به بزرگان و سران مردم کوفه که پيش او بودند، گفت: «بايد هر يک از شما از گوشه‏اي از پشت بام، قوم خود را بيم دهد.»

کثير بن شهاب و محمد بن اشعث و قعقاع بن شور و شبث بن ربعي و حجار بن ابجر و شمر بن ذي‏الجوشن بر فراز بام آمدند و بانگ برداشتند که: «اي مردم کوفه! از خدا بترسيد و بر فتنه‏انگيزي شتاب مکنيد و هماهنگي و اتحاد اين امت را از ميان مبريد، و سواران را به اينجا نکشانيد که پيش از اين، مزه‏ي آن را چشيده‏ايد، و شوکت ايشان را آزموده‏ايد.

چون ياران مسلم سخنان ايشان را شنيدند، سست شدند. برخي از مردان کوفه هم نزد پسر و برادر و پسرعموي خود که در لشکر مسلم بودند، مي‏آمدند و مي‏گفتند: «برگرديد که ديگر مردم اين کار را کفايت مي‏کنند.»

زنها هم مي‏آمدند و دامن پسر و شوهر و برادر خود را مي‏گرفتند و مي‏گفتند:«برگرديد! و آنها را برمي‏گرداندند، آن چنان که چون مسلم نماز شب را در مسجد گزارد، فقط حدود سي تن با او باقي ماندند. مسلم که چنين ديد، پياده راه افتاد و راه قبيله کنده را پيش گرفت. آن سي تن هم همراه او رفتند و چون اندکي از راه پيموده شد، مسلم به پشت سر خود نگريست و هيچ يک از ايشان را نديد؛ حتي هيچ کس که راه را به او نشان بدهد، باقي نمانده بود. دامغاني، ترجمه اخبار الطوال، / 287 - 286.

[6] و پليسها را در جستجوي مسلم فرستاد. مسلم با همراهان خود خروج کرد و در وفاداري و حسن نيت مردم شک نداشت و با عبيدالله نبرد کرد. آيتي، ترجمه تاريخ يعقوبي، 179 / 2.

[7] [في الأمالي و تهذيب الکمال و تهذيب التهذيب: «هيأ»].

[8] [زاد في تهذيب الکمال: «هيأ»].

[9] [تهذيب التهذيب: «و سار»].

[10] [تهذيب التهذيب: «و سار»].

[11] [زاد في الأمالي: «عليه من فوقه» و في تهذيب الکمال و تهذيب التهذيب: «من فوقه»].

[12] [الأمالي: «فجعلوا»].

[13] [لم يرد في العبرات].

[14] [العبرات: «و السوق من الناس»].

[15] [لم يرد في العبرات].

[16] [لم يرد في العبرات].

[17] [العبرات: «حلت»].

[18] [العبرات: «فرار»].

[19] [لم يرد في العبرات].

[20] [لم يرد في العبرات].

[21] گويد: خبر به مسلم رسيد که ندا داد و شعار گفت و چهار هزار کس از مردم او فراهم شدند. مقدمه را از پيش فرستاد، پهلوي راست و چپ آراست و خود در قلب جاي گرفت و سوي عبيدالله روان شد.

گويد: عبيدالله کس را پي سران کوفه فرستاد و آنها را در قصر به نزد خويش فراهم آورد. و چون مسلم به در قصر رسيد، سران قوم از بالا نمودار شدند و با عشاير خويش سخن کردند و آنها بازگردانيدند.

ياران مسلم رفتن گرفتند تا هنگام شب پانصد کس به جاي ماند و چون تاريک شد، آنها نيز برفتند.

عبدالله بن حازم گويد: به خدا، من فرستاده‏ي ابن‏عقيل سوي قصر بودم که ببينم کار هاني چه شده؟

گويد: وقتي او را زدند و بداشتند، بر اسبم نشستم و ديدم که تني چند از زنان و مردان فراهم آمده بودند و بانگ مي‏زدند: «اي بليه! اي مصيبت!»

پيش ابن‏عقيل رفتم و خبر را با وي بگفتم. به من گفت که ياران او را ندا دهم که خانه‏اي اطراف وي از آنها پر بود. هيجده هزار کس با او بيعت کرده بودند و چهار هزار کس در خانه‏ها بود. به من گفت: «بانگ بزن، اي منصور، بيا!»

من بانگ زدم. مردم کوفه نيز بانگ زدند و فراهم آمدند. مسلم، عبيدالله بن عمرو بن عزيز کندي را سالار مردم ناحيه‏ي کنده و ربيعه کرد و گفت: «با سواران، پيش از من برو.»

آن گاه مسلم بن عوسجه اسدي را سالار مردم مذحج و اسد کرد و گفت: «با پيادگان برو که سالار آنهايي.»

ابن‏ثمامه‏ي صامدي را سالار مردم تميم و همدان کرد. عباس بن جعده‏ي جدلي را سالار شهريان کرد. آن گاه سوي قصر روان شد و چون ابن‏زياد از آمدن وي خبر يافت، به قصر پناه برد و درها را ببست.

عباس جدلي گويد: وقتي با ابن‏عقيل بيرون شديم، چهار هزار کس بوديم؛ ولي هنوز به قصر نرسيده بوديم که سيصد کس بوديم.

گويد: مسلم با مردم مراد پيش آمد و قصر را محاصره کرد. آن گاه مردم همديگر را سوي ما خواندند و چيزي نگذشت که مسجد از کسان پر شد و بازار نيز، و همچنان تا شب مي‏آمدند. کار بر عبيدالله تنگ شد. حفظ در قصر مشکل بود؛ زيرا به جز سي نگهبان و بيست کس از سران قوم و خاندان و غلامانش با وي نبود. سران قوم در مجاور دارالروميين سوي ابن‏زياد آمدن گرفتند. آنها که در قصر بودند، از بالا جماعت را مي‏نگريستند و بيم داشتند با سنگ بزنندشان و ناسزا گويند و عبيدالله و پدرش را دشنام گويند.

