بازگشت

خطبة معاوية في المدينة و لقاؤه بعائشة


و أقبل معاوية و معه خلق كثير من أهل الشام، حتي أتي عائشة أم المؤمنين، فاستأذن عليها، فأذنت له وحده، و لم يدخل عليها معه أحد، و عندها مولاها ذكوان. فقالت عائشة: يا معاوية، أكنت تأمن أن أقعد لك رجلا فأقتلك، كما قتلت أخي محمد بن أبي بكر؟ فقال معاوية: ما كنت لتفعلي ذلك. قالت: لم؟ قال: لأني في بيت آمن، بيت رسول الله. ثم ان عائشة حمدت الله و أثنت عليه، و ذكرت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ذكرت أبابكر و عمر، و حضته علي الاقتداء بهما، و الاتباع لأثرهما، ثم صمتت. قال: فلم يخطب معاوية، و خاف أن لا يبلغ ما بلغت، فارتجل الحديث ارتجالا، ثم قال: أنت - و الله يا أم المؤمنين - العالمة بالله و برسوله، دللتنا علي الحق، و حضضتنا علي حظ أنفسنا، و أنت أهل لأن يطاع أمرك، و يسمع قولك، و ان أمر يزيد قضاء من القضاء، و ليس للعباد الخيرة من أمرهم، و قد أكد الناس بيعتهم في أعناقهم، و أعطوا عهودهم علي ذلك و مواثيقهم، أفترين أن ينقضوا عهودهم و مواثيقهم؟ فلما سمعت ذلك عائشة علمت أنه سيمضي علي أمره، فقالت: أما ما ذكرت من عهود و مواثيق، فاتق الله في هؤلاء الرهط، و لا تعجل فيهم، فلعلهم لا يصنعون الا ما أحببت. ثم قام معاوية، فلما قام، قالت عائشة: يا معاوية، قتلت حجرا و أصحابه العابدين المجتهدين؟ فقال معاوية: دعي هذا، كيف أنا في الذي بيني حجرا و أصحابه العابدين المجتهدين؟ فقال معاوية: دعي هذا، كيف أنا في الذي بيني و بينك في حوائجك؟ قالت: صالح. قال: فدعينا و اياهم حتي نلقي ربنا. ثم خرج و معه ذكوان، فاتكأ علي يد ذكوان، و هو يمشي و يقول: تا لله ان رأيت كاليوم قط خطيبا أبلغ من عائشة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم مضي حتي أتي منزله.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 158 / 1

و قالت عائشة لمعاوية حيث حج و دخل اليها: يا معاوية أقتلت حجرا و أصحابه، فأين عزب حلمك عنهم؟ أما اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: يقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات. قال: لم يحضرني رجل رشيد يا أم المؤمنين. و روي أن معاوية


كان يقول: ما أعد نفسي حليما بعد قتلي حجرا و أصحاب حجر [1] .

اليعقوبي، التاريخ، 206 / 2

قال: و خرج معاوية من منزله الي المسجد الأعظم، فصعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، ثم ذكر ابنه يزيد في خطبته و قال: من أحق بالخلافة من ابني يزيد في فضله و هديه و مذهبه و موضعه من قريش! و الله اني لأري قوة ما يعيبونه، و ما ظنهم بمقلعين و لا منتهين [2] حتي يصيبهم مني بوائق تخيب أصولهم، فليربع [3] أولئك علي ضلعهم من قبل أن نصيبهم مني فاقرة لا يقومون لها، فقد أنذرت ان نفع [4] الانذار، و بينت ان نفع [5] البيان، قال: ثم جعل يتمثل [6] بهذه و يقول:



قد كنت حذرتك آل المصطلق

و قلت يا عامر ذرني و انطلق



انك ان كلفتني ما لم أطق

ساءك ما سرك مني من خلق



دونك ما استقيته فاحس [7] و ذق

قال: ثم ذكر عبدالرحمان بن أبي بكر و عبدالله بن عمر و عبدالله بن الزبير و الحسين بن علي و قال: و الله لئن لم يبايعوا ليزيد لأفعلن و لأفعلن!



