بازگشت

يزيد لم يحضر مرض معاوية و لا وفاته، و كان الضحاك بن قيس هو الذي يخبره


[أحداث سنة 60 ه] و بعث البريد [1] الي يزيد بوجع معاوية، فقال يزيد في ذلك:



جاء البريد بقرطاس يخب به

فأوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا: لك الويل ماذا في كتابكم؟

قالوا: الخليفة أمسي مثبتا وجعا



فمادت الأرض أو كادت تميد بنا

كأن أغبر من أركانها انقطعا



من لا تزل نفسه توفي علي شرف

توشك مقاليد تلك النفس أن تقعا



لما انتهينا و باب الدار منصفق

و صوت رملة ريع القلب فانصدعا [2] الطبري، التاريخ، 328 / 5

قال: ثم نزل الضحاك عن المنبر، و كتب الي يزيد بن معاوية هذا: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله الذي لبس رداء البقاء، و حكم علي عباده بالفناء، فقال عزوجل (كل من عليها فان، و يبقي وجه ربك ذو الجلال و الاكرام) [3] . لعبدالله يزيد [4] أميرالمؤمنين [5] .


من الضحاك بن قيس، سلام عليك، أما بعد فكتابي الي أميرالمؤمنين فكتاب تهنئة و مصيبة؛ فأما الخلافة؛ فأما الخلافة التي جاءتك فهي التهنئة، و أما المصيبة فموت أميرالمؤمنين معاوية [6] ، انا لله و انا اليه راجعون. فاذا قرأت كتابي فالعجل العجل! لتأخذ [7] الناس ببيعة [8] أخري مجددة [9] ، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته. قال: ثم أثبت في أسفل كتابه هذين البيتين:



مضي ابن أبي سفيان فردا لشأنه

و خلفت فانظر هذه كيف تصنع



أقمنا علي المنهاج و اركب محجة

سدادا [10] فأنت [11] المرتجي كيف تفزع [12] .



قال: ثم ورد الكتاب علي يزيد، فوثب صائحا باكيا، و أمر باسراج دوابه.

ابن أعثم، الفتوح، 2 - 1 / 5

ثم أخرج الي يزيد بريدا بكتاب يستقدمه و يستحثه. فخرج مسرعا. فتلقاه يزيد، فأخبره بموت معاوية، فقال يزيد:



جاء البريد بقرطاس يخب به

فأوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا: لك الويل ماذا في صحيفتكم

قالوا: الخليفة أمسي مثبتا وجعا



فمادت الأرض أو كادت تميد بنا

كأن أغبر من أركانها انقلعا



ثم انبعثنا الي خوص مزممة

نرمي العجاج بها ما نأتلي سرعا [13] .



فما نبالي اذا بلغن أرحلنا

ما مات منهن بالموماة أو ظلعا



أودي ابن هند و أودي المجد يتبعه

كذاك كانا جميعا قاطنين معا






أغر أبلج يستسقي الغمام به

لو قارع الناس عن أحلامهم [14] قرعا



لا يرقع الناس ما أوهي و لو جهدوا

أن يرقعوه و لا يوهون ما رقعا



قال محمد بن عبدالحكم: قال الشافعي: سرق هذين البيتين من الأعشي.

ابن عبدربه، العقد الفريد، 374 - 373 / 4

و كتب الي يزيد:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لبس رداء البقاء؛ و كتب علي عباده الفناء، فقال عزوجل: (كل من عليها فان، و يبقي وجه ربك ذو الجلال و الاكرام) لعبدالله يزيد أميرالمؤمنين، من الضحاك بن قيس، أما بعد، فكتابي الي أميرالمؤمنين كتاب تهنئة و مصيبة، فأما التهنئة فالخلافة التي جاءتك عفوا، و أما المصيبة فموت أميرالمؤمنين معاوية، فانا لله و انا اليه راجعون، فاذا قرأت كتابي هذا فالعجل العجل، لتأخذ الناس ببيعة أخري مجددة، ثم كتب في أسفل كتابه هذين البيتين:



مضي ابن أبي سفيان فردا لشأنه

و خلفت فانظر بعده كيف تصنع



أقمنا علي المنهاج و اركب محجة

سدادا فأنت المرتجي حين نفزع



فلما ورد الكتاب علي يزيد و قرأه وثب باكيا و أمر باسراج دوابه.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 178 / 1

و قيل: لما اشتد مرضه - أي مرض معاوية - كان ولده يزيد بخوارين [15] ، فكتبوا اليه يحثونه علي المجي ء ليدركه، فقال يزيد شعرا:



جاء البريد بقرطاس يخب به

فأوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا: لك الويل ماذا في كتابكم

قال: الخليفة أمسي مثبتا وجعا [16] .