گويد: عبيدالله، کثير بن شهاب حارثي را پيش خواند و دستور داد با پيروان خود از قبيله‏ي مذحج برود و در کوفه بگردد و مردم را از ابن‏عقيل بازدارد و از جنگ بترساند و از عقوبت حکومت بيمناک کند. محمد بن اشعث را نيز گفت که با پيروان خويش از قبيله‏ي کنده و حضرموت برود و براي کسان که سوي وي آيند، پرچم امان برافرازد. به قعقاع بن شور ذهلي و شبث بن ربعي تميمي و حجار بن ابجر عجلي و شمر بن ذي‏الجوشن عامري نيز چنين دستور داد و ديگر سران قوم را پيش خويش نگهداشت که از آنها کمک گيرد که شمار کساني که با وي بودند، اندک بود.

گويد: کثير بن شهاب برون شد که کسان را از مسلم بن عقيل بازدارد.

ابن‏جناب کلبي گويد: کثير يکي از مردم کلب را بديد به نام عبدالاعلي پسر يزيد که سلاح پوشيده بود و با تني چند از بني‏فتيان آهنگ ابن‏عقيل داشت. پس او را بگرفت و پيش ابن‏زياد برد که بدو گفت:

«آهنگ تو داشتم».

ابن‏زياد گفت:«با من وعده نهاده بودي.»

و بگفت تا او را بداشتند.

گويد: محمد بن اشعث نيز برفت و به نزديک خانه‏هاي بني‏عماره توقف کرد. عماره بن صلخب ازدي بيامد که آهنگ ابن‏عقيل داشت و صلاح پوشيده بود. وي را گرفت و پيش ابن‏زياد برد که او را بداشت.

گويد: مسلم بن عقيل از مسجد، عبدالرحمان بن شريح شبامي را به مقابله‏ي ابن‏اشعث فرستاد و چون ابن‏اشعث کثرت آن جماعت را که سوي وي آمده بودند، بديد، کناره گرفتن و عقب نشستن آغاز کرد. قعقاع بن شور ذهلي کس پيش محمد بن اشعث فرستاد که از جانب عرار بر ابن‏عقيل حمله برده‏ام. سپس از جاي خويش عقب کشيد و از سمت دارالرومين پيش ابن‏زياد رفت و چون کثير بن شهاب و محمد و قعقاع و پيروانشان که همگي نيکخواهان عبيدالله بودند. پيش وي فراهم آمدند، کثير بدو گفت: «خدا امير را قرين صلاح بدارد. در قصر گروهي بسيار از سران مردم و نهگبانان و خاندان تو غلامانت هستند. ما را به مقابله‏ي مخالفان ببر.»

اما عبيدالله نپذيرفت و پرچمي براي شبث بن ربعي بست و او را بيرون فرستاد.

گويد: مردم با ابن‏عقيل بودند و تا شبانگاه تکبير مي‏گفتند و بر مي‏جستند و کارشان استوار بود. عبيدالله کس پيش سران فرستاد و فراهمشان آورد و گفت: «از بالا بر مردم نمودار شويد و به مطيعان وعده‏ي فزوني و حرمت دهيد، و عاصيان را از حرمان و عقوبت بترسانيد، و بگوييد که سپاه از شام به مقابله‏ي ايشان حرکت کرده است.»

عبدالله بن حازم کبيري از بني‏کبير ازد گويد: سران از بالا بر ما نمودار شدند. کثير بن شهاب بيش از همه آغاز کرد و تا نزديک غروب آفتاب سخن کرد. گفت:«اي مردم! پيش کسان خود رويد و به کار شر شتاب مياريد و خويشتن را به خطر کشته شدن ميندازيد. سپاههاي يزيد اميرمؤمنان مي‏رسد. امير قرار نهاده که اگر امشب به جنگ وي مصر بمانيد و شبانگاه نرويد، باقيماندگان شما را از عطا محروم دارد و جنگاورانتان را بي‏مقرري در نبردگاههاي شام پراکنده کند. سالم را به جاي بيمار بگيرد و حاضر را به جاي غايب، تا هيچ کس از اهل عصيان نماند که وبال کار خويش را نديده باشد.»

ديگر سران نيز سخناني همانند اين گفتند و چون کسان گفتارشان را شنيدند، پراکندگي گرفتند و رفتن آغاز کردند.

مجالد بن سعيد گويد: زن بود که پيش فرزند يا برادر خويش مي‏آمد و مي‏گفت: «بيا برويم. آنها که مي‏مانند، بسند.»

مرد بود که پيش فرزند يا برادر خويش مي‏آمد و مي‏گفت: «فردا سپاه شام مي‏رسد. از جنگ و شر چه مي‏خواهي؟ بيا برويم.»

و او را مي‏برد و همچنان پراکنده مي‏شدند و از جاي مي‏رفتند، چنان که هنگام شب، سي کس با ابن‏عقيل در مسجد نبود و چون نماز مغرب بکرد، تنها سي کس با وي نماز کردند.

گويد: و چون ديد که جز آن گروه، کسي با وي نمانده، برون شد. سوي کوچه‏هاي کنده رفت و چون به کوچه‏ها رسيد، ده کس از آنها با وي بود، و چون از کوچه درآمد، هيچ کس با وي نبود. چون نيک نظر کرد، کس نيافت که راه را بر او بنمايد يا سوي منزلش راهبر شود، يا اگر دشمني پيش آيد، حفاظ وي شود.

