بازگشت

كتب معاوية الي الحسين ورد الامام


فكتب معاوية الي الحسين: ان من أعطي الله صفقة يمينه و عهده لجدير بالوفاء [1] ، و قد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك الي الشقاق، و أهل العراق [2] من قد جربت، قد أفسدوا علي أبيك و أخيك، فاتق الله! و اذكر الميثاق، فانك متي تكدني أكدك.

فكتب اليه الحسين: أتاني كتابك و أنا بغير الذي بلغك عني [3] جدير، [4] و الحسنات لا يهدي لها الا الله [5] و ما [48 / ب] أردت لك محاربة، و لا عليك خلافا، و ما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، و ما أعلم [6] فتنة أعظم من ولايتك أمر الأمة [7] .

فقال معاوية: ان أثرنا بأبي عبدالله الا أسدا. [8] .

و كتب اليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه: اني لأظن أن في رأسك نزوة [9] ! فوددت أني أدركتها [10] ، فأغفرها لك.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 55 - 54 مساوي عنه: ابن عساكر، الحسين عليه السلام ط المحمودي، / 198، تهذيب ابن بدران، 327 / 4، مختصر ابن منظور، 137 / 7؛ ابن العديم، بغية الطلب، 2607 - 2606 / 6، الحسين بن علي، / 66 - 65؛ المزي، تهذيب الكمال، 414 - 413 / 6؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 198 / 3، تاريخ الاسلام، 341 / 2؛ ابن كثير، البداية و النهاية، 162 / 8.


و كتب الي الحسين: أما بعد، فقد انتهت الي منك أمور، لم أكن أظنك بها رغبة عنها، و ان أحق الناس بالوفاء لمن أعطي بيعة من كان مثلك، في خطرك و شرفك و منزلتك التي أنزلك الله بها، فلا تنازع الي قطيعتك، و اتق الله، و لا تردن هذه الأمة في فتنة، و انظر لنفسك و دينك و أمة محمد، و لا يستخفنك الذين لا يوقنون.

و كتب اليه الحسين رضي الله عنه: أما بعد، فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنه انتهت اليك عني أمور؛ لم تكن تظنني بها، رغبة بي عنها، و ان الحسنات لا يهدي لها و لا يسدد اليها الا الله تعالي، و أما ما ذكرت أنه رقي اليك عني، فانما رقاه الملاقون المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الجمع، و كذب الغاوون المارقون، ما أردت حربا و لا خلافا، و اني لأخشي الله في ترك ذلك منك و من حزبك القاسطين المحلين، حزب الظالم، و أعوان الشيطان الرجيم، ألست قاتل حجر، و أصحابه العابدين المخبتين؟ الذين كانوا يستفظعون البدع، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، فقتلتهم ظلما و عدوانا، من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة، و العهود المؤكدة، جرأة علي الله و استخفافا بعهده، أولست بقاتل عمرو بن الحمق، الذي أخلقت و أبلت وجهه العبادة؟ فقتلته من بعد ما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم [11] ، نزلت من شعف [12] الجبال، أولست المدعي زيادا في الاسلام [13] ، فزعمت أنه ابن أبي سفيان، و قد قضي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أن الولد للفراش [14] و للعاهر الحجر [15] ، ثم سلطته علي أهل الاسلام، يقتلهم و يقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف، و يصلبهم علي جذوع النخل؟ سبحان الله يا معاوية! لكأنك لست من هذه الأمة، و ليسوا منك. أولست قاتل الحضرمي الذي كتب اليك فيه زياد [16] : أنه علي دين علي كرم الله وجهه،


