بازگشت

الفرج بعد الشدة للتنوخي


قال وجدت في دفتر عتيق عن بعضهم، قال: خرجت الي الحاير أيام الحنبلية [1] أنا و جماعة مختفين، فلما صرنا في أجمة بر (كذا و أظن انها برس) قال لي رفيق لي منهم يا فلان: ان نفسي تحدثني ان السبع يخرج فيفترسني من بين الجماعة، فأن كان ذلك فخذ حماري و ما عليه فأده الي عيالي في منزلي، فقلت له: استشعار يجب أن تتعوذ بالله منه. و تضرب عن الذكر فيه، قال فما مضي علي هذا الامر الا يسيرا حتي خرج الاسد فحين رآه الرجل سقط عن حماره يتشهد، و قصده الاسد من بين الجماعة، فأخذه و دخل به الاجمة، و سقت الحمار و أسرعت مع القافلة و بلغت الحائر وزرنا و رجعنا الي بغداد و استرحت في بيتي يوما أو يومين، ثم أخذت الحمار و جئت به الي منزله لاسلمه الي عياله فدققت الباب فخرج الي الرجل بعينه، فعانقني و بكا و بكيت و قلت حديثك، فقال ان السبع ساعة أخذني و جرني الي الاجمة، و أنا لا أعقل أمري، سمعت


صوت شي ء و رأيت السبع قد خلاني و مضي ففتحت عيني فاذا الذي سمعته صوت خنزير، و اذا السبع لما رآه عن له أن يتركني و مضي فصاده و برك عليه يفترسه و أنا اشاهده الي أن فرغ منه ثم رجع السبع من الاجمه و غاب عن عيني، فسكنت و تأملت حالي فوجدت مخالبه قد وصلت الي فخذي قليلا و قوتي قد عادت. فقلت لاي شي ء جلوسي، فقمت اتسحب في الاجمه أطلب الطريق، فأذا بجيف ناس و بقر و عظام بالية و أثر من افترسهم الاسد فمازلت اتخطاها حتي انتهيت الي رجل قد أكل الاسد بعض جسده و بقي أكثره و هو طري و في وسطه هميان قد تخرق بعضه و ظهرت منه دنانير فتقدمت فجمعتها و قطعت الهميان، و أخذت جميع الدنانير، و تتبعتها حتي لم يفتني منها شي ء، و قويت فضل قوة فاسرعت في المشي و طلبت الجاده فوقفت عليها و اقمت أمشي الي بعض القري و استأجرت حمارا وعدت الي بغداد و لم أمض الي الزيارة لاني خشيت أن يسبقوني و يذكرون خبري فيصير عند عيالي مأتم، فسبقتكم و أنا اعالج فخذي و اذا من الله عزوجل بالعافية عدت الي الزيارة. و حدثني بهذا الحديث غير واحد من أهل بغداد [2] .


پاورقي

[1] اشتدت الوطئة علي زائري الحائر في عصر الراضي بالله العباسي (في سنة 323 ه) من قبل أبومحمد البربهاري و أتباعه من الحنابلة، حيث أنکر هؤلاء زيارة قبور الائمة، و منعوا الناس من زيارتها.

[2] الفرج بعد الشدة للتنوخي ج 2 ص 75، و قد أورد الننوخي حکاية أخري عن زيارة الحائر، راجعها في (ص 92 - 91 من الکتاب).