بازگشت

خطبة معاوية في المدينة ورد الامام و ابن الزبير


ثم خرج، فأمر المنادي أن ينادي في الناس، أن يجتمعوا لأمر جامع فاجتمع الناس في المسجد، وقعد هؤلاء حول المنبر، فحمد الله، و أثني عليه. ثم ذكر يزيد و فضله، و قراءته القرآن، ثم قال: يا أهل المدينة، لقد هممت ببيعة يزيد، و ما تركت قرية و لا مدرة الا بعثت اليها في بيعته، فبايع الناس جميعا، و سلموا، و أخرت المدينة بيعته، و قلت بيضته و أصله، و من لا أخافهم عليه، و كان الذين أبوا البيعة منهم، من كانوا أجدر أن يصله، و و الله لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له، فقام الحسين، فقال: و الله لقد تركت من هو خير منه أبا و أما و نفسا؛ فقال معاوية: كأنك تريد نفسك؟ فقال الحسين: نعم، أصلحك الله. فقال معاوية: اذا أخبرك، أما قولك: خير منه أما، فلعمري: أمك خير من أمه، و لو لم تكن الا أنها امرأة من قريش لكان لنساء قريش فضلهن، فكيف و هي ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ ثم فاطمة في دينها و سابقتها، فأمك لعمر الله خير من أمه، و أما أبوك فقد حاكم أباه الي الله، فقضي لأبيه علي أبيك. فقال الحسين: حسبك جهلك، آثرت العاجل علي الآجل. فقال معاوية: و أما ما ذكرت من أنك خير من يزيد نفسا، فيزيد و الله خير لأمة محمد منك. فقال الحسين: هذا هو الافك و الزور، يزيد شارب الخمر، و مشتري اللهو خير مني؟ فقال معاوية: مهلا عن شتم ابن عمك، فانك لو ذكرت عنده بسوء لم يشتمك. ثم التفت معاوية الي الناس و قال: أيها الناس، قد علمتم أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قبض، و لم يستخلف أحدا، فرأي المسلمون أن يستخلفوا أبابكر، و كانت بيعته بيعة هدي، فعمل بكتاب الله و سنة نبيه، فلما حضرته الوفاة، رأي أن يستخلف عمر، فعمل عمر بكتاب الله، و سنة نبيه، فلما حضرته الوفاة، رأي أن يجعلها شوري بين ستة نفر، اختارهم من المسلمين، فصنع أبوبكر ما لم يصنعه رسول الله، و صنع عمر ما لم يصنعه أبوبكر، كل ذلك يصنعونه نظرا للمسلمين، فلذلك رأيت أن أبايع ليزيد لما وقع الناس فيه من الاختلاف، و نظرا لهم بعين الانصاف [1] .


قال: و ذكروا: أن عبدالله بن الزبير قام الي معاوية، فقال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قبض، فترك الناس الي كتاب الله، فرأي المسلمون أن يستخلفوا أبابكر، ثم رأي أبوبكر أن يستخلف عمر، و هو أقصي قريش منه نسبا، و رأي عمر أن يجعلها شوري بين ستة نفر اختارهم من المسلمين، و في المسلمين ابنه عبدالله، و هو خير من ابنك، فان شئت أن تدع الناس علي ما تركهم رسول الله، فيختارون لأنفسهم، و ان شئت أن تستخلف من قريش كما استخلف أبوبكر خير من يعلم، و ان شئت أن تصنع مثل ما صنع عمر، تختار رهطا من المسلمين، و تزويها عن ابنك، فافعل.

فنزل معاوية عن المنبر، و انصرف ذاهبا الي منزله.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، / 163 - 162 - عنه: بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 101 - 100

حدثنا محمد بن محمد الجذوعي، ثنا أبوالخطاب زياد بن يحيي، ثنا الهيثم بن الربيع، ثنا سرار بن مجشر أبوعبيدة العنزي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين، قال: لما بايع معاوية ليزيد حج (فمر) بالمدينة، فخطب الناس فقال: انا قد بايعنا يزيد فبايعوا فقام الحسين بن علي رضي الله عنه فقال: أنا و الله أحق بها منه، فان أبي خير من أبيه، و جدي خير من جده، و ان أمي خير من أمه، و أنا خير منه، فقال معاوية: أما ما ذكرت أن جدك خير من جده، فصدقت، رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من أبي سفيان بن حرب، و أما ما ذكرت أن أمك خير من أمه، فصدقت، فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خير من بنت مجدل، و أما ما ذكرت أن أباك خير من أبيه، فقد قارع أبوه أباك فقضي الله لأبيه علي أبيك، و أما ما ذكرت أنك خير منه، فلهو أرب منك، و أعقل ما يسرني به مثلك ألف.

الطبراني، المعجم الكبير، 356 / 19



پاورقي

[1] [الي هنا حکاه عنه في بحرالعلوم].