بازگشت

خطبة مروان بن الحكم في مسجد المدينة


قال: فأرسل مروان الي وجوه أهل المدينة، فجمعهم في المسجد الأعظم، ثم صعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه و ذكر الطاعة وحض [1] عليها و ذكر الفتنة و حذر منها. ثم قال في بعض كلامه: أيها الناس! ان أميرالمؤمنين قد كبر سنه، و رق جلده و عظمه، و خشي الفتنة من بعده، و قد أراه الله رأيا حسنا، و قد أراد أن يختار لكم ولي عهد يكون من بعده لكم مفزعا، يجمع الله به الألفة و يحقن به الدماء، و أراد أن يكون ذلك عن مشورة منكم و تراض، فماذا تقولون؟ فقال الناس من كل جانب: انا لا نكره ذلك اذا كان لله فيه رضا. فقال مروان: انه قد اختار لكم الرضا الذي يسير فيكم بسيرة [2] الخلفاء الراشدين المهديين، و هو ابنه يزيد.

قال: فسكت الناس و تكلم عبدالرحمان بن أبي بكر الصديق، و قال: كذبت و الله يا مروان، و كذب من أمرك بهذا، و الله ما يزيد برضا و لكن يزيد و رأيه هرقلية. فقال مروان: أيها الناس! ان هذا المتكلم هو الذي أنزل فيه: (و الذي قال لوالديه أف لكما) [3] قال: فغضب عبدالرحمان بن أبي بكر، ثم قال: يا ابن الزرقاء! فينا تتأول القرآن و أنت الطريد ابن الطريد! ثم بادر اليه و أخذ برجله، ثم قال: انزل يا عدو الله عن هذا المنبر [4] ! فليس مثلك من يتكلم بهذا علي أعواده.

قال: وضجت بنوأمية في المسجد، و بلغ ذلك عائشة، فخرجت من منزلها ملتفة بملاءة لها و معها نسوة من نسوان [5] قريش حتي دخلت المسجد، فلما نظر اليها مروان كأنه


فزع لذلك، ثم قال: نشدتك الله يا أم المؤمنين ان قلت الا حقا، قالت عائشة: لا قلت الا حقا [6] أشهد لقد لعن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أباك و لعنك [7] و أنت الطريد ابن الطريد، أنت [8] تكلم أخي عبدالرحمان بما تكلمه! قال: فسكت مروان، و لم يرد عليها شيئا. و رجعت عائشة الي منزلها و تفرق الناس.

و كتب مروان الي معاوية يخبره بذلك و بما كان من عبدالرحمان بن أبي بكر، فلما قرأ معاوية كتاب مروان أقبل علي جلسائه، فقال:

/ عبدالرحمان شيخ قد خرف، قل عقله، و يجب أن نكف عنه و نحتمل ما يكون منه، فليس هذا من رأيه و لكن من رأي غيره. قال: ثم تهيأ معاوية يريد الحج.

ابن أعثم، الفتوح، 235 - 232 / 4

فخطبهم مروان، فحضهم علي الطاعة و حذرهم الفتنة، و دعاهم الي بيعة يزيد، و قال: سنة أبي بكر الهادية المهدية. فقال له عبدالرحمان بن أبي بكر: كذبت! ان أبابكر ترك الأهل و العشيرة، و بايع لرجل من بني عدي، رضي دينه و أمانته، و اختاره لأمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم. فقال مروان: أيها الناس، ان هذا المتكلم هو الذي أنزل الله فيه: (و الذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج و قد خلت القرون من قبلي). فقال له عبدالرحمان: يا ابن الزرقاء. أفينا تتأول القرآن! و تكلم الحسين بن علي، و عبدالله بن الزبير، و عبدالله ابن عمر و أنكروا بيعة يزيد، و تفرق الناس. فكتب مروان الي معاوية بذلك.

