بازگشت

نشوار المحاضرة للتنوخي


حدثني أبوالحسين بن عياش، قال أخبرني صديق لي أنه خرج الي الحاير ليزول فأجتاز في طريقه بموضع قريب من الاعراب، و هم نزول. فحط رحله، و نزل و جلس يأكل هو و غلمانه فوقف به بعض الاعراب يستطعم. قال: فقلت له أجلس حتي تأكل و ندفع اليك نصيبا فجلس قريبا منا، فأذا بغراب قد طار قريبا منه و صاح صياحا متتابعا،


فقام الاعرابي يرجمه و يقول: كذبت يا عدو الله، قال فقلنا له: ما الحبر يا أعرابي، قال، فقال: يقول الغراب انكم ستقتلونني و أنتم تريدون أن تطعموني فكذبته في خبره، قال فاستحمقناه، و تممنا أكلنا و كان في السفرة سكين بزماورد عظيمة حادة أنسيناها في السفرة فجمعنا السفرة بما فيها و قلنا للأعرابي خذها و فرغ ما فيها و أردد السفرة فجمعها بما فيها، و شالها، فضرب بها ظهره بحمية من فرحه بتمكيننا اياه من جميع ما فيها فخرجت السكين بحدتها فدخلت بين كتفيه فخر صريعا، يصرخ: صدق الغراب لعنه الله مت و رب الكعبة، فخشينا أن يصير لنا مع الاعراب قصة، فتركنا السفرة و قمنا مبادرين فاختلطنا بالقافلة حتي لا نعرف و تركناه يتشحط في دمائه، و لا نعلم هل عاش أو مات [1] .


پاورقي

[1] نشوار المحاضرة للتنوخي ص 266، طبعة مرجليوث.