قال: ثم نزل عن المنبر و دخل الي منزله، و بلغ ذلك عائشة فأقبلت حتي دخلت /


مغضبة عليه و قالت: يا معاوية! ما كفاك أنك قتلت أخي محمد بن أبي بكر و أحرقته بالنار، حتي قدمت المدينة و أخذت [8] بالوقيعة في أبناء الصحابة، و أنت من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة، و كان أبوك من الأحزاب! فخبرني ما كان يؤمنك مني ان أبعث اليك من يقتلك بأخي محمد و آخذ بثأري! قال: فقال لها معاوية: يا أم المؤمنين! أما أخوك محمد، فلم أقتله و لم آمر بذلك، و لكنه كان ينصر من جهز علي بن أبي طالب، فوجهت اليهم معاوية بن حديج [9] و عمرو بن العاص، فحاربهما فقتلاه، و فعلا به ما فعلا و لم يك ذلك عن رأيي [10] ؛ و أما قولك تقتليني، فانني في بيت أمان. فقالت عائشة: لعمري أنت في بيت أمان، و لكن بلغني عنك أنك تهددت أخي عبدالرحمان [11] بن أبي بكر [12] ، و ابن عمر، و ابن أختي عبدالله بن الزبير، و الحسين ابن فاطمة [13] ، و ليس مثلك من يتهدد مثل هؤلاء! فقال معاوية: مهلا يا أم المؤمنين! فهو أعز علي من بصري [14] ، لكني أخذت البيعة لابني يزيد، و قد بايعه كافة [15] المسلمين، أفتريني أنقض بيعة قد ثبتت و تأكدت، و أن يخلع [16] الناس عهودهم! فقالت عائشة: اني لا أري ذلك، و لكن عليك بالرفق و التأني [17] ، انهم لا يخالفونك، و انظر لا يبلغني عنك أنك أسأت الي أحد منهم، فتلقي مني ما لا تحب، و اذكر المرجع الي الله، و المنقلب اليه. فقال معاوية: أفعل ذلك يا أم المؤمنين، و أنت [18] أهل أن يسمع منك، و تطاعي في كل ما تأمرين.

قال: فانصرفت عائشة الي منزلها.

ابن أعثم، الفتوح، 238 - 235 / 4


[أحداث سنة 56 ه] و خطب معاوية بالمدينة، فذكر يزيد، فمدحه، و قال: من أحق منه بالخلافة في فضله و عقله و موضعه؟ و ما أظن قوما بمنتهين حتي تصيبهم بوائق تجتث أصولهم، و قد أنذرت ان أغنت النذر، ثم أنشد [19] متمثلا:



قد كنت حذرتك آل المصطلق

و قلت يا عمرو أطعني و انطلق



انك ان كلفتني ما لم أطق

ساءك مني من خلق



دونك ما استسقيته فاحس و ذق [20]

ثم دخل علي عائشة، و قد بلغها أنه ذكر الحسين و أصحابه، فقال لأقتلنهم ان لم يبايعوا. فشكاهم اليها، فوظعته [21] و قالت له: بلغني أنك تتهددهم بالقتل. فقال: يا أم المؤمنين هم أعز من ذلك،و لكني بايعت ليزيد، و بايعه غيرهم، أفترين أن أنقض بيعة قد تمت؟ قالت: فارفق بهم، فانهم يصيرون الي ما تحب ان شاء الله. قال: أفعل، و كان في قولها له: ما يؤمنك أن أقعد لك رجلا يقتلك و قد فعلت بأخي ما فعلت؟ - تعني أخاها محمدا - فقال لها: كلا يا أم المؤمنين، اني في بيت أمن. قالت: أجل [22] .


ابن الأثير، الكامل، 251 / 3 مساوي عنه: بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 104؛ مثله النويري، نهاية الارب، 356 / 20



پاورقي

[1] و هنگامي که معاويه حج گزارد و بر عايشه در آمد، عايشه بدو گفت: «اي معاويه! آيا حجر و همراهان او را کشتي؟ پس بردباريت کجا رفت که ايشان را شامل نگشت؟ بدان که من از پيامبر خدا شنيدم که مي‏گفت: يقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم اهل السماوات، در مرج عذرا کساني کشته مي‏شوند که آسمانيان براي ايشان به خشم مي‏آيند.» گفت: «اي ام‏المؤمنين! مرد خردمندي نزد من نبود.»

