بازگشت

كتاب معاوية الي مروان حول أخذ بيعة أهل المدينة ليزيد


و كتب بيعته الي الآفاق، و كان عامله علي المدينة مروان بن الحكم، فكتب اليه يذكر الذي قضي الله به علي لسانه من بيعة يزيد، و يأمره أن يجمع من قبله من قريش و غيرهم من أهل المدينة، ثم يبايعوا ليزيد.

قال: فلما قرأ مروان كتاب معاوية أبي من ذلك. و أبته قريش. فكتب لمعاوية: ان قومك قد أبوا اجابتك الي بيعتك ابنك، فارأ رأيك. فلما بلغ معاوية كتاب مروان عرف أن ذلك من قبله. فكتب اليه يأمره أن يعتزل عمله، و يخبره أنه قد ولي المدينة سعيد بن العاص [1] ، فلما بلغ مروان كتاب معاوية، أقبل مغاضبا في أهل بيته، و ناس كثير من قومه، حتي نزل بأخواله بني كنانة، فشكا اليهم، و أخبرهم بالذي كان من رأيه في أمر معاوية، و في عزله و استخلافه يزيد ابنه عن غيره مشورة مبادرة له، فقالوا: نحن نبلك في يدك، و سيفك في قرابك، فمن رميته بنا أصبناه، و من ضربته بنا قطعناه، الرأي رأيك، و نحن طوع يمينك. ثم أقبل مروان في وفد منهم كثير، ممن كان معه من قومه و أهل بيته حتي نزل دمشق، فخرج فيهم حتي أتي سدة معاوية، و قد أذن للناس. فلما نظر الحاجب الي كثرة من معه من قومه و أهل بيته، منعه من الدخول، فوثبوا اليه، فضربوا وجهه، حتي خلي عن الباب، ثم دخل مروان، و دخلوا معه، حتي اذا كان من معاوية بحيث تناله يده.

قال بعد التسليم عليه بالخلافة، ان الله عظيم خطره، لا يقدر قادر قدره، خلق من خلقه عبادا، جعلهم لدعائم دينه أوتادا، هم رقباؤه علي البلاد، و خلفاؤه علي العباد، أسفر بهم الظلم، و ألف بهم الدين، و شدد بهم اليقين، و منح بهم الظفر، و وضع بهم من استكبر، فكان من قبلك من خلفائنا، يعرفون ذلك في سالف زمامنا، و كنا نكون لهم علي الطاعة اخوانا، و علي من خالف عنها أعوانا، يشد بنا العضد، و يقام بنا الأود، و نستشار في القضية، و نستأمر في أمر الرعية، و قد أصبحنا اليوم في أمور مستحيرة ذات وجوه


مستديره، تفتح بأزمة الضلال، و تجلس بأهواه الرجال، يؤكل جزورها [2] ، و تمق أحلابها [3] فما لنا لا نستأمر في رضاعها [4] و نحن فطامها و أولات فطامها؟ و أيم الله لولا عهود مؤكدة، و مواثيق معقدة، لأقمت أود وليها، فأقم الأمر يا ابن أبي سفيان و أهدي [5] من تأميرك الصبيان، و اعلم أن لك في قومك نظرا، و أن لهم علي مناوأتك وزرا. [6] .

فغضب معاوية من كلامه غضبا شديدا، ثم كظم غيظة بحلمه، و أخذ بيد مروان، ثم قال: ان الله قد جعل لكل شي ء أصلا، و جعل لكل خير أهلا، ثم جعلك في الكرم مني محتدا، و العزيز مني والدا، اخترت من قروم [7] قادة، ثم استللت سيد سادة، فأنا ابن ينابيع الكرم، فمرحبا بك و أهلا من ابن عم ذكرت خلفا مفقودين، شهداء صديقين، كانوا كما نعت، و كنت لهم كما ذكرت، و قد أصبحنا في أمور مستحيرة، ذات وجوه مستديرة، و بك و الله يا ابن العم نرجو استقامة أودها، و ذلولة صعوبتها، و سفور ظلمتها، حتي يتطأطأ جسيمها [8] ، و يركب بك عظيمها، فأنت نظير أميرالمؤمنين بعده، و في كل شدة عضده. و اليك عهد عهده، فقد وليتك قومك، و أعظمنا في الخراج سهمك، و أنا مجيز [9] وفدك، و محسن رفدك [10] ، و علي أميرالمؤمنين غناك، و النزول عند رضاك.

