بازگشت

يذكر العلامة السيد جواد العاملي الغروي


يذكر العلامة السيد جواد العاملي الغروي في آخر كل مجلد من مجلدات كتابه (مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة) في الفقه الجعفري. بعض الحوادث المهمة التي وقعت عند اشتغاله بالتأليف. فيذكر في آخر احدي مجلدات مفتاح الكرامة: انه في سنة 1222 ه أعاد سعود الوهابي الغارة علي كربلاء للمرة الثانية. و يذكر أيضا: انه في جمادي الآخر عن سنة 1223 ه: أغار سعود الوهابي ب 20000 مقاتل علي النجف. فعلم النجفيون بالأمر فاحتاطوا له. فلم يتمكن سعود منها فتحول الي كربلاء، و أغار عليها فحاصرهم حصارا شديدا، فثبتوا له خلف السور. و قد قتل منهم و قتلوا منه، و رجع خائبا.

و ذكر في آخر كتاب الوكالة: في سنة 1225 قد أحاط الوهابيون بالنجف و مشهد الحسين، و قد قطعوا الطرق، و نهبوا زوار الحسين (ع) بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان. و قد قتلوا منهم جمعا غفيرا،


و أكثر القتلي من العجم، و ربما قيل انهم مائة و خمسون و قيل أقل...

و ذكر السيد في آخر كتاب الصدقة و الهبة من مفتاح الكرامة: انه في سنة 1226 أنزل عسكر الوهابيين بلاء شديدا في أطراف العراق كالحلة و المشهدين. و قد قتلوا كثيرا من الزوار، و حرقوا الزرع.

ص 73 هامش

و قد زار كربلاء من الصفويين السلطان حسين الثاني الصفوي و لخبر وروده الي كربلاء و الاقامة بها، ثم المناداة باسمه ملكا علي ايران قصة طريفة، تفرد بذكرها أبوالحسن بن ابراهيم القزويني في كتابه فوائد الصفوية المخطوط الذي وقف عليه المؤلف (عبدالحسين) في خزانة كتب أغا ملك التجار في طهران فقد جاء فيه، في ذيل ذكر الشاه طهماسب الثاني: ان شخصا يدعي حسن السبزواري كان مدة ساكنا في خراسان، و في سنة 1190 ه شد رحاله الي العتبات المقدسة. و قد ادعي هذا في أي مكان كان يحل فيه: انه ابن الشاه طهماسب و من المصادفات الغريبة انه لما وصل كربلاء كانت شقيقة السلطان طهماسب الثاني قد توفيت عن قريب، بدون وارث يرث قد تركتها الطائلة. فادعي هذا انه الوارث الحقيقي. و بقوة علماء العتبات و الحكومة العثمانية، آلت جميع تركة المرحومة الي حسن سبزواري و كلما بعد ذلك طالب الصفويون من أصفهان الوالي سليمان پاشا بانصافهم لم يعرهم التفاتا.

سلطان حسين الثاني ابن الشاه طهماسب الثاني الذي ولد في الايام الاخيرة من سجن والده في سبزوار. و كتاب فوائد الصفوية هذا ألف باسم ولده محمد ميرزا الصفوي أثناء ملكوت الأخير بالهند.

و عندما قتل والده كان عمره يناهز الستة أشهر، الأعداء أبوا أن يسلموا: بأن للشاه طهماسب ولد غير عباس الثالث. منوچهر بيك


الگرچي أخذ هذا الطفل الي آذربايجان. و في عهد نادرشاه حمل الي داغستان. و بعد مقتل نادرشاه، توجه الي زيارت العتبات المقدسة، و وصل الي بغداد و اتفق انه في ذلك الوقت ان مصطفي قلي خان بيگدلي شاهلو كان قد ذهب في سفارة لنادر شاه الي اسطانبول. و عند عودته من اسطنبول وصل الي سمعه في بغداد خبر مجيي ء حسين ميرزا الصفوي، فخف الي لقائه بكل تعظيم و اجلال. و ليثبت حسين ميرزا للخان صحة نسبه أراه ورقة عقد زواج والدته من الشاه طهماسب الممهور بمهر مصطفي قلي خان، مع خنجر مرصع بالأحجار الكريمة. فتحقق للخان الذي كان من كبار امراء ايران آنذاك، صحة ذلك، عرض الخان علي الميرزا خدماته لاسترجاع العرش. ولكن الميرزا لم يعره أذنا صاغية، و توجه الي كربلاء.

