بازگشت

الوليد يسجن عبدالله بن مطيع العدوي و آخرين


و أخذ الوليد ممن كان هواه مع ابن الزبير، و ميله اليه: عبدالله بن مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي، و هو ابن العجماء - نسب الي جدته، و ذلك اسمها، و هي خزاعية - و مصعب بن عبدالرحمان بن عوف الزهري، فحبسهما، فاجتمعت بنوعدي الي عبدالله ابن عمر، فقالوا: حبس صاحبنا مظلوما. و بلغ الوليد ذلك، فصار الي ابن عمر، فحمد ابن عمر الله، و أثني عليه، و صلي علي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال: استعينوا علي اقامة أمركم بالحق، و لا تطلبوه بالظلم، فانكم ان استقمتم أعنتم، و ان جرتم وكلتم الي أنفسكم، كف رحمك الله عن صاحبنا و دخل سبيله، فانا لا نعلم لكم حقا تحبسونه به. فقال: حبسته بأمر أميرالمؤمنين، فنكتب و تكتبون، فانصرف ابن عمر و اجتمع فتية من بني عدي، فانطلقوا حتي اقتحموا علي ابن مطيع و هو في السجن، فأخرجوه، فلحق بابن الزبير ثم رجع عد، فأقام بالمدينة.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 316 / 5

ثم أرسل الي كل من كان من شيعة عبدالله بن الزبير، فأخذه و حبسه، و فيمن حبس يومئذ ابن عم لعمر بن الخطاب، يقال له عبدالله بن مطيع بن الأسود العدوي، و أمه، يقال لها العجماء [1] بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب الخزاعية. قال: و حبس أيضا مصعب بن عبدالرحمان بن عوف.

قال: فمشي رجال من بني عدي الي عبدالله بن عمر الخطاب، فقالوا: يا أباعبدالرحمان! ان صاحبنا عبدالله بن مطيع، قد حبس مظلوما لا ذنب له، و الله لتخرجنه [2] أو لنموتن [3] من [4] دونه. فقال لهم ابن عمر: لا تعجلوا بالفتنة و لا تسارعوا اليها، فكم من


رجل قد أفسدت الفتنة عليه دينه و دنياه. قال: ثم أرسل ابن عمر الي مروان بن الحكم، فدعاه اليه، و قال: يا معشر بني أمية! استعينوا بالله و بالحق [5] علي اقامة دينكم و دنياكم، و لا تظلموا فان الظلم مرتعه و خيم، و لا تأخذوا بالظنة و التهمة، فانكم ان استقمتم أعانكم الله، و ان ظلمتم و كلكم الله الي أنفسكم، فكفوا عن صاحبنا هذا عبدالله بن مطيع، و خلوا سبيله، فأنا [6] / لا نعلم أن لكم عليه سبيل و لا حق تحبسونه به، فان زعمتم أنكم ما حبستموه الا لحق، فافعلوا ذلك، و ان كنتم انما [7] حبستموه علي الظن، فانا [8] لا ندع صاحبنا يحبس مظلوما.

فقال مروان: انما نحن حبسناه بأمر أميرالمؤمنين يزيد، [9] و عليكم [10] أن تكتبوا في ذلك الي أميرالمؤمنين، و نكتب نحن أيضا، فانه لا يكون الا ما تحبون. قال: فوثب أبوجهم بن حذيفة [11] العدوي، فقال: نكتب و تكتبون، و ابن العجماء [12] محبوس؟ [13] لا و الله [14] لا يكون ذلك أبدا

ثم وثب بنو [15] عدي، فجعلوا يحضرون حتي صاروا الي باب السجن، فاقتحموا علي عبدالله بن مطيع، فأخرجوه، و أخرجوا كل من كان في السجن و لم يتعرض اليهم أحد. فاغتم لذلك الوليد بن عتبة، و أراد أن يكتب بذلك الي يزيد. فلبث و لم يكتب.

ابن أعثم، الفتوح، 23 - 21 / 5



پاورقي

[1] من الترجمة الفارسية ص 353 و في النسخ هنا: العمقاء.

[2] في بر: لنخرجنه.

[3] من بر، و في الأصل و د: لتموتن.

[4] ليس في د.

[5] في د: الحق.

[6] في د: فان.

[7] ليس في د.

[8] في د: فان.

[9] زيد في د: بن معاوية.

[10] في النسخ: و لا عليکم - خطأ.

[11] في النسخ: خليفة، و التصحيح من الترجمة ص 352 - انظر الاصابة 34 / 7.

[12] قد سبق ما فيه.

[13] في د: فوالله.

[14] في د: فوالله.

[15] في النسخ: بني.