ابن عبدربه، العقد الفريد، 371 / 4

[أخبرنا] سيد الحفاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب الي من همدان، أخبرنا الرئيس محي السنة أبوالفتح بن عبدالله كتابة، أخبرنا الشيخ العدل أبوالفرج علي بن محمد، حدثنا أبوبكر، حدثنا أبوالعباس محمد بن اسحاق السراج،


حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثني من أدرك مروان بن الحكم: أنه خطب الناس علي المنبر ليدعو الي يزيد بن معاوية، فقام عبدالرحمان بن أبي بكر الصديق، فجلس علي قوائم المنبر، فقال: لا و لا نعمة عين لك؛ أدين الهرقلية كلما ذهب واحد جاء آخر؛ هلك أبوبكر، فترك ولدا هم أطيب و أكثر من ولد معاوية، ثم نحاها عنهم، و جعلها الي رجل من بني عدي بن كعب؛ ثم هلك عمر بن الخطاب، فترك ولدا هم أطيب و أكثر من ولد معاوية، فنحاها عنهم و جعلها شوري بين الناس. قال: و قالت عائشة: يا مروان أما و الله أنكم للشجرة الملعونة التي ذكر الله في القرآن؟ [و ذكر] هذه القصة الامام أحمد بن أعثم الكوفي رحمة الله في تاريخه أطول من هذه. فأرسل مروان الي وجوه أهل المدينة. فجمعهم في المسجد الأعظم. ثم صعد المنبر، فحمدالله و أثني عليه و ذكر الطاعة و حض عليها، و ذكر الفتنة و حذر منها، ثم قال في بعض كلامه: أيها الناس ان أميرالمؤمنين قد كبر سنه، و دق عظمه، و رق جلده، و خشي الفتنة من بعده. و قد أراه الله رأيا حسنا، و قد أراد أن يختار لكم ولي عهد يكون لكم من بعده مفزعا يجمع الله به الألفة و يحقن به الدماء، و أراد أن يكون ذلك عن مشورة منكم و تراض، فماذا تقولون؟، قال: فقال الناس من جانب: انا ما نكره ذلك اذا كان رضا؛ فقال مروان: فانه قد اختار لكم الرضا الذي يسير فيكم بسيرة الخلفاء الراشدين المهتدين و هو ابنه يزيد. قال: فسكت الناس، و تكلم عبدالرحمان ابن أبي بكر، فقال: كذبت و الله، و كذب من أمرك بهذا، و الله ما يزيد بمختار و لا رضا و لكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية. و قال في غير هذا الموضع: في يزيد الخمور، يزيد القرود؛ يزيد الفهود. فقال مروان: ان هذا المتكلم هو الذي أنزل الله فيه (و الذي قال لوالديه أف لكما) قال: فغضب عبدالرحمان و قال: يا ابن الزرقاء أفينا تتأول القرآن و أنت الطريد ابن الطريد. ثم بادر اليه فأخذ برجليه و قال: انزل يا عدو الله عن منبر رسول الله، فليس مثلك من يتكلم علي أعواده. قال: فضجت بنوأمية في المسجد و بلغ ذلك عائشة، فخرجت من منزلها متلفعة بملاءة لها و معها نسوة من قريش حتي دخلت المسجد، فلما نظر اليها مروان كأنه فزع من ذلك، فقال: سألتك بالله يا أم المؤمنين ان قلت الا حقا. فقالت عائشة: لا أقول الا حقا، أشهد لقد لعن رسول الله أباك و لعنك، فأنت فضض من


لعنة رسول الله، و أنت الطريد ابن الطريد أتكلم أخي عبدالرحمن بما تكلمه. فسكت مروان، و لم يرد عليها شيئا و تفرق الناس. و كتب مروان الي معاوية يخبره بما كان من عبدالرحمان بن أبي بكر، فلما قرأ معاوية كتاب مروان أقبل علي جلساءه، و قال: عبدالرحمان شيخ قد خرف و ذهب عقله، و نحب أن نكف و نحتمل ما كان منه، فليس هذا من رأيه و لكن رأي غيره.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 172 - 171 / 1