و دين علي هو دين ابن عمه صلي الله عليه و آله و سلم، الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، و لولا ذلك كان أفضل شرفك و شرف آبائك تجشم الرحلتين: رحلة الشتاء و الصيف [17] ، فوضعها الله عنكم بنا، منة عليكم. و قلت فيما قلت: لا ترد هذه الأمة في فتنة، و اني لا أعلم لها فتنة أعظم من امارتك عليها. و قلت فيما قلت: انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد، و اني و الله ما أعرف أفضل من جهادك، فان أفعل، فانه قربة الي ربي، و ان لم أفعله، فأستغفر الله لديني، و أسأله التوفيق لما يحب و يرضي. و قلت فيما قلت: متي تكدني أكدك، فكدني يا معاوية فيما بدا لك، فلعمري لقديما يكاد الصالحون، و اني لأرجو أن لا تضر الا نفسك، و لا تمحق الا عملك، فكدني ما بدا لك، و اتق الله يا معاوية، و اعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا أحصاها. و اعلم أن الله ليس بناس لك قتلك بالظنة، و أخذك بالتهمة، و امارتك صبيا يشرب الشراب، و يلعب بالكلاب، ما أراك الا و قد أوبقت نفسك، و أهلكت دينك، و أضعت الرعية، و السلام.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 157 - 155، 154 / 1

و كتب معاوية الي الحسين: أما بعد، فقد انهيت الي عنك أمور ان كانت حقا، فاني لم أكن أظنها بك رغبة عنها، و ان كانت باطلا، فأنت أسعد الناس بمجانبتها، و بحظ نفسك تبدأ، و بعهد الله توفي، فلا تحملني علي قطيعتك و الاساءة اليك، فاني متي أنكرك تنكرني و متي تكدني أكدك، فاتق الله يا حسين في شق عصا الأمة؛ و أن تردهم في فتنة.

فكتب اليه الحسين كتابا غليظا يعدد عليه فيه ما فعل في أمر زياد، و في قتل حجر، و يقول له: انك فتنت بكيد الصالحين مذ خلقت؟! فكدني ما بدا لك.

و كان آخر الكتاب: و السلام علي من اتبع الهدي.

فكان معاوية يشكو ما كتب به الحسين اليه الي الناس، فقيل له: اكتب اليه كتابا تعبيه و أباه فيه. فقال: ما عسيت أن أقول في أبيه الا أن أكذب، و مثلي لا يعيب أحدا


بالباطل، و ما عسيت أن أقول في حسين، و لست أراه للعيب موضعا [18] ، الا أني قد أردت أن أكتب اليه. فأتوعده و أتهدده، ثم رأيت ألا أجيبه.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 367 / 3، أنساب الأشراف، 155 - 153 / 3.

قالوا: و كتب معاوية الي الحسين بن علي (رضي الله عنهم): أما بعد، فقد انتهت الي عنك أمور أرغب بك عنها، فان كانت حقا لم اقارك عليها، و لعمري ان من أعطي صفقة يمينه و عهد الله و ميثاقه لحري بالوفاء، و ان كانت باطلا فأنت أسعد الناس بذلك، و بحظ نفسك تبدأ، و بعهد الله توفي، فلا تحملني علي قطيعتك و الاساءة بك، فاني متي انكرك تنكرني، و متي تكدني أكدك، فاتق شق عصا هذه الامة و أن يرجعوا علي يدك الي الفتنة، فقد جربت الناس و بلوتهم، و أبوك كان أفضل منك، و قد كان اجتمع عليه رأي الذين يلوذون بك، و لا أظنه يصلح لك منهم ما كان فسد عليه، فانظر لنفسك و دينك (و لا يستخفنك الذين لا يوقنون) [19] .

فكتب اليه الحسين: أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أنه بلغتك عني امور ترغب عنها، فان كانت حقا لم تقارني عليها، و لن يهدي الي الحسنات و يسدد لها الا الله، فأما ما نمي اليك فانما رقاه الملاقون المشاؤون بالنمائم المفرقون بين الجميع، و ما أريد حربا لك و لا خلافا عليك، و أيم الله لقد تركت ذلك و أنا أخاف الله في تركه، و ما أظن الله راضيا عني بترك محاكتك اليه، و لا عاذري دون الاعذار اليه فيك و في أوليائك القاسطين الملحدين، حزب الظالمين و أولياء الشياطين، ألست قاتل حجر بن عدي و أصحابه المصلين العابدين، الذين ينكرون الظلم، و يستعظمون البدع، و لا يخافون في الله لومة لائم، ظلما و عدوانا، بعد اعطائهم الأمان بالمواثيق و الأيمان المغلظة؟ أولست قاتل عمرو ابن الحمق صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذي أبلته العبادة و صفرت لونه و أنحلته جسمه؟! أولست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد عبد ثقيف، و زعمت أنه ابن أبيك و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «الولد للفراش و للعاهر الحجر»، فتركت سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم،


و خالفت أمره متعمدا، و اتبعت هواك مكذبا، بغير هدي من الله، ثم سلطته علي العراقين فقطع أيدي المسلمين و سمل أعينهم، و صلبهم علي جذوع النخل، كأنك لست من الامة و كأنها ليست منك، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «من الحق بقوم نسبا لهم فهو ملعون»، أولست صاحب الحضرميين الذين كتب اليك ابن سمية أنهم علي دين علي، فكتب اليه: اقتل من كان علي دين علي و رأيه، فقتلهم و مثل بهم بأمرك، و دين علي دين محمد صلي الله عليه و آله و سلم الذي كان يضرب عليه أباك، و الذي انتحالك اياه أجلسك مجلسك هذا، و لولا هو كان أفضل شرفك تجشم الرحلتين في طلب الخمور، و قلت: انظر لنفسك و دينك و الامة و اتق شق عصا الالفة و أن ترد الناس الي الفتنة، فلا أعلم فتنة علي الامة أعظم من ولايتك عليها، و لا أعلم نظرا لنفسي و ديني أفضل من جهادك، فان أفعله فهو قربة الي ربي، و ان أتركه فذنب أستغفر الله منه في كثير من تقصيري، و أسأل الله توفيقي لأرشد أموري؛ و أما كيدك اياي فليس يكون علي أحد أضر منه عليك، كفعلك بهؤلاء النفر الذين قتلتهم و مثلت بهم بعد الصلح من غير أن يكونوا قاتلوك و لانقضوا عهدك، الا مخافة أمر لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوه، أو ماتوا قبل أن يدركوه، فأبشر يا معاوية بالقصاص، و أيقن بالحساب، و اعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا أحصاها، و ليس الله بناس لك أخذك بالظنة، و قتلك أولياءه علي الشبهة و التهمة، و أخذك الناس بالبيعة لابنك، غلام سيفه يشرب الشراب، و يلعب بالكلاب، و لا أعلمك الا خسرت نفسك، و أوبقت دينك، و أكلت أمانتك، و غششت رعيتك، و تبوأت مقعدك من النار ف (بعدا للقوم الظالمين) [20] .

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 130 - 128 / 5

و كتب الي الحسين: أما بعد، فقد انتهت الي أمور عنك لست بها حريا لأن من أعطي صفقة يمينه جدير بالوفاء، فاعلم رحمك الله أني متي أنكرك تستنكرني، و متي تكدني أكدك، فلا يستفزنك السفهاء الذين يحبون الفتنة و السلام. فكتب اليه الحسين رضي الله عنه: ما أريد حربك و لا الخلاف عليك. قالوا: و لم ير الحسن و لا الحسين طول حياة معاوية منه سوءا في أنفسهما و لا مكروها، و لا قطع عنهما شئيا مما كان شرط لهما، و لا تغير لهما عن


بر. [21] .

الدينوري، الأخبار الطوال، / 226

و عن الحسين بن علي عليه السلام أنه كتب الي معاوية كتابا يقرعه فيه و يبكته بأمور صنعها. كان فيه: ثم وليت ابنك و هو غلام يشرب الشراب و يلهو بالكلاب، فخنت أمانتك و أخربت رعيتك، و لم تؤد نصيحة ربك، فكيف تولي علي أمة محمد من يشرب المسكر؟ و شارب المسكر من الفاسقين، و شارب المسكر من الأشرار. و ليس شارب المسكر بأمين علي درهم. فكيف علي الأمة؟ فعن قليل ترد علي عملك حين تطوي صحائف الاستغفار. و ذكر باقي الحديث بطوله.