عون بن ابي‏ححيفه گويد: قيام مسلم بن عقيل در کوفه به روز سه شنبه، هشت روز رفته از ذي‏حجه سال شصتم بود به قولي به روز چهارشنبه هفت روز پس از عرفه و يک روز پس از برون شدن حسين از مکه به آهنگ کوفه بود، به سال شصتم.

اين خبر به مسلم بن عقيل رسيد که قيام کرد و مردم بسيار با وي بود. ابن‏زياد خبر يافت و بگفت تا در قصر را ببستند و بانگزني را گفت تا بانگ زند که: «اي سواران خدا! بر نشينيد.»

اما کس جواب او را نداد؛ در صورتي که پنداشته بود، همه با وي موافقند.

هلال بن يساف گويد: «آن شب به نزديک مسجد انصار ديدمشان که وقتي در راه به راست يا چپ مي‏پيچيدند، گروهي از آنها، سي چهل کس مي‏رفتند.»

گويد: «در تاريکي شب به بازار رسيد و وارد مسجد شدند. به ابن‏زياد گفتند: «به خدا بسيار کس نمي‏بينيم و صداي بسيار کس نمي‏شنويم.»

گويد: ابن‏زياد دستور داد تا سيف مسجد را بکندند و در تيرهاي آن آتش افروختند و نگاه کردند. نزديک پنجاه کس آن جا بود.

گويد: ابن‏زياد فرود آمد و به منبر رفت و به مردم گفت: «محله به محله جدا شويد!»

و هر جماعت به طرف سر محله‏ي خويش رفتند. جمعي به مقابله‏ي با آنها آمدند و جنگ انداختند. مسلم بسختي زخمدار شد و کساني از ياران وي کشته شدند و هزيمت شدند. پاينده، ترجمه تاريخ طبري، 2977، 2962، 2948 - 2945، 2920 / 7.

[22] من د و بر، و في الأصل: اياه کذا.

[23] زيد في د: بن زياد.

[24] من د و بر، و في الأصل: لينظر.

[25] سقط من د.

[26] سقط من د.

[27] في الأصل: ما يصنع، و في د و بر بغير نقط.

[28] [في المطبوع: «نفعل»].

[29] سقط من د.

[30] عبيدالله بن حازم بکري گويد: هنگامي که هاني را به قصر ابن‏زياد بردند، من هم به دنبال او به قصر رفتم تا سرانجام کار هاني را ببينم و چون جريان ضرب و شتم هاني را مشاهده کردم، فورا از قصر خارج شدم و جريان را به مسلم گفتم و او نيز به من دستور داد که در ميان هم مسلکان خود که در خانه‏هاي اطراف اجتماع کرده بودند، فرياد زنم و با شعار: «يا منصور أمت» (که شعار مسلمانان صدر اسلام بود و معنايش اين است که: اي ياري شده! جانش را بگير!) آنان را به خروج دعوت کنم. من نيز بر طبق دستور او بيرون رفته و فرياد کشيدم تا مردم کوفه از هر سو براي ياري مسلم بن عقيل گرد آمدند و آن جناب نيز براي هر کدام از قبائل پرچمي بست و اميري برگماشت. عبدالرحمان بن عزيز کندي را امير بر ربيعه کرد و به او دستور داد که تو سردار سواران باش و در پيش روي من حرکت کن و مسلم بن عوسجه را بر قبائل مذحج و بني‏اسد امير کرد و به او گفت: «تو امير پيادگان باش و ابوثمامه‏ي صاعدي را بر دو قبيله‏ي تميم و همدان امير کرد، و عباس بن جعده‏ي جدلي را بر مردم مدينه فرمانروا ساخت. بدين ترتيب، به سوي قصر ابن‏زياد حرکت کرد.

اين خبر که به عبيدالله بن زياد رسيد، دستور داد درها را ببندند و خود نيز در قصر پناهنده شد. مسلم بن عقيل همچنان پيش رفت تا قصر را محاصره کرد و طولي نکشيد که مسجد کوفه به طرفداري مسلم پر از جمعيت شد و همچنان ساعت به ساعت بر تعدادشان افزوده مي‏شد و رفته رفته کار را بر ابن‏زياد تنگ کردند و او که چنان ديد، عبيدالله بن کثير بن شهاب را طلبيد و به او دستور داد با افرادي که از قبيله‏ي مذحج فرمانبر او هستند، برود و به هر ترتيب که ممکن است، مردم را از گرد مسلم بن عقيل پراکنده سازد و آنها را از جنگ و کيفر حکومت بترساند؛ ولي چون عبيدالله بن کثير به نزد مردم آمد، با دشنام مردم که به ابن‏زياد و پدرش مي‏دادند، مواجه گرديد (و از اين رو بي آن که کاري انجام دهد، بازگشت).

عبدالله بن حازم بکري گويد: همچنين اشراف ديگر کوفه براي متفرق کردن مردم به نزد ما آمدند و نخستين کسي که زبان گشود کثير بن شهاب بود که گفت: «مردم شتاب نکنيد و به سوي خانه و زندگي و زن و فرزندتان بازگرديد و خود را به کشتن ندهيد. هم اکنون سپاههاي مجهز يزيد از شام مي‏رسند (و شما را عرضه‏ي شمشير مي‏کنند) و امير شما عبيدالله بن زياد با خداي خود عهد کرده و پيمان بسته که اگر تا شب به خانه‏ي خود نرويد و همچنان مقاومت کنيد، بهره‏ي فرزندانتان را از بيت المال قطع کند و جنگجويانتان را بدون حقوق و جيره به جنگهاي شام فرستد و بي‏گناه را به جرم گناهکار بگيرد و حاضر را به جاي غائب دربند کشد تا يک تن از مخالفان حکومت به جاي نماند، جز آن که کيفر جنايتش را بچشد».

