بازگشت

المغيرة بن شعبة هو الذي يزين لمعاوية البيعة ليزيد من بعده


[أحداث سنة 56 ه] حدثني الحارث، قال: حدثنا علي بن محمد: قال: حدثنا أبواسماعيل الهمداني و علي بن مجاهد، قالا: قال الشعبي: قدم المغيرة علي معاوية و استعفاه و شكا اليه الضعف، فأعفاه و أراد أن يولي سعيد بن العاص، و بلغ كاتب المغيرة ذلك، فأتي سعيد بن العاص، فأخبره و عنده رجل من أهل الكوفة يقال له ربيعة - أو الربيع - من خزاعة، فأتي المغيرة، فقال: يا مغيرة، ما أري اميرالمؤمنين الا قد قلاك، رأيت ابن خنيس كاتبك عند سعيد بن العاص، يخبره أن أميرالمؤمنين يوليه الكوفة. قال المغيرة: أفلا يقول كما قال الأعشي:



أم غاب رب فاعترتك خصاصة

و لعل ربك أن يعود مؤيدا



رويدا! أدخل علي يزيد. فدخل عليه فعرض له بالبيعة، فأدي ذلك يزيد الي أبيه، فرد معاوية المغيرة الي الكوفة، فأمره أن يعمل في بيعة يزيد، فشخص المغيرة الي الكوفة، فأتاه كاتبه ابن خنيس، فقال: و الله ما غششتك و لا خنتك، و لا كرهت و لا يتك، و لكن سعيدا كانت له عندي يد و بلاء، فشكرت ذلك له، فرضي عنه و أعاده الي كتابته، و عمل المغيرة في بيعة يزيد، و أوفد في ذلك وافدا الي معاوية.

حدثني الحارث، قال: حدثنا علي، عن مسلمة، قال: لما أراد معاوية أن يبايع ليزيد


كتب الي زياد يستشيره، فبعث زياد الي عبيد بن كعب النميري، فقال: ان لكل مستشير ثقة، و لكل سر مستودع، و ان الناس قد أبدعت [1] بهم خصلتان: اذاعة السر، و اخراج النصيحة الي غير أهلها، و ليس موضع السر الا أحد رجلين: رجل آخرة يرجو ثوابا، و رجل دنيا له شرف في نفسه، و عقل يصون حسبه، و قد عجمتهما منك، فأحمدت الذي قبلك، و قد دعوتك لأمر اتهمت عليه بطون الصحف؛ ان أميرالمؤمنين كتب الي يزعم أنه قد عزم علي بيعة يزيد، و هو يتخوف نفرة الناس، و يرجو مطابقتهم، و يستشيرني، و علاقة أمر الاسلام و ضمانه عظيم، و يزيد صاحب رسلة و تهاون، مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أميرالمؤمنين مؤديا عني؛ فأخبره عن فعلات يزيد. فقال له: رويدك بالأمر، فأقمن [2] أن يتم لك ما تريد، و لا تعجل، فان دركا في تأخير خير من تعجيل عاقبته الفوت. فقال عبيد له: أفلا غير هذا؟ قال: ما هو؟ قال: لا تفسد علي معاوية رأيه، و لا تمقت اليه ابنه، و ألقي أنا يزيد سرا من معاوية، فأخبره عنك أن أميرالمؤمنين كتب اليك يستشيرك في بيعته، و أنك تخوف خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه، و أنك تري له ترك ما ينقم عليه، فيستحكم لأميرالمؤمنين الحجة علي الناس، و يسهل لك ما تريد، فتكون قد نصحت يزيد و أرضيت أميرالمؤمنين؛ فسلمت مما تخاف من علاقة أمر الأمة. فقال زياد: لقد رميت الأمر بحجره، اشخص علي بركة الله، فان أصبت فما لا ينكر، و ان يكن خطأ فغير مستغش و أبعد بك ان شاء الله من الخطاء. قال: تقول بما تري. و يقضي الله بغيب ما يعلم. فقدم علي يزيد، فذاكره ذلك. و كتب زياد الي معاوية يأمره بالتؤدة، و ألا يعجل، فقبل ذلك معاوية، و كف يزيد عن كثير مما كان يصنع، ثم قدم عبيد علي زياد فأقطعه قطيعة. [3] الطبري، التاريخ، 303 - 301 / 5.


و من ذلك أن المغيرة كتب الي معاوية:

«أما بعد، فاني كبرت، و دق عظمي، و شنفت [4] لي قريش، فان رأيت أن تعزلني، فاعزلني.»

