بازگشت

معاوية يفتري علي الامام و عبدالله بن عمر و... أنهم بايعوا


و أمر من حرسه و شرطته قوما أن يحضروا هؤلاء النفر الذين أبوا البيعة، و هم الحسين ابن علي، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير، و عبدالله بن عباس، و عبدالرحمان بن أبي بكر، و أوصاهم معاوية، فقال: اني خارج العشية الي أهل الشام، فأخبرهم أن هؤلاء النفر قد بايعوا و سلموا، فان تكلم أحد منهم بكلام يصدقني أو يكذبني فيه، فلا ينقضي كلامه حتي يطير رأسه، فحذر القوم ذلك. فلما كان العشي، خرج معاوية، و خرج معه هؤلاء النفر، و هو يضاحكهم، و يحدثهم، و قد ألبسهم الحلل، فألبس ابن عمر حلة حمراء، و ألبس الحسين حلة صفراء، و ألبس عبدالله بن عباس حلة خضراء، و ألبس ابن الزبير حلة يمانية. ثم خرج بينهم، و أظهر لأهل الشام الرضا عنهم، أي القوم، و أنهم بايعوا.فقال: يا أهل الشام ان هؤلاء النفر دعاهم أميرالمؤمنين، فوجدهم واصلين مطيعين، و قد بايعوا و سلموا. قال ذلك، و القوم سكوت و لم يتكلموا شيئا، حذر القتل، فوثب أناس من أهل الشام، فقالوا: يا أميرالمؤمنين ان كان رابك منهم ريب، فخل بيننا و بينهم، حتي نضرب أعناقهم. فقال معاوية: سبحان الله! ما أحل دماء قريش عندكم يا أهل الشام. لا أسمع لهم ذاكرا بسوء، فانهم قد بايعوا و سلموا، و ارتضوني فرضيت عنهم، رضي الله عنهم.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 164 - 163 / 1

و كان معاوية قد نقض شرط الحسن بن علي بعد موته، و بايع لابنه يزيد لعنه الله، و امتنع الحسين من بيعته، فأعمل معاوية الحيلة حتي أوهم الناس أنه بايعه، و بقي علي ذلك حتي مات.

ابن عنبة، عمدة الطالب، / 158