و كان من المجاورين في كربلاء آنذاك زوجة نادرشاه التي هي ابنة الشاه حسين الصفوي، و كذلك شقيقة الشاه طهماسب الثاني. و قد بلغهما خبر ورود حسين ميرزا الي كربلاء. طلبوه في الحرم. و من وراء الستار الذي يفصل بينهما طلبوا منه ابراز يده لهما، فشاهدتا بين كل أصبع و أصبع من يده غشاء لحمي مثل الطيور المائية. و عندما شاهدتا ذلك وقعتا مغشيا عليهما. ثم أخذوه الي الحرم، و ألصقوا رأسه الي صدورهم. و أخذوا بالبكاء و النوح علي ذكري أبيهم و أخيهم.

علي مرادخان البختياري، و اسماعيل خان الفيلي فروا الي بغداد بعد انكسار جيشهم أمام كريم خان الزند. فاجتمعوا في بغداد مع مصطفي قلي خان. و قرر هؤلاء الثلاثة المناداة بحسين ميرزا ابن الشاه طهماسب الثاني ملكا علي عرش ايران. فطلبوه من كربلاء و جمعوا تحت لوائه جماعة من الألوار و الأتراك من العراق، و عزموا علي تسخير ايران، و قد ضربوا السكة باسمه في المدن. و خطبوا له علي المنبر. في مدينة (قلمرو عليشكر) التقوا مع جيش كريم خان الزند و دارت بينهم رحي


معركة ضارية انتصر فيها كريم خان الزند.

السلطان شاه اسماعيل الصفوي الذي أجلسه علي العرش الفارسي محمد حسين القاجار. و قد ضرب بأسمه السكة، و خطب له علي المنابر و لما انتصر كريم خان علي محمد حسين قاجار أقر سلطنه الشاه اسماعيل و سمي نفسه ب (وكيل السلطنة). سمع بخبر مناداة السلطان حسين ملكا و لاظهار الحجة جاء بالشاه سماعيل مع جيشه ليقابل الشاه سلطان حسين. و قد انتهت المعركة بهزيمة جيش السلطان. هرب السلطان حسين الثاني مع علي مراد خان البختياري. و تواري عند البختيارية. و قد أظهر البختيارية له كثيرا من الاحترام و التقدير. ولكن علي مردان خاف من منافسه السلطان له علي رئاسة عشيرته. فسمل عينيه. و كانت مدة حكم السلطان حسين الثاني سبعة أشهر...

و كان نقش خاتمه هذا البيت:



دارد ز شاه مردان فرمان حكم راني

فرزند شاه طهماسب سلطان حسين ثاني



و قد أمضي بقية حياته بالعبادة و الرياضة. و كان عزيز النفس لم يقبل معونة أحد. و كان يوصي دائما بأن يلبس ولده محمد ميرزا بعده خرقة الدراويش. [و محمد ميرزا هذا هو نفسه الذي ألف هذا الكتاب بأسمه. و في أواخر سنة 1205 ه غادر من طريق شيراز الي مسقط بعزم حج بيت الله الحرام ثم بعد ذلك شد رحاله الي ديار الهند]. انتهي

ازداد في أواخر العهد الصفوي عدد الزائرين الفرس الي العتبات المقدسة لاسيما الي كربلاء، الا ان العثمانيين كانوا يضعون العراقيل أمام مجيي ء هؤلاء بين حين و آخر. اذ يحدثنا القون هامر (في كتابه تأريخ الدولة العثمانية، المجلد الثالث ص 683 الباب الواحد و الستون من الترجمة


الفارسية للكتاب) أن في أيام سلطنة مصطفي الثاني العثماني (1703 - 1695 م) خان خانان ميرزا محمد مؤمن خان [1] .



قد بعث رسالة الي الصدر الاعظم في اسطنبول مشفعة بالتحف و الهدايا، كانت الهدايا كلها بعدد التسعة من كل صنف، لان التتر و الاتراك يحبون هذا العدد. و كان مطلب الخان في هذه الرسالة من الصدر الاعظم هو ان بعض علماء ايران يرغبون في مجاورة العتبات في النجف الاشرف و كربلاء. و يلتمس منه أن يسمح بأعطاء أذن الي مجاورة هؤلاء. و بما أن قباب العتبات المقدسة قد أصابها الخراب أراد الاذن بالسماح لان ترمم هذه القباب المأمون الايرانيين. و كان جواب الصدر الاعظم علي ذلك بأن زوار النجف و كربلاء سوف يعاملون مثل حجاج بيت الله الحرام من رعاية، و حماية. أما من جهة مجاورتهم للعتبات، و تعمير القباب من أموالهم فذلك ما لا يجب الكلام فيه. اذ ان الدولة قد تصالحت مع الدول الاجنبية، و توقفت الحروب، و ساد البلاد الاستقرار، فلذا ستنصرف عناية الدولة الي تعمير و اصلاح هذه المراقد. ص 158 س 12:

شاعت في العصر العباسي و المغولي، عادة نقل جثث الموتي الي المشاهد المقدسة، و منها المشهد الحائري، و تكملة للبحث الذي ورد في الصفحة المشار اليها سنورد بعض ما نقله المؤلف من أخبار عن نقل جثث بعض الامراء و العلماء و الادباء الي الحائر.