[أحداث سنة 56 ه] فقام مروان فيهم و قال: ان أميرالمؤمنين قد اختار لكم فلم يأل، و قد استخلف ابنه يزيد بعده، فقام عبدالرحمان بن أبي بكر، فقال: كذبت و الله يا مروان، و كذب معاوية، ما الخيار أردتما لأمة محمد، و لكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية، كلما مات هرقل، قام هرقل. فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه (و الذي قال لوالديه أف لكما) الآية، فسمعت عائشة مقالته، فقامت من وراء الحجاب، و قالت: يا مروان، يا مروان! فأنصت الناس و أقبل مروان بوجهه، فقالت: أنت القائل لعبدالرحمان، انه نزل فيه القرآن، كذبت و الله ما هو به، و لكنه فلان ابن فلان و لكنك أنت فضض من لعنة نبي الله. و قام الحسين بن علي، فأنكر ذلك و فعل مثله ابن عمر، و ابن الزبير، فكتب مروان بذلك الي معاوية. [9] . ابن الأثير، الكامل، 250 / 3


[أحداث سنة 56 ه] فقام مروان في الناس، فقال: ان أميرالمؤمنين قد اختار لكم فلم يأل، و قد استخلف ابنه يزيد بعده.

فقام عبدالرحمان بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، فقال: «كذبت و الله يا مروان، و كذب معاوية، ما الخيار أردتما لأمة صلي الله عليه و آله و سلم، و لكنكم أردتم أن تجعلوها هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل!». فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه (و الذي قال لوالديه أف لكما) الآية [10] فسمعت عائشة رضي الله عنها مقالته، فقامت من وراء الحجاب و قالت: يا مروان! فأنصت الناس و أقبل مروان بوجهه، فقالت: «ان القائل لعبدالرحمان انه نزل فيه القرآن كذب، و الله ما هو فيه، و لكنه فلان ابن فلان، و لكنك أنت فضض من لعنة نبي الله عليه الصلاة و السلام» [11] .

و قام الحسين بن علي رضي الله عنهما فأنكر ذلك، و فعل مثله عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير.

فكتب مروان الي معاوية بذلك، فأوجب ذلك مسيره الي الحجاز بعد أن أخذ بيعة أهل العراق و الشام!. النويري، نهاية الارب، 352 - 351 / 20

أجري الاختبار مرة ثانية [بعد زياد ابن أبيه] علي يد مروان، فأمره أن يقوم بهذه المهمة، و أن يموه علي الناس بأن البلدان استجابت لولاية العهد، و بايعوا يزيد، و هو يريد أن يبايعوا له أسوة بغيرهم و كان مروان يطمع بولاية العهد، فغضب مروان اذ لم يجعل اليه الأمر، لأنه كبير هذا البيت بعد معاوية، و هو مرشح البيت الأموي لكبر سنه، فكان يعد العهد ليزيد تحديا لمقامه و استهانة به، فغضب مروان من ذلك، و تعجل في المفاوضة. فسار الي الشام و كلم معاوية، فترضاه بأن جعله ولي عهد ليزيد ورده الي المدينة.


فأرسل مروان الي وجوه أهل المدينة، فجمعهم في المسجد الأعظم، ثم صعد المنبر، و تكلم بما أراد من وصفه معاوية في العدل و المحافظة علي مصالح الأمة و أنه قد كبر سنه، و قد أراه الله رأيا حسنا، و قد أراد أن يختار لكم ولي عهد يجمع الله به الألفة، و يحقن به الدماء، و أراد أن يكون ذلك عن مشورة فيكم و تراض، فما تقولون؟

و هذا الكلام يبعث في النفوس أملا قويا في اجراء الشوري و رجوع الاختيار للأمة، و بالطبع انها لا تختار الا من له أهلية الخلافة، و هو المتحلي بصفات الامامة، و انمحت من خواطرهم فكرة بيعة يزيد، و زال التخوف من ولاية عهده، فان زياد بن أبيه قد كدر صفو عيشهم من قبل، اذ أعلن بيعة يزيد في ولاية العهد.

و انتظر الناس الافصاح عن تلك الشخصية التي أرادها معاوية للأمة جمعا لشملها و حفظا لمصالحها و يكون تعينه برضا الأمة و اختيارها.