ثم انبعثنا الي خوص مزممة

نرمي الفجاج بها لا نأتلي سرعا



فمادت الأرض أو كادت تميد بنا

كأن أعبر [17] من أركانها انقطعا



من لم تزل نفسه توفي علي شرف

توشك مقاليد تلك النفس أن تقعا



لما انتهينا و باب الدار منصفق

و صوت رملة ريع القلب فانصدعا



ثم ارعوي القلب شيئا بعد طيرته

و النفس تعلم أن قد أثبتت جزعا



أودي ابن هن و أودي المجد يتبعه

كانا جميعا فماتا قاطنين معا



أغر أبلج يستسقي الغمام به

لو قارع الناس عن أحسابهم قرعا [18] .


ابن الأثير، الكامل، 261 / 3 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 67؛ بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 112 - 111

و روي محمد بن عبدالله بن الحكم قال: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: لما ثقل معاوية كان يزيد غئبا، فكتب اليه بحاله، فلما أتاه الرسول، أنشأ يقول:



جاء البريد بقرطاس يخب به [19] .

فأوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا: لك الويل! ماذا في صحيفتكم

قال: الخليفة أمسي مثبتا [20] وجعا



فمادت الأرض أو كادت تميد بنا

كأن ثهلان [21] من أركانه انقلعا



أودي ابن هند [22] و أودي المجد يتبعه

كانا جميعا و ظلا يسريان معا



لا يرقع الناس ما أوهي [23] و ان جهدوا

أن يرقعوه، و لا يوهون ما رقعا



أغر أبلج [24] ويستسقي الغمام به

لو قارع الناس عن أحلامهم قرعا



و البيتان [25] الأخيران للأعشي.




قال: فلما وصل اليه وجده مغمورا، فأنشأ يقول:



لو عاش حي اذا لعاش اما

م الناس لا عاجز و لا وكل [26] .



الحول القلب الأريب [27] و لن

يدفع ريب المنية الحيل



النويري، نهاية الارب، 368 - 367 / 20

ثم أن معاوية قضي نحبه. فأرسل الضحاك الي يزيد رسولا، يخبره بموت أبيه، فجزع جزعا عظيما. الطريحي، المنتخب، 418 / 2

ثم أرسل رسولا الي يزيد (لعنه الله) يخبره بهلاك أبيه، و كان يزيد (لعنه الله) لا ينام الليل و لا يقر النهار من وجله علي أبيه، و كان علي سطح داره اذ سمع النحيب، وثب قائما و قال للرسول: يا ويلك مات معاوية؟ قال نعم. فأنشأ يزيد (لعنه الله) يقول:



جاء البريد بقرطاس يخب به

فأوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا لك الويل ماذا في صحائفكم

قال: الخليفة أضحي مدنفا وجعا



فمادت الأرض أو كادت تميد بنا

حتي كأن قوي أركانها قلعا



مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 9



پاورقي

[1] في المعمرين: «بعدالظهر».

[2] گويد: پيک سوي يزيد فرستاد و بيماري معاويه را بدو خبر داد و يزيد شعري گفت به اين مضمون:

«پيک با شتاب نامه‏اي آورد

که دل از نامه‏ي وي به وحشت افتاد

گفتم: واي بر تو! در نامه‏ي شما چيست؟

گفتند: خليفه بستريست و بيمار

زمين بلرزيد يا نزديک بود بلرزد

گويي خاک تيره از ستونهاي خويش جدا شده بود

هر که جانش به شرف پايبند است

بيم آن هست که کليدهاي جانش بيفتد

وقتي رسيديم، در خانه بسته بود

و دل از ناله‏ي رمله ترسان شد و بشکافت». پاينده، ترجمه تاريخ طبري، 2892 / 7.

[3] سورة 55 آية 27 - 26.

[4] في د: بن معاوية.

[5] في د: بن معاوية.

[6] وقع في الأصل «معاوية» مکررا.

[7] من د و بر، و في الأصل: لنأخذ.

[8] من د و بر، و في الأصل: بيعة.

[9] [في المطبوع: «محدودة»].

[10] من د و بر، و في الأصل: شدادا.

[11] في د: و أنت.

[12] في د: تصنع.

[13] خوص: جمع خوصاء. يريد نوقا غائرة العيون من کثرة الأسفار. و السرع (بفتحتين)، و (بکسر ففتح): من مصادر سرع.

[14] کذا في بعض الأصول، و هي أيضا کذا في شعر الأعشي. و الذي في سائر الأصول: «و أخلاقهم».

[15] [في نفس المهموم و بحرالعلوم: «حوارين»].

[16] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[17] هنا وقع بعين مهملة ساکنة، و في الطبري بغين معجمة و لم أقف في القاموس له علي معني يناسب هذا الکلام.

[18] گفته شده، چون مرض او شدت يافت، يعني مرض معاويه فرزندش در «خوارين» بود، به او نوشتند که زودتر برسد. شايد پدر را ببيند. يزيد اين شعر را گفت (يزيد شاعر هم بود):



جاء البريد بقرطاس يخب به

فاوجس القلب من قرطاسه فزعا



قلنا لک الويل ماذا في کتابکم

قال الخليفة أمسي مثبتا وجعا



ثم انبعثنا الي خوص مزحمة

نرمي الفجاج بها لأنأتلي سرعا



فحادث الأرض أو کادت تميد بنا

کان أعبر من أرکانها انقطعا



من لم تزل نفسه توفي علي شرف

توشک مقاليد تلک النفس أن تقعا



لما انتهينا و باب الدار منصفق

و صوت رملة ريع القلب فانصدعا



ثم ارعوي القلب شيئا بعد طيرته

و النفس تعلم أن قد أثبتت جزعا



أودي ابن‏هند و أودي المجد يتبعه

کانا جميعا فماتا قاطنين معا



أغر أبلج يستسقي الغمام به

لو قارع الناس عن أحسابهم قرعا



يعني: پيک آمد (بريد - پست) و نامه آورد در حال شتاب. قلب از آوردن نامه فزع کرد (پريش گشت). ما گفتيم: «واي بر تو! در نامه‏ي شما چه نوشته شده؟»

گفت: «خليفه با درد افتاد و زمينگير شده (در زمين ثابت مانده) ما هم سوار بر مرکب عناندار شديم و دشت و ماهور را پيموديم. از شدت سرعت پشت سر را نگاه نمي‏کرديم. انگار زمين که ما بر آن بوديم، متزلزل شده و رو به سقوط آورده بود؛ يا نزديک بود ساقط شود. انگار بند زمين گسيخته شده بود، زيرا کسي که شرف نفس او در ازدياد بود و آن شرف افزون از همه بوده، نزديک بود رشته‏هاي حيات را قطع کند و او هم ساقط شود. چون ما رسيديم و سير و سفر خود را پايان داديم، ديديم در خانه باز بود (يا بسته - صفق هر دو معناي متضاد را مي‏دهد) صداي رمله (دختر معاويه) هم مي‏رسيد. قلب از آن صدا ترکيد.

بعد از آن، قلب اندکي آرام گرفت. آن هم بعد از تکان و پريشاني؛ ولي ما مي‏دانستيم بايد يک خبر جزع‏آور باشد. فرزند هند درگذشت. مجد هم بر اثر او رفت. هر دو با هم توأم بودند و هر دو با هم مردند. او پيشاني سفيد بود. با روي او طلب باران مي‏شد و ابر را بباريدن وادار مي‏کردند. اگر مردم همه شرف و حسب خود را در مسابقه بگذارند، او بر همه غلبه مي‏کرد و پيش مي‏افتاد و مغلوبين را مي‏نواخت (غالب در اسبدواني مغلوب را با عصا مي‏زد).»

خليلي، ترجمه کامل، 94 - 93 / 5.

[19] القرطاس: الحصيفة. و الخبب: السير السريع.

[20] المثبت: الذي لا يفارق الفراش لثقل مرضه.

[21] ثهلان: جبل.

[22] أودي: هلک. و هند: أم‏معاوية.

[23] أوهاه: أضعفه و أسقطه.

[24] الأغر: السيد الشريف في قومه. و الأبلج: الذي يکون طلق الوجگه مضيئه.

[25] هذا من قول الامام الشافعي کما في الاستيعاب ج 3، ص 399 و هما البيتان 51، 72 من عينيه الأعشي في ديوانه ص 107، 111 و جاء أولها بلفظ:



لا يرفع الناس ما أوهي و ان جهدوا

طول الحياة و لا يوهون ما رفعا



و جاء ثانيهما بلفظ:



أغر أبلج يستسقي الغمام به

لو صارع الناس عن أحلامهم صرعا.

[26] الوکل: البليد الذي يکل أمره الي غيره.

[27] الحول: البصير بالحيل و تحويل الأمور. و القلب: البصير بتقليب الأمور. و الأريب: العاقل.