فقد جاء في أخبار سنة 329 ه من كتاب أخبار الراضي بالله و المتقي بالله المستل من كتاب الاوراق للصولي: «و من أهل الشرف و الفضل توفي ابن


الفدان العلوي يوم الاحد لسبع خلون من شعبان و حمل فدفن بالحير، و قبل موته بأيام مات البربهاري، فسبحان من سر المؤمنين بموته و فجعهم بموت ابن الفدان و هو في وقته من أكرم الاشراف و أسمحهم كفا» [2] .

و ممن حمل الي المشهد الحائري أيضا الشريف أبوأحمد الموسوي، والد الشريفين، و كان ذلك سنة 400 هج [3] .

و قد جاء في كتاب مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري «مجد الملك أبوالفضل أسعد بن محمد بن موسي البرادشاني القمي، وزير بركياروق بن ملك شاه السلجوقي، من جملة توفيقاته انه بعد أن حاز علي درجة الشهادة دفن بجوار فايض الانوار الامام الحسين [4] .

و قد جاء في حوادث سنة 501 من المنتظم و كامل ابن الاثير «صدق بن منصور بن دبيس بن مزيد أبوالحسن الاسدي الملقب بسيف الدولة، كان كريما ذا زمام، عفيفا من الزناء و الفواحش... و حمل و دفن في مشهد الحسين» [5] .

و جاء في الجامع المختصر لابن الساعي «أبوالفتوح نصر بن علي بن منصور النحوي الحلي المعروف بابن الخازن كان حافظا للقرآن المجيد عارفا بالنحو و للغة العربية، قدم بغداد و استوطنها مدة و قرأ علي ابن عبيده و غيره، و سمع الحديث علي ابي الفرج... توفي شابا بالحلة في ثالث.

و ممن حمل الي المشهد أيضا جمال الدين المخرمي. في سنة 646 ه،


عشر جمادي الآخرة من سنة ستمائة. و دفن في مشهد الحسين عليه السلام [6] ».

و قد رثاه أخوه فخرالدين بقصيدة، منها هذين البيتين:



فان حال ما بيني و بينك تربة

مجاورة السبط الامام المكرم



اليك تراني قد حثثت مطيتي

و عن كتب يأتي البشير بمقدمي



و قد أوصي أن يدفن في تل قريب من مشهد الحسين عليه السلام [7] .

و قد جاء في الجامع المختصر لابن الساعي، «فلك الدين آقسنقر بن عبدالله التركي الوزيري مملوك نصيرالدين بن ناصر بن مهدي العلوي توفي في يوم الاحد خامس عشر جمادي الاولي من سنة أربع و ستمائة و صلي عليه بالمدرسة النظامية و شيعه خلق كثير، و حمل الي مشهد الحسين - عليه السلام - فدفن هناك» [8] .


پاورقي

[1] جاء في کتاب تذکرة هفت اقليم (مخطوط، وقف عليه المؤلف في خزانة کتب الحاج حسين أغا ملک التجار في طهران): محمد بيرم خان الملقب ب (خان خانان) وزير الهند، کان من أعاظم طوائف الترکمان القراقوينلو و له في مدح أميرالمؤمنين هذه القصيدة. [مطلعها]:



شهيکه بکذرد أزنه سپهر أفسر أو

أکر غلام علي نيست خاک بر سوأو.

[2] أخبار الراضي بالله و التقي بالله من کتاب الأوراق للصولي ص 212.

[3] الکامل لابن‏الأثير ج 9، و المنتظم ج 7 ص 247.

[4] مجالس المؤمنين ص 229.

[5] المنتظم ج 9 ص 158، و راجع أيضا الکامل ج 8 ص 245.

[6] الجامع المختصر في عنوان التواريخ و عيون السير لابن‏الساعي ج 9 ص 128.

[7] الحوادث الجامعة المنسوب لابن‏الفوطي ص 356.

[8] الجامع المختصر ج 9 ص 248.