فقال مروان: فانه قد اختار لكم الرضا الذي يسير فيكم بسيرة الخلفاء الراشدين المهتدين و هو ابنه يزيد.

و هنا تظهر علي ذلك الجمع موجة التأثر العظيم لهذه المهزلة، و هذا التحدي لمجتمع عاش تحت ظلال الدعوة الصالحة، و عايش الخلافة الراشدة، فمروان هنا يقدم مهزلة لعقول صقل جوهرها الاسلام، فأصبح مروان يهزأ بذلك المجتمع و يحتقر القيم الخلقية، و قامت ضجة انكار، و تكلم وجوه أهل المدينة في رد هذه الفكرة، و طال الحوار و كان عبدالرحمان بن أبي بكر حاضرا، فقال:

كذبت و كذب من أمرك بهذا، و الله ما يزيد بمختار و لا رضي، و لكن تريدون أن تجعلوها هرقلية، و يزيد هو يزيد القرود و يزيد الفهود و يزيد الخمور.

و تفرق الجمع و هو ساخط علي معاوية، و الناس تتحدث عن هذه المهزلة التي مني بها الفكر الاسلامي، و أصحبت في المدينة موجة انكار و أحاديث استغراب.

أسد حيدر، مع الحسين في نهضته، / 53 - 51



پاورقي

[1] في النسخ: خظ.

[2] زيد في د: الرضا و هي سيرة.

[3] سورة 46 آية 17.

[4] ليس في د.

[5] في د: نساء.

[6] في د: «ألا و أنا أشهد أن رسول الله لعن أباک و لعنک معه».

[7] في د: «ألا و أنا أشهد أن رسول الله لعن أباک و لعنک معه».

[8] من د، و في الأصل و بر: «ان».

[9] مروان برخاست و گفت: «اميرالمؤمنين يکي را براي شما انتخاب کرده و او فرزندش يزيد است که او را جانشين خود نموده».

عبدالرحمان بن ابي‏بکر برخاست وگفت: «دروغ مي‏گويي اي مروان، به خدا سوگند، معاويه هم دروغ مي‏گويد. شما هر دو صلاح امت را در نظر نگرفتيد. شما مي‏خواهيد خلافت را مانند سلطنت هرقل قرار دهيد. هر پادشاهي که مي‏ميرد، يکي ديگر مانند او جانشين مي‏شود.» مروان گفت: «اين همان مرد است که خداوند آيه‏ي قرآن در مذمت او نازل کرده که مي‏فرمايد: (و الذي قال لوالديه اف لکما)؛ کسي که به والدين خود گفت: اف به شما». تا آخر آيه، عايشه سخن مروان را (درباره‏ي برادر خود) شنيد. از پشت حجاب گفت:«اي مروان، اي مروان! مردم همه خموش شدند و گوش کرند. مروان هم توجه نمود. گفت: تو به عبدالرحمان گفتي که خداوند در مذمت تو آيه نازل کرده؟ به خدا او درخور چنين مذمتي نبوده و نيست. آن کسي که اين آيه در حق او نازل شده، فلان بن فلان بود؛ ولي تو مشمول لعنت خدا و نفرين پيغمبر خدا بودي.» حسين بن علي هم برخاست و بر آن (انتخاب يزيد) اعتراض کرد. ابن‏عمرو ابن‏زبير هم با حسين هماهنگ شده اعتراض نمودند. مروان هم خبر آن اعتراض را به معاويه نوشت. خليلي، ترجمه کامل، 56 - 55 / 5.

[10] الآية 17 من سورة الأحقاف.

[11] في النهاية: «و منه حديث عائشة قالت لمروان: ان النبي لعن أباک، و أنت فضض من لعنة الله، أي: قطعة أو طائفة منها». و روي ابن أبي‏خيثمة من حديث عائشة في هذه القصة أنها قالت: «أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لعن أباک و أنت في صلبه». و أبوه هو الحکم بن أبي‏العاص بن أمية، و قد روي الرواة في أسباب لعنه أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم رآه يعمل من الأعمال ما لا يجوز، و قد نفاه الي الطائف، و انظر ما يأتي قريبا.