فكتب اليه معاوية:

«جاءني كتابك تذكر أنه كبرت سنك، فلعمري، ما أكل عمرك غيرك، و تذكر أن قريشا شنفت لك، و لعمري، ما أصبت خيرا الا منهم، و تسألني أن أعز لك، فقد فعلت، فان تلك صادقا، فقد شفعتك، [5] ، و ان تك مخادعا، فقد خادعتك.»

فلما ورد المغيرة باب معاوية، ذهب كاتبه الي سعيد بن العاص، و أشار عليه أن يخطب ولاية الكوفة، و دله علي وجوه من الرغائب. فلما بلغ ذلك المغيرة، شق عليه، و دخل علي يزيد بن معاوية، و عرض له بالبيعة، فدخل يزيد علي أبيه، فأعلمه ذلك، فدعا معاوية المغيرة، و رفق به، ورده الي الكوفة، و سأله أن يأخذ بيعة يزيد علي الناس. [68]

و قال عمرو بن العاص:

«ما رأيت معاوية متكئا قط، واضعا احدي رجليه علي الأخري، كاسرا [6] عينه، يقول لرجل: تكلم، الا رحمته.» أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 35 - 34 / 2.

في هذه السنة [سنة 56 ه] بايع الناس يزيد بن معاوية بولاية عهد أبيه، و كان ابتداء ذلك و أوله من المغيرة بن شعبة، فان معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة و يستعمل عوضه سعيد بن العاص، فبلغه ذلك، فقال: الرأي أن أشخص الي معاوية فأستعفيه، ليظهر للناس كراهتي للولاية. فسار الي معاوية و قال لأصحابه حين وصل اليه: ان لم أكسبكم


الآن ولاية و امارة لا أفعل ذلك أبدا. و مضي حتي دخل علي يزيد، و قال له: انه قد ذهب أعيان أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم و آله و كبراء قريش و ذوو أسنانهم، و انما بقي أبناؤهم، و أنت من أفضلهم و أحسنهم رأيا، و أعلمهم بالسنة و السياسة، و لا أدري ما يمنع أميرالمؤمنين أن يعقد لك البيعة؟ قال: أو تري ذلك يتم؟ قال: نعم. فدخل يزيد علي أبيه و أخبره بما قال المغيرة، فأحضر المغيرة، و قال له: ما يقول يزيد؟ فقال: يا أميرالمؤمنين قد رأيت ما كان من سفك الدماء،و الاختلاف بعد عثمان، و في يزيد منك خلف، فاعقد له، فان حدث بك حادث كان كهفا للناس، و خلفا منك، و لا تسفك دماء، و لا تكون فتنة، قال: و من لي بهذا؟ قال: أكفيك أهل الكوفة، و يكفيك زياد أهل البصرة، و ليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك. قال: فارجع الي عملك و تحدث مع من تثق اليه في ذلك و تري و نري. فودعه و رجع الي أصحابه، فقالوا: مه. قال: لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية علي أمة محمد، و فتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا، و تمثل:



بمثلي شاهدي النجوي و غالي

بي الأعداء و الخصم الغضابا



و سار المغيرة حتي قدم الكوفة، و ذاكر من يثق اليه و من يعلم أنه شيعة لبني أمية أمر يزيد، فأجابوا الي بيعته فأوفد منهم عشرة - و يقال: أكثر من عشرة - و أعطاهم ثلاثين ألف درهم و جعلهم عليهم ابنه موسي بن المغيرة، و قدموا علي معاوية، فزينوا له بيعة يزيد و دعوه الي عقدها، فقال معاوية: لا تعجلوا باظهار هذا، و كونوا علي رأيكم. ثم قال لموسي: بكم اشتري أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال: بثلاثين ألفا. قال: لقد هان عليهم دينهم.

و قيل: أرسل أربعين رجلا و جعل ابنه عروة، فلما دخلوا علي معاوية قاموا خطباء، فقالوا: انما أشخصهم اليه النظر لأمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم. و قالوا: يا أميرالمؤمنين، كبرت سنك و خفنا انتشار الحبل، فانصب لنا علما، وحد لنا حدا ننتهي اليه. فقال: أشيروا علي. فقالوا: نشير بيزيد ابن أميرالمؤمنين. فقال: أوقد رضيتموه؟ قالوا: نعم. قال: و ذلك رأيكم؟ قالوا: نعم، و رأي من وراءنا. فقال معاوية لعروة سرا عنهم: بكم اشتري أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال: بأربعمائة دينار. قال: لقد وجد دينهم عندهم رخيصا.