ساير اشراف کوفه نيز سخناني (تهديدآميز) مانند سخنان کثير بن شهاب گفتند و همين کلمات موجب پراکندگي مردم شد. در اين هنگام زن بود که مي‏آمد دست پسر و برادرش را مي‏گرفت و به آنها مي‏گفت: «اين مردم به جاي شما هستند و نيازي به کمک شما نيست!»

و مرد بود که مي‏آمد و دست فرزند و برادر خود را مي‏گرفت و به آنها مي‏گفت: «فرداست که سپاه شام مي‏رسد. تو را با اين جنگ و بلوا چه کار؟! بيا و از اين معرکه دور شو.»

همچنين مردم از دور مسلم پراکنده مي‏شدند تا به جايي رسيد که چون شب شد، بيش از سي نفر همراه او نبودند و چون نماز مغرب خوانده شد، مسلم بن عقيل به سوي درهاي قبيله‏ي کنده به راه افتاد تا از مسجد بيرون رود، و هنوز به درهاي مسجد نرسيده بود که عده‏ي همراهانش به ده نفر نمي‏رسيدند و چون از مسجد بيرون رفت هيچ کس با او نبود. رسولي محلاتي، ترجمه مقاتل الطالبيين، / 100 - 98.

[31] [في الأسرار: «أهل» و في البحار و العوالم و اللواعج و مثير الأحزان: «داخل»].

[32] [لم يرد في مثير الأحزان].

[33] [لم يرد في مثير الأحزان].

[34] [في الأسرار: «فناديت» و في اللواعج: «و کان ذلک شعارهم فنادي»].

[35] [في الأسرار: «فناديت» و في اللواعج: «و کان ذلک شعارهم فنادي»].

[36] [اللواعج: «و اجتمعو عليه، فاجتمع اليه أربعة آلاف فعقد لعبدالله بن عزيز الکندي علي ربع کندة و ربيعة و قال: سر أمامي في الخيل. و عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي ربع مذحج و أسد و قال: انزل في الرجال. و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان، و عقد لعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة، و عبأ ميمنة و ميسرته و وقف هو في القلب و أقبل نحو القصر و تداعي الناس و اجتمعوا، فما لبثنا الا قليلا حتي امتلأ المسجد من الناس و السوق، و ما زالوا يتوثبون حتي المساء و بعث عبيدالله الي وجوه أهل الکوفة، فجمعهم عنده في القصر و أحاط مسلم بالقصر»].

[37] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم، / 105].

[38] [لم يرد في مثير الأحزان].

[39] [لم يرد في مثير الأحزان].

[40] [و في روضة الواعظين مکانه: «فاجتمع لابن عقيل أربعة آلاف رجل و ما زالوا...»].

[41] [اللواعج: «و اجتمعو عليه، فاجتمع اليه أربعة آلاف فعقد لعبدالله بن عزيز الکندي علي ربع کندة و ربيعة و قال: سر أمامي في الخيل. و عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي ربع مذحج و أسد و قال: انزل في الرجال. و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان، و عقد لعباس بن جعدة الجدلي علي ربع المدينة، و عبأ ميمنة و ميسرته و وقف هو في القلب و أقبل نحو القصر و تداعي الناس و اجتمعوا، فما لبثنا الا قليلا حتي امتلأ المسجد من الناس و السوق، و ما زالوا يتوثبون حتي المساء و بعث عبيدالله الي وجوه أهل الکوفة، فجمعهم عنده في القصر و أحاط مسلم بالقصر»].

[42] [مثيرالأحزان: «و جعل الناس يشرفون عليهم»].

[43] [روضة الواعظين: «حتي کادت الشمس أن تجب»].

[44] [اللواعج: «علي أصحاب مسلم فينظرون اليهم و أصحاب مسلم»].

[45] [اللواعج: «علي أصحاب مسلم فينظرون اليهم و أصحاب مسلم»].

[46] [مثيرالأحزان: «و جعل الناس يشرفون عليهم»].

[47] [الأسرار: «السلمي»].

[48] [مثير الأحزان: «مثل ذلک فخرجوا يردون الناس عن مسلم»].

[49] [الأسرار: «جلس»].

[50] [مثير الأحزان: «مثل ذلک فخرجوا يردون الناس عن مسلم»].

[51] [لم يرد في مثيرالأحزان].

[52] [لم يرد في مثير الأحزان].

[53] [لم يرد في اللواعج].

[54] [مثيرالأحزان: «و غيرهم»].

[55] [لم يرد في اللواعج].

[56] [مثيرالأحزان: «و غيرهم»].

[57] [اللواعج: «فأمر عبيدالله من عنده من الأشراف أن يشرفوا»].

[58] [اللواعج: «فأمر عبيدالله من عنده من الأشراف أن يشرفوا»].

[59] [مثيرالأحزان: «و أهل الشام»].

[60] [مثيرالأحزان: «و أهل الشام»].

[61] [مثيرالأحزان: «و هذه جنود الشام»].

[62] [مثيرالأحزان: «و هذه جنود الشام»].

[63] [لم يرد في مثير الأحزان].

[64] [في البحار و العوالم و الأسرار: «مفازي» و في اللواعج و هکذا الارشاد ط مؤسسة آل البيت: «مغازي»].

[65] [لم يرد في مثير الأحزان].

[66] [لم يرد في مثير الأحزان].

[67] [لم يرد في مثير الأحزان].

[68] [روضة الواعظين «حتي کادت الشمس أن تجب»].

[69] [لم يرد في مثير الأحزان].

[70] [لم يرد في مثير الأحزان].

[71] [أضاف في اللواعج: «في خمسمائة فلما اختلط الظلام جعلوا يتفرقون» و من هنا حکاه عنه في نفس المهموم، / 162، 106].

[72] [نفس المهموم: «حتي صليت المغرب، فما صلي»].

