بازگشت

نهر العلقمي


ذكر المسعودي في التنبيه و الاشراف [1] : و كاتب البريد ابن خرداذبه في المسالك [2] : اذا جاز عمود الفرات هيت و الأنبار (يقابل الثاني الأول في الضفة الغربية) فيتجاوزهما فينقسم قسمين، منها قسم يأخذ نحو المغرب قليلا المسمي (بالعلقمي) الي أن يصير الي الكوفة.

و آثار العلقمي الباقي منه اليوم - علي ما وقفت عليه - اذا انتهي الي شمال ضريح عون اتجه الي الجنوب، حتي يروي الغاضرية لبني أسد - و الغاضرية علي ضفته الشرقية - و بمحاذاة الغاضرية شريعة الامام جعفر ابن محمد (سلم) علي الشاطي ء الغربي من العلقمي. و قنطرة الغاضرية تصل بينه و بين الشريعة ثم ينحرف الي الشمال الغربي. فيقسم الشرقي من مدينة كربلاء بسفح ضريح العباس (سلم) اذ استشهد ما يلي مسناته. فاذا جاوزه انعطف الي الجنوب الشرقي من كربلاء مارا بقرية نينوي و هناك يتصل النهران (نينوي و العلقمي) فيرويان ما يليهما من ضياع و قرية شفيه فيتمايلان بين جنوب تارة و شرق اخري، حتي اذا بلغا خان الحماد - منتصف الطريق بين كربلاء و الغري - اتجها الي الشرق تماما. و قطعا شط الهندية بجنوب برس أو حرقه - و أثرهما هناك مرئي و مشهود -


حتي يسقيان شرقي الكوفة.

ذكر ان مجراه في العصور القديمة كان يتصل ببطائح البصرة، و ان سابور ذي الأكتاف اتخذ حافتيه قاعدة للذب عن غزو العرب لتخوم المملكة. و شمل بعناية أخلافه من ملوك الساسانية لموقعه الدفاعي.

و بلغ من ازدهار العمران الذي حف بجانبيه شأوا حتي أن ذكروا: أفلتت سفينة و انحدرت مع جري الماء يومين فامتلأت بأنواع صنوف أثمار حافتيه.

ذكر هار في بوتر في التاريخ القديم ان بخت نصر الملك البابلي حفر نهرا من أعالي الفرات حتي أوصله الي البحر لتقارب الوصف، من الممكن أن يكون هذا النهر هو (العلقمي) [3] و لنفس الغاية لبعد أمد جريه اختار فوهته من أعالي الفرات لارتفاع مستوي الماء هناك - للتدفق و سرعة الجري - و لبعد عمود الفرات عن ارواء آخر حدود الريف في العصور القديمة من التاريخ في الدور البابلي أو الكلداني. اذ كان مجراه يشق عاصمتهم بابل. كان بطبيعة الحال حفر مثل هذا النهر من الضروري و مما لا مناص منه لنطاق مدي العمران.

و العلقم بالفتح و السكون يطلق علي كل شجر مر (الحنظل). و ما عداه من غير فارق، و العلقمة المراره. يخال لي لشدة ما كان العرب يكابدون من مرارة ماء آبار الجزيرة، حتي تخوم الجزيرة، و مياه عيون


الطف، ثم ينهلون عذب نمير هذا النهر فلبعد شقة البين بالضد أطلقوا عليه اسم (العلقمي) [4] .

اطلقت علي جملة الضياع التي اتخذت علي النهرين، العلقمي و نهر نينوي في الدور الاسلامي من مبتدأ فوهة أو صدر (العلقمي) ما يلي هيت ب (الفلوجة العليا) فاذا انحدر مجراه لحدود كربلاء (الفلوجة الوسطي) و لحدود اتصاله بالكوفة ب (الفلوجة السفلي) و هذه الفلاليج الثلاثة، كل واحد منها في الدور الكسروي متمما لأستان بهقباذات الثلاثة. ففيما بين نهري دجلة و الفرات، أستان بهقباذ الأعلي، ثم الأوسط، ثم الأسفل. كان قسط هذا النهر من التفقد و العناية قد بلغ نصاب الكفاية، يتمايل بنشوة نظارة العمران و ساكني حافتيه في هناء و رغد عيش، حتي أن انتكست الخلافة العباسية، و حل بكيانها الضعف و الوهن، لشغب الأتراك و تلاعبهم بنصب و خلع و قتل ثلاثة من الخلفاء، و هم المستعين و المعتز و المهتدي.

و انحل نظام الأمن و سادت الفوضي أنحاء البلاد القيام الفتن و الثورات و تعاقبها - واحدة تلو الأخري دون أيما انفكاك - و قد بلغ الضعف بالدولة الي درجة أن أصبح من المستحيل امكان قضائها علي ثورة الزنج و لم تتمكن من اخماد ثورتهم الا بعد خطوب و تكبد خسائر فادحة ما يقارب الثلاث


عشرة سنة [5] استنزفت من الضحايا و الأموال ما يفوت الحصر احصاءه.