و قال لهم: ننظر ما قدمتم له و يقضي الله ما أراد، و الأناة خير من العجلة. فرجعوا، و قوي عزم معاوية علي البيعة ليزيد، فأرسل الي زياد يستشيره، فأحضر زياد عبيد بن كعب النميري و قال له: ان لكل مستشير ثقة، و لكل سر مستودع، و ان الناس قد أبدع بهم خصلتان: اذاعة السر، و اخراج النصيحة الي غير أهلها، و ليس موضوع السر الا أحد رجلين: رجل آخرة يرجو ثوابها، و رجل دنيا له شرف في نفسه، و عقل يصون حسبه، و قد خبرتهما منك، و قد دعوتك لأمر اتهمت عليه بطون الصحف، ان أميرالمؤمنين كتب يستشيرني في كذا و كذا، و أنه يتخوف نفرة الناس، و يرجو طاعتهم، و علاقة أمر الاسلام و ضمانه عظيم، و يزيد صاحب رسلة و تهاون مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أميرالمؤمنين، و أد اليه فعلات يزيد و قل له: رويدك بالأمر، فأحري لك أن يتم لك، لا تعجل، فان دركا في تأخير خير من فوت في عجلة. فقال له عبيد: أفلا غير هذا؟ قال: و ما هو؟ قال: لا تفسد علي معاوية رأيه، و لا تبغض اليه ابنه، و ألقي أنا يزيد، فأخبره أن أميرالمؤمنين كتب اليك يستشيرك في البيعة له، و أنك تتخوف خلاف الناس عليه لهنات ينقمونها عليه، و أنك تري له ترك ما ينقم عليه، لتستحكم له الحجة علي الناس، و يتم ما تريد، فتكون قد نصحت أميرالمؤمنين و سلمت مما تخاف من أمر الأمة. فقال زياد: لقد رميت الأمر بحجره، اشخص علي بركة الله، فان أصبت فما لا ينكر، و ان يكن خطأ فغير مستغش و تقول بما تري و يقضي الله بغيب ما يعلم. فقدم علي يزيد، فذكر ذلك له، فكف عن كثير مما كان يصنع، و كتب زياد معه الي معاوية يشير بالتؤدة و أن لا يعجل، فقبل منه. [7] ابن الأثير، الكامل، 250 - 249 / 3.


في هذه السنة [سنة 56 ه] بايع الناس يزيد بن معاوية بولاية العهد، قال: و كان ابتداء ذلك و أوله أن معاوية لما أراد أن يعزل المغيرة بن شعبة عن الكفوة، و يستعمل سعيد بن العاص عليها، فبلغه ذلك، فشخص الي معاوية ليستعفيه حتي تظهر للناس كراهيته


للولاية، فجاء الي يزيد و قال له: «انه قد ذهب أعيان أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم و كبراء قريش، و انما بقي أبناؤهم، و أنت من أفضلهم، و أحسنهم رأيا، و أعلمهم بالسياسة، و اني لا أدري ما يمنع أميرالمؤمنين أن يعقد لك البيعة». قال: أو تري ذلك يتم؟ قال: نعم. فدخل يزيد علي أبيه و أخبره بما قال المغيرة، فلما حضر المغيرة عند معاوية، قال له معاوية: ما يقول يزيد؟ فقال: «يا أميرالمؤمنين قد رأيت ما كان من سفك الدماء، و الاختلاف بعد عثمان، و في يزيد منك خلف، فاعقد البيعة له، فان حدث بك حدث كهفا للناس، و لا تسفك الدماء و لا تكون فتنة، قال: و من لي بهذا؟ قال: أنا أكفيك أهل الكوفة، و يكفيك زياد أهل البصرة، و ليس بعد هذين المصرين من يخالفك». قال: «فارجع الي عملك، و تحدث مع من تثق اليه في ذلك، تري و نري». فودعه و رجع الي أصحابه، فقال: لقد وضعت رجل معاوية في غرز [8] بعيد الغاية علي أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

و رجع المغيرة، فلما قدم الكوفة ذاكر من يثق اليه من شيعة معاوية، فأجابوا الي بيعته، فأوقد منهم عشرة - و يقال أكثر - و أعطاهم ثلاثين ألف درهم، و جعل عليهم ابنه موسي، فقدموا علي معاوية و زينوا له بيعة يزيد، و دعوه الي عقدها، فقال: لا تعجلوا باظهار هذا و كونوا علي رأيكم. ثم قال لموسي: بكم اشتري أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال: بثلاثين ألفا. فقال: لقد هان عليهم دينهم.