[73] [نفس المهموم: «حتي صليت المغرب، فما صلي»].

[74] [في نفس المهموم و مثير الأحزان: «ذلک خرج متوجها الي»].

[75] [في نفس المهموم و مثير الأحزان: «ذلک خرج متوجها الي»].

[76] [مثيرالأحزان: «علي الطريق و لا علي منزله»].

[77] [مثيرالأحزان: «علي الطريق و لا علي منزله»].

[78] [الي هنا حکاه في روضة الواعظين].

[79] پس عبدالله بن حازم گفت: «به خدا من فرستاده‏ي مسلم بن عقيل بودم که به قصر آمدم، ببينم هاني چه شد و چون ديدم او را بزدند و به زندان افکندند، بر اسب خويش سوار شده و نخستين کس بودم که به نزد مسلم بن عقيل رفتم و خبرها را به او دادم. پس بناگاه ديدم زناني از قبيله مراد انجمن شده و فرياد مي‏زدند: «يا عبرتاه، يا ثکلاه!» (اين استغاثه و داد رسي هنگام پيش آمد و مصيبت است). پس، بر مسلم ابن‏عقيل درآمدم و خبر را به او دادم. به من دستور داد در ميان پيروانش فرياد زنم و آنان در خانه‏هاي اطراف خانه‏ي هاني پر بودند و چهار هزار نفر در آن خانه‏ها بودند. به منادي خود گفت: فرياد زند: «يا منصور امت» (يعني اي ياري شده! بميران، و اين شعار جنگي بوده و در برخي از جنگهاي صدر اسلام نيز شعارشان همين بوده و در جلد اول نيز گذشت). پس، من فرياد زدم: «يا منصور امت»! مردم کوفه يکديگر را خبر کرده، گرد آمدند. مسلم براي سران قبائل کنده و مذحج و تميم و اسد و مضر و همدان، پرچم جنگ بست و مردم يکديگر را خواندند و فراهم شدند. چيزي نگذشت که مسجد و بازار از مردم پر شد و همچنان مردم به هم مي‏پيوستند تا شامگاه. پس کار بر عبيدالله تنگ شد و بيشتر کارش اين بود که در قصر را نگهدارند (مبادا مردم در قصر بريزند). در ميان قصر جز سي تن نگهبان و بيست تن از سران کوفه و خانواده و نزديکانش کسي با او نبود، و آن سرکردگان مردم که (هوادار بني‏اميه بودند و) در قصر نبودند و از اطراف مي‏خواستند به او بپيوندند، از طرف در نزديک خانه‏ي روميان وارد قصر مي‏شدند؛ و آنان که در قصر بودند، از بالا سر مي‏کشيدند و به لشکر مسلم نگاه مي‏کردند، و آنها به سوي اينان سنگ پرتاب مي‏نمودند و ناسزابه ايشان مي‏گفتند، و به عبيدالله و پدرش زياد بد مي‏گفتند ابن‏زياد کثير بن شهاب را (که از طايفه‏ي مذحج بود) خواست، و به او دستور داد به همراه آن دسته از قبيله‏ي مذحج که فرمانبردار او هستند، بيرون رود و در ميان شهر کوفه گردش کند و مردم را از ياري مسلم بن عقيل (به هر نحو ممکن است) بازدارد و از جنگ بترساند و از شکنجه‏ي دولت برحذر دارد و به محمد بن اشعث (که از قبيله‏ي کنده بود) دستور داد با آن دسته از قبيله‏ي کنده و حضرموت که فرمانبردار او هستند، بيرون رود و پرچم امان براي پناهندگان ترتيب دهد، و مانند همين دستور را به قعقاع ذهلي و شبث بن ربعي تميمي و حجار بن ابجر عجلي و شمر بن ذي‏الجوشن عامري داد، و بقيه‏ي سران و مردم کوفه را (که در قصر بودند) نزد خود نگهداشت براي اين که از مردم (خشمناک کوفه که به ياري مسلم بن عقيل آمده بودند) مي‏ترسيد و شماره‏ي آن مردمي که با او در قصر بودند، اندک بود. پس (به دنبال اين دستور) کثير بن شهاب بيرون آمد و مردم را از ياري دادن به مسلم بن عقيل مي‏ترساند. محمد بن اشعث بيرون آمد و نزديک خانه‏هاي بني‏عمارة ايستاده (و شروع به پراکنده کردن مردم از اطراف جناب مسلم کرد، از آن سو) مسلم بن عقيل عبدالرحمان بن شريح شامي را به مقابله با محمد بن اشعث فرستاد و محمد بن اشعث بسياري مردمي که نزدش آمدند، بديد، واپس کشيد. (به اين ترتيب) محمد بن اشعث، و کثير بن شهاب، و قعقاع ذهلي، و شبث بن ربعي مردم را از پيوستن به مسلم بن عقيل بازمي‏داشتند و از شکنجه‏ي دولت بيم مي‏دادند تا آن که گروه بسياري از قوم و قبيله‏ي آنان و مردم ديگر به نزد ايشان گرد آمدند و با آن گروه به سوي ابن‏زياد آمده از طرف در روميان وارد قصر شدند و آن مردم هم با ايشان به قصر درآمدند. پس کثير بن شهاب گفت: «خدا کار امير را به نيکي گرايد. هم اکنون در ميان قصر گروه بسياري از بزرگان مردم و پاسبانان و نزديکان و دوستداران ما هستند. پس بيا با ما به سوي آنان برويم [ظاهرا ترجمه‏ي طبري صحيح مي‏باشد]. رسولي محلاتي، ترجمه ارشاد، 68 - 67، 53 - 50 / 2.»(و بجنگيم).

