بازگشت

هدم المتوكل لقبر الحسين


حدثني محمد بن ابراهيم أبي السلاسل الأنباري الكاتب، قال حدثني أبوعبدالله الباقطاني، قال: ضمني عبيدالله بن يحيي بن خاقان الي هارون المعري و كان قايدا من قواد السلطان أكتب له - و كان بدنه كله أبيض شديد البياض، حتي يديه و رجليه كانا كذلك، و كان وجهه أسود شديد السواد، كأنه القير، و كان يتفقأ مع ذلك مدة، قال فلما أنس بي سألته عن سواد وجهه، فأبي أن يخبرني، ثم انه مرض مرضه الذي مات فيه، فعدت فسألته فرأيته كان يحب أن يكتم عليه، فضمنت له الكتمان. فحدثني قال: وجهني المتوكل أنا و الديزج لنبش قبر الحسين عليه السلام و اجراء الماء عليه، فلما عزمت علي الخروج و المسير الي الناحية، رأيت رسول الله في المنام، فقال لا تخرج مع الديزج و لا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين. فلما أصبحنا جاؤا يستحثوني علي المسير فسرت معهم حتي وافينا كربلا، و فعلنا ما أمرنا به المتوكل، فرأيت النبي صلي الله عليه و آله في المنام،، فقال ألم آمرك ألا تخرج معهم و لا تفعل فعلهم، فلم تقبل حتي فعلت ما فعلوا ثم لطمني و تفل في وجهي فصار وجهي مسودا كما تري، و جسمي علي حالته الأولي [1] .

... قال حدثنا محمد بن سليمان، قال حدثنا عمي، قال: لما خفنا


أيام الحج [أظن من المقتضي أن تكون اللفظة حجاج الا الج] خرج نفر منا من الكوفة مستترين، و خرجت فصرنا الي كربلا و ليس بها موضع نسكنه فبنينا كوخا علي شاطي ء الفرات و قلنا نأوي اليه فبينا نحن فيه اذا جائنا رجل غريب فقال أصير معكم في هذا الكوخ الليلة، فاني عابر سبيل، فأجبناه و قلنا غريب منقطع به فغربت الشمس و اظلم الليل أشعلنا نفطية تشعل بالنفط، ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين بن علي عليهماالسلام و مصيبته و قتله و من تولاه، فقلنا ما بقي أحد من قتلة الحسين، الا رماه الله ببلية في بدنه، فقال ذلك الرجل: فأنا قد كنت فيمن قتله و الله ما أصابني سوء و أنكم يا قوم تكذبون، فأمسكنا منه، و قل ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة بأصبعه، فأخذت النار كفه فخرج ينادي حتي ألقي نفسه في الفرات يتعوص به، فوالله لقد رأيناه يدخل رأسه في الماء و النار علي وجه الماء، فاذ أخرج رأسه سرت النار اليه فتغوصه الي الماء ثم يخرجه فتعود اليه، فلم يزل ذلك دأبه حتي هلك [2] .



پاورقي

[1] الأمالي للطوسي ص 207.

[2] الأمالي للطوسي ص 101.