و قيل أرسل أربعين رجلا، و جعل عليهم ابنه عروة بن المغيرة، فلما دخلوا علي معاوية قاموا خطباء، فقالوا: «انما أشخصنا اليك النظر لأمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم». و قالوا: «يا أميرالمؤمنين، كبرت سنك، و خفنا انتشار الحبل، فانصب لنا علما و حد لنا حدا ننتهي اليه». فقال: أشيروا علي. فقالوا: نشير بيزيد ابن أميرالمؤمنين. فقال: أوقد رضيتموه؟ قالوا: نعم. قال: و ذاك رأيكم؟ قالوا: نعم، و رأي من وراءنا. فقال معاوية لعروة سرا عنهم: بكم اشتري أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال: بأربعمائة دينار. قال: لقد وجد دينهم عندهم رخيصا. و قال لهم: «ننظر ما قدمتم له، و يقضي الله تعالي ما أراد، و الأناة خير من العجلة». فرجعوا و قد قوي عزم معاوية علي البيعة ليزيد.


قال: و لما قوي عزم معاوية علي البيعة ليزيد، كتب الي زياد ابن أبيه يستشيره، و زياد اذ ذاك يلي البصرة، فلما ورد عليه كتاب معاوية، أحضر عبيد بن كعب النميري و قال له: «ان لكل مستشير ثقة، و لكل سر مستودع، و ان الناس قد أبدع [9] بهم خصلتان: اذاعة السر، و اخراج النصيحة الي غير أهلها، و ليس موضع السر الا أحد رجلين: رجل آخرة يرجو ثوابا، و رجل دنيا له شرف في نفسه، و عقل يصون حسبه، و قد خبرتهما منك، و قد دعوتك الي أمر أبهمت عليه بطون الصحف، ان أميرالمؤمنين كتب الي يستشيرني في كذا و كذا، و انه يتخوف نفرة الناس، و يرجو طاعتهم، و علاقة أمر الاسلام و ضمانه عظيم، و يزيد صاحب رسلة و تهاون، مع ما قد أولع به من حب الصيد، فالق أميرالمؤمنين و أد اليه عني فعلات يزيد، و قل له: رويدك [بالأمر [10] ] و أحري أن يتم لك، و لا تعجل، فان دركا في تأخير خير من فوت في عجلة». فقال له عبيد: أفلا غير هذا؟ قال: و ما هو؟ قال: «لا تفسد علي معاوية رأيه، و لا تبغض اليه ابنه، و ألقي أنا يزيد و أخبره أن أميرالمؤمنين كتب اليك يستشيرك في البيعة له، و أنك تتخوف خلاف الناس، لهنات ينقمونها عليه، و أنك تري له ترك ما ينقم عليه، لتستحكم له الحجة علي الناس و يتم ما يريد، فتكون قد نصحت أميرالمؤمنين، و لمت مما يخاف من أمر الناس». فقال زياد: «لقد رميت الأمر بحجره! اشخص علي بركة الله، فان أصبت، فما لا ينكر، و ان يكن خطأ، فغير مستغش، و تقول ما تري و يقضي الله بغيب ما يعلم».

فقدم عبيد علي يزيد، فذكر ذلك له، فكف عن كثير مما كان يصنع.

و كتب زياد الي معاوية يشير عليه بالتؤدة و ألا يعجل. فتأخر الأمر حتي مات زياد، ثم عزم معاوية علي البيعة. النويري، نهاية الارب، 351 - 348 / 20

ذكر الطبري بسنده، قال: قدم المغيرة علي معاوية، فشكا اليه الضعف، فاستعفاه، فأعفاه، و أراد أن يولي سعيد بن العاص، و قال أصحاب المغيرة للمغيرة، ان معاوية