عبيدالله گوش به اين سخن نداد و براي شبث بن ربعي پرچمي بسته او را بيرون فرستاد و از آن سو مردم با مسلم بن عقيل بسيار بودند و تا شامگاه درنگ کردند و کارشان بالا گرفت. عبيدالله به نزد سران شهر فرستاد و آنان را گرد آورده. (و به آنان دستوراتي داد) پس ايشان به نزد مردم رفته و به هر که از ابن‏زياد پيروي کند وعده‏ي زيادتي احسان و بخشش داده و آنان که نافرماني کنند، از محروميت و عقوبت ترساندند و آن را آگاه کردند که لشگر از شام مي‏رسد و کثير بن شهاب در اين باره بسيار سخن گفت تا آن گاه که مي‏رفت خورشيد پنهان شود، گفت: «اي گروه مردم! به سوي خانه و زندگي خود برويد و شتاب در شر و فساد نکنيد و خود را در معرض کشتن درنياوريد؛ زيرا اين لشگرهاي يزيد است که درمي‏رسد، و امير (عبيدالله بن زياد) با خدا عهد کرده که اگر شما همچنان براي جنگ با او پا برجا بمانيد و شبانه به خانه‏هاي خود نرويد، بهره‏ي فرزندان شما را (از بيت المال) يکسره ببرد و جنگجويان شما را در کارهاي جنگي شام پراکنده کند و بي‏گناهان شما را به جرم گنهکاران بگيرد و حاضران را به جاي غائبان گرفتار کند تا بازمانده‏اي از مردم نافرمان به جاي نماند، جز اين که سزاي کردار بدشان را به آنان بچشاند.»

سران ديگر نيز مانند اين سخنان (تهديدآميز را) بر زبان راندند و مردم که اين سخنان را از ايشان شنيدند، شروع کردند به پراکنده شدن. زن بود که مي‏آمد و دست پسر و برادر خود را مي‏گرفت و مي‏گفت: «بيا برو! اين مردم که هستند، مسلم را بس است.»

و مرد بود که مي‏آمد پيش پسر و برادرش و مي‏گفت: «فرداست که مردم شام مي‏آيند. تو را با جنگ و آشوب چه کار! به دنبال کار خود برو!»

و او هم (با او سخن) مي‏رفت. پس همچنان مردم پراکنده مي‏شدند تا شب شد و مسلم نماز مغرب را که خواند، جز سي نفر در مسجد کسي با او نماند. چون ديد که اين گروه اندک با او بيش نمانده‏اند، از مسجد به سوي درهاي قبيله‏ي کنده (براي بيرون رفتن) به راه افتاد. هنوز به درها نرسيده بود که ده تن شدند و چون از در مسجد بيرون آمد، يک نفر هم به جاي نماند که او را راهنمايي کند. به اين سو و آن سو نگاه کرد و ديد يک تن هم نيست که راه را نشان او بدهد و او را به خانه‏اش راهبري نمايد. يا اگر دشمني به او روي آورد، از او دفاع کند.

بدان که خروج مسلم بن عقيل رحمة الله عليه در کوفه روز سه شنبه هشتم ذي‏حجه در سال شصت هجري بود.

و حرکت کردن حسين عليه‏السلام از مکه به سوي عراق مصادف با همان روزي که مسلم در کوفه خروج کرد، روز ترويه (هشتم ذي‏حجة) بود و اين پس از آني بود که آن حضرت دنباله‏ي ماه شعبان و ماه رمضان و شوال و ذيقعده و هشت روز از ذيحجه سال شصت هجري را در مکه ماند.

[80] [في المطبوع: «کما»].

[81] [في المطبوع: «تتخاذلون»].

[82] [حکاه عنه في نفس المهموم].

[83] [حکاه عنه في نفس المهموم].

[84] چون خبر به مسلم بن عقيل رسيد، برخاست و ندا داد: «اي منصور، بکش!» (اين جمله هنگام قيام و شورش و جنگ با خصم گفته مي‏شد که سالها بعد هم مانده بود). شعار آنها اين کلمه بود. عده‏ي کساني که با او بيعت کرده بودند، هيجده هزار تن بود. چهار هزار مرد هم در پيرامون او بودند. چون ياران آماده شدند، مسلم يک پرچم به عبدالله بن عزيز کندي داد و او را فرمانده‏ي کنده (قبيله) نمود. پرچم ديگري به مسلم بن عوسجه داد و او را فرمانده مذحج و اسد کرد. پرچم ديگري هم براي ابوثمامه صائدي برافراشت و او را فرمانده‏ي تميم و همدان نمود؛ همچنين عباس بن جعده جدلي که فرمانده‏ي اهل مدينه بود. آن گاه همه به قصر محل اقامت امير (عبيدالله) حمله نمودند.

چون خبر هجوم آنها به ابن‏زياد رسيد، در کاخ را بر خود بست و تحصن نمود (سنگر گرفت). مسجد و بازار هم پر از شورشيان گرديد. همه تا شب در آن جا ماندند. کار بر عبيدالله دشوار گرديد و سخت به تنگ آمد. در قصر هم جز عده‏ي سي تن از شرطه (نگهبان و پليس) و بيست مرد از اشراف و اعيان کس با او نمانده بود. غلامان و افراد خاندان او هم بودند.