و روايت شده که معاويه مي‏گفت: «خود را پس از کشتن حجر و يارانش بردبار نمي‏شمارم.» آيتي، ترجمه‏ي تاريخ يعقوبي، 164 / 2.

[2] في د: منتهيين، و في بر: مطموس.

[3] [عن ط بيروت. و في ط العثمانية: «فليرفع»].

[4] من د و بر، و في الأصل: تقع.

[5] من د و بر، و في الأصل: يقع.

[6] في د: يمثل.

[7] [في المطبوع: «فاحسن»].

[8] من د و بر، و في الأصل: أحدت.

[9] في الأصل: جدبح، و في د: خديج، و في بر بغير نقط.

[10] في النسخ: رأي.

[11] ليس في د.

[12] ليس في د.

[13] في د: علي.

[14] زيد في د: و.

[15] زيد في د: من.

[16] في د: تخلع.

[17] زيد في د: و.

[18] من د و بر، و في الأصل: لنت - کذا.

[19] [نهاية الارب: «أنشأ»].

[20] [الي هنا حکاه عنه في بحرالعلوم].

[21] [أضاف في نهاية الارب: «عائشة»].

[22] معاويه در شهر مدينه خطبه کرد و نام يزيد را برد و او را ستود و گفت: «کدام يک در خلافت از يزيد احق و اولي باشد؟ کيست که از حيث فضل و عقل و مقام مانند يزيد باشد؟ من گمان نمي‏کنم بعضي از اين قوم خودداري (از دشمني يزيد) بکنند تا آن که دچار بلياتي شوند که ريشه آنها را بکند و من اخطار کردم. اگر اخطار سودي داشته باشد.» سپس اين شعر را بر زبان راند:



قد کنت حذرتک آل المصطلق

و قلت يا عمرو أطعني و انطلق‏



انک ان کلفتني ما لم أطق

ساءک ما سرک مني خلق‏



دونک ما استقيته فاحس و ذق

يعني: «من تو را برحذر کرده بودم از خاندان مصطلق». به تو گفتم: «اي عمرو مرا اطاعت کن و بر تو اگر به من تکليف چيزي را کني که طاقت آن را نداشته باشم، خود دچار حال بدي مي‏شوي و آن خوي خوش من که تو را خرسند مي‏کرد، از حال خود برگشته تو را خشمناک خواهد کرد. اينک بگير آنچه را که تو خواسته بودي براي سيرابي. اکنون بنوش و مزه آن را بچش»



پس از آن بر عايشه (به قصد ديدار) وارد شد. عايشه شنيده بود که با حسين و ياران و (فرزندان خلفا) چه کرده و چه گفته بود و نيز گفته بود که اگر آنها بيعت نکنند، من آنها را خواهم کشت. او از آنها (حسين و سايرين که خبر آنها گذشت) نزد عايشه شکايت کرد. عايشه به او اندرز داد و گفت: «شنيده‏ام آنها را به قتل تهديد کردي.» گفت: «اي مادر مؤمنين! آنها گرامي‏تر از اين هستند؛ ولي من يزيد را بيعت کردم و براي او از ديگران بيعت گرفتم. آيا صلاح مي‏داني که من اين بيعت را نقض کنم و حال اين که انجام گرفته و کار تمام شده؟» گفت: «پس با آنها مدارا کن که آنها به هر چه تو مي‏خواهي، تسليم خواهند شد به خواست خداوند.» گفت: «چنين خواهم کرد.» و نيز عايشه به او گفت: «از کجا تو به من اعتماد کردي که من براي کشتن تو يک مرد را کمين نکرده باشم و حال اين که تو با برادرم چنين کردي و چنان» (او را کشتي) (مقصود محمد بن ابي‏بکر فرزند خوانده علي) گفت: «هرگز اي مادر مؤمنين! من در خانه امن و امان هستم» گفت: «آري» (چنين است).

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 60 - 59 / 5.