قلاك. فقال لهم: رويدا. و نهض الي يزيد و عرض له بالبيعة، و قال: ذهب أعيان الصحابة و كبراء قريش و ذوو [11] أسنانهم، و انما بقي أبناؤهم، و أنت من أفضلهم و أحسنهم رأيا و سياسة، و ما أدري ما يمنع أميرالمؤمنين من العهد لك، فأدي ذلك يزيد الي أبيه، و استدعاه و فاوضه في ذلك، فقال: قد رأيت ما كان من الاختلاف و سفك الدماء بعد عثمان، و في يزيد منك خلف. فاعهد له يكون كهفا للناس بعدك، فلا تكون فتنة و لا يسفك دم، و أنا أكفيك الكوفة و يكفيك زياد [12] البصرة. فرد معاوية المغيرة الي الكوفة و أمره أن يعمل في بيعة يزيد، فقدم الكوفة و ذاكر من يرجع اليه من شيعة بني أمية، فأجابوه و أوفد منهم جماعة مع ابنه موسي، فدعاه الي عقد البيعة ليزيد، فقال: أوقد رضيتموه؟ قالوا: نعم، نحن و من وراءنا. فقال: ننظر ما قدمتم له، و يقضي الله أمره و الأناة خير من العجلة. ثم كتب الي زياد يستنيره بفكر [13] ... [ما بقي بياض بالأصل]. ابن خلدون، التاريخ، 16 - 15 / 3.



پاورقي

[1] أبدعت بهم خلصتان، أي أضر بهم.

[2] س «فلعل».

[3] شعبي گويد: مغيره پيش معاويه آمد و خواست که او را از کار معاف دارد و از ضعف شکايت کرد. معاويه او را از کار برداشت و مي‏خواست سعيد بن عاص را ولايتدار کند. دبير مغيره از اين خبر يافت و پيش سعيد رفت و به او خبر داد. يکي از مردم کوفه ربيعه، يا ربيع نام از مردم خزاعه، پيش سعيد بود. وي پيش مغيره رفت و گفت: «اي مغيره! پندارم اميرمؤمنان از تو آزرده است. ابن‏خنيس دبير تو را پيش سعيد بن عاص ديدم که بدو خبر داد که اميرمؤمنان او را ولايتدار کوفه مي‏کند.»

مغيره گفت: «چرا شعر اعشي را به ياد نداشت که گويد:

مگر پروردگارت نبود که به محنت افتادي.

شايد پروردگارت کمک کند.

تأمل بايد، تا من پيش يزيد روم.»

آن گاه پيش يزيد رفت و درباره‏ي بيعت، با وي سخن کرد که يزيد اين را با پدر خويش بگفت که مغيره را سوي کوفه بازفرستاد.

گويد: دبير مغيره، ابن‏خنيس پيش وي آمد و گفت: «با تو دغلي نکردم و خيانت نياوردم. ولايتداري تو را نيز ناخوش نداشتم. اما سعيد را بر من منتي بود و حق خدمتي. خواستم سپاس او را داشته باشم. و مغيره از او خشنود شد و به کار دبيري بازبرد.»

گويد: مغيره در کار بيعت يزيد بکوشيد و در اين باب کس پيش معاويه فرستاد.

مسلمه گويد: وقتي معاويه مي‏خواست براي يزيد بيعت بگيرد، به زياد نامه نوشت و از او مشورت خواست. زياد عبيد بن کعب نميري را پيش خواند و گفت: «هر مشورتخواهي را معتمداني بايد و هر رازي را امانتداري شايد. مردم دو صفت دارند: فاش کردن راز و گفتن اندرز با ناکس. راز دار يکي از دو کس است: يا مرد آخرت که اميد ثواب دارد، يا مرد دنيا که شرف نفس دارد و عقلي که حرمت او را حفظ کند. و من اين چيزها را در تو آزموده‏ام و پسنديده‏ام. تو را براي کاري خوانده‏ام که به نامه نتوان گفت. اميرمؤمنان به من نوشته که عزم دارد براي يزيد بيعت بگيرد و از جنبش مردم بيم دارد و اميد دارد موافقت کنند و از من مشورت خواسته. کار مسلماني و سامان آن سخت مهم است. يزيد لا ابالي است و سهل انگاري و دلبسته شکار، اميرمؤمنان را ببين و پيغام من برسان و خرده کاريهاي يزيد را با وي در ميان نه و بگو که در اين کار تأمل بايد که منظور بهتر انجام مي‏شود. شتاب مکن که وصول به هدف با تأخير، بهتر از آنکه با شتاب از دست برود».

عبيد گفت: «جز اين مطلب ديگر نيست؟»

گفت: «چه مطلبي؟»

گفت: «رأي معاويه را به تباهي مبر و پسرش را منفور وي مکن. من يزيد را نهاني مي‏بينم و از جانب تو مي‏گويم که اميرمؤمنان به تو نامه نوشته و درباره‏ي بيعت او مشورت خواسته و تو از مخالفت مردم بيم داري به سبب پاره‏اي چيزها که از او نمي‏پسندند و رأي تو اين است که اين چيزها را رها کند که حجت اميرمؤمنان با مردم قوي شود و کار تو آسان شود، بدين سان، يزيد را اندرز داده‏اي و اميرمؤمنان را خشنود کرده‏اي و از نگرانيي که در مورد کار امت داري بر کنار مانده‏اي.»