در آن هنگام، اشراف و اعيان از هر طرف از در معروف به دار روميان بر او داخل و جمع مي‏شدند. مردم هم ابن‏زياد و پدر او را دشنام مي‏دادند. ابن‏زياد هم کثير بن شهاب حارثي را نزد خود خواند و به او دستور داد که با عده‏ي مطيع و همراه خود که از قبيله مذحج باشند، بيرون رود و تا بتواند قبيله مذحج را (که با مسلم بن عقيل شوريده بودند) از شورش و انقلاب بازدارد و تهديد و تخويف کند. محمد بن اشعث را هم فرمان داد که او با اتباع خود از قبيله کنده برود و کندي را از مخالفت و شورش بازدارد و يک درفش براي امان برافرازد که مردم کنده و حضرموت زير آن بروند و دست از مخالفت بردارند و آسوده و در امان باشند. همچنين قعقاع بن شور ذهلي (غير از دلير شهير عرب)، و شبث بن ربعي تميمي، و حجار بن ابجر، و شمر بن ذي‏الجوشن ضبابي، (ابن‏ابجر يکي از هواخواهان حسين بود که نامه نوشته و او را دعوت کرده بود؛ همچنين شبث بن ربعي).

اعيان مردم را هم نزد خود نگهداشت که چون کسي با او نبود، براي رفع وحشت و بيم و ايجاد انس آنها را نزد خود باقي گذاشت. آنهايي را که دستور داده بود، بيرون مي‏رفتند، مردم را از ياري مسلم منصرف مي‏کردند و پند مي‏دادند. و نيز عبيدالله دستور داد که رؤساء و اعيان که نزد او بودند، از ديوار و يا روي قصر بر شورشيان مشرف شده، مردم مطيع را به ادامه طاعت تشويق و دعوت و شورشيان و متمردين را از عصيان منصرف و تهديد کنند آنها هم، چنين کردند.

چون مردم نصيحت و دعوت امرا و رؤساي خود را شنيدند، شروع به انصراف کردند و متفرق شدند. کار به جايي رسيد که زن از ميان شورشيان دست فرزند يا برادر خود را مي‏گرفت و از ميان شورشيان خارج مي‏کرد. آنها هم در حال پراکندگي بودند تا آن که جز عده سي تن در مسجد با او (مسلم) نماند.

چون اين وضع و حال را ديد از مسجد و راه در کنده (محله کنده) خارج شد، در آن هنگام يک تن با او نمانده بود.

تاريخ قيام و خروج ابن‏عقيل در کوفه هم هشت روز از ماه ذي‏الحجه سنه شصت (هجري) بود. گفته شده، نه روز از ماه گذشته بود.

خليلي، ترجمه کامل، 134، 127 - 125 / 5.

[85] مسلم از خانه بيرون آمد. چهار هزار مرد بر او جمع شدند و چون بر در مسجد جامع رسيدند، پانصد مرد با او بودند. باقي بگريختند مسلم با ايشان به در قصر الاماره رفت و در آن جا لشکر اندک بود، به حرب در پيوست. عبيدالله ترسيد. کوفيان از درب الرومي مي‏آمدند و در کوشک مي‏رفتند. دو لعين بر بام قصر رفتند و منادي کردند که: «اي خلق از يزيد بترسيد و لشکر شام!»

و ايشان را تهديد بسيار کردند و مردم مي‏آمدند و خويشان و اقرباي خود را دست مي‏گرفتند. و به خانه مي‏بردند.

مسلم از شجاعت، روي از حرب نگردانيد تا آفتاب فروشد. سي تن با او بمانده بودند و نزديک سي هزار کس از غوغاي شهر بر او جمع شده بودند. چون مسلم به مسجد رفت و به نماز ايستاد، جمله بگريختند؛ الا سه تن. چون به سجده شکر رفت، آن سه تن نيز بگريختند، مسلم فريدا وحيدا بماند.

عماد الدين طبري، کامل بهائي، 274 / 2.

[86] [في المطبوع: «المسلم»].

[87] مسلم از خانه بيرون آمد. چهار هزار مرد بر او جمع شدند و چون بر در مسجد جامع رسيدند، پانصد مرد با او بودند. باقي بگريختند مسلم با ايشان به در قصر الاماره رفت و در آن جا لشکر اندک بود، به حرب در پيوست. عبيدالله ترسيد. کوفيان از درب الرومي مي‏آمدند و در کوشک مي‏رفتند. دو لعين بر بام قصر رفتند و منادي کردند که: «اي خلق از يزيد بترسيد و لشکر شام!»

و ايشان را تهديد بسيار کردند و مردم مي‏آمدند و خويشان و اقرباي خود را دست مي‏گرفتند. و به خانه مي‏بردند.

مسلم از شجاعت، روي از حرب نگردانيد تا آفتاب فروشد. سي تن با او بمانده بودند و نزديک سي هزار کس از غوغاي شهر بر او جمع شده بودند. چون مسلم به مسجد رفت و به نماز ايستاد، جمله بگريختند؛ الا سه تن. چون به سجده شکر رفت، آن سه تن نيز بگريختند، مسلم فريدا وحيدا بماند.

عماد الدين طبري، کامل بهائي، 274 / 2

[88] راوي گفت: خبر گرفتاري هانئ به مسلم بن عقيل رسيد. با افرادي که بيعتش نموده بودند، به جنگ عبيدالله بيرون شد، عبيدالله در کاخ فرمانداري پناه گرفت و سربازانش با سربازان مسلم به جنگ پرداختند. عبيدالله با اطرافيانش که در ميان کاخ بودند، سرها از کاخ بيرون نموده و ياران مسلم را از جنگ مي‏ترساندند و وعده‏ها مي‏دادند که اينک لشکر شام از پشت سر به کمک ما خواهد رسيد. اين تبليغات سوء ادامه داشت تا آن که شب فرارسيد. با آمدن شب، ياران مسلم از دور او پراکنده شدند و به يکديگر مي‏گفتند: «ما را چه که به اين آتش فتنه دامن بزنيم؟ چه بهتر که در خانه‏هاي خويش بنشينيم و اينان را رها کنيم تا خداوند صلح را در ميانشان برقرار کند.»

