بازگشت

تدبير معاوية و الضحاك بن قيس لأخذ البيعة ليزيد


و يروي: ان معاوية بن أبي سفيان لما نصب يزيد لولاية العهد، أقعده في قبة حمراء، فجعل الناس يسلمون علي معاوية، ثم يميلون الي يزيد حتي جاء رجل ففعل ذلك، ثم رجع الي معاوية، فقال: يا أميرالمؤمنين، اعلم أنك لو لم تقول يا أبابحر. فقال: أخاف الله ان كذبت، و أخافكم ان صدقت. فقال: جزاك الله عن الطاعة خيرا و أمر له بألوف. فلما خرج الأحنف لقيه الرجل بالباب، فقال: يا أبابحر، اني لأعلم أن شر من خلق الله هذا و ابنه، و لكنهم قد استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب و الأقفال، فلسنا نطمع في استخراجها الا بما سمعت، فقال له الأحنف: يا هذا أمسك، فان ذا الوجهين خليق، ألا يكون عندالله وجيها. المبرد، الكامل، 30 / 1

فلما كان من الغد، بعث معاوية الي الضحاك بن قيس، فدعاه و قال: اني قد عزمت علي الكلام، و اذا غص المجلس بأهله و رأيتني ساكتا فكن أنت الذي تدعوني الي أمر بيعة يزيد و حضني علي بيعته.

قال: ثم أرسل معاوية الي وجوه الناس فأحضرهم بمجلسه، فلما اجتمعوا، بدأ معاوية بالكلام، فحمد الله و أثني عليه، ثم انه عظم الاسلام و حرمته، ثم ذكر ما أمر الله به من طاعة ولاة الأمر، ثم ذكر يزيد و فضله في قريش و علمه بالسياسة؛ فعارضه الضحاك بن قيس، و قال: يا أميرالمؤمنين! انه / لابد للناس من وال بعدك و ولي عهدك، فانا قد بلونا الجماعة و الفرقة، فوجدنا الجماعة و الألفة أحقن للدماء، و آمن للسبل، و خيرا في العاجلة و الآجلة، و الأيام عوج رواجع، و لله في كل يوم أمر و شأن، و لا تدري ما يختلف [1] به العصران [2] و ينقلب فيه الحدثان [3] ، و يزيد ابن أميرالمؤمنين في هديه و قصد سيرته من


أفضلنا حلما، و أكرمنا علما، فوله عهدك و اجعله لنا علما بعدك، يكون [4] مفزعا نلجأ اليه، و خليفة نعول عليه، تسكن به القلوب، و نأمن [5] به الفتن.

قال: ثم سكت الضحاك، و قام عمرو بن سعيد الأشدق، و قال: أيها الناس! و الله ان يزيد لطويل الباع واسع الصدر رفيع الذكر، ان صرتم الي عدله وسعكم، و ان لجأتم الي جوده أغناكم، و هو خلف لأميرالمؤمنين و لا خلف منه. فقال له معاوية: اجلس أباأمية، فقد أوسعت و أحسنت.

قال: فجلس عمرو بن سعيد بن العاص، و قام يزيد بن المقنع الكندي، فقال: أيها الناس! ان أميرالمؤمنين هذا - و أشار بيده الي معاوية - قاد الملك [فاذا] [مات فوارث الملك هذا -] [6] و أشار [بيده -] [7] الي يزيد - فمن أبي فهذا - و أشار بيده الي السيف -. فقال له: اجلس فأنت سيد الخطباء.

قال: ثم قام [8] الحصين بن نمير السكوني، فقال [9] : يا معاوية! و الله لئن لقيت الله و لم تبايع ليزيد لتكونن مضيعا للأمة. فالتفت معاوية الي [10] الأحنف بن قيس، و قال: يا أبابحر! ما يمنعك من الكلام؟ فقال: يا أميرالمؤمنين! أنت أعلمنا بيزيد في ليله و نهاره و مدخله و مخرجه و سره و علانيته، فان كنت تعلمه لله عزوجل و لهذه الأمة رضا، فلا تشاورن [11] فيه أحدا من الناس، و ان كنت تعلم لله غير ذلك، فلا تزوده الدنيا و أنت ماض الي الآخرة، فان قلنا ما علينا أن نقول سمعنا و أطعنا. قال [12] : فقال معاوية: أحسنت يا [أبا] بحر! جزاك الله عن السمع و الطاعة خيرا.


قال: فبايع الناس في ذلك الوقت ليزيد بن معاوية، و انصرفوا الي منازلهم.

