بازگشت

قصيدة الصابي بتهنئة عضدالدولة عند عودته من الزيارة


انفذ الصابي أبواسحق ابراهيم بن هلال من السجن بقصيدته اللامية بالتهنئة عن قدوم عضدالدولة من الزيارة عرضت عليه في وقت كان عبدالعزيز بن يوسف غير حاضر فيه، فقرأها ثم رفع رأسه الي والي عبدالله بن سعد، و كنت آمنه عليك، و اعلم ان اعتقاده يوافق اعتقادي فيك فقال، و قد طال حبس هذا المسكين و محنته فقبلت أنا و هو الارض عند ذلك، فقال لنا: كأنكما تؤثران أطلاقه. قلنا: ان من أعظم حقوقه علينا و ذرائعه عندنا. أن عرفناه في خدمتك و خالطناه في أيامك. قال: فاذا كان هذا رأيكما فيه فانفذا و افرجا عنه و تقدما اليه عنا بملازمة منزله الي أن يرسم من يمثله و القصيدة الذي هنأه بها عند عودته من الزيارة


[زيارة المشهدين، الحائري و الغروي]:



أهلا بأشرف أوبة و أجلها

لاجل ذي قدم يلاذ بنعلها



شاهنشاه تاج ملته التي

زيدت به في قدرها و محلها



يا خير من زهت المنابر بأسمه

في دولة علقت يداه بحبلها



و أقمت فينا سيرة عضدية

هيهات لا تأتي الملوك بمثلها



يردي غوي فاجر في بأسها

و يعيش بر صالح في فضلها



مولاي عبدك حالف لك حلفة

يعيي مناكب يذبل عن حملها



لقد انتهي شوقي اليك الي التي

لا أستطيع أقلها من ثقلها



طوبي لعين أبصرتك و من لها

بغبار دارك جازيا عن كحلها



لو بعتني بجميع عمري لفظة

أو لحظة بالطرف لم أستغلها



اتري أمر بخطرة من بالها

أتري أعود الي كثافة ظلها



لي ذمة محفوظة في ضمنها

و وثائق محروسة في كفلها



و اذا رأيت سحائبا لك ثرة

تروي النفوس الحائمات بهطلها



لا في الرجال النافعين بوبلها

كلا ولا في القانعين بطلها



قابلت بالزفرات هبة ريحها

و حكيت بالعبرات درة سجلها



فلو ان عيني راهنت بدموعها

يمناك في السقيا لفزت بخصلها [1] .




پاورقي

[1] ارشاد الاريب لياقوت الحموي ج 1 ص 336.