فكان أول ما رزق ألف دينار في كل هلال، و فرض له في أهل بيته مئة مئة.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 153 - 151 / 1


قال: فكتب معاوية الي مروان بن الحكم و هو عامله علي المدينة، يأمره أن يدعو الناس الي بيعة / يزيد و يخبره في كتابه أن أهل مصر و الشام و العراق قد بايعوا. ابن أعثم، الفتوح، 232 / 4.

ثم كتب الي مروان بن الحكم، عامله علي المدينة أن: ادع أهل المدينة الي بيعة يزيد، فان أهل الشام و العراق قد بايعوا.

ابن عبدربه، العقد الفريد، 371 - 370 / 4

و أنفذت الكتب [11] ببيعة يزيد الي الأمصار، و كتب معاوية الي مروان بن الحكم - و كان [عامله] علي المدينة - يعلمه باختياره يزيد، و مبايعته اياه بولاية العهد، و يأمره بمبايعته، و أخذ البيعة له علي من قبله، فلما قرأ مروان ذلك خرج مغضبا في أهل بيته و أخواله من بني كنانة، حتي أتي دمشق فنزلها، و دخل علي معاوية يمشي بين السماطين، حتي اذا كان منه بقدر ما يسمعه صوته سلم، و تكلم بكلام كثير يوبخ به معاوية، منه: أقم الأمور يا ابن أبي سفيان، و اعدل عن تأميرك الصبيان، و اعلم أن لك من قومك نظراء، و أن لك علي مناوأتهم [12] وزراء. فقال له معاوية: أنت نظير أميرالمؤمنين، وعدته في كل شديدة، و عضده، و الثاني بعد ولي عهده. و جعله ولي عهد يزيد، ورده الي المدينة، ثم انه عزله عنها، و ولاها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و لم يف لمروان بما جعل له من ولاية عهد يزيد بن معاوية.

المسعودي، مروج الذهب، 38 - 37 / 3

[أحداث سنة 56 ه] ثم كتب معاوية بعد ذلك الي مروان بن الحكم [13] : «اني قد كبرت سني، ودق [14] عظمي، و خشيت الاختلاف علي الأمة بعدي، و قد رأيت أن أتخير لهم من يقوم بعدي، و كرهت أن أقطع أمرا دون مشورة من عندك، فاعرض ذلك عليهم، و أعلمني بالذي يردون عليك». فقام مروان في الناس فأخبرهم به. فقال الناس: أصاب


و وفق و قد أحببنا أن يتخير لنا فلا يألو. فكتب مروان الي معاوية بذلك، فأعاد اليه الجواب يذكر يزيد. [15] .

ابن الأثير، 250 / 3 - مثله النويري، نهاية الارب، 351 / 20



پاورقي

[1] [الي هنا حکاه عنه في بحر العلوم، / 91 - 90].

[2] يؤکل جزورها: يؤکل لحمها.

[3] و تمق أحلابها: يشرب لبنها جميعه فلا يترک منه شي‏ء و المراد بالجملتين أن معوية يستأثر بکل شي‏ء في الخلافة و لا يترک لمروان منها شيئا.

[4] يريد مالک لا تأخذ رأينا في الخلافة و نحن قادرون علي منع درها عنک.

[5] أهدي: أبطي و ترو و لا تتسرع.

[6] الوزر: الملجأ و المستعان.

[7] القروم جمع قرم و هو الشجاع.

[8] يتطأطأ جسيمها: حتي يذلل صعبها.

[9] مجيز وفدک: معطيهم جوائز.

[10] الرفد: العطاء.

[11] في ا «و أنشئت الکتاب».

[12] في ا «و أن لک علي موازتهم ازراء».

[13] [أضاف في نهاية الارب: «و هو علي المدينة يومئذ»].

[14] [نهاية الارب: «رق»].

[15] بعد از آن، معاويه به مروان بن حکم نوشت که: من پير و سست استخوان و شکسته شدم. مي‏ترسم ملت بعد از من دچار اختلاف شود. صلاح در اين دانستم که يکي را براي مردم انتخاب کنم. اکراه دارم که بدون مشورت و اطلاع تو کاري انجام دهم. تو اين کار را ميان مردم بگذار و از آنها عقيده و رأي بخواه. مروان ميان مردم برخاست و موضوع انتخاب وليعهد را مطرح کرد. مردم هم گفتند: «بسيار کار خوبي کرده. (مقصود يزيد نبود) رستگار باد! ما ميل داريم او کسي را براي ما انتخاب کند. اين کار را هم به تأخير نيندازد». مروان هم به معاويه نوشت. معاويه هم جواب داد که: «من يزيد را برگزيدم»

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 55 / 5.