بازگشت

استشارة معاوية ابن الزبير في الشام


قال: ثم أرسل [معاوية] الي عبدالله بن الزبير، فدعاه، ثم شاوره في أمر يزيد، فقال له: يا / أميرالمؤمنين! أنا أناجيك و لا أناديك، و أن أخاك من صدقك، فانظر قبل أن تقدم، و فكر قبل أن تندم [1] ، فان النظر قبل التقدم و التفكر قبل التندم [2] . قال: فتبسم معاوية ضاحكا، ثم قال: يا ابن أخ! انك تعلمت السجاعة [3] به علي أخيك يكفيك.

ابن أعثم، الفتوح، 228 / 4

أبوالحسن المدائني، قال: لما مات زياد، و ذلك سنة ثلاث و خمسين، أظهر معاوية عهدا مفتعلا، فقرأه علي الناس، في عقد الولاية ليزيد بعده، و انما أراد أن يسهل بذلك بيعة يزيد، فلم يزل يروض الناس لبيعته سبع سنين، و يشاور، و يعطي الأقارب ويداني الأباعد، حتي استوثق له من أكثر الناس. فقال لعبدالله بن الزبير: ما تري في بيعة يزيد؟ قال: يا أميرالمؤمنين، اني أناديك و لا أناجيك، ان أخاك من صدقك، فانظر قبل أن تتقدم. و تفكر قبل أن تندم، فان النظر قبل التقدم، و التفكر قبل التندم. فضحك معاوية و قال: ثعلب رواغ، تعلمت السجع [4] عند الكبر، في دون ما سجعت [5] به علي ابن أخيك ما يكفيك.

ابن عبدربه، العقد الفريد، 369 - 368 / 4



پاورقي

[1] من بر، و في الأصل ود: تقدم.

[2] من د و بر، و في الأصل: التشدم.

[3] [في المطبوع: «الشجاعة» و «شجعت»].

[4] في بعض الأصول: «الشجاعة» بالشين. و لعلها: السجاعة، بوزن کتابة، کالخياطة و الحياکة، غير أن کتب اللغة لم تذکرها.

[5] في بعض الأصول: «تشجعت».