در نتيجه‏ي اين تبليغات، به جز ده نفر همراه مسلم به مسجد داخل نشد و تا نماز مغرب بخواند، آن ده نفر نيز از گردش پراکنده شدند. چون چنين ديد، تک و تنها از مسجد بيرون شد. فهري، ترجمه لهوف، / 54 - 53.

[89] [في المطبوع: «بعبدالله»].

[90] و چون اين خبر منکر [خبر شهادت هاني] به سمع مسلم رسيد، عرق عصبيت او در حرکت آمد و فرمود تا در اسواق کوفه ندا کردند که اهل بيعت امام حسين رضي الله عنه مجتمع کردند و قريب بيست هزار کس جمع شده در رکاب مسلم بن عقيل روي به قصد امارت نهادند و عبيدالله در آن کوشک متحصن گشته، بين الجانبين قتال و جدال به وقوع پيوست و نزديک بدان رسيد که متابعان مسلم بر آن قصر دست يابند. لاجرم ابن‏زياد متوهم شده، کثير بن شهاب، محمد بن اشعث، شبث بن ربعي، و بعضي ديگر از اشقيا را که با او بودند، گفت که بر بام قصر برآمده کوفيان را بترسانند و آن جماعت به موجب فرموده عمل نموده، گفتند: «اي کوفيان! بر جان خود ببخشاييد و خويشتن را در ورطه‏ي هلاک ميندازيد که اينک سپاه شام به مدد امير عبيدالله مي‏رسد و او عهد کرده است که اگر ترک فضولي نکنيد، چون بر شما قادر گردد، بي‏گناه را به جاي مجرم و حاضر را عوض غايب عقوبت کند.»

و کوفيان از شنيدن امثال اين کلمات خايف و انديشناک شده، بنابر شيوه‏ي ناستوده‏ي خويش طريق بي‏وفايي مسلوک داشتند و فوج فوج آغاز فرار کرده دفتر عهد و پيمان را بر طاق نسيان نهادند. چنانچه از آن همه مردم در آخر روز زياده از سي کس يا ده کس احدي در ملازمت مسلم رضي الله عنه نماند و مسلم جهت اداي صلوة عصر به مسجدي درآمده. چون بيرون آمده آن جماعت را نيز نديد و قولي آن که مسلم بعد از اين قضيه پناه به محمد بن کثير برده، محمد او را در خانه خود پنهان کرده، مانند هاني بن عروه به فرموده‏ي ابن‏زياد کشته گشت و مسلم از آن جا بيرون آمده و نوبتي ديگر او را با سپاه ابن‏زياد محاربات دست داده [است]. خواندامير، حبيب السير، 44 - 43 / 2.

[91] مسلم کسي را به سوي قصر حکومتي فرستاد تا از آنچه بر هاني گذشته، براي او خبر بياورد و هنگامي که از زخمي شدن و محبوس شدن وي آگاهي يافت، به منادي دستور داد که فرياد زند: «يا منصور امت». زمان کوتاهي نگذشته بود که چهار هزار نفر در کنار خانه‏ي هاني گرد آمدند. مسعودي در مروج الذهب مي‏نويسد: در آن واحد، هيجده هزار نفر او را در برگرفتند. جناب مسلم با ياران خود به سوي مقر حکومت شتافت.

ابن‏زياد تازه از مسجد بازگشته بود که ديدبانان خبر قيام مسلم را آوردند. ابن‏زياد با شتاب به داخل قصر رفت، درها را بست و پناهگاهي براي خود اختيار نمود.

حضرت مسلم قبل از هر کار، افراد را به صورت لشکر منظمي دسته بندي کرد. ميمنه و ميسره را بياراست و خود در قلب سپاه جاي گرفت. او همچنان مردم را به ياري فرامي‏خواند تا آن که بازار و مسجد از جمعيت پر شد. کار بر عبيدالله دشوار گرديد. ناچار به سراغ افراد معروف کوفه فرستاد. مجموعه‏ي کساني که با عبيدالله در قصر بودند، پنجاه نفر شمارش شده‏اند که سي نفر از نگهبانان قصر و بيست نفرشان چهره‏هاي سرشناس و بزرگان کوفه بودند.

آنان همراه با ابن‏زياد از بالاي قصر به انبوه جمعيت مي‏نگريستند و ترسي عجيب در دلشان افتاده بود. ياران مسلم پيش مي‏آمدند و با سنگ بر دارالحکومة هجوم مي‏بردند، ساکنين قصر را دشنام مي‏دادند و بدنامي عبيدالله و پدر و مادرش را به رخ او مي‏کشيدند.

سرانجام عبيدالله چاره جويي کرد. به کثير بن شهاب دستور داد که تو به سراغ مردم برو و آن عده از افراد قبيله مذحج را که به فرمان تو هستند، از ياري مسلم بازدار و ايشان را از عاقبت دشمني با يزيد و جنگجويي بترسان. همچنين از محمد بن اشعث خواست که افراد قبيله کنده و حضرموت را از گرد مسلم بپراکند و پرچم امان در دست گيرد و ندا کند: «هر کس به زير اين پرچم آيد، جان و مال و آبرويش محفوظ خواهد بود».

به برخي ديگر از سران کوفه نيز در مورد قبايلشان چنين دستوري را صادر کرد و ساير اشراف را نزد خود نگهداشت؛ زيرا هيچ ياوري براي خود نمي‏يافت. **زيرنويس=اين نکته بر ما پوشيده است که ابن‏زياد چگونه با خارج قصر ارتباط داشت، در حالي که به دستور مسلم، قصر به محاصره‏ي نيروهاي مردمي در آمده بود. گويا راهي مخفي يا متروک از قصر به بعضي مناطق مسکوني گشوده مي‏شده است. (مترجم).

اداره‏ي پژوهش و نگارش، ترجمه‏ي اعيان الشيعة، / 175، 169 - 168.