ابن أعثم، الفتوح، 232 - 230 / 4

ثم جلس معاوية في أصحابه و أذن للوفود، فدخلوا عليه، و قد تقدم الي أصحابه أن يقولوا في يزيد، فكان أول من تكلم الضحاك بن قيس، فقال: يا أميرالمؤمنين، انه لابد للناس من وال بعدك، و الأنفس يغدي عليها و يراح. و ان الله قال: (كل يوم هو في شأن). و لا ندري ما يختلف به العصران، و يزيد ابن أميرالمؤمنين في حسن معدنه، و قصد سيرته [13] ، من أفضلنا حلما، و أحكمنا علما، فوله عهدك، و اجعله لنا علما بعدك. و انا قد بلونا الجماعة و الألفة، فوجدناه أحقن للدماء، و آمن للسبل، وخيرا في العاجلة و الآجلة [14] .

ثم تكلم عمرو بن سعيد، فقال: أيها الناس، ان يزيد أمل تأملونه، و أجل تأمنونه [15] ؛ طويل الباع، رحب الذراع؛ اذا صرتم الي عدله وسعكم، و ان طلبتم رفده أغناكم؛ جذع قارح، سوبق فسبق، و موجد فمجد، و قورع فقرع، خلف من أميرالمؤمنين و لا خلف منه. فقال: اجلس أباأمية، فلقد أوسعت و أحسنت.

ثم قام يزيد بن المقفع فقال: يا أميرالمؤمنين هذا. و أشار الي معاوية، فان هلك فهذا، و أشار الي يزيد، فمن أبي فهذا، و أشار الي سيفه، فقال معاوية: اجلس، فانك سيد الخطباء.

ثم تكلم الأحنف بن قيس، فقال: يا أميرالمؤمنين، أنت أعلم بيزيد في ليله و نهاره، و سره و علانيته، مدخله و مخرجه، فان كنت تعلمه لله رضا و لهذه الأمة، فلا تشاور الناس فيه، و ان كنت تعلم منه غير ذلك، فلا تزوده الدنيا و أنت تذهب الي الآخرة.

قال: فتفرق الناس و لم يذكروا الا كلام الأحنف.

قال: ثم بايع الناس ليزيد بن معاوية، فقال رجل: و قد دعي الي البيعة: اللهم اني


أعوذ بك من شر معاوية. فقال له معاوية: تعوذ من شر نفسك، فانه أشد عليك. و بايع. قال: اني أبايع و أنا كاره للبيعة. قال له معاوية: بايع أيها الرجل فان الله يقول: (فعسي أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا) ابن عبدربه، العقد الفريد، 370 - 369 / 4

و في سنة تسع و خمسين وفد علي معاوية وفد الأمصار من العراق و غيرها، فكان ممن وفد من أهل العراق الأحنف بن قيس في آخرين من وجوه الناس، فقال معاوية للضحاك بن قيس: اني جالس من غد للناس، فأتكلم بما شاء الله، فاذا فرغت من كلامي فقل في يزيد الذي يحق عليك، وادع الي بيعته، فاني قد أمرت عبدالرحمان بن عثمان الثقفي، و عبدالله بن عضاة [16] الأشعري، و ثور بن معن السلمي أن يصدقوك في كلامك، و أن يجيبوك الي الذي دعوتهم اليه. فلما كان من الغد، قعد معاوية فأعلم الناس بما رأي من حسن رعية يزيد ابنه و هديه، و أن ذلك دعاه الي أن يوليه عهده، ثم قام الضحاك بن قيس، فأجابه الي ذلك، و حض الناس علي البيعة ليزيد، و قال لمعاوية: اعزم علي ما أردت. ثم قام عبدالرحمان بن عثمان الثقفي و عبدالله بن عضاة الأشعري و ثور بن معن فصدقوا قوله، ثم قال معاوية: أين الأحنف بن قيس؟ فقام الأحنف، فقال: ان الناس قد أمسوا في منكر زمان قد سلف، و معروف زمان يؤتنف، و يزيد حبيب قريب، فان توله عهدك فعن غير كبر مفن، أو مرض مضن، و قد حلبت الدهور، و جربت الأمور، فاعرف من تسند اليه عهدك، و من توليه الأمر من بعدك، واعص رأي من يأمرك و لا يقدر لك، و يشير عليك و لا ينظر لك. فقام الضحاك بن قيس مغضبا، فذكر أهل العراق بالشقاق و النفاق، و قال: اردد رأيهم في نحورهم. و قام عبدالرحمان بن عثمان، فتكلم بنحو كلام الضحاك، ثم قام رجل من الأزد، فأشار الي معاوية، و قال: أنت أميرالمؤمنين، فاذا مت فأميرالمؤمنين يزيد، فمن أبي هذا فهذا، و أخذ بقائم سيفه فسله. فقال له معاوية: اقعد، فأنت من أخطب الناس، فكان معاوية أول من بايع ليزيد ابنه بولاية العهد، و في ذلك يقول عبدالرحمان بن همام [17] السولي:




فان تأتوا برملة أو بهند

نبايعها أميرة مؤمنينا [18]



اذا ما مات كسري قام كسري

نعد ثلاثة متناسقينا [19]



فيا لهفا لو أن لنا أنوفا

و لكن لا نعود كما عنينا



اذا لضربتم حتي تعودوا

بمكة تلعقون بها السخينا



خشينا الغيظ حتي لو شربنا

دماء بني أمية ما روينا



لقد ضاعت رعيتكم و أنتم

تصيدون الأرانب غافلينا



المسعودي، مروج الذهب، 37 - 36 / 3

[أحداث سنة 56 ه] ثم ان معاوية قال للضحاك بن قيس الفهري لما اجتمع الوفود عنده: اني متكلم، فاذا سكت، فكن أنت الذي تدعو الي بيعة يزيد و تحثني عليها. فلما جلس معاوية للناس تكلم، فعظم أمر الاسلام و حرمة الخلافة، و حقها، و ما أمر الله به من طاعة ولاة الأمر، ثم ذكر يزيد و فضله و علمه بالسياسة، و عرض ببيعته، فعارضه الضحاك، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: يا أميرالمؤمنين انه لابد للناس من وال بعدك و قد بلونا الجماعة و الألفة، فوجدناهما أحقن للدماء و أصلح للدهماء و آمن للسبل و خيرا في العاقبة [20] ، و الأيام عوج رواجع، و الله كل يوم هو في شأن، و يزيد ابن أميرالمؤمنين في حسن هديه و قصد سيرته علي ما علمت، و هو من أفضلنا علما و حلما و أبعدنا رأيا، فوله عهدك و اجعله لنا علما بعدك و مفزعا نلجأ اليه و نسكن في [21] ظله. و تكلم عمرو بن سعيد الأشدق بنحو من ذلك، ثم قام يزيد بن المقنع العذري، فقال: هذا أميرالمؤمنين، و أشار الي معاوية، فان هلك فهذا، و أشار الي يزيد، و من أبي فهذا، و أشار الي سيفه. فقال معاوية: اجلس فأنت سيد الخطباء. و تكلم من حضر من الوفود، فقال معاوية للأحنف:


ما تقول يا أبابحر؟ فقال: نخافكم ان صدقنا و نخاف الله ان كذبنا، و أنت يا أميرالمؤمنين أعلم بيزيد في ليله و نهاره و سره و علانيته و مدخله و مخرجه، فان كنت تعلمه لله تعالي و للأمة [22] رضا، فلا تشاور فيه، و ان كنت تعلم فيه غير ذلك، فلا تزوده الدنيا، و أنت صائر الي الآخرة، و انما علينا أن نقول: سمعنا و أطعنا. و قام رجل من أهل الشام، فقال: ما ندري ما تقول هذه المعدية العراقية. و انما عندنا سمع و طاعة و ضرب و ازدلاف. فتفرق الناس يحكون قول الأحنف، و كان معاوية يعطي المقارب و يداري المباعد و يلطف به حتي استوثق له أكثر الناس و بايعه. [23] .


ابن الاثير، الكامل، 251 - 250 / 3 مساوي مثله النويري، نهاية الارب، 355 - 353 / 20

و لما عقد معاوية البيعة لابنه يزيد قام الناس يخطبون، فقال معاوية لعمرو بن سعيد الأشدق: «قم فاخطب يا أباأمية». فقام فقال: «أما بعد، فان يزيد ابن أميرالمؤمنين أمل تأملونه، و أجل تأمنونه، ان افتقرتم الي حمله وسعكم، و ان احتجتم الي رأيه أرشدكم، و ان اجتدبتم ذات يده أغناكم و شملكم؛ جذع قارح؛ سوبق فسبق، و موجد فمجد، و قورع فقرع، و هو خلف أميرالمؤمنين و لا خلف منه.»

فقال معاوية: «أوسعت يا أباأمية فاجلس، فانما أردنا بعض هذا.»

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 46 - 45 / 17



پاورقي

[1] من د، و في الأصل و بر بلا نقط.

[2] و العصران: الغداة و العشي و الليل و النهار. في د: عليه العطران.

[3] في د: المحدثان.

[4] في د: تکون، و في بر بغير نقط.

[5] من د و بر، و في الأصل تأمن.

[6] زيد من د و بر.

[7] من د فقط.

[8] في د: قال.

[9] ليس في د.

[10] من د و بر، و في الأصل: أبي.

[11] من د و بر، و في الأصل: فلا نشاورن.