زياد گفت: «سخن درستي گفتي. به برکت خداي حرکت کن. اگر نتيجه گرفتي، سپاس تو داريم و اگر خطايي بود از سر دغلي نيست و ان شاء الله از تو دور ماند».

گفت: «ما آنچه دانيم، گوييم و قضاي خدا طبق علم او رود.»

گويد: عبيد پيش يزيد رفت و با وي گفتگو کرد. زياد نيز به معاويه نامه نوشت و گفت: تأمل کند و شتاب نيارد. معاويه اين را پذيرفت و يزيد از بسياري کارهاي خود دست برداشت، پس از آن، عبيد پيش زياد بازگشت که تيولي بدو داد.پاينده، ترجمه تاريخ طبري، 2867 - 2865 / 7.

[4] شنف فلانا، و له: أبغضه، و تنکره....

[5] شفع فلانا في کذا: قبل شفاعته فيه.

[6] کسر فلان من طرفه، و علي طرفه کسرا: غض منه شيئا.

[7] در آن سال مردم با يزيد بن معاويه به عنوان وليعهد پدر بيعت نمودند. ابتدا اين کار و آغاز آن از طرف مغيره بن شعبه شده بود؛ زيرا معاويه خواست مغيره را از امارت کوفه عزل و سعيد بن عاص را نصب کند. او شنيد و با خود گفت: چاره اين است که من خود نزد معاويه بروم. به اتباع و دوستان خود گفت: من اگر به شما حکومت و ايالت و امارت ندهم. کاري نکرده‏ام. اين گفته را هنگامي که به معاويه رسيد به زبان آورد و به قصد ملاقات يزيد رفت. او را ديد و گفت: اعيان و بزرگان ياران پيغمبر درگذشتند؛ همچنين خاندان پيغمبر و سالاران قريش و سالخوردگان قوم. فقط فرزندان آنها مانده‏اند، و تو (يزيد) بهتر از همه آنها و افضل هستي. تو از حيث علم و سياست و ديانت از همه داناتر و بزرگتر هستي. نمي‏دانم چه علتي دارد که اميرالمؤمنين (معاويه) تو را وليعهد نمي‏کند و براي تو بيعت نمي‏گيرد؟ يزيد پرسيد: آيا تو گمان مي‏کني که اين کار انجام مي‏گيرد؟ گفت: آري. يزيد نزد پدر خود رفت و گفته‏ي مغيره را براي او نقل کرد. معاويه هم مغيره را نزد خود خواند و از او پرسيد: يزيد چه مي‏گويد؟ گفت: اي اميرالمؤمنين! تو خد شاهد و آگاه هستي که بعد از عثمان، چه اختلافي رخ داده و چه خونهايي ريخته شده. يزيد براي تو خلف و جانشين (خوبي) خواهد بود. تو بيعت را براي او بگير! اگر حادثه رخ دهد، او پناهگاه مردم خواهد بود و هرگز خون ريخته نخواهد شد و هرگز فتنه به پا نخواهد شد. گفت: چه شخصي مي‏تواند انجام اين کار را بر عهده گيرد؟ گفت: اهل کوفه به عهده‏ي من خواهند بود، اهل بصره هم به عهده زياد، و بعد از مردم اين دو شهر هيچ گروهي با تو مخالفت نخواهد کرد. معاويه گفت: تو به محل ايالت خود برگرد و با کساني که به آنها اعتماد و وثوق داري، گفتگو کن، آن گاه تو خواهي ديد و ما هم خواهيم ديد.

با معاويه وداع کرد و نزد ياران خود برگشت. آنها پرسيدند: چه شد؟ گفت: من پاي معاويه را در يک گودال بسيار عميق نهاده‏ام و اين کار براي امت محمد بسيار سخت و ناگوار است و شکافي ايجاد کردم يا چاکي زدم که هرگز پينه بردار نخواهد بود. آن گاه به اين شعر تمثل کرد:



بمثلي شاهدي النجوي و غالي

بي الأعداء و الخصم الغضابا



يعني: اي زن (معشوقه يا همسر) راز نهان و گفتگوي نجوا (آهسته و مخفي) را بدان و با بودن من که هستي گرانبهايي دارم، دشمنان خشمگين را تهديد يا مباهات کن.

