بازگشت

كتاب معاوية الي ابن عباس ورد ابن عباس عليه


و كتب الي ابن عباس: أما بعد، فقد بلغني ابطاؤك عن البيعة ليزيد ابن أميرالمؤمنين، و اني لو قتلتك بعثمان لكان ذلك الي، لأنك ممن ألب عليه و أجلب، و ما معك من أمان فتطمئن به، و لا عهد فتسكن اليه، فاذا أتاك كتابي هذا، فاخرج الي المسجد، و العن قتلة عثمان، و بايع عاملي، فقد أعذر من أنذر، و أنت بنفسك أبصر، و السلام.

فكان أول ما أجابه عبدالله بن عباس، فكتب اليه: أما بعد، فقد جاءني كتابك، و فهمت ما ذكرت، و أن ليس معي منك أمان، و انه و الله ما منك يطلب الأمان يا معاوية، و انما يطلب الأمان من الله رب العالمين. و أما قولك في قتلي، فوالله لو فعلت للقيت الله، و محمد صلي الله عليه و آله و سلم خصمك، فما اخاله أفلح و لا أنجح من كان رسول الله خصمه. و أما ما ذكرت من أني ممن ألب في عثمان و أجلب، فذلك أمر غبت عنه، و لو حضرته ما نسبت الي شيئا من التأليب عليه، و أيم الله ما أرأي أحدا غضب لعثمان غضبي، و لا أعظم أحد قتله اعظامي، و لو شهدته لنصرته، أو أموت دونه، و لقد قلت و تمنيت يوم قتل عثمان: «ليت الذي قتل عثمان لقيني فقتلني معه، و لا أبقي بعده» «و أما قولك لي: العن قتلة عثمان، فلعثمان ولد و خاصة و قرابة، هم أحق بلعنهم مني، فان شاءوا أن يلعنوا فليلعنوا، و ان شاؤوا أن يمسكوا فليسمكوا، و السلام».

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 155، 154 / 1