بازگشت

لقاء معاوية بابن أبي بكر، و عبدالله بن الزبير و عبدالله بن عمر


ثم أرسل معاوية الي عبدالرحمان بن أبي بكر، و الي عبدالله بن عمر، و الي عبدالله بن الزبير، فجلسوا، فحمدالله و أثني عليه معاوية، ثم قال: يا عبدالله بن عمر قد كنت تحدثنا أنك لا تحب أن تبيت ليلة و ليس في عنقك بيعة جماعة و أن لك الدنيا و ما فيها، و اني أحذرك أن تشق عصا المسلمين، و تسعي في تفريق ملئهم، و أن تسفك دماءهم، و ان أمر يزيد قد كان قضاء من القضاء، و ليس للعباد خيرة من أمرهم، و قد وكد الناس بيعتهم في أعناقهم، و أعطوا علي ذلك عهودهم و مواثيقهم. ثم سكت.

فتكلم عبدالله بن عمر، فحمد الله و أثني عليه. ثم قال: أما بعد، يا معاوية! لقد كانت قبلك خلفاء، و كان لهم بنون، ليس ابنك بخير من أبنائهم، فلم يروا في أبنائهم ما رأيت في ابنك. فلم يحابوا في هذا الأمر أحدا. و لكن اختاروا لهذه الأمة حيث علموهم، و انك تحذرني أن أشق عصا المسلمين، و أفرق ملأهم، و أسفك دماءهم، و لم أكن لأفعل ذلك ان شاء الله، و لكن ان استقام الناس، فسأدخل في صالح ما تدخل فيه أمة محمد.

فقال معاوية: يرحمك الله ليس عندك خلاف. ثم قال معاوية لعبدالرحمان بن أبي بكر نحو ما قاله لعبدالله بن عمر. فقال له عبدالرحمان: انك و الله لوددت أنا [1] نكلك الي الله فيما جسرت عليه من أمر يزيد، و الذي نفسي بيده لتجعلنها شوري، أو لأعيدنها جذعة، ثم قام ليخرج، فتعلق معاوية بطرف ردائه. ثم قال: علي رسلك، اللهم اكفنيه بما شئت، ثم قال له: لا تظهرن لأهل الشام، فاني أخشي عليك منهم. ثم قال لابن الزبير، نحو ما قاله لابن عمر. ثم قال له: أنت ثعلب رواغ، كلما خرجت من جحر انجحرت في آخر، أنت ألبت هذين الرجلين، و أخرجتهما الي ما خرجا اليه. فقال ابن الزبير: أتريد أن تبايع ليزيد؟ أرأيت ان بايعناه أيكما نطيع، [2] أنطيعك أم نطيعه؟ [3] ان كنت مللت الخلافة


فاخرج منها و بايع ليزيد فنحن نبايعه.

فكثر كلامه و كلام ابن الزبير، حتي قال له معاوية في بعض كلامه: و الله ما أراك الا قاتلا نفسك، و لكأني بك قد تخبطت في الحبالة. ثم أمرهم بالانصراف، و احتجب عن الناس ثلاثة أيام لا يخرج.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 162 - 161 / 1 - عنه: بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 100 - 99



پاورقي

[1] [بحرالعلوم: «لوددنا أن»].

[2] [لم يرد في بحرالعلوم].

[3] [لم يرد في بحرالعلوم].