بازگشت

ابوالفائز محمد الخامس


جاء في مناهل الضرب للاعرجي (المخطوط) عن ترجمة أبي الفائز: كان أبوالفائز محمد في الحائر سيدا وجيها جليل القدر شهما غيورا عفيفا، ورعا تقيا، نقي السريرة. يمتاز علي سائر العلويين الساكنين في الحائر، و يتبعه أكثر من نصف سكانه. كان بينه و بين الوجيه المعاصر له السيد محمد من ذرية محمد بن الحنفية - يعتقد السيد حسن الكليدار أنه محمد بن يحيي زحيك - خصومات و مناوشات قبيلية من أجل زعامة الحائر و نقابتها. و يقول بعد ذلك اصطفي مع خصمه العنيد، و زجر نقيب الحائر شهاب الدين أحمد الحسيني و عزله و نصب نفسه نقيبا للحائر خلفا للنقيب المعزول.

(عادل).

ذكر ابن بطوطه في رحلته [1] قال: (ثم سافرنا منها -الحلة - الي مدينة كربلاء مشهد الحسين بن علي عليهماالسلام و هي مدينة صغيرة تحفها حدائق النخيل و يسقيها ماء الفرات و الروضة المقدسة داخلها و عليها مدرسة عظيمة و زاوية كريمة، فيها الطعام للوارد و الصادر و علي أبواب


الروضة الحجاب و القومه، لا يدخل أحد الا عن اذنهم، فيقبل العتبة الشريفة و هي من الفضة و علي الضريح المقدس قناديل الذهب و الفضة و علي الأبواب أستار الحرير. و أهل هذه المدينة طائفتان، أولاد زحيك و أولاد فائز و بينهما القتال أبدا [2] و هم جميعا امامية يرجعون الي أب واحد. و لأجل فتنتهم تخربت هذه المدينة...).

و من الغريب انه لم يتكتل لأبي الفائز من أعقاب كثيرة عندئذ - أذ كان أبوالفائز من رجال القرن السابع و ابن بطوطة زار كربلاء في أول القرن الثامن - الا اننا نقول لشخصيته البارزة كان ينضم و يلتحق بآله بنو عمومتهم من آل المجاب، و عددهم لا يستهان به علي ما أورد أسماءهم ابن شدقم في مبسوطه نقلا عن مشجر بن معيه الحسني النسابه.


پاورقي

[1] ص 139.

[2] في منتصف القرن الثامن الهجري وقعت في کربلاء حوادث جسام کادت أن تؤدي بها و بساکنيها و ذلک من جراء نشوب القتال بين آل فائز و آل زحيک. فاستغلت الحال قبيلة بني مهنا العلوية فأغارت علي کربلاء و حجتها أن تتدخل في حل النزاع، فتدخلت بشؤون کربلاء و نصبت شمس الدين محمد الحائري سادنا. و قد أخطأ السيد حسن الکليدار (في مدينة الحسين ج 2 ص 140) بقوله معقبا علي النص المتقدم: و تولي عميد آل فائز محمد نقابة الحائر ثانية و تولي عميد آل زحيک السدانة، فأمنت کربلاء غائلة الفتن سنة 756 ه انتهي. و وجه الخطأ هنا هو أن السيد محمد أبوالفائز الآنف الذکر بالقطع لم يکن من رجال القرن الثامن بل کان محمد أبوالفائز من رجال القرن السابع (راجع ترجمة أبوالفائز في النص). (عادل)