مغيره از آن جا (دمشق) رفت تا به کوفه رسيد. با کساني که يار و همکار بني‏اميه بودند و به آنها اعتماد داشت، گفتگو کرد. آنها پذيرفتند. او هم ده تن از آنها برگزيد. گفته شده، بيشتر از آن عدد نزد معاويه روانه کرد و به هر يک از آنها سي هزار درهم داد و فرزند خود موسي بن مغيره را امير آنها کرد. آنها هم نزد معاويه رفتند و بيعت يزيد را تحسين و او را به انجام آن تشجيع و دعوت نمودند.

معاويه به آنها گفت: عجله مکنيد و بر عقيده‏ي خود باقي بمانيد و اين عقيده را مکتوم بداريد. سپس به موسي گفت: پدر تو دين اينها را به چه مبلغي خريده؟ گفت: به سي هزار درهم. گفت: دين خود را خوار کرده و ارزان فروخته. گفته شده: مغيره عده چهل تن فرستاد و عروه فرزند خود را امير آنها نمود. چون بر معاويه وارد شدند، هر يک از آنها برخاست و خطبه نمود و همه گفتند: علت اعزام آنها فقط دلسوزي براي امت محمد بوده، و نيز گفتند: اي أميرالمؤمنين! تو پير شدي و ما از اين مي‏ترسيم که اين رشته پاره شود (فتنه رخ دهد). تو خود يکي را براي ما انتخاب کن و حدود و رسوم ما را معين فرما که ما بدان حد اکتفا کنيم.

معاويه گفت: شما خود عقيده خود را بگوييد که من با شما مشورت مي‏کنم چه شخصي را انتخاب کنم؟ آنها گفتند: ما يزيد را مي‏خواهيم و عقيده‏ي ما در اين مشورت اين است که او بايد جانشين پدر خود اميرالمؤمنين باشد. معاويه پرسيد: آيا شما به ولايتعهد او راضي هستيد؟ گفتند: آري. گفت: آيا عقيده شما همين است؟ گفتند: بلي. معاويه با عروه خلوت کرد و پنهاني از او پرسيد: پدر تو دين اينها را چند خريد؟ گفت: با چهارصد دينار (زر). گفت: او دين آنها را نزد آنها ارزان ديد. آنگاه معاويه به آنها گفت: ما در اين کار مطالعه خواهيم کرد تا خداوند خود چه خواهد و اين کاري را که شما به قصد انجام آن آمده‏ايد، چگونه انجام دهد و البته تأمل بهتر از عجله است.

آن گاه معاويه بر عزم و حزم خود در انتخاب يزيد افزود. نزد زياد هم فرستاد و با او مشورت کرد. زياد هم عبيد بن کعب نميري را نزد خود خواند و گفت: هر مستشاري بايد محل وثوق باشد، و هر رازي که نزد او مطرح شود بايد مکتوم بماند. مردم را دو چيز گرفتار کرده: يکي افشاي راز و ديگر مشورت با غير اهل و عدم اعتماد بر نصيحت خردمندان. و با کسي مشورت مي‏کنند که سزاوار نصيحت و دلسوزي نيست. مشورت با يکي از دو مرد نيکوست. يکي به آخرت معتقد باشد و از خداوند در اداي نصيحت اجر و ثواب بخواهد، و ديگري مرد دنيا که داراي خرد و شرف و عقل باشد و با همان عقل عرض و شرف و نام خود را حفظ و مصون مي‏دارد. من هر دو صفت را در تو امتحان و من تو را براي يک امر دعوت کرده‏ام که آن امر را نمي‏توانم به نامه‏ها و مراسلات بسپارم (مبادا راز من آشکار شود). اميرالمؤمنين به من نوشت و با من مشورت کرد که چنين و چنان چه خواهد شد. او از تنفر و کينه مردم مي‏ترسد و دوام طاعت آنها را مي‏خواهد و به اسلام علاقه‏مند است که اسلام محفوظ بماند. يزيد هم يک مرد سهل انگار (در دين اسلام) و آزاد و به شکار ولع و اصرار دارد. تو خود نزد اميرالمؤمنين برو و کارهاي يزيد را شرح بده و به او بگو: آهسته برو و آرام باش و هرگز شتاب مکن که اين کار ممکن است با احتياط و تأمل و صبر انجام گيرد و تأخير آن بهتر از فوت و زوال آن مي‏باشد که عجله آن را از ميان خواهد برد.