الا ان سياسة الخليفة المعتضد الحازمة و ولده المكتفي، قد أعادا للخلافة بعض ما فقدته من هيبة و رفعة شأن. الا انه كان آخر و ميض نور من حياة عز الدولة العباسية. اذ تلتها النكسة التي لا قيام بعدها من جراء سيرة المقتدر، لضعف نفسه، و ركونه الي حياة اللهو و المجون. استهلك في سبيل رغائبه - علي ما يحدث به الاستاذ ابن مسكويه في تجاربه - [6] بسرد مفردات نيف و سبعين مليون دينارا من العين فضلا عما تلاعبته الأيدي بما تحويه الخزائن من النفائس النادرة و الاحجار القيمة. و قد قلده الجند في أساليب الدعة حتي أضاع قيمته. و أصبح ضعيف النفس منخوب القلب بلغ الضعف به درجة انه عجز مع كامل عدته و عديده عن صد حملة عدة ضئيلة من قرامطة هددوا بغداد من ناحية الأنبار، ولو لم يبادروا لهدم قنطرة زبارا علي نهر عيسي للحيلولة دون عبورهم، لأصبحت العاصمة عرضة لخطر ويلات و ثبور.

و القرامطة يحصدون بالسيف رقاب الوافدين أثناء سيرهم الي الحج، و في نفس الحرم و الكعبة ارتكبوا من فضائع القتل و النهب و الاستهانة بقدسية البيت، ما بلغ صداه عالم الأكوان. [7] .

فأبانت هذه الحوادث عن مدي ضعف الدولة و عن أقصي مراتب عجزها و ذلك لدوران محور سياستها علي رأي النساء و الحاشية خدم دار الخلافة. فكان أن تمزقت وحدة الامبراطورية الشاسعة المترامية


الاطراف [8] و لم يقتصر الحال علي ذلك. بل حتي أصبح شخص الخليفة و عاصمته محكومين لأمير الامراء الذي اتخذ قاعدة حكمه في مقابل دار الخلافة في دار المملكة.

كان الاسلام منذ رفع مناره و أخذ بالتوسع و الفتوح علي عهد الراشدين و الأمويين و العباسيين: شامخ الذري منيع الجانب عزيزا... يجيب الرشيد قيصر علي ظهر كتابه: الجواب ما تراه [9] . و عندما طرق سمع المعتصم تهكم العلج علي المتأوهة بوا معتصماه في حصن عمورية - سيفنيك علي خيل بلق - فيخرج لفوره دون أي توان علي رأس حملة بينها سبعون ألف فارس علي خيل بلق، و يدك دكا بسنابكها بر الأناضول و يهدد منيع أركان حصن عمورية لاغاثتها [10] .

و الواثق يعمل السيف في سكان الجزيرة و أحيائها. و ينقل أسراهم


الي عاصمته سامراء. بينما استحال علي أي فاتح وطي ء أدني حدود الجزيرة فضلا عن التوغل في متاهاتها. منذ أقدم عصور التاريخ.

فبسقوط عظمة الدولة العباسية، و تمزق امبراطوريتها قضي علي حياة عن الاسلام أبديا، وفق الحديث الذي أخرجه الامام أبي داود في كتاب السنن [11] «لا يزال الاسلام عزيزا الي اثني عشر خليفة كلهم من قريش». ختم بقطع النيابة الخاصة بالسفير الرابع علي بن محمد السمري عن الامام الثاني عشر المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع). [12] .


كان هذا النهر لما يحاذي غربه صحراء الجزيرة عرضة لمشاغبة خوارج العرب و القرامطة و مسرحا لحركاتهم العسكرية مع الدولة. فضلا عما أصابه من الاهمال فعلي أثر نضوب المال و عدم كفايته لسد عوز أرزاق الجند، أخذ الامراء يحيلونهم علي استغلال الضياع، يقول ابن الاثير في الكامل: ان الذي أخذوه ازداد خرابا فردوه، و طلبوا العوض، فعوضوا، و ترك الاجناد الاهتمام بمشارب القري و تسوية طرقها فهلكت و بطل الكثير مها فقط - علي ما يرويه أحمد بن سهل في صور الاقاليم [13] كان مما أصين من عبث الكوارث المبيرة و لم يصبه العطب.


المنطقة فيما بين بغداد و الكوفة، الجزيرة بين الرافدين. و بقيت محافظة علي عمرانها الي القرن السادس علي غرار وصف أبي زيد البلخي بأنه سواد مشبك و شهود ابن جبير له كما أورده في رحلته الي المشرق. حتي دمرتها عواصف حملة التتر سنة ستة و خمسين و ستمائة.

فبطبيعة الحال لتوالي الفتن و المحن و تