بازگشت

وصية معاوية ليزيد


قال: و لما حضر معاوية، دعا يزيد بن معاوية، فأوصاه بما أوصاه به، و قال: انظر [1] ، حسين بن علي، ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [2] فانه أحب الناس الي الناس، فصل رحمه و ارفق به، [3] يصلح لك أمره [4] ، فان بك منه شي ء، [5] الله بمن قتل أباه و خذل أخاه.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 55 - عنه: ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 199، تهذيب ابن بدران، 327 / 4، مختصر ابن منظور، 138 - 137 / 7؛ ابن العديم، بغية الطلب، 2607 / 6، الحسين بن علي، / 66؛ المزي، تهذيب الكمال، 414 / 6؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 198 / 3، تاريخ الاسلام، 341 / 2؛ ابن كثير، البداية و النهاية، 162 / 8.

المدائني، عن عوانة قال، قال معاوية ليزيد: يا بني احفظ عني ما أقول لك: أكرم أهل مكة و المدينة فانهم أصلك و منصبك، و من أتاك منهم فأكرمه، و من لم يأتك فابعث اليه بصلة، و انظر أهل العراق فانهم أهل طعن علي أمرائهم و ملالة لهم، فان سألوك أن تبدل كل يوم أميرا فافعل، و أنظر أهل الشام فليكونوا عيبتك و حصنك، فمن رابك أمره فارمه بهم، فاذا فرغوا فأقفلهم فاني لا آمن الناس علي افسادهم، و قد كفاك الله عبدالرحمان بن أبي بكر، فليس يخالف عليك غير الحسين و ابن الزبير - فأما ابن عمر فقد وقذه الاسلام - أما ابن الزبير فخب خدع، فاذا هو شخص لك فالبد له فانه ينفسخ علي المطاولة، و أما الحسين فلست أشك في وثوبه، ثم يكفيكه الله بمن قتل أباه، و جرح أخاه؛ ان بني أبي طالب مدوا أعناقهم الي غاية أبت العرب أن تعطيهم اياها، و هم محدودون.

قال: و حدثني عبدالحميد بن حبيب، عن أشياخه قالوا: لما أخذ معاوية البيعة ليزيد علي أهل الحجاز و قدم الشام قال له: يا بني اني قد وطأت لك الامور، و أخضعت لك


أعناق العرب، و لم يبق الا هؤلاء النفر و هم حسين بن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالرحمان بن أبي بكر، و عبدالله بن الزبير، و لست أتخوف أن ينازعك في هذا الأمر غيرهم، فأما حسين فان له رحما ماسة، و حقا عظيما، و قرابة بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم و لا أظن أهل العراق تاركيه حتي يخرجوه عليك، فان قدرت عليه فاصفح عنه، فلو أني الذي الي أمره لعفوت عنه، و أما ابن عمر فرجل قد وقذته العبادة، و قراءة القرآن، و تخلي من الدنيا، و لا أظنه يري قتالك علي هذا الأمر، و لا يريده ما لم يأته عفوا، و أما عبدالرحمان فشيخ عشمة هامة اليوم أو غد و هو مشغول عنك بالنساء، و أما الذي يجثم لك جثوم الأسد و يراوغك مراوغة الثعلب فان أمكنته فرصة وثب، فهو عبدالله بن الزبير، فاذا فعلها و استمكنت منه فلا تبق عليه، قطعه اربا اربا، الا أن يلتمس منك صلحا، فان فعل فاقبل منه، و احقن دماء قومك ما استطعت. و لم يمكث الا يسيرا حتي أتاه موت عبدالرحمان بن أبي بكر، فدعا يزيد فبشره بذلك.

و حدثني حفص بن عمر، عن الهيثم بن عدي، عن عوانة قال: قال معاوية لابنه في وصيته: يابني اني قد وطأت لك الأشياء، و أذللت لك الأعداء، و أخضعت أعناق الناس ببيعتك، فانظر أهل مكة و المدينة فأكرمهم، فانهم أصلك و منصبك: من ورد عليك منهم فأكرمه، و من لم يأتك فابعث اليه بصلته، و انظر أهل العراق فانهم أهل طعن علي الامراء و ملالة لهم، فان يسألوك أن تبدل لهم كل يوم عاملا فافعل، و انظر أهل الشام فيكونوا بطانتك و عيبتك و حصنك، فمن رابك أمره فارمه بهم، فاذا فرغوا فأقفلهم اليك فاني لا آمن الناس علي افسادهم و قد كفاك الله عبدالرحمان بن أبي بكر، فلست أخاف عليك الا: حسينا، و ابن عمر، و ابن الزبير، فأما حسين فلست أشك في وثوبه عليك، فسيكفيكه من قتل أباه و جرح أخاه، ان ال أبي طالب قد مدوا أعناقهم الي غاية أبت العرب أن تعطيهم المقادة فيها، و هم محدودون، و أما ابن عمر فقد وقذه الاسلام و شغله عن منازعتك، و أما ابن الزبير فخب خدع فاذا شخص اليك فالبد له فانه ينفسخ علي المطاولة.

حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عيسي بن يونس، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة


قال: توفي عبدالرحمان بن أبي بكر بحبشي - و هو علي اثني عشر ميلا من مكة - فحمل و دفن بمكة [...].

و روي بعضهم أن عبدالرحمان كان باقيا حتي مات معاوية، و ذلك باطل.

و حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن عوانة و غيره قالوا: لما حضرت معاوية الوفاة و ذلك في سنة ستين كان زيد غائبا، فدعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري، و كان علي شرطه، و مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد المري، فأوصي اليهما فقال: بلغا يزدي وصيتي، و كتب فيها: يا بني انظر أهل الحجاز فانهم أصلك، فأكرم من قدم عليك منهم، و تعهد من غاب عنك من وجوههم، و انظر أهل العراق و ان سألوك أن تعزل عنهم في كل يوم عاملا فافعل، فان عزل عامل أهون عليك من أن تشهر عليك مائة ألف سيف، و انظر أهل الشام فانهم بطانتك و عيبتك فاذا رابك من عدو شي ء فانتصربهم، ثم ردهم الي بلادهم فان هم أقاموا في غيرها فسدت أخلاقهم.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 154 - 152، 109 - 108 / 5.

قالوا: و لما دخلت سنة ستين، مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فأرسل الي ابنه يزيد و كان غائبا عن مدينة دمشق، فلما أبطأ عليه، دعا الضحاك بن قيس الفهري، و كان علي شرطه و مسلم بن عقبة و كان علي حرسه، فقال لهما: أبلغا يزيد وصيتي و أعلماه أني آمره في أهل الحجاز أن يكرم من قدم عليه منهم، و يتعهد من غاب عنه من أشرافهم، فانهم أصله، و اني آمره في أهل العراق أن يرفق بهم و يداريهم و يتجاوز عن زلاتهم، و اني آمره في أهل الشام، أن يجعلهم عينه و بطانته، و أن لا يطيل حبسهم في غير شامهم، لئلا يجروا علي أخلاق غيرهم، و أعلماه أني لست أخاف عليه الا أربعة رجال، الحسين بن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالرحمان بن أبي بكر، و عبدالله بن الزبير، فأما الحسين بن علي، فأحسب أهل العراق غير تاريكه حتي يخرجوه، فان فعل، فظفرت به فاصفح عنه، و أما عبدالله بن عمر، فانه رجل قد وقذته العبادة، و ليس بطالب للخلافة، الا أن تأتيه عفوا، و أما عبدالرحمان بن أبي بكر، فانه ليس في نفسه من النباهة و الذكر عند الناس، ما يمكنه طلبها و يحاول التماسها، الا أن تأتيه عفوا، و أما الذي يجثم لك جثوم الأسد،


و يراوغك روغان الثعلب، فان أمكنته فرصة وثب، فذاك عبدالله بن الزبير، فان فعل و ظفرت به فقطعه اربا اربا، أن يلتمس منك صلحا، فان فعل فاقبل منه، و احقن دماء قومك بجهدك، و كف عاديتهم بنوالك، و تغعمدهم بحلمك. ثم قدم عليه يزيد، فأعاد عليه هذه الوصية [6] .

الدينوري، الأخبار الطوال، / 228 - 227

و فيها [سنة 60 ه] كان أخذ معاوية علي الوفد الذين وفدوا اليه [7] مع عبيدالله بن زياد البيعة لابنه يزيد، و عهد الي ابنه يزيد حين مرض فيها [8] ما عهد اليه في النفر الذين امتنعوا من البيعة ليزيد حين دعاهم الي البيعة.


و كان عهده الذي عهد، ما ذكر هشام بن محمد، عن أبي مخنف، قال: حدثني عبدالملك ابن نوفل بن مساحق بن عبدالله بن مخرمة: أن معاوية لما مرض مرضته التي [9] هلك فيها، دعا يزيد، ابنه، فقال: [10] يا بني، اني قد [11] كفيتك الرحلة [12] و الترحال، و [13] و طأت لك الأشياء، و ذللت لك الأعداء [14] ، أخضعت لك أعناق العرب، [15] و جمعت لك من جمع واحد [16] [17] و اني لا أتخوف أن ينازعك هذا الأمر [18] ، الذي استتب [19] لك، [20] الا أربعة نفر [21] من قريش [22] : الحسين بن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و عبدالرحمان بن أبي بكر؛ فأما عبدالله بن عمر، فرجل قد وقذته العبادة، و اذا لم يبق أحد غيره بايعك [23] ، و أما الحسين بن علي، فان أهل العراق لن يدعوه حتي يخرجوه، فان خرج عليك فظفرت به، فاصفح عنه، فان له رحما ماسة [24] و حقا عظيما [25] ؛ و أما ابن أبي بكر، [26] فرجل ان [27] رأي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم، ليس له همة الا في النساء و اللهو، و أما الذي يجثم لك جثوم الأسد، و يراوغك مراوغة الثعلب، فاذا أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير، فان هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه اربا اربا. [28] .

[29] قال هشام: قال عوانة: قد سمعنا في حديث آخر، أن معاوية لما حضره الموت - و ذلك في سنة ستين - و [30] و كان يزيد غائبا، فدعا بالضحاك بن قيس الفهري - و كان صاحب شرطته - و مسلم بن عقبة المري، فأوصي اليهما، فقال: بلغا يزيد وصيتي، انظر أهل الحجاز فانهم أصلك، فأكرم من قدم عليك منهم، و تعاهد من غاب، و انظر أهل العراق، فان سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا فافعل، فان عزل عامل أحب الي من


أن تشهر عليك مائة ألف سيف، و انظر أهل الشام، فليكونوا بطانتك و عيبتك، فان نابك [31] شي ء من عدوك فانتصر بهم، فاذا أصبتهم فاردد أهل الشام الي بلادهم [32] ، فانهم ان أقاموا بغير بلادهم أخذوا بغير أخلاقهم؛ و اني لست أخاف من قريش الا ثلاثة: حسين بن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير؛ فأما ابن عمر، فرجل قد وقذه الدين، فليس ملتمسا شئيا قبلك، و أما الحسين بن علي، فانه رجل خفيف، و أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه، و خذل أخاه، و ان له رحما ماسة، و حقا عظيما، و قرابة من محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و لا أظن أهل العراق تاركيه، حتي يخرجوه، فان قدرت عليه فاصفح عنه، فاني لو أني صاحبه عفوت عنه، و أما ابن الزبير، فانه خب ضب، فاذا شخص لك فألبد له، الا أن يلتمس منك صلحا، فان فعل فاقبل، و احقن دماء قومك ما استطعت. [33] .


الطبري، التاريخ، 323 - 322 / 5 - مثله ابن الجوزي، لامنتظم، 321 - 320 / 5

فدعا معاوية بالضحاك بن قيس و مسلم بن عقبة، فقال لهما: أخرجا ما في وسادتي! فأخرجا كتابا كتب فيه معاوية بخطه قبل ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهده معاوية بن أبي سفيان أميرالمؤمنين الي ابنه يزيد [34] ، انه قد بايعه و عهد اليه، و جعل له الخلافة من بعده، و أمره بالرعية و القيام بهم، و الاحسان اليهم، و قد سماه: «أميرالمؤمنين»، و أمره أن يسير بسيرة [35] أهل العدل و الانصاف، و أن يعاقب علي الجرم و يجازي علي الاحسان، و أن يحفظ هذا الحي من قريش خاصة، و أن يبعد قاتلي الأحبة، و أن يقدم بني أمية و آل عبدشمس علي بني هاشم، و أن يقدم آل المظلوم [36] المقتول أميرالمؤمنين [37] عثمان بن عفان علي آل أبي تراب و ذريته، فمن قري عليه هذا الكتاب و قبله حق قبوله، و بادر الي طاعة أميره يزيد بن معاوية [38] فمرحبا به و أهلا [39] و من تأبي عليه، و امتنع فضرب الرقاب أبدا، حتي يرجع الحق الي أهله، و السلام علي من قري عليه و قبل كتابي هذا.

قال: ثم طوي الكتاب، و ختمه و دفعه الي الضحاك [40] بن قيس [41] ، و قال: انظر اذا


أصبحت [42] أن تصعد المنبر، و تقرأ هذا الكتاب علي الصغير و الكبير، و تسمع مقالهم. فقال الضحاك: اني فاعل ذلك غدا ان شاء الله.

قال: ثم أقبل معاوية علي يزيد، فقال: يا بني! خبرني الآن ماذا أنت صانع بهذه الأمة! أتسير فيهم بسيرة أبي بكر الصديق الذي قاتل أهل الردة و قاتل في سبيل الله، حتي مضي و الناس عنه راضون؟ فقال: يا أميرالمؤمنين! اني لا أطيق أن أسير بسيرة أبي بكر الصديق، لكني آخذ الرعية بكتاب الله و سنة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم. قال: يا بني! أتسير فيهم بسيرة عمر بن الخطاب الذي مصر الأمصار، و فتح الديار، و جند الأجناد، و فرض الفروض، و دون الدواوين، [43] وجبي الفي ء [44] ، و جاهد في سبيل الله حتي مضي و الناس بكتاب الله و السنة. فقال معاوية: يا بني! أتسير فيهم بسيرة ابن عمك عثمان بن عفان الذي أكلها في حياته، و ورثها بعد مماته، و استعمل أقاربه؟ فقال يزيد: قد خبرتك يا / أميرالمؤمنين أن الكتاب بيني و بين هذه الأمة، به أطالبهم و عليه أقاتلهم. قال: فتنفس معاوية الصعداء، و قال: اني من أجلك آثرت الدنيا علي الآخرة، و دفعت حق علي بن أبي طالب، و حملت الوزر علي ظهري، و اني لخائف أن [45] لا تقبل وصيتي، فتقتل [46] خيار قومك، ثم تعدو [47] علي حرمة ربك فتقتلهم بغير الحق، ثم يأتيك اليوم بغتة فلا دنيا تصيب و لا آخرة تحب [48] ؛ يا بني! اني جعلت هذا مطمعا لك، و لولدك من بعدك و اني موصيك بوصية فاقبلها، انك تحمد عاقبتها! كن [49] حازما و صارما [50] ، انظر ان تأتك [51] نائبة [52] ، تثب [53] و ثوب الشهم


البطل، و لا تجبن جبن الضعيف الوكل؛ فاني قد كفيتك الجد [54] الترحال، و جوامع الكلام، و المنطق و نهاية البلاغة، و دفع المؤنة و سهولة الحفظ، و لقد وطأت لك يا بني البلاد، و ذللت لك رقاب العرب الصعاب، و أقمت لك المنار، و سهلت لك السبل، و جمعت لك اللجين و العقيان [55] ، و مهدت لك الملك منع بعدي تمهيدا، فعليك يا بني من الأمور ما قرب مأخذه و سهل مطلبه، و ذر عنك ما اعتاص عليك، و اعلم يا بني، أن سياسة الخلافة لا تتم لك الا بثلاث: بجأش ربيط، و كف أذي، و خلق رحيب، و ثلاث أخر: علم ظاهر، و خلق طاهر، و وجه طلق؛ ثم تردف ذلك بعشر أخر: بالصبر، و الأناة و التؤدد، و الوقار، و السكينة، و المروءة الظاهرة، و الشجاعة، و السخاء، و الاحتمال للرعية بما تحب و تكره؛ و لقد علمت يا بني أني كنت في أمر الخلافة خائفا شبعا يشهي [56] شهوانا، أصبح عليها جزعا، و أمسي هلعا، حتي أعطاني الناس ثمرة قلوبهم، و بادروا الي [57] طاعتي؛ فادخل [58] يا بني من هذه الدنيا في حلالها، و اخرج من حرامها، و أنصف الرعية و اقسم فيئهم فيهم بالسوية؛ و اعلم يا بني أني أخاف عليك من هذه الأمة أن تنازعك في هذا الأمر الذي قد رفعت لك قواعده، و خصوصا أربعة نفر من قريش، منهم: عبدالرحمان بن أبي بكر، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و شيبه أبيه الحسين بن علي، فأما [59] عبدالرحمان بن أبي بكر، فانه اذا صنع أصحابه شيئا صنع مثلهم، و ان لم يصنعوا أمسك، و هو رجل همه النساء [60] و لذة [61] الدنيا، فذره يا بني و ما يريد، و لا تأخذ عليه في شي ء من أمره، فلقد علمت ما لأبيه من الفضل علي هذه الأمة، و قد يرعي ذمام الوالد في ولده. و أما عبدالله ابن عمر، فانه رجل صدق قد توحش من الناس، و آنس الي العبادة، و رضي بالوحدة، فترك الدنيا و تخلي منها، فهو لا يأخذ منها شيئا، و انما تجارته من هذه الدنيا كتجارة أبيه


عمر بن الخطاب؛ فأقرئه مني السلام، و تعاهده بالعطاء الموفر أفضل تعاهد. و أما عبدالله ابن الزبير، فما أخوفني أنك تلقي منه عتبا! فانه صاحب خلل في القول، و زلل في الرأي، و ضعف في النظر، مفرط في الأمور، مقصر في الحقوق، و انه سيجثو لك، كما يجثو [62] الأسد في عرينه، و يراوغك رواغ الثعلب، فاذا أمكنته [63] منك فرصة لعب بك كيف شاء؛ فكن له يا بني كذلك، و اجزه صاعا بصاع، و احذه حذو النعل [بالنعل]، الا أن يدخل لك في الصلح و البيعة و بتوبة [64] ، فأقمه علي ما يريد. و أما الحسين بن علي، فأوه، أوه يا يزيد! ماذا أقول لك فيه! فاحذر أن لا يتعرض لك، و مد له حبلا طويلا، و ذره يضرب في الأرض حيث شاء، و لا تؤذه [65] ، و لكن أرعد له و أبرق، و اياك و المكاشفة له في محاربة سل سيف [66] ، أو محاربة طعن رمح، ثم أعطه و وقره [67] ، و بجله [68] . فان حال أحد من أهل بيته، فوسع عليهم، و أرضهم، فانهم أهل بيت لا يرضيهم الا الرضي، و لا يسعهم الا المنزلة الرفيعة؛ و اياك يا بني أن تلقي الله بدمه [69] فتكون من الهالكين؛ فان ابن عباس، حدثني، فقال: اني حضرت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو في السياق و قد ضم الحسين [70] بن علي [71] الي صدره و هو يقول: هذا من أطائب [72] أرومتي و أنوار عترتي، و خيار ذريتي، لا بارك الله فيم لا يحفظه بعدي! قال ابن عباس: ثم أغمي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ساعة ثم أفاق، و قال: يا حسين! ان لي و لقاتلك يوم القيامة مقاما بين يدي ربي و خصومة، و قد طابت نفسي، اذ جعلني الله خصيما لمن قتلك يوم القيامة. يا بني! هذا حديث ابن عباس، و أنا أحدثك عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: أتاني جبريل يوما فخبرني، و قال: يا محمد! ان أمتك ستقتل ابنك حسينا


و قاتله لعين هذه الأمة، و لقد لعن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، يا بني قاتل الحسين مرارا، فانظر لنفسك، ثم انظر أن لا يتعرض له بأذية، فحقه و الله يا بني عظيم، و لقد رأيتني كيف كنت أحتمله في حياتي، و أضع له رقبتي، و هو يواجهني بالكلام الذي يمضني، و يؤلم قلبي، فلا أجيبه و لا أقدر له علي حيلة، فانه بقية أهل الأرض في يومه هذا، و قد أعذر من أنذر.

قال: ثم أقبل [علي] الضحاك: و مسلم بن عقبة، فقال لهما معاوية: أشهدا علي مقالتي هذه، فوالله ان فعل بي الحسين كل ما يسوءني لاحتملته أبدا، و لم يكن الله يسألني عن دمه [73] ، أفهمت عني ما أوصيتك به يا يزيد؟ فقال: فهمت يا أميرالمؤمنين. ثم قال معاوية: انظر في أهل الحجاز، فهم أصلك و فرعك، فأكرم من قدم عليك منهم و من غاب [74] عنك، فلا تجفهم و لا تعقهم؛ و انظر أهل العراق، فانهم لا يحبونك أبدا، و لا ينصوحنك، و لكن دارهم مهما أمكنك [75] و استطعت، و ان سألوك علي كل يوم أن تعزل عنهم عاملا فافعل، فان عزل عامل واحد هو أيسر و أخف من أن يشهر عليك مائة ألف سيف؛ و انر يا بني أهل الشام، فانهم بطانتك و ظهارتك و قد بلوتهم و اختبرتهم فهم [76] صبر عند اللقاء حماة في الوغي، [77] فان رابك أمر [78] من عدو يخرج عليك [79] فانتصر بهم [80] ، فاذا أصبت منهم حاجتك، فارددهم الي بلادهم يكونوا [81] بها الي وقت وقت الحاجة اليهم.

قال: ثم تنفس معاوية الصعداء، و غشي عليه طويلا، فلما أفاق، قال: آوه آوه (جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) [82] ثم جعل يقول:



ان تناقش يكن نقاشك يار

ب عذابا لا طوق لي بالعذاب



أو تجاوز فأنت رب رحيم

عن مسي ء ذنوبه كالتراب




قال: ثم التفت الي أهل بيته و قرابته و بني عمه، اتقوا الله حق تقاته، فان تقوي الله جنة حصينة، و ويل لمن لم يتق [83] الله! و يخاف عذابه و أليم عقابه. ثم قال: اعلموا أني كنت بين يدي النبي (صلي الله عليه [84] و سلم [85] ) ذات يوم، و هو يقلم أظفاره، فأخذت من قلامته، فجعلتها [86] في قارورة فهي [87] عندي، و عندي أيضا شي ء من شعره، اذا أنا مت و غسلتموني [88] [و كفنتموني [89] ] فقطعوا تلك القلامة، فاجعلوها [90] في عيني، و اجعلوا الشعر في فمي و أذني، و صلوا علي، و واروني في حفرتي، و ذروني و ربي، فان ربي رؤوف رحيم. قال: ثم انقطع كلامه [91] فلم ينطق [92] بشي. ابن أعثم، الفتوح، 265 - 256 / 4

قال الهيثم بن عدي: لما حضرت معاوية الوفاة و يزيد غائب، دعا بمسلم بن عقبة المري و الضحاك بن قيس الفهري، و قال لهما: أبلغا عني يزيد و قولا له: انظر أهل الحجاز، فهم عصابتك و عترتك، فمن أتاك منهم فأكرمه، و من قعد عنك فتعاهده؛ و انظر أهل العراق، فان سألوك عزل عامل في كل يوم، فاعزله عنهم، فان عزل عامل واحد أهون عليك من سل مائة ألف سيف، ثم لا تدري علام أنت عليه منهم؛ ثم انظر أهل الشام فاجعلهم الشعار دون الدثار، فان رابك من عدو ريب فارمه بهم، فان أظفرك الله فاردد أهل الشام الي بلادهم، لا يقيموا في غير بلادهم، فيتأدبوا بغير آدابهم. لست أخاف عليك غير عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و الحسين بن علي. فأما عبدالله بن عمر، فرجل قد وقذه [93] الورع؛ و أما الحسين، فأرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه، و خذل أخاه؛ و أما ابن الزبير، فانه خب ضب، فان ظفرت به فقطعه اربا اربا.


عن الهيثم بن عدي، قال: لما حضرت معاوية الوفاة، و يزيد غائب، دعا الضحاك بن قيس الفهري و مسلم بن عقبة المري، فقال: أبلغا عني يزيد و قولا له: انظر الي أهل الحجاز فهم أصلك و عترتك، فمن أتاك منهم فأكرمه، و من قعد عنك فتعاهده. و انظر أهل العراق، فان سألوك عزل عامل في كل يوم، فاعزله، فان عزل عامل واحد أهون م سل مائة ألف سيف، و لا تدري علي من تكون الدائرة؛ ثم انظر الي أهل الشام، فاجعلهم الشعار دون الدثار، فان رابك من عدوك ريب، فارمه بهم؛ ثم اردد أهل الشام الي بلدهم، و لا يقيموا في غيره، فيتأدبوا بغير أدبهم. لست أخاف عليك الا ثلاثة: الحسين بن علي، و عبدالله بن الزبير، و عبدالله بن عمر. فأما الحسين بن علي، فأرجو أن يكفيكه الله، فانه قتل [94] أباه، و خذل أخاه؛ و أما ابن الزبير، فانه خب ضب [95] ، و ان ظفرت به فقطعه اربا اربا؛ و أما ابن عمر، فانه رجل قد وقذه [96] الورع، فخل بينه و بين آخرته يخل بينك و بين دنياك. ابن عبدربه، العقد ا لفريد، 373 - 372، 87 / 4

حدثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي رحمته الله، قال: حدثنا محمد بن عمر البغدادي، الحافظ رحمته الله، قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه، قال: حدثنا ابراهيم بن عبيدالله بن موسي بن يونس ابن أبي اسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني مريسة بنت موسي بن يونس بن أبي اسحاق و كانت عمتي، قالت: حدثتني صفية بنت يونس بن أبي اسحاق الهمدانية و كانت عمتي، قالت حدثتني بهجة بنت الحرث بن عبدالله التغلبي، عن خالها عبدالله بن منصور و كان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي عليه السلام، قال: سألت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد لعنه الله، فأجلسه بين يديه، فقال له: يا بني، اني قد ذللت لك الرقاب الصعاب، و وطدت لك البلاد، و جعلت الملك، و ما فيه لك


طعمة، و اني أخشي عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، و هم: عبدالله بن عمر ابن الخطاب، و عبدالله بن الزبير، و الحسين بن علي، فأما عبدالله بن عمر، فهو معك فالزمه و لا تدعه، و أما عبدالله بن الزبير فقطعه ان ظفرت به اربا اربا، فانه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته، و يواربك مواربة الثعلب للكلب، و أما الحسين عليه السلام فقد عرفت حظه من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هو من لحم رسول الله و دمه، و قد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه اليهم، ثم يخذلونه و يضيعونه، فان ظفرت به، فاعرف حقه و منزلته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لا تؤاخذه بفعله و مع ذلك فان لنا به خلطة و رحما و اياك أن تناله بسوء و يري منك مكروها. [97] .

الصدوق، الأمالي، / 151 - 150 رقم 1 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 312 - 310 / 44؛ البحراني، العوالم، 160 / 17؛ الدربندي، أسرار الشهادة / 206 - 205

كان معاوية وطأ لابنه يزيد الأمور، و أخذ علي الوفود له البيعة. فلما مرض [71] المرضة التي توفي فيها، دعا به، و قال:

- «اني لا أتخوف عليك أن ينازعك هذا الأمر الذي استتب لك، الا أربعة نفر من قريش:

- الحسين بن علي بن أبي طالب، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و عبدالرحمان ابن أبي بكر.

- «فأما عبدالله بن عمر، فرجل قد و قذته [98] العبادة، و اذا لم يبق أحد غيره، بايعك».


- «و أما حسين بن علي، فان أهل العراق لن يدعوه، حتي يخرجوه، فان خرج عليك، فظفرت عليه، فاصفح عنه، فان له رحما ماسة، و حقا عظيما».

- «و أما ابن أبي بكر، فرجل ليست له همة الا في النساء، و اللهو».

- «و أما الذي يجثم عليك جثوم الأسد، و يراوغك روغان الثعلب، فاذا أمكنته فرصة، وثب، فذاك ابن الزبير، فان هو فعلها بك، فقدرت عليه، فقطعه أرابا».

أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 39 / 2.

قال: و لما أخذ البيعة ليزيد أقبل عليه، فقال: يا بني أخبرني الآن ما أنت صانع في هذه الأمة، أتسير فيهم بسيرة أبي بكر الصديق، الذي قاتل أهل الردة، و قاتل في سبيل الله، حتي مضي و الناس عنه راضون؟ فقال: يا أميرالمؤمنين اني لا أطيق أن أسير بسيرة أبي بكر و لكن آخذهم بكتاب الله، و سنة رسوله، فقال: يا بني أتسير فيهم بسيرة عمر بن الخطاب، الذي مصر الأمصار، و فتح الديار، و جند الأجناد، و فرض الفروض، و دون الدواوين وجبي الفي ء، و جاهد في سبيل الله، حتي مضي و الناس عنه راضون؟ فقال يزيد: لا أدري ما صنع عمر و لكن آخذ الناس بكتاب الله و السنة، فقال معاوية: يا بني أفتسير فيهم بسيرة ابن عمك عثمان بن عفان، الذي أكلها في حياته، و ورثها بعد مماته، و استعمل أقاربه، فقال يزيد: قد أخبرتك يا أميرالمؤمنين أن الكتاب بيني و بين هذه الأمة به آخذهم و عليه أقتلهم؛ قال: فتنفس معاوية الصعداء، و قال: اني من أجلك آثرت الدنيا علي الآخرة، و دفعت حق علي بن أبي طالب، و حملت الوزر علي ظهري، و اني لخائف أنك لا تقبل وصيتي. فتقتل خيار قومك، ثم تغزو حرم ربك، فتقتلهم بغير حق، ثم يأتي الموت بغتة، فلا دنيا أصبت، و لا آخرة أدركت، يا بني، اني جعلت هذا الملك مطعما لك و لولدك من بعدك. و اني موصيك بوصية، فاقبلها، فانك تحمد عاقبتها، و انك بحمد الله صارم حازم؛ انظر أن تثب علي أعدائك كوثوب الهزبر البطل؛ و لا تجبن كجبن الضعيف النكل؛ فاني قد كفيتك الحل و الترحال؛ و جوامع الكلم و المنطق؛ و نهاية البلاغة، و رفع المؤنة، و سهولة الحفظ؛ و لقد وطأت لك يا بني البلاد، و ذللت لك رقاب العرب الصعاب؛ و أقمت لك المنار؛ و سهلت لك السبل، و جمعت لك اللجين و العقيان، فعليك يا


بني من الأمور بما قرب مأخذه، و سهل مطلبه؛ و ذر عنك ما اعتاص عليك؛ و اعلم يا بني أن سياسة الخلافة لا تتم الا بثلاث: بقلب واسع؛ و كف بسيط؛ و خلق رحيب، و ثلاث أخر: علم ظاهر؛ و خلق طاهر؛ و وجه طلق؛ ثم تردف ذلك بعشر آخر: بالصبر؛ و الأناة، و التؤدد؛ و الوقار؛ و السكينة؛ و الرزانة؛ و المروءة الظاهرة، و الشجاعة، و الشجاعة، و السخاء و الاحتمال للرعية بما تحب و تكره، و لقد علمت يا بني أني قد كنت في أمر الخلافة جائعا شبعان، بشما شهوان، أصبح عليها جزعا، و أمسي هلعا، حتي أعطاني الناس ثمرة قلوبهم، و بادروا الي طاعتي، فادخل يا بني من هذه الدنيا في حلالها، و اخرج من حرامها، و أنصف الرعية، و اقسم فيهم بالسوية، و اعلم يا بني أني أخاف عليك من هذه الأمة أربعة نفر من قريش؛ عبدالرحمان بن أبي بكر، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و شيبه أبيه الحسين بن علي، فأما عبدالرحمان بن أبي بكر فانه اذا صنع أصحابه صنع مثلهم، و هو رجل همته النساء، و لذة الدنيا، فذره يا بني و ما يريد، و لا تأخذ عليه شيئا من أمره فقد علمت ما لأبيه من الفضل علي هذه الأمة، و قد يحفظ الولد في أبيه، و أما عبدالله بن عمر، فانه رجل لأبيه من الفضل علي هذه الأمة، و قد يحفظ الولد في أبيه، و أما عبدالله بن عمر، فانه رجل صدق وحش من الناس، قد أنس بالعبادة، و خلا بالوحدة فترك الدنيا، و تخلي منها، فهو لا يأخذ منها شيئا، و انما تجارته من الدنيا كتجارة أبيه عمر بن الخطاب، فأقرأ عليه يا بني منك السلام، و ابعث اليه بعطاياه موفرة مهنأة. و أما عبدالله بن الزبير فما أخوفني منه عنتا، فانه صاحب خلل في القول، و زلل في الرأي، و ضعف في النظر، مفرط في الأمور، مقصر عن الحق، و انه ليجثو لك كما يجثو الأسد في عرينه، و يراوغك روغان الثعلب، فاذا أمكنته منك فرصة لعب بك كيف شاء، فكن له يا بني كذلك، و احذه كحذو النعل بالنعل، الا أن يدخل لك في الصلح و البيعة، فأمسك عنه و احقن دمه، و اقمه علي ما يريد، و أما الحسين بن علي، فأوه أوه يا يزيد، ماذا أقول لك فيه فاحذر أن تتعرض له الا بسبيل خير، و امدد له حبلا طويلا، و ذره يذهب في الأرض كيف يشاء، و لا تؤذه و لكن أرعد له و أبرق، و اياك و المكاشفة له في محاربة بسيف أو منازعة بطعن رمح بل أعطه و قربه و بجله، فان جاء اليك أحد من أهل بيته فوسع عليهم، و أرضهم، فانهم أهل بيت لا يسعهم الا الرضا، و المنزلة الرفيعة، و اياك يا بني أن تلقي الله بدمه فتكون من الهالكين، فقد


حدثني ابن عباس. فقال: حضرت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عند وفاته، و هو يجود بنفسه، و قد ضم الحسين الي صدره، و هو يقول هذا من أطائب أرومتي، و أبرار عترتي، و خيار ذريتي، لا بارك الله فيمن لم يحفظه من بعدي، قال ابن عباس: ثم أغمي علي رسول الله ساعة، ثم أفاق. فقال: يا حسين! ان لي و لقاتلك يوم القيامة مقاما بين يدي ربي، و خصومة، و قد طابت نفسي، اذ جعلني الله خصما لمن قاتلك يوم القيامة. يا بني فهذا حديث ابن عباس و أنا أحدثك عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أنه قال: أتاني يوما حبيبي جبرئيل فقال: يا محمد، ان أمتك تقتل ابنك حسينا، و قاتله لعين هذه الأمة، و لقد لعن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قاتل حسين مرارا، فانظر يا بني، ثم انظر أن تتعرض له بأذي، فانه مزاج ماء رسول الله، و حقه و الله يا بني عظيم، و قد رأيتني كيف كنت أحتمله في حياتي، و أضع له رقبتي، و هو يجبهني بالكلام القبيح الذي يوجع قلبي، فلا أجيبه و لا أقدر له علي حيله، لأنه بقية أهل الله بأرضه في يومه هذا، و قد أعذر من أنذر، ثم أقبل معاوية علي الضحاك بن قيس الفهري، و مسلم ابن عقبة المري، و هما من أعظم قواده و هما اللذان كانا يأخذان البيعة ليزيد، فقال لهما: أشهدا علي مقالتي هذه فوالله لو فعل بي الحسين و فعل، لا حتملته، و لم يكن الله تعالي يسألني عن دمه، أفهمت عني يا بني ما أوصيتك به؟ قال: قد فهمت يا أميرالمؤمنين، ثم قال معاوية: و انظر الي أهل الحجاز، فانهم أصلك و فرعك، فأكرم من قدم عليك منهم، و من غاب عنك فلا تجفهم و لا تعقهم، و انظر الي أهل العراق، فانهم لا يحبونك أبدا، و لا ينصحونك، و لكن دارهم ما أمكنك و استطعت، و ان سألوك أن تعزل عنهم في كل يوم عاملا فافعل، فان عزل عامل واحد هو أيسر عليك و أخف من أن يشهروا عليك مائة ألف سيف، و أنظر يا بني أهل الشام، فانهم بطانتك، و ظهارتك و قد بلوتهم، و خبرتهم، و عرفت نياتهم و هم صبر عند اللقاء، حماة في الوغا، فان رابك أمر من عدو يخرج عليك فانتصر بهم، فاذا أصبت منهم حاجتك فارددهم الي بلادهم يكونوا بها الي وقت حاجتك اليهم. قال: ثم تنفس الصعداء ثم غشي عليه فلم يفق من غشيته يومه ذلك، فلما أفاق، قال: أوه (جاء الحق و زهق الباطل) ثم جعل يقول:



ان تناقش يكن نقاشك يا رب

عذابا لا صبر لي بالعذاب



أو تجاوز فأنت رب رحيم

عن مسي ء ذنوبه كالتراب




ثم التفت الي أهل بيته و قرابته و بني عمه، فقال: اتقوا الله حق تقاته فان تقوي الله جنة حصينة، و ويل لمن لم يتق الله من عذابه، و أليم عقابه، ثم قال: اعلموا أني كنت بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم، و هو يقلم أظفاره، فأخذت القلامة، و أخذت بمشقص من شعره علي الصفاه؛ و جعلتها في قارورة هي عندي، فاجعلوا أظفاره و شعره في فمي، و أذني، و صلوا علي، و واروني في حفرتي، و ذروني و ربي، فانه غفور رحيم؛ ثم انقطع كلامه فلم ينطق بشي ء [99] الخوارزمي، مقتل الحسين، 177 - 174 / 1

فلما قربت وفاة معاوية، قال لابنه يزيد: لا ينازعك في هذا الأمر، الا أربعة: الحسين ابن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و عبدالرحمان بن أبي بكر، فأما ابن عمر فانه زاهد، و يبايعك اذا لم يبق أحد غيره، و أما ابن أبي بكر فانه مولع بالنساء و اللهو، و أما ابن الزبير فانه يراوغك روغان الثعلب، و يجثم [100] عليك جثوم الأسد، [101] فان قدرت عليه فقطعه اربا اربا، و أما الحسين فان أهل العراق لن يدعوه حتي يخرجوه، فان قدرت عليه فاصفح عنه، فان له رحما ماسة، و حقا عظيما.

ابن شهر آشوب، المناقب، 88 - 87 / 4

[أحداث سنة 60 ه] فلم يمض غير قليل حتي ابتدأ به مرضه، فلما مرض المرض الذي مات فيه، دعا ابنه يزيد، فقال: يا بني، اني قد كفيتك الشد و الترحال، و وطأت لك الأمور، و ذللت لك الأعداء، و أخضعت لك رقاب العرب، و جمعت لك ما لم يجمعه أحد، فانظر أهل الحجاز فانهم أصلك، و أكرم [102] من قدم عليك منهم، و تعاهد من غاب، و انظر أهل العراق، فان سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا، فافعل، فان عزل عامل أيسر من أن يشهر عليك مائة ألف سيف، و انظر أهل الشام، فليكونوا بطانتك و عيبتك [103] ، فان رابك من عدوك شي ء، فانتصر بهم، فاذا أصبتهم فاردد أهل الشام الي بلادهم، فانهم ان أقاموا


بغير بلادهم [104] تغيرت أخلاقهم، و اني لست أخاف عليك أن ينازعك في هذا الأمر الا أربعة نفر من قريش: الحسين بن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و عبدالرحمان بن أبي بكر. فأما ابن عمر، [105] فانه رجل [106] قد وقذته العبادة فاذا لم يبق أحد غيره بايعك، و أما الحسين [107] بن علي، فهو [108] رجل خفيف و لن يتركه أهل العراق حتي يخرجوه، فان خرج و ظفرت به، فاصفح عنه، فان له رحما ماسة، و حقا عظيما، و قرابة من محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و ما ابن أبي بكر، فان رأي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثله، ليس [109] له همة الا في النساء و اللهو، و أما الذي يجثم لك جثوم الأسد، و يراوغك مراوغة الثعلب، فان أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير، فان هو فعلها بك، فظفرت به، فقطعه اربا اربا، و احقن دماء قومك ما استطعت؛ هكذا في هذه الرواية ذكر عبدالرحمان بن أبي بكر، [110] و ليس بصحيح، فان عبدالرحمان بن أبي بكر كان قد [111] مات قبل معاوية. و قيل: ان يزيد كان غائبا في مرض أبيه و موته، و أن معاوية أحضر الضحاك بن قيس و مسلم بن عقبة المري فأمرهما أن يؤديا عنه هذه الرسالة الي يزيد ابنه. [112] و هو الصحيح [113] . [114]

ابن الأثير، الكامل، 260 - 259 / 3 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 66 - 65؛ مثله النويري، نهاية الارب، 366 - 365 / 20

و كان معاوية قد قال ليزيد لما أوصاه: اني قد كفيتك الحل و الترحال، و وطأت لك البلاد و الرجال، و أخضعت لك أعناق العرب؛ و اني لا أتخوف عليك أن ينازعك هذا الأمر الذي أسست لك الا أربعة نفر من قريش، الحسين بن علي، و عبدالله بن الزبير، و عبدالله ابن عمر، و عبدالرحمان بن أبي بكر، فأما ابن عمر، فرجل قد وقذته العبادة و اذا لم يبق أحد غيره بايعك، و أما الحسين، فان أهل العراق لن يدعوه حتي يخرجوه، فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه، فان له رحما ماسة، و حقا عظيما، و أما ابن أبي بكر، فانه ليست له همة الا في النساء و اللهو، فاذا رأي أصحابه قد صنعوا شيئا صنع مثله. و أما


الذي يجثم لك جثوم الأسد، و يطرق أطراق الأفعوان، و يراوغك مراوغة الثعلب، فذاك ابن الزبير، فان وثب عليك و أمكنتك الفرصة منه، فقطعه اربا اربا.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 135 - 134

قالوا: لما مرض معاوية رضي الله عنه مرضه الذي مات فيه دعي ابنه يزيد، فقال له: يا بني، اني قد كفيتك الشد و الترحال، و وطأت لك الأمور، و ذللت لك الأعداء، و أخضعت لك رقاب العرب، و جمعت لك ما لم يجمعه أحد، فانظر أهل الحجاز، فانهم أصلك فأكرم من قدم عليك منهم و تعهد من غاب، و انظر أهل العراق فان سألوك أن تعزل كل يوم عاملا، فافعل، فان عزل عامل أيسر من أن يشهر مائة سيف، و انظر أهل الشام و ليكونوا بطانتك فان رابك من عدوك شي ء، فانتصر بهم، فاذا أصبتهم فاردد أهل الشام الي بلادهم فانهم ان أقاموا بها تغيرت أخلاقهم، و اني لست أخاف عليك أن ينازعك في هذا الأمر الا أربعة من قريش: الحسين بن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالله ابن الزبير، و عبدالرحمان بن أبي بكر رضي الله عنهما، فأما ابن عمر، فرجل قد وقذته العبادة و اذا لم يبق أحد غيره بايعك، و أما الحسين بن علي، فهو رجل خفيف و لن يتركه أهل العراق حتي يخرجوه، فان خرج و ظفرت به، فاصفح عنه، فان له رحما ماسة، و حقا عظيما، و قرابة من محمد صلوات الله عليه و سلامه، و أما ابن أبي بكر، فان رأي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثله، ليست له همة الا في النساء و اللهو، و أما الذي يجثم لك ثوم الأسد، و يراوغك مراوغة الثعلب، فان أمكنته فرصة وثب. فذاك ابن الزبير، فان هو وثب عليك، فظفرت به فقطعه اربا اربا، و احقن دماء قومك ما استطعت.

و في هذه الوصية دليل علي ما سبق من وفور رغبته في تدبير الملك و شدة كلفه بالرئاسة. [115] .

ابن طقطقي، كتاب الفخري، / 103 - 102


[أحداث سنة 60 ه] قال: فأفاق معاوية، و قال: يا بني، اني صحبت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فخرج لحاجته، فاتبعته باداوة [116] ، فكساني أحد ثوبيه الذي يلي جلده، فخبأته لهذا اليوم، و أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليه الصلاة و السلام من أظافره، و شعره ذات يوم، فأخذته و خبأته لهذا اليوم، فاذا أنا مت، فاجعل ذلك القميص دون كفني مما يلي جلدي، و خذ ذلك الشعر و الأظافر، فاجلعه في فمي و علي عيني و مواضع السجود مني، فان نفع شي ء، فذاك، و الا فان الله غفور رحيم.

و هذه الرواية تدل علي أن يزيد أدركه قبل وفاته، و قد قيل: انه أوصي بها غير يزيد، و الله أعلم. النويري، نهاية الارب، 369 / 20


الواقدي، حدثنا ابن أبي سيرة، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلي، قال: قال معاوية ليزيد و هو يوصيه: اتق الله، فقد وطأت لك الأمر، و وليت من ذلك ما وليت، فان يك خيرا، فأنا أسعد به، و ان كان غير ذلك، شقيت به، فارفق بالناس، و اياك وجبه أهل الشرف و التكبر عليهم. في كلام طويل أورده ابن سعد. و روي يحيي بن معين عن عباس ابن الوليد النرسي - و هو من أقرانه - عن رجل، أن معاوية قال ليزيد: ان أخوف ما أخاف شيئا عملته في أمرك، و ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قلم يوما أظفاره و أخذ من شعره فجمعت ذلك، فاذا مت فاحش به فمي و أنفي. و روي عبدالأعلي بن ميمون بن مهران عن أبيه: أن معاوية قال في مرضه: كنت أوضي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوما، فنزع قميصه و كسانيه، فرقعته و خبأت قلامة أظفاره في قارورة، فاذا مت، فاجعلوا القميص علي جلدي، و استحقوا تلك القلامة و اجعلوها في عيني، فعسي [117] الله أن يرحمني ببركتها. [118] .


الذهبي، تاريخ الاسلام، 323 / 2

فدعا ابنه يزيد، و قال: يا بني اني قد كفيتك الرحلة و الترحال، و وطأت لك الأمور، و أخضعت لك رقاب العرب، و جمعت لك ما لم يجمعه أحد، و اني لا أخاف عليك أن ينازعك هذا الأمر الذي انتسب لك الا أربعة نفر من قريش، الحسين بن علي، و عبدالله ابن عمر، و عبدالله بن الزبير، و عبدالرحمان بن أبي بكر، فأما ابن عمر، فرجل قد وقذته العبادة و اذا لم يبق غيره بايعك، و أما الحسين، فان أهل العراق لم يدعوه حتي يخرجوه، فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه، فان له رحما ماسة [119] ، و حقا عظيما، و أما ابن أبي بكر، فان رأي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثله، و ليس له همة الا في النساء، و أما الذي يجثم لك جثوم الأسد و يراوغك روغان الثعلب، و اذا أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير، فان هو فعلها بك و قدرت عليه فقطعه اربا اربا. هذا حديث الطبري عن هشام [120] و له عن هشام [121] من طريق آخر، قال لما حضرت وفاة معاوية سنة ستين كان يزيد غائبا، فدعا بالضحاك ين قيس الفهري، و كان صاحب شرطته و مسلم بن عقبة المري [122] ، فقال: أبلغا يزيد وصيتي، انظر أهل الحجاز، فانهم أهلك فأكرم من قدم اليك منهم، و تعاهد من غاب، و انظر أهل العراق فان سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا، فافعل، فان عزل عامل أخف من أن يشهر عليك مائة ألف سيف، و انظر أهل الشام فليكونوا بطانتك و عيبتك، و ان رابك شي ء من عدوهم فانتصر بهم، فاذا أصبتم فاردد أهل الشام الي بلادهم، فانهم ان قاموا بغير بلادهم تغيرت أخلاقهم، و لست أخاف عليك من


قريش الا ثلاثا. و لم يذكر في هذا الطريق عبدالرحمان بن أبي بكر، و قال في ابن عمر: قد وقذه الدين فليس ملتمسا شيئا قبلك، و قال في الحسين: و لو أني صاحبه عفوت عنه، و أنا أرجو أن يكفيك الله بمن قتل أباه، و خذل أخاه، و قال في ابن الزبير: اذا شخص اليك فألبد له، الا أن يلتمس منك صلحا، فاقبل، و احقن دماء قومك ما استطعت. [123] .


ابن خلدون، التاريخ، 19 - 18 / 3

الي أن دنا من معاوية الموت، أوصي الي ابنه يزيد، و كان غائبا، و كتب له كتابا، يذكر فيه: اعلم يا بني، اني قد و طأت لك البلاد، و ذللت لك الرقاب الشداد، و لست أخشي عليك الا من أربعة أنفر، فانهم لا يبايعونك علي هذا الأمر. و ذكر منهم الحسين، و دفع الكتاب الي الضحاك بن قيس، و أمره أن يوصله الي يزيد عند قدومه من غيبته.

الطريحي، المنتخب، 418 / 2


و روي الكليني في حديث: أن معاوية لما حضرته الوفاة مرض مرضا شديدا، و كان يزيد (لعنه الله) غائبا عنه، و ذكر أنه كان واليا علي حمص، فدعا بدواة و بياض، و كتب اليه كتابا يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فان الله تعالي خلق كل شي ء لميقات يوم معلوم، و أجل محتوم، و لو خلد في هذه الدنيا أحد لكان سيد الأولين و الآخرين محمد بن عبدالله صلي الله عليه و آله و سلم أولي بالبقاء، يا بني أوصيك بوصية فأنت بخير مادمت علي حفظها، أوصيك بأهل الشام، فانهم منك و أنت منهم، فمن قدم عليك منهم فأكرمه، و من غاب فاطلع علي خبره، فاذا دهمك عدو فسر بهم، فاذا ظفرت فردهم الي بلدهم، فاذا أقاموا في غير أوطانهم تخلقوا بغير أخلاقهم، و من قدم عليك من الحجاز فاستوص به خيرا، و انظر يا بني الي أهل العراق في أمورهم، فان سألوك أن تعزل عنهم في كل يوم عاملا فاعمل، فان ذلك أهون من شق العصا علي السلطان، و اعلم يا بني أني قد وطأت لك البلاد و ذللت لك العباد، و لست أخشي عليك الا من أربعة رجال، فانهم لا يبايعونك و ينازعونك في هذا الأمر، أولهم: عبدالرحمان بن أبي بكر، فانه صاحب دنيا، فمده بدنياه، ودعه و ما يريد، فانه يصير لا لك و لا عليك، و الثاني: عبدالله بن عمر رضي الله عنه، فانه صاحب قرآن و محراب، و قد تخلي عن الدنيا، و رغب في الآخرة، و لا أظن ينازعك في هذا الأمر و لا يريده، و الثالث: عبدالله بن الزبير، سيراوغك مرواغة الثعلب، و يجثو لك جثوة الأسد، فان حاربك فحاربه، و ان سالمك فسالمه، و ان أشار عليك فاقبل منه مشورته، و الرابع: الحسين بن علي عليه السلام فان الناس تدعوه حتي يخرج عليك، فان ظفرت به فاحفظ قرابته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و اعلم يا بني أن أباه خير من أبيك، و جده خير من جدك، و أمه خير من أمك، و للمرء ما بقلبك، و هذه وصيتي اليك و السلام.

و طوي الكتاب و سلمة للضحاك بن قيس الفهري و أمره أن يسلمه الي ولده (لعنه الله). مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 8 - 7



پاورقي

[1] [في السير: «حسينا» و في تاريخ الاسلام: «حسين ابن فاطمة»].

[2] [في السير: «حسينا» و في تاريخ الاسلام: «حسين ابن فاطمة»].

[3] [لم يرد في السير و تاريخ الاسلام].

[4] [لم يرد في السير و تاريخ الاسلام].

[5] [في ابن‏العديم:«فاني أرجو أن يکفه» و في السير: «فسيکفيک»].

[6] گويند: چون سال شصتم هجرت فرارسيد، معاويه بيمار شد. بيماريي که در آن مرد. کس به دنبال پسرش يزيد که در دمشق نبود. فرستاد و چون آمدن يزيد به تأخير افتاد، ضحاک بن قيس فهري را که سالار پاسبانان و مسلم بن عقبه را که سالار نگهبانانش بودند، خواست و به آن دو گفت: «وصيت مرا به يزيد ابلاغ کنيد و فرمان مرا درباره‏ي مردم حجاز به او ابلاغ کنيد که هر کس از ايشان را که پيش او مي‏آيد، گرامي بدارد و آنان را که غايب هستند، مورد تفقد قرار دهد که آنان اصل و ريشه‏ي اويند. درباره‏ي مردم عراق به او فرمان مي‏دهم که با آنان دوستي و مهرباني کند و از لغزشهاي آنان درگذرد. درباره‏ي مردم شام فرمان مي‏دهم که آنان را همچون دو چشم خود و از خواص خويش قرار دهد و ايشان را براي مدتي طولاني بيرون از شام نبرد که مبادا به عادتهاي ديگران خو بگيرند. و به اطلاع او برسانيد که من بر او جز از چهار مرد بيم ندارم و آنان حسين بن علي عليهماالسلام و عبدالله بن عمر و عبدالرحمان بن ابوبکر و عبدالله زبيرند. اما حسين بن علي عليهماالسلام! خيال مي‏کنم مردم عراق او را رها نکنند و وادار به خروج کنند. اگر چنين کرد بر او پيروز شدي، از او درگذر؛ اما عبدالله بن عمر مردي است که عبادت او را به خود مشغول داشته و خواهان حکومت نيست؛ مگر آنکه بدون هيچ زحمتي براي او پيش آيد. عبدالرحمان بن ابوبکر را نه چنان شخصيتي است و نه در نظر مردم آن مقام را دارد که به فکر حکومت باشد و براي آن چاره جويي کند؛ مگر اينکه بدون هيچ زحمتي براي او فراهم شود؟ اما آن کس که چون شير در کمين تو است و چون روباه تو را فريب مي‏دهد و چون فرصتي پيدا کند به تو حمله خواهد کرد، همانا عبدالله بن زبير است. اگر چنان کرد و بر او پيروز شدي، او را پاره پاره کن! مگر اينکه پيشنهاد صلح دهد که در آن صورت، از او بپذير. خون قوم خود را با کوشش خود حفظ کن و ستيزه جويي ايشان را با بخششهاي خود برطرف ساز و با حلم و بردباري خود، ايشان را بپوشان.»

دراين هنگام يزيد آمد و معاويه اين وصيت را بارديگر خودش به او گفت و درگذشت.

دامغاني، ترجمة اخبار الطوال، / 274 - 273.

[7] س: «عليه».

[8] [في المنتظم و الرد علي المتعصب العنيد: «فقال (له)»].

[9] س: «مرضه الذي».

[10] [في المنتظم و الرد علي المتعصب العنيد:.

[11] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[12] س: «الرجال».

[13] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[14] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[15] [لم يرد في المنتظم].

[16] [لم يرد في المنتظم].

[17] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[18] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[19] [المنتظم: «أسندت»].

[20] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[21] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[22] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[23] [الرد علي المتعصب العنيد:«تابعک»].

[24] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[25] [لم يرد في الرد علي المتعصب العنيد].

[26] [في المنتظم و الرد علي المتعصب العنيد: «فان»].

[27] [في المنتظم و الرد علي المتعصب العنيد، «فان»].

[28] [الي هنا حکاه في الرد علي المتعصب العنيد، / 33].

[29] [المنتظم: «و ما اشتد مرض معاوية»].

[30] [المنتظم: «و لما اشتد مرض معاوية»].

[31] [المنتظم: «رابک»].

[32] [الي هنا حکاه في المنتظم].

[33] و همين که بيمار شد، با يزيد درباره‏ي آن چند کس که با وي بيعت نکرده بودند، سفارش کرد و سفارش وي چنان بود که در روايت عبدالملک آمده که وقتي معاويه را بيماري مرگ دررسيد، يزيد پسر خويش را پيش خواند و گفت: «پسرکم! سفر و رفت و آمد را از پيش تو برداشتم و کارها را هموار کردم و دشمنان را زبون کردم و عربان را به اطاعت تو آوردم و همه را بر تو فراهم کردم و درباره‏ي اين کار که بر تو استوار شده، بيمناک نيستم؛ مگر از چهار کس از قريش: حسين بن علي و عبدالله بن عمر و عبدالله بن زبير و عبدالرحمان بن ابي‏بکر. عبدالله بن عمر مردي است که عبادت او را از پاي درآورده و اگر کسي جز او نماند، با تو بيعت مي‏کند. اما حسين بن علي را مردم عراق رها نمي‏کنند تا به قيام وادارش کنند. اگر بر ضد تو قيام کرد و بر او ظفر يافتي، گذشت کن که خويشاوندي نزديک دارد و حق بزرگ. اما عبدالرحمان بن ابي‏بکر کسي است که وقتي ببيند يارانش کاري کرده‏اند، او نيز چنان مي‏کند و همه‏ي دلبستگي او زن است و سرگرمي. کسي که چون شير آماده‏ي جستن است و چون روباه مکاري مي‏کند و اگر فرصت به دست آرد، جستن مي‏کند، ابن‏زبير است. اگر چنين کرد و به او دست يافتي، پاره پاره‏اش کن.»

عوانه گويد: از روايت ديگر شنيده‏ايم که وقتي مرگ معاويه دررسيد، و اين به سال شصتم بود، يزيد حضور نداشت. ضحاک بن قيس فهري را پيش خواند که سالار نگهبانان وي بود با مسلم بن عقبه‏ي مري و به آنها وصيت کرد و گفت: «وصيت مرا به يزيد برسانيد و گوييد مردم حجاز را بنگر که ريشه تواند. هر کس از آنها که پيش تو آيد، حرمتش بدار و هر که نيايد، رعايتش کن. مردم عراق را بنگر و اگر از تو خواستند که هر روز عاملشان را معزول، کني بکن که به نظر من معزول کردن يک عامل از آن بهتر که يکصد هزار شمشير بر ضد تو از نيام در آيد. مردم شام را بنگر که خاصان و نزديکان تو باشند. اگر از دشمن حادثه‏اي افتاد، از آنها ياري بجوي و چون دشمن را از پيش برداشتي، مردم شام را به ديار خودشان بازبر که اگر در دياري جز ديار خودشان اقامت گيرند. خويهاي ديگر گيرند. از قرشيان بيم ندارم مگر از سه کس: حسين بن علي، عبدالله بن عمر و عبدالله بن زبير. ابن‏عمر مردي است که کار دين وي را از پاي درآورده، حسين بن علي مردي است کم خطر و اميدوارم خدا او را به وسيله‏ي کساني که پدرش را کشتند و برادرش را بي‏کس گذاشتند، از پيش بردارد. نسبت بزرگ دارد و حق بزرگ و قرابت محمد صلي الله عليه و آله و سلم را چنان مي‏بينم که مردم عراق او را به قيام وامي‏دارند. اگر به او دست يافتي، گذشت کن که اگر من باشم، گذشت مي‏کنم. ابن‏زبير مکار است و کينه‏توز. اگر سوي تو آمد، به او حمله بر! مگر آن که از تو صلح خواهد. هر چه تواني، خونهاي قوم خويش را محفوظ دار.»

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 2889 - 2887 / 7.

[34] زدي في د: و.

[35] في د: فيهم سيرة.

[36] ليس في د.

[37] ليس في د.

[38] وقع في النسخ فمن جاء به فأهلا - کذا مصحفا، و التصحيح من الترجمة الفارسية.

[39] وقع في النسخ فمن جاء به فأهلا - کذا مصحفا، و التصحيح من الترجمة الفارسية.

[40] ليس في د.

[41] ليس في د.

[42] زيد في د: و أردت.

[43] ليس في د.

[44] ليس في د.

[45] في النسخ: و انک.

[46] في النسخ: فيقتل.

[47] من د، و في الأصل: يعدو - کذا، و في بر بلا نقط.

[48] في الأصل: بحيث، و في د و بر: تحبب.

[49] في النسخ: حازم صارم.

[50] في النسخ: حازم صارم.

[51] في النسخ: تأتيک.

[52] من د و بر، و في الأصل بغير نقط.

[53] في النسخ: ان تثبت، و في د: ان تثب.

[54] في الطبري: الرحلة [و في ط بيروت: «الحلل»].

[55] في د: القيعان.

[56] سقط من د.

[57] سقط من د من هنا الي «فيئهم».

[58] من بر، في الأصل: فادخلي.

[59] في د: أما.

[60] من د و بر، و في الأصل: ولده.

[61] من د و بر، و في الأصل: ولده.

[62] [عن ط بيروت و في ط العثمانية:«سيحثو لک، کما يحثو»].

[63] [في الأصل: «أمکنه»].

[64] من د و بر، و في الأصل: و سوه - کذا بلا نقط، و سقط من د.

[65] في النسخ: و لا توده.

[66] من بر، و في الأصل و د: السيف.

[67] ليس ف د.

[68] ليس في د.

[69] من بر، و في الأصل و بر: بذمه.

[70] ليس في د.

[71] ليس في د.

[72] من د و بر، و في الأصل: أطابت.

[73] من د و بر، و في الأصل: ذمه.

[74] زيد في د: افقد.

[75] في د: أمنک.

[76] في د: فلهم.

[77] في د: فاذا رأوبک أمرا.

[78] في د: فاذا رأوبک أمرا.

[79] في د: فينصروک.

[80] في د: فينصروک.

[81] في د: ليکونوا.

[82] سورة 17 و آية 81.

[83] من د، و في الأصل و بر: لم يتقي.

[84] في د: و آله.

[85] في د: و آله.

[86] في النسخ: فجعلته.

[87] من د و في الأصل و بر: فهو.

[88] من د و بر، و في الأصل: فغسلتموني.

[89] من د و بر.

[90] في د: و اجعلوها.

[91] في د: و لم ينطق بعدها.

[92] في د: و لم ينطق بعدها.

[93] وقذة: غلبة.

[94] الضمير في «قتل» و «خذل». يعود الي لفظ الجلالة.

[95] الخب: ضد الغر، و هو الخداع. و الضب: المراوغ.

[96] وقذه الورع، أي أسکنه و أثخنه و بلغ مبلغا يمنعه من انتهاک ما لا يحل و لا يجمل. و في بعض الأصول: «قرقره»، تحريف.

[97] امام چهارم فرمود: چون مرگ معاويه دررسيد و پسرش يزيد را طلبيد و برابر خود نشانيد، گفت: پسرم! من گردنکشان را برايت رام کردم و کشورها را برايت آماده نمودم. سلطنت را بکام تو انداختم و از سه کس که با همه‏ي توان خود با تو مخالفت کنند، بر تو نگرانم که عبدالله بن عمر بن خطاب و عبداللهب ن زبير و حسين بن علي عليه‏السلام باشند. عبدالله بن عمر از دل با تو است. به او بچسب و دست از او برمدار. عبدالله بن زبير را اگر به چنگ آوردي، تکه تکه کن که چون شير بر تو بجهد و چون روباه از تو پنهان گردد؛ و اما حسين بن علي را داني چه نسبتي با رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم دارد و از گوشت و خون وي باشد! من مي‏دانم که مردم عراق او را بر تو بشورانند و دست از او بدارند و ضايعش کنند. اگر به او دست يافتي، حق او را بشناس و مقام او را نسبت به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم رعايت کن و مؤاخذه‏اش مکن. با اينکه ما با او همدم و خويش هستيم، مبادا به او بدي کني و از تو بدي بيند. کمره‏اي، ترجمه‏ي امالي، / 151 - 150.

[98] في مط: وفدته. و قذ فلانا يقذه و قذا: ضربه حتي استرخي، و أشرف علي الموت.

[99] هذا الخبر يناقض ما بعده من کون يزيد بحوران.

[100] [في المطبوع: «يجسم»].

[101] رواغة: صادعه و خادعه. و جثم الحيوان: تلبد بالأرض. لزم مکانه و لم يبرح.

[102] [نهاية الارب: «فأکرم»].

[103] عيبتک: موضع سرک.

[104] [نهاية الارب: «بغيرها»].

[105] [نهاية الارب: «فرجل»].

[106] [نهاية الارب: «فرجل»].

[107] [نهاية الارب: «فانه»].

[108] [نهاية الارب: «فانه»].

[109] [نهاية الارب: «ليست»].

[110] [نهاية الارب: «و الصحيح أنه»].

[111] [نهاية الارب: «و الصحيح أنه»].

[112] [نهاية الارب: «و صححه ابن‏الأثير»].

[113] [نهاية الارب: «و صححه ابن‏الأثير»].

[114] اندک مدتي گذشت که او بيمار شد. چون مرض مرگ او رسيد، فرزند خود را (يزيد) نزد خود خواند و گفت: «اي پسر من! من تو را از مسافرت و راهنوردي بي‏نياز کرده‏ام. من تمام کارها را براي تو آماده و راه را هموار نموده‏ام. سختيها را آسان و دشواريها را خوار کردم. دشمنان را ذليل و مطيع نمودم. سرهاي عرب را فرود آوردم و آنها را نزد تو خم کردم. من همه چيز را براي تو فراهم و جمع کردم که تاکنون براي کسي جمع و ميسر نشده بود. تو به اهل حجاز نگاه کن که آنها اصل و اهل تو هستند. هر که از آنها بر تو وارد شود، گرامي بدار و هر که از تو دور بماند، به کار او رسيدگي کن (او را خرسند و خشنود کن)! به اهل عراق هم توجه کن. اگر آنها هر روز تغيير و تبديل والي را بخواهند، تو به ميل آنها رفتار کن و هر روز يکي را عزل و ديگري را نصب کن؛ زيرا عزل يک والي بهتر و آسانتر است از کشيدن صد هزار شمشير. به اهل شام هم توجه کن. آنها پشتيبان تو هستند. آنها ترکش يا انبان يا زنبيل تو هستند (عيبه زنبيل است). هرگاه دشمنان تو سر بلند کنند و تو را نگران نمايند، از اهل شام ياري بخواه. اگر دشمن را دچار کردند، باز اهل شام را به محل خود برگردان؛ زيرا اگر در بلاد ديگر اقامت کنند، اخلاق آنها تغيير خواهد کرد. من از اهل شام بر تو بيمي ندارم؛ زيرا آنها تا در محل خود باقي باشند، هرگز با تو مخالفت و ستيز نخواهند کرد.

من فقط از چهار شخص از قريش مي‏ترسم که با تو مخالفت کنند و اين کار (خلافت) را براي خود بخواهند و آنها حسين بن علي و عبدالله بن عمر و عبدالله بن زبير و عبدالرحمن بن ابي‏بکر مي‏باشند؛ اما فرزند عمر که او عبادت و پارسايي را پيشه خود نموده و اگر تمام مردم با تو بيعت کنند، او بعد از همه و آخرين کسي خواهد بود که با تو بيعت کند. اما حسين بن علي که او مردي چابک [است] و اهل عراق هم او را ترک نخواهند کرد تا او را به قيام و خروج (ضد تو) وادار کنند. اگر او قيام کرد و تو بر او غالب شدي، از او گذشت و اغماض کن؛ زيرا او خويش است و داراي يک حق بزرگ مي‏باشد. علاوه بر اين، او خويش پيغمبر است (زاده پيغمبر). اما فرزند ابوبکر که او اگر ديد رفقاي او (سه مرد ديگر) کاري کردند، او هم مانند آنها سرگرم همان کار مي‏شود و او هيچ مرامي جز خوشگذراني و لهو و زن بازي ندارد؛ اما کسي که مانند شير براي تو کمين خواهد نشست و مانند روباه به حيله مي‏پردازد و منتظر فرصت مي‏شود که هر وقت بتواند قيام خواهد کرد، او فرزند زبير است. اگر او اين کار را کرد (قيام و مخالفت) و تو بر او غالب و پيروز شدي و او را دستگير کردي، او را پاره پاره کن؛ ولي تا مي‏تواني خون قوم خود را مريز و از شورش بپرهيز».

در روايت عبدالرحمان بن ابي‏بکر با چنين صفتي آمده، ولي اين صحيح نيست؛ زيرا عبدالرحمان قبل از مرگ معاويه مرده بود. و نيز گفته شده [که] يزيد در بيماري اخير پدرش حاضر نبود و معاويه هنگام مرگ ضحاک بن قيس و مسلم بن عقبه مري را نزد خود خواند و اين سخن را به آنها گفت و از آنها خواست وصيت خود را به يزيد ابلاغ کنند و بايد اين روايت اصح روايات باشد.

خليلي، ترجمه کامل، 90 - 89 / 5

**صفحه=163

[115] و چون هنگام مرگ وي فرارسيد، فرزندش يزيد را وصي خود کرده، سخناني بدو گوشزد نمود که دلالت بر خردمندي و کارداني و مردم شناسي او داشت؛ و ليکن يزيد به هيچ يک از آنها عمل نکرد. من وصيت معاويه را به جهت استواري و درستيش در اين جا نقل مي‏کنم:

چون معاويه به مرضي که در آن گذشت، مبتلا شد، فرزندش يزيد را خواسته، بدو گفت: «اي فرزند! من هر رنجي را به جاي تو کشيده‏ام. براي تو کارها را برقرار و دشمنان را خوار، و گردنکشان عرب را بي‏مقدار نموده‏ام. و چندان برايت گرد آورده‏ام که هيچ کس چنين گرد نياورده. فرزند! به مردم حجاز توجه کن که ايشان اصل و ريشه‏ي توأند. هر کس از ايشان نزد تو آمد، وي را گرامي بدار و هر کس نيامد، عهده‏دارش باش. مردم عراق را زير نظر گير! چنانچه از تو بخواهند که هر روز عامل ايشان را عزل کني، با ايشان موافقت کن که عزل عاملي آسانتر از کشيده شدن صد هزار شمشير است. به مردم شام عنايت کن که ايشان دوست دروني توأند. هرگاه دشمني سر برداشت از ايشان، ياري بجوي و چون کار دشمنت را ساختي، اهل شام را به وطنشان برگردان؛ زيرا اگر شاميان در سرزمين ديگر زيست کنند، اخلاقشان تغيير خواهد کرد.

من از هيچ کس بيم ندارم که در کار خلافت با تو نزاع کند، جز از چهار نفر از قريش و آنها عبارتند از: حسين بن علي عليه‏السلام، عبدالله بن عمر،و عبدالله بن زبير، و عبدالرحمان بن ابي‏بکر.

اما عبدالله بن عمر مردي است که عبادت وي را از پاي درآورده است. چنانچه کسي جز او باقي نماند، با تو بيعت خواهد کرد. و امام حسين بن علي عليه‏السلام مردي است بي‏پروا. مردم عراق وي را رها نمي‏کنند تا به خروج وادارش سازند. دانسته باش که اگر حسين بن علي خروج کرد و تو بر او پيروز شدي، از وي درگذر؛ زيرا حسين با تو خويشي نزديک دارد و داراي حقي بزرگ و هم وابسته‏ي به محمد صلي الله عليه و آله و سلم است. و اما عبدالرحمان بن ابي‏بکر! اگر ببيند دوستانش کاري مي‏کنند، او نيز مي‏کند. وي هدفي جز زن و خوشگذراني ندارد. اما کسي که همچون شير در کمين نشسته است و مانند روباه با تو به مکر و فريب مي‏پردازد و اگر فرصتي دست دهد بر تو خواهد تاخت. همانا عبدالله بن زبير است. اگر روزي عبدالله بر تو شوريد و تو بر او ظفر يافتي، وي را پاره پاره کن؛ ولي تا مي‏تواني خون مردم را مريز.»

چنان که پيداست، مضمون اين وصيت حاکي از عنايت کامل معاويه، به تدبير سلطنت و عشق فراوان به رياست مي‏باشد. گلپايگاني، ترجمه‏ي تاريخ فخري، / 154 - 153.

[116] الاداوة: اناء صغير من جلد.

[117] من هنا الي قوله «ببرکتها» غير موجود في الأصل، فاستدرکته من تاريخ الأمم و الملوک.

[118] معاويه در مرض الموت، يزيد را بخواند و به او گفت: «اي پسر! زحمتها کشيدم و مملکت جهان را از براي تو صافي کردم و عرب را مسخر تو گردانيدم. اکنون وصيت مي‏کنم که اهل حجاز را که اصل تو از آن جاست، نيکو داري، هر که از ايشان پيش تو آيد، او را تعظيم و تکريم واجب داني؛ و آن که غايب باشد، چيزي فرستي و تعهد کني. و اما اهل عراق اگر عزل عاملي و ترتيب ديگري التماس کنند، خلاف ايشان نکني که عزل يک عامل آسانتر از آن باشد که صد هزار شمشير را دفع کردن، و اهل شام بطانه‏ي تواند. ايشان را يار و ناصر خود داني و دشمنان را به معاونت ايشان دفع کني؛ چون به مدد شاميان کاري برآيد، نگذاري که ايشان در بلاد غربت باشند. چه اخلاق ايشان متبدل شود و بر اخلاص و محبت معهود نمانند؛ و چهار تن از قريش ممکن است که با تو در خلافت خلاف کنند: حسين بن علي و عبدالله عمر و عبدالله بن زبير و عبدالرحمان بن ابي‏بکر. از آن جماعت، عبدالله عمر به عبادت مشغول است و مي‏دانم که چون ديگران با تو بيعت کنند، او نيز بيعت کند؛ و حسين بن علي مردي سبک است و اهل عراق هر آيينه او را نگذارند که فارغ بنشيند و بر مخالفت تو دارند. اگر چنين باشد و بر حسين ظفر يابي، بايد که او را عفو کني و خويشاوندي نزديک را که با پيغمبر دارد، تعظيم کني و با او همان شيوه ورزي که من با علي کردم. و اما عبدالرحمان بن ابي‏بکر مردي است عشرت دوست. او را به عطا و صلات مشغول داري، و عبدالله زبير را اگر خروج کند، به هر طريق که تواني به دست آر و بکش! چه او طالب فرصت باشد و اگر بيابد، تو را امان ندهد.»

و معاويه چون اين وصيت بکرد، يزيد را پيش بخواند و در گوش او بگفت: «چون من درگذرم، بايد عمرو عاص را بخواني و بگويي که پدرم وصيت کرده است که او را تو به دست خويش در لحد نهي. چه گفته است، ما هر دو اين جهان با هم بوديم؛ بدان جهان نيز به معاونت يکديگر رويم و چون از دفن فارغ شود، شمشير بکش و از او بيعت خواه! اگر قبول کرد، فهو المراد، و الا او را به شمشير، همخوابه‏ي من گردان!»، يزيد اين وصيت را رعايت کرد و با عمروعاص ماجرا بازگفت. عمرو بگريست و به وقت دفن، معاويه را به دست خويش در لحد نهاد و چون خواست از گور برآيد، شمشير کشيد و بيعت خواست. عمرو عاص گفت: «عقل تو به اين دقيقه نرسد. او تو را تعليم داده است.»

آنگاه گفت: «اتمکر و أنت في هذه الحالة». و ناچار بيعت کرد و از گور برآمد. عقلا اين لطيف را از کمال دهاء و کياست معاويه دانستند.

هندوشاه، تجارب السلف، / 63 - 62.

[119] [في المطبوع: «ما مثله» و «هاشم» و «عتبة المزني»].

[120] [في المطبوع: «ما مثله» و «هاشم» و «عتبة المزني»].

[121] [في المطبوع: «ما مثله» و «هاشم» و «عتبة المزني»].

[122] [في المطبوع: «ما مثله» و «هاشم» و «عتبة المزني»].

[123] پسرش يزيد را فراخواند و گفت: «اي فرزند! من بار تو را بستم و حرکت تو را آسان ساختم و کارها را به فرمان تو آوردم و اعراب را در برابر تو به خضوع واداشتم. و براي تو چيزي فراهم کردم که هيچ کس براي ديگري فراهم نکرده بود. من از هيچ کس که در اين فرمانروايي به خلاف تو برخيزد، بيم ندارم؛ مگر از چهار کس از قريش، حسين بن علي و عبدالله بن عمر و عبدالله بن الزبير و عبدالرحمان بن ابي‏بکر. اما عبدالله بن عمر، او را عبادت درهم کوفته است؛ چون جز او کسي باقي نماند، با تو بيعت خواهد کرد. اما حسين بن علي را مردم عراق رها نخواهند کرد تا او را وادارند که بر تو خروج کند. اگر خروج کرد و تو بر او غلبه يافتي، از او درگذر؛ زيرا در خويشاوندي به پيامبر، کس همانند او نيست و او را حقي عظيم است. اما عبدالرحمان بن ابي‏بکر. او به اصحابش مي‏نگرد. هر چه آنان کردند، او نيز چنان کند و او را جز زنان قصد و آهنگي نيست. اما آن که چون شير در کمين نشيند و چون روباه حيله کند و چون فرصتي يابد، بر تو جهد، عبدالله بن الزبير است. اگر چنين کرد و بر او ظفر يافتي، تکه تکه‏اش کن.»

اين که گفتم، روايت طبري است از هاشم.

طبري از هاشم به اسناد ديگري روايت کرده که چون در سال 60 معاويه را مرگ فرارسيد، يزيد غايب بود. او ضحاک بن قيس الفهري، رئيس شرطه‏ي خود و مسلم به عقبة المري را فراخواند و گفت: وصيت مرا به يزيد برسانيد: «در مردم حجاز بنگر! ايشان خاندان و خويشاوندان تو هستند. از آن ميان، آن کس که نزد تو آيد، گرامي دار و با آن که نيايد، نيکي کن. و در مردم عراق نظر کن. اگر از تو خواستندکه يکي از حکامشان را عزل کني، چنان کن، زيرا عزل يک حاکم آسانتر است از اين که صد هزار شمشير به جانب تو آخته آيد. اما در مردم شام نظر کن. اينان به منزله بطانه و راز داران تواند. اگر از دشمني بيمناک گشتي، از آنان ياري بجوي و چون پيروز شدي، مردم شام را به بلاد خودشان بازگردان؛ زيرا اينان اگر در سرزميني ديگر سکونت گزينند، اخلاقشان دگرگون شود. اما از قريش، از جانب سه تن بر تو بيمناکم - در اين روايت طبري از عبدالرحمان بن ابي‏بکر نام نبرده است - يکي ابن‏عمر. او سخت دربند دين خويش است و پيش از تو نيز، چيزي از کسي نمي‏خواست. ديگر حسين بن علي، اگر من با او رو به رو مي‏شدم، تو را در برابر او کفايت کند. سوم ابن‏الزبير، اگر او بر تو تاخت آورد، بر خاکش بيفکن و اگر از تو خواست که با او صلح کني، بپذير و تا مي‏تواني مگذار خون يارانت ريخته شود.»

آيتي، ترجمه‏ي تاريخ ابن‏خلدون، 27 - 26 / 2

به اتفاق مورخين در سنه ستين از هجرت سيدالمرسلين معاويه به مرض موت گرفتار گشت و دست قضا روزنامه‏ي دولتش را در نوشت و در آن ايام که پهلو بر بستر ناتواني داشت به تجديد بيعت يزيد پرداخت و خاطر از حکومت آن بالکل فارغ ساخت و در آن اوان پيوسته او را نصيحت مي‏نمود و در باب تمشيت امور رياست وصيتها مي‏فرمود. از آن جمله روزي گفت که: «اي پسر! ملک بر تو راست کردم و سر گردنکشان عرب را به حلقه‏ي اطاعت تو درآوردم و بعد از من هيچ کس با تو خلافت نورزد، مگر حسين بن علي المرتضي و عبدالله بن عمر و عبدالرحمان بن ابي‏بکر و عبدالله بن زبير رضي الله عنهم. اما حسين بن علي مردي تنگ روي و خفيف است و اهل عراق او را نخواهند گذاشت که خروج نکند. بايد که چون بر وي ظفر يابي از وي عفو کني؛ زيرا که نبيره‏ي پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم است و ما اين مقام را به برکت آن حضرت يافته‏ايم. و عبدالله بن عمر مردي است به عبادت مشغول و او خلافت قبول نکند، مگر وقتي که تمام اهل عالم طالبش باشند و اين معني هرگز ميسر نشود. پسر ابوبکر را همتي نيست و به مصاحبت زنان مشغول است. از وي باک مدار و به ايثار درم و دينار خاطر او را به دست آر؛ اما عبدالله بن زبير مانند روباه به حيله و تدبير درآيد و اگر فرصت يابد، مثل شير حمله نمايد. اگر مطيع شود و اگر نشود، هرگاه به دست افتد، او را پاره پاره کن.»

و بعضي گفته‏اند که يزيد در وقت فوت پدر خود، به شکار رفته بود و معاويه اين سخنان را به ضحاک بن قيس و مسلم بن عقبه گفت تا بدو رسانيدند.

در تاريخ گزيده مزبور است که معاويه در حين رحلت به دار جزا با يکي از خواص خود گفت که: «برخود از اين سه گناه بزرگتر نمي‏دانم: اول آن که در امر خلافت که حق عترت حضرت رسالت بود، طمع کردم و مملکت را به تقلب گرفتم. دوم زوجه‏ي امام حسن را فريفتم تا او را زهر داد. سيم آن که يزيد را وليعهد گردانيدم و در جميع اين امور نظر بر تمشيت مهم يزيد داشتم.»

حافظ ابرو در تاريخ خود آورده است که عجبتر از همه آن که بعضي از اهل اسلام معاويه را در خلافت أميرالمؤمنين علي عليه‏السلام مجتهد مي‏پندارند و زبان از طعن او کوتاه مي‏دارد و اين معني از آن طايفه‏ي غايت تغافلست و نهايت تجاهل و اين قطعه که به انوري منسوب است بعد از سخن مذکور در آن کتاب مسطور است. نظم داستان پسر هند مگر نشنيدي - که ازو وز سه کس او به پيامبر چه رسيد - پدر او لب و دندان پيمبر بشکست - مادر او جگر عم پيمبر بمکيد - او بناحق حق داماد پيمبر بگرفت - پسر او سر فرزند پيمبر ببريد - بر چنين قوم تو لعنت نکني، شرمت باد - لعنة الله يزيدا و علي آل يزيد.

خواندامير، بحيب السير، 125 - 124 / 2.