عبيد به او گفت: آيا غير از اين عقيده يک رأي ديگر بهتر نيست؟ گفت: آن رأي چيست؟ گفت: تو تدبير أميرالمؤمنين باطل نکني و فرزند او را نزد پدر بد نام و مورد عداوت قرار ندهي و من خود نزد يزيد بروم و به او اطلاع بدهم که پدرش به تو نامه نوشت و عقيده‏ي تو را خواست و با تو مشورت کرد که براي يزيد بيعت بگيرد و تو از مردم مي‏ترسي که معايب يزيد را آشکار بکنند و نسبت به او کينه دارند و تو خود معتقد هستي که يزيد بايد خود را اصلاح و آماده خلافت کند و از کارهاي خود که دشمني مردم را برانگيخته، دست بکشد تا بتواني نزد مردم صحت (صحت عمل يزيد) را داشته باشي و کسي عيب جويي نکند. آن گاه تو هم به اميرالمؤمنين عملا نصيحت کردي و هم از انتقاد و اعتراض مردم آزاد خواهي شد. زياد گفت: تو هدف را اصابت کردي (سنگ را به نشانه زدي)، برو به اميد و ياري خداوند. اگر به مقصد رسيدي که باکي نيست و اگر خطا کردي که تو پند دادي و رستگار نشدي و خيانت در مشورت نکردي. تو در آن جا هر چه اقتضا کند، انجام بده و هر چه صلاح مي‏داني، بگو و بکن و خداوند آنچه پشت پرده است، آشکار خواهد کرد و به کار خواهد آورد. او هم نزد يزيد رفت و به او گفت (پند داد). يزيد از بسياري کارها خودداري کرد. زياد هم به معاويه نامه نوشت و با او فرستاد و به معاويه نصيحت داد که عجله نکند و معاويه هم از او پذيرفت. خليلي، ترجمه‏ي کامل، 55 - 51 / 5.

[8] الغرز: رکاب کور الجمل، و هو مثل رکاب السرج الفرس.

[9] أبدع بهم: قطع بهم و خذلهم.

[10] الزيادة من الطبري و ابن‏الأثير.

[11] [في المطبوع: «رادوا» و «ابن‏زياد»].

[12] [في المطبوع: «رادوا» و «ابن‏زياد»].

[13] طبري به سند خود مي‏گويد که: مغيره بن شعبه نزد معاويه آمد و از ناتواني خود شکايت کرد و خواست که استعفاي او بپذيرد. معاويه نيز پذيرفت. معاويه قصد آن داشت که او را از امارت بصره عزل کند و سعيد بن العاص به جاي او به امارت منصوب کند. اصحاب مغيره او را گفتند: معاويه تو را خوار مي‏دارد. گفت: صبر کنيد! پس برخاست و نزد يزيد آمد و به او پيشنهاد بيعت داد و گفت: اعيان صحابه و بزرگان قريش از ميان رفته‏اند و فرزندان آنان برجا مانده‏اند و از آن ميان تو برتر از همگان هستي و در رأي و سياست بهتر. نمي‏دانم أميرالمؤمنين را چه چيز بازمي‏دارد که براي تو بيعت نمي‏گيرد. يزيد، اين سخن به پدر بازگفت: معاويه، مغيره را طلبيد تا با او در اين باب رأي زند. مغيره گفت: خود ديدي که پس از عثمان چه بسان در ميان مسلمانان آتش خلاف زبانه کشيد و فتنه‏ها پديد آمد. يزيد جانشين تو است. براي او بيعت بستان تا بعد از تو کهف امان مسلمانان باشد و فتنه‏اي پديد نيايد و خوني ريخته نشود. کوفه را به عهده‏ي من بگذار و ابن[؟] زياد نيز بصره را کفايت کند. معاويه مغيره را به کوفه فرستاد و فرمان داد، کار بيعت گرفتن براي يزيد را آغاز کند. مغيره به کوفه رفت و با هر که از شيعيان بني‏اميه که نزد او مي‏آمد، از بيعت با يزيد سخن مي‏گفت، آنان نيز اجابت مي‏کردند. آن گاه جماعتي از آنان را برگزيد و پسر خود موسي را بر آنان رياست داد و نزد معاويه فرستاد. معاويه از آنان پرسيد: آيا به بيعت يزيد راضي شده‏ايد؟ گفتند: آري. هم ما و هم کساني که با ما هستند. گفت: بنگرم که چه خواهيد کرد و خدا هرچه خواهد، همان کند. درنگ کردن و تأمل، از شتاب کاري نيکوتر است. پس، نزد زياد کس فرستاد و از انديشه‏ي او ياري گرفت. آيتي، ترجمه‏ي تاريخ ابن‏خلدون، 22 - 21 / 2.