بازگشت

اجتماع أهل المدينة و حضور زياد ابن أبيه و كلامه بأمر من معاوية


انما المهم في نظر الواقع و هو موضع اهتمام معاوية هو اعتراف أهل المدينة بولاية العهد، و من بعدها الكوفة، فالمدينة هي مصدر التشريع الاسلامي و مهبط وحي السماء، و فيها أصحاب النبي، و هم أهل الحل و العقد، و أبناء المهاجرين و الأنصار.

نعم، أن المدينة في غاية من الأهمية، فاذا استطاع معاوية أن يذلل الصعاب التي تعترضه هناك، فلا شي ء يهمه الا الكوفة الثائرة و القاعدة العسكرية الهامة، و هم الذين لا يقرون علي ضيم، و لا يخضعون للولاة، و للشيعة فيها شوكة و قوة و هو علي علم بالتحركات ضده، و باتصالهم مع الحسين علي الثورة ضد معاوية بأمر مكشوف متواصل منذ وقوع الصلح و مدة حياة الحسن و بعد وفاته، و هذا أكبر شاغل يقف أمامه، فأراد معاوية أن يسبر غور مجتمع المدينة، فأرسل زياد بن أبيه و هو الظالم المتعسف الي المدينة و عند وصوله خطب الناس:

و قال: يا معشر أهل المدينة ان أميرالمؤمنين حسن نظره لكم، و انه جعل لكم مفزعا تفزعون اليه، يزيد ابنه.

و هذا يعتبر أمرا صارما و تحديا صريحا لمقام الخلافة، فيزيد معلوم أمره، مشهورة سيرته.

فأثارت هذه الكلمة موجة سخط واشمئزاز، و تداول في الآراء، و كيف يكون تدارك هذا الخطر، و ظهر لمعاوية مقدار ما تحمله هذه الفكرة من القبول و الرد، فحاول أن يلبس فكرته صبغة الشوري أو الانتخاب الشعبي، فبذل جهده في تذليل الصعاب بكل ما لديه من الوسائل، حتي طريق القوة و لارهاب و الخديعة، و التحايل.

أسد حيدر، مع الحسين في نهضته، / 51 - 50.