القاضي النعمان، دعائم الاسلام، 131 / 2

و كتب معاوية الي الحسين بن علي عليه السلام: أما بعد - فقد انتهيت الي أمور عنك. ان كانت حقا [22] فقد أظنك تركتها رغبة فدعها [23] ، و لعمر الله، ان من أعطي الله عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء، [24] و ان كان الذي بلغني باطلا، فانك أنت أعذل الناس لذلك، وعظ نفسك، فاذكره و لعهد الله أوف، فانك متي ما [25] أنكرك تنكرني، و متي أكدك تكدني [26] ، [27] فاتق شقك عصا هذه الأمة، و أن يردهم الله علي يديك في فتنة، قد عرفت الناس و بلوتهم، فانظر


لنفسك و لدينك، و لأمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم و لا يستخفنك [28] السفهاء و الذين لا يعلمون.

فلما وصل الكتاب الي الحسين عليه السلام، كتب اليه: أما بعد - فقد بلغني كتابك، تذكر أنه قد بلغك [29] عني أمور أنت لي عنها راغب و أنا لغيرها عندك جدير، فان الحسنات لا يهدي لها و لا يرد [30] اليها الا الله، و أما ما ذكرت أنه انتهي [31] اليك عني، فانه انما رقاه اليك الملاقون المشاؤؤن بالنميم [32] ، و ما أريد لك حربا و لا عليك خلافا، و أيم الله، أني لخائف لله في ترك ذلك، [33] و ما أظن الله راضيا بترك ذلك، و لا عاذر بدون [34] الاعذار فيه اليك، و في أوليائك [35] القاسطين الملحدين حزب الظلمة و أولياء الشياطين.

ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم، و يستعظمون البدع [36] ، و لا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأمان المغلظة و المواثيق الموكدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم، [37] و لا باحنة تجدها في نفسك [38] .

أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمه و صفرت لونه؟ [39] بعد ما أمنته و أعطيته من [40] عهود الله و مواقيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل اليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة علي ربك و استخفافا بذلك العهد [41] ، أولست المدعي زياد ابن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنه ابن أبيك، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الولد للفراش و للعاهر الحجر، فتركت سنة رسول الله


صلي الله عليه و آله و سلم تعمدا و تبعت هواك بغير هدي من الله.

ثم سلطته علي العراقين [42] ، يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم، و يسمل أعينهم، و يصلبهم علي جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة و ليسوا منك.

أولست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية: انهم كانوا علي دين علي عليه السلام؟ فكتبت [43] اليه: أن اقتل كل من كان علي [44] دين علي، فقتلهم و مثلهم، و دين علي عليه السلام سر الله [45] الذي كان يضرب عليه أباك و يضربك، و به جلست مجلسك الذي جلست، و لولا ذلك لكان شرفك و شرف [46] أبيك الرحلتين. [47] .

و قلت فيما قلت: «انظر لنفسك و لدينك و لأمة محمد و اتق شق عصا هذه الأمة و أن تردهم الي فتنة» و اني لا أعلم فتنة أعظم علي هذه الأمة من ولايتك عليها، و لا أعظم [48] نظرا لنفسي و لديني و لأمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم [49] و علينا [50] أفضل من أن أجاهدك، فان فعلت فانه قربة الي الله، و ان تركته فاني أستغفر الله لديني [51] و أسأله توفيقه لارشاد أمري.

و قلت فيما قلت: «أني ان أنكرتك تنكرني و ان أكدك تكدني» فكدني ما بدا لك، فاني أرجو أن لا يضرني كيدك في، و أن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك، علي أنك قد ركبت بجهلك و تحرصت علي نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط.

و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الأيمان و العهود و المواثيق، فقتلهم من غير أن يكونوا قاتلوا و قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم الا لذكرهم فضلنا و تعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا.


فأبشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب، و اعلم أن لله تعالي كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا أحصاها، و ليس الله بناس لأخذك بالظنة و قتلك أولياءه علي التهم و نقل [52] أوليائه من دورهم الي دار الغربة، و أخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر، و يلعب بالكلاب.

لا أعلمك [53] الا و قد خسرت نفسك، و تبرت [54] دينك، و غششت رعيتك، و أخربت أمانتك، و سمعت مقالة السفيه الجاهل، و أخفت الورع التقي لأجلهم، و السلام.

فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به.

فقال يزيد: يا أميرالمؤمنين أجبه جوابا تصغر [55] اليه نفسه، و تذكر فيه أباه بشي ء فعله. قال: و دخل عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال: و ما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال: و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر اليه نفسه؟ و انما قال ذلك في هوي معاوية، فقال يزيد: [56] كيف رأيت يا أميرالمؤمنين رأي [57] فضحك معاوية، فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبدالله: فقد أصاب يزيد.

فقال معاوية: أخطأتما أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف، و متي ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس لم يخول به صاحبه [58] ، و لا يراه الناس شيئا و كذبوه، و ما عسيت أن أعيب حسينا، و الله ما أري للعيب فيه موضعا، و قد رأيت أن أكتب اليه أتوعده و أتهدده ثم رأيت ألا أفعل و لا أفلحه. [59] .


الكشي، 259 - 252 / 1 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 214 - 212 / 44؛ البحراني، العوالم، 93 - 90 / 17؛ الأمين، أعيان الشيعة، 583 - 582 / 1

و قال عليه السلام - في جواب كتاب كتب اليه معاوية علي طريق الاحتجاج -:

أما بعد: فقد بلغني كتابك أنه بلغك عني أمور أن بي عنها غني، و زعمت أني راغب فيها، و أنا بغيرها عنك جدير، أما رقي اليك عني، فانه رقاه اليك الملاقون المشاؤون بالنمائم المفرقون بين الجمع، كذب الساعون الواشون، ما أردت حربك و لا خلافا عليك، و أيم الله أني لأخاف الله عز ذكره في ترك ذلك، و ما أظن الله تبارك و تعالي براض عني بتركه، و لا عاذري بدون الاعتذار اليه فيك، و في أولئك القاسطين الملبين حزب الظالمين، بل أولياء الشيطان الرجيم، ألست قاتل حجر بن عدي أخي كندة و أصحابه الصالحين المطيعين العابدين، كانوا ينكرون الظلم، و يستعظمون المنكر و البدع، و يؤثرون حكم الكتاب، و لا يخافون في الله لومة لائم، فقتلتهم ظلما و عدوانا، بعدما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة، و المواثيق المؤكدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك و بينهم، و لا باحنة تجدها في صدرك عليهم، أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فصفرت لونه، و نحلت جسمه، بعد أن أمنته و أعطيته من عهود الله عزوجل و ميثاقه ما لو أعطيته العصم ففهمته لنزلت اليك من شعف الجبال، ثم قتلته جرأة علي الله عزوجل، و استخفافا بذلك العهد؟ أولست المدعي زياد بن سمية، المولود علي فراش عبيد عبد ثقيف، فزعمت أنه ابن أبيك، و قد قال رسول الله: «الولد للفراش و للعاهر الحجر» فتركت سنة رسول الله، و اتبعت هواك بغير هدي من الله، ثم سلطته علي أهل العراق، فقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و سمل أعينهم، و صلبهم علي جذوع النخل، كأنك لست من هذه الأمة، و ليسوا منك؟ أولست صاحب الحضرميين الذين كتب اليك فيهم ابن سمية: أنهم علي دين علي و رأيه، فكتبت اليه: اقتل كل من كان علي دين علي بحارالانوار،، و رأيه، فكتبت اليه: اقتل كل من كان علي دين علي عليه السلام و رأيه، فقتلهم، و مثل بهم بأمرك، و دين علي و الله و [دين] ابن [عم] علي الذي كان يضرب عليه أباك، و هو أجلسك بمجلسك الذي أنت فيه و لولا ذلك لكان أفضل شرفك


و شرف أبيك تجسم الرحلتين اللتين بنا من الله عليكم، فوضعهما عنكم؟ و قلت فيما تقول: انظر [ل] نفسك و لدينك و لأمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و اتق شق عصا هذه الأمة، و أن تردهم في فتنة. فلا أعرف فتنة أعظم من ولايتك عليها، و لا أعلم نظرا لنفسي و ولدي و أمة جدي أفضل من جهادك، فان فعلته فهو قربة الي الله عزوجل، و ان تركته فأستغفر الله لذنبي و أسأله توفيقي لارشاد أموري. و قلت فيما تقول: ان أنكرك تنكرني، و ان أكدك تكدني، و هل رأيك الا كيد الصالحين منذ خلقت؟! فكدني ما بدا لك ان شئت فاني أرجو أن لا يضرني كيدك، و أن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك، علي أنك تكيد فتوقظ عدوك، و توبق نفسك، كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم و مثلت بهم بعد الصلح و الأيمان و العهد و الميثاق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قتلوا الا لذكرهم فضلنا، و تعظيمهم حقنا، بما به شرفت و عرفت، مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا، أو ماتوا قبل أن يدركوا، أبشر يا معاوية بقصاص، و استعد للحساب، و اعلم أن لله عزوجل كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة الا أحصاها و ليس الله تبارك و تعالي بناس أخذك بالظنة، و قتلك أولياءه بالتهمة، و نفيك اياهم من دار الهجرة الي دار الغربة و الوحشة و أخذك الناس ببيعة ابنك، غلام من الغلمان، يشرب الشراب، و يلعب بالكعاب، لا أعلمك الا قد خسرت نفسك، و شريت دينك، و غششت رعيتك، و أخزيت أمانتك، و سمعت مقالة السفيه الجاهل، و أخفت التقي الورع الحليم.

قال: فلما قرأ معاوية كتاب الحسين عليه السلام، قال: لقد كان في نفسه ضب علي ما كنت أشعر به.

فقال ابنه يزيد، و عبدالله بن أبي عمير بن جعفر: أجبه جوابا شديدا تصغر اليه نفسه، و تذكر أباه بأسوأ فعله و آثاره.

فقال: كلا أرأيتنا لو أني أردت أن أعيب عليا محقا ما عسيت أن أقول، ان مثلي لا يحسن به أن يعيب بالباطل، و ما لا يعرف الناس، و متي عبت رجلت بما لا يعرف لم يحفل به صاحبه و لم يره شيئا، و ما عسيت أن أعيب حسينا، و ما أري للعيب فيه موضعا، الا


أني قد أردت أن أكتب اليه و أتوعده و أهدده، و أجهله، ثم رأيت أن لا أفعل.

قال: فما كتب اليه بشي ء يسوءه، و لا قطع عنه شيئا كان يصله به، كان يبعث اليه في كل سنة ألف ألف درهم سوي عروض و هدايا من كل ضرب.

الطبرسي، الاحتجاج، 22 - 20 / 2

و روي أن معاوية بن أبي سفيان كتب الي الحسين رضي الله عنه: اني لأظن في رأسك نزوة، و لابد لك من اظهاره، وددت لو أدركتها فأغتفرها لك.

ابن خلكان، و فيات الأعيان، 353 / 6

و صار الناس يقولون: ان هلك معاوية يكن الأمر الحسين عليه السلام فبلغ ذلك معاوية، فبعث يستعتب الحسين بكلام يذكر فيه: أما بعد، فقد بلغني عنك أمور و أسباب و أظنها باطلة، فلا تسمعني [؟] الي قطيعتك يا أباعبدالله، فمتي أكرمتني أكرمتك و متي أهنتني أهنتك، فلا تشق عصا هذه الأمة، فقد جربتهم و بلوتهم، و أبوك من قبلك كان أفضل منك و قد أفسدوا عليه رأيه، و اياك [أن] تسمع كلام السفهاء الذين لا يعلمون بعواقب الأمور. فكتب الحسين عليه السلام كتابا اليه يعتذر فيه [!]. الطريحي، المنتخب، 418 / 2

فبلغ ذلك معاوية بن أبي سفيان، فكتب اليه كتابا يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية بن أبي سفيان. أما بعد، فقد بلغني عنك أمور و أسباب قد انتهت الي و أظنها باطلة، و لعمري انه ان كان ما بلغني عنك كما ظننت، فأنت بذلك أسعد، و بعهد الله أوفي، فلا تحملني علي أن أقطعك، فانك متي تكدني أكدك، و متي تكرمني أكرمك، و لا تشق عصا هذه الأمة، فقد خبرتهم و بلوتهم، فانظر لنفسك و لدينك، و لا يستخفنك السفهاء الذين لا يعلمون، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته.

قال: و كتب الحسين عليه السلام كتابا يقول فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فقد وصلني كتابك، و فهمت ما ذكرت، و معاذ الله أن أنقض عهدا عهده اليك أخي الحسن


عليه السلام، و أما ما ذكرت من الكلام، فانه أوصله اليك الوشاة الملقون بالنمائم المفرقون بين الجماعات، فانهم و الله يكذبون.

فلما وصل الكتاب الي معاوية بن أبي سفيان أمسك عنه، و لم يجبه، و أوصله، و لم يقطع صلته، و كان يبعث اليه في كل سنة ألف ألف دينار سوي الهدايا من كل صنف. مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 7 - 6



پاورقي

[1] [السير: «أن يفي»].

[2] [السير: «هم»].

[3] [لم يرد في السير].

[4] [لم يرد في السير و تاريخ الاسلام].

[5] [لم يرد في السير و تاريخ الاسلام].

[6] [تاريخ الاسلام: «أعظم»].

[7] [في ابن‏عساکر و ابن‏العديم و تهذيب الکمال و تاريخ الاسلام و البداية: «هذه الأمة» و لم يرد: «أمر الأمة» في السير].

[8] [في البداية: «شرا» و الي هنا حکاه عنه في السير و تاريخ الاسلام].

[9] [في ابن‏عساکر ط المحمودي: «فزوة» و في التهذيب: «فروة»].

[10] [في التهذيب و تهذيب الکمال و البداية: «أدرکها»].

[11] العصم جمع أعصم و هي الوعول التي تعتصم بأعلي الجبال.

[12] شعف الجبال. قننها و أعيالها.

[13] زياد. هو زياد بن أبيه، کان أبوسفيان والد معاوية قد أنکر أنه ابنه و ادعي أن زوجته أتت به من سفاح، و کان ذلک في الجاهلية، فسمي زياد بن أبيه لأنه لا يعلم له أب، فألحقه معاوية بأبيه و جعله أخاه و سماه زياد بن أبي‏سفيان، و استعان به علي المسلمين کما ذکر الحسين رضي الله عنه.

[14] أي ينسب لأمه لأنها هي الفراش.

[15] العاهر: الزاني و الزانية لهما الرجم بالحجارة، أو المعني العاهر الزاني له الرجم و لا ينسب له الولد.

[16] [في المطبوع: «زيادة»].

[17] يريد کان أکبر شرفک أن تتاجر کما کان يتاجر أبوک فتذهب في الشتاء و الصيف الي الشام و الي اليمن للتجارة.

[18] فويل للذين يعرفون نعمة الله ثم ينکرونها.

[19] سورة الروم - الآية: 60.

[20] سورة هود - الاية: 44.

[21] و براي امام حسين عليه‏السلام نوشت: اما بعد، خبرهايي از ناحيه تو به من رسيده است که شايسته‏ي تو نيست. چه آن کس که با دست راست خود بيعت مي‏کند، شايسته است وفادار بماند و خدايت رحمت کند. بدان که اگر من حق تو را انکار کردم، تو هم حق مرا انکار کن و اگر با من مکر کني، من هم چنان خواهم کرد. فرومايگاني که دوستدار فتنه و آشوبند تو را نفريبند والسلام.

امام حسين عليه‏السلام براي او نوشت: «من نمي‏خواهم با تو جنگ و بر خلاف تو قيام کنم.» گويند: «در مدت زندگي معاويه هيچ گونه بدي يا کار ناپسندي از او نسبت به امام حسن و امام حسين سر نزد **زيرنويس=براستي عجيب است! چه آزاري مهمتر از اين که حضرت مجتبي سلام الله عليه را با دسيسه مسموم کرد، و حاکم او از دفن جسد مطهر او در کنار مرقد جد بزرگوارش جلوگيري کرد، و مواد صلحنامه را رفتار نکرد، و بزرگ مردي چون حجر بن عدي را کشت و در مسجد کوفه رسما اعلان کرد که مواد صلحنامه و شرايط آن را زير پا مي‏نهم. (م)

دامغاني، ترجمه اخبار الطوال، / 273 - 272.

[22] [أعيان الشيعة: «فاني أرغب بک عنها»].

[23] [أعيان الشيعة: «فاني أرغب بک عنها»].

[24] [أعيان الشيعة: «و ان أحق الناس بالوفاء من کان مثلک في خطرک و شرفک و منزلتک التي أنزلک الله بها و نفسک فاذکر و بعهد الله أوف فانک متي تنکرني أنکرک و متي تکدني أکدک»].

[25] [في البحار و العلوالم: «تنکرني أنکرک و متي تکدني أکدک»].

[26] [أعيان الشيعة: «و ان أحق الناس بالوفاء من کان مثلک في خطرک و شرفک و منزلتک التي أنزلک الله بها و نفسک فاذکر و بعهد الله أوف فانک متي تنکرني أنکرک و متي تکدني أکدک»].

[27] [في البحار و العلوالم: «تنکرني أنکرک و متي تکدني أکدک»].

[28] [في المطبوع: «يسخفنک»].

[29] [أعيان الشيعة: «انتهت اليک»].

[30] [في البحار و العوالم و أعيان الشيعة: «يسدد»].

[31] [أعيان الشيعة:«رقي»].

[32] [زاد في أعيان الشيعة: «المفرقون بين الجمع و کذب الغاوون»].

[33] [أعيان الشيعة:«منک و من»].

[34] [أعيان الشيعة: «منک و من»].

[35] [في البحار و العوالم: «أولئک»].

[36] [زاد في أعيان الشيعة: «و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنکر»].

[37] [أعيان الشيعة: «جرأة علي الله و استحفافا بعهده»].

[38] [أعيان الشيعة: «جرأة علي الهل و استحفافا بعهده»].

[39] [زاد في أعيان الشيعة: «فقتلته»].

[40] [أعيان الشيعة: «العهود ما لو فهمته العصم لنزلت من رؤوس الجبال»].

[41] [أعيان الشيعة: «العهود ما لو فهمته العصم لنزلت من رؤوس الجبال»].

[42] [أعيان الشيعة: «أهل الاسلام يقتلهم و»].

[43] [في المطبوع: «فکتب»].

[44] [أعيان الشيعة: «هو دين ابن‏عمه صلي الله عليه و آله و سلم»].

[45] [أعيان الشيعة: «هو دين ابن‏عمه صلي الله عليه و آله و سلم»].

[46] [أعيان الشيعة: «آبائک تجثم الرحلتين رحلة ا لشتاء و الصيف»].

[47] [أعيان الشيعة: «آبائک تجثم الرحلتين رحلة ا لشتاء و الصيف»].

[48] [في البحار و العوالم: «و لا أعلم»].

[49] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[50] [لم يرد في أعيان الشيعة].

[51] [في البحار و العوالم: «لذنبي»].

[52] [في البحار و أعيان الشيعة: «نفيک» و في العوالم: «نقلک»].

[53] [أعيان الشيعة:«ما أراک»].

[54] [في البحار و أعيان الشيعة:«بترت»].

[55] [أعيان الشيعة: «يصغر»].

[56] [أعيان الشيعة: «رأيت يا أميرالمؤمنين رأيي»].

[57] [أعيان الشيعة: «رأيت يا أميرالمؤمنين رأيي»].

[58] [في البحار و العوالم: «لم يحفل بصاحبه»].

[59] [في البحار و العوالم: «لا أمحکه»].