[12] ليس في د.

[13] قصد سيرته: أي استقامتها.

[14] في بعض الأصول: «و العاقبة».

[15] يشير الي ما ينتظر من طول مدة ولايته، فقد ولي حدثا.

[16] في ب «عبدالله بن عمارة».

[17] في ب «عبدالله بن هشام السلولي» محرفا.

[18] في ا «نبايعها أميرالمؤمنينا».

[19] في ا «بعيد ثلاثة متناسقينا».

[20] [نهاية الارب: «العافية»].

[21] [نهاية الارب: «الي»].

[22] [نهاية الارب: «لهذه الأمة»].

[23] معاويه به ضحاک بن قيس فهري هنگام اجتماع نمايندگان شهرستانها گفت: من سخن مي‏گويم و اگر سخن من پايان يافت، تو برخيز و مردم را براي بيعت يزيد دعوت و به من اصرار کن (که او را انتخاب کنم) چون معاويه براي پذيرايي نمايندگان نشست خطبه کرد و اسلام را تعظيم نمود و خلافت را ستود و آن را يک حق بزرگ دانست و گفت: خداوند به مردم امر فرمود که از اولياي امور اطاعت کنند. بعد، نام يزيد را برد و فضايل او را شمرد که او مرد سياست و به اوضاع کشورداري آشنا و دانا مي‏باشد و بيعت او را پينشهاد کرد. ناگاه ضحاک به سخن آمد. اول خدا را حمد و ثنا کرد و بعد گفت: اي أميرالمؤمنين! مردم بايد امير و حاکم و نگهبان داشته باشند و ما جماعت را آزموديم و بهتر ديديم که بعد از تو کسي باشد که قادر بر منع خونريزي و اختلاف باشد و او براي مشکلات و حوادث مهمه امير کارگشا و باتدبير باشد و او کي باشد که سدي براي سيل فتنه و فساد واقع شود و عاقبت کار ما به دست او خوب گردد. روزگار کج رفتار هم حوادث را تکرار مي‏کند. خداوند هم هر روز در يک حال مي باشد. يزيد فرزند اميرالمؤمنين هم دانا و رهبر و نيک سيرت است. او چنان که من مي‏دانم، از همه ما بهتر و داناتر و افضل و خردمندتر و بردبارتر است. از حيث رأي و فکر هم از همه روشنتر است. ولايت عهد را به او بسپار. او را رهنما و قائد و نماينده ما قرار بده. بعد از تو به او پناه خواهيم برد. تو اين پناه را براي ما تأمين کن که ما زير سايه‏ي او قرار خواهيم گرفت. عمرو بن سعيد اشدق هم مانند آن سخن را راند. بعد از آن دو، يزيد بن مقنع عذري برخاست و گفت: اين أميرالمؤمنين است - آن گاه به معاويه اشاره کرد - اگر هلاک شود اين بعد از او - که به يزيد اشاره کرد - و هر که قبول نکند جزاي او اين است - که دست به شمشير برد و بدان اشاره کرد - معاويه گفت: «بنشين که تو سيد خطبا هستي. «هر يک از نمايندگان شهرستانها هم سخني گفتند. معاويه رو به احنف کرد و گفت: اي ابابحر! تو چه مي‏گويي؟! احنف گفت: «ما اگر راست بگوييم، از شما (غضب شما) مي‏ترسيم و اگر دروغ بگوييم، از خدا مي‏ترسيم. تو اي أميرالمؤمنين، به احوال يزيد و شب و روز او (از حيث عيش و نوش) داناتر هستي. تو بر آشکار و نهان او آگاهي. از دخول و خروج او اطلاع داري. اگر بداني که انتخاب او به صلاح امت است، درباره او هيچ مشورت مکن و او را انتخاب کن و اگر بداني چنين نيست، تو دنيا را به او نبخش! در حالي که تو خود سوي آخرت خواهي رفت (به جزاي خود خواهي رسيد) ما نيز جز اطاعت و تسليم چاره نداريم.» يکي از اهل شام برخاست و گفت: «ما نمي‏دانيم که قبايل معد عراقي چه مي‏گويند. ما جز طاعت و زد و خورد در راه شما و دفاع از شما عقيده ديگري نداريم.» مردم هم پراکنده شدند و همه قول احنف را ورد زبان خود کرده بودند.

معاويه هم به نزديکان رشوه مي‏داد و با مخالفين و دور شدگان مدارا مي‏کرد و با همه ملاطفت و محبت مي‏نمود تا اکثر مردم را مطيع کرد و آنها بيعت نمودند و اهل عراق و شام هم با يزيد بيعت کردند.

خليلي، ترجمه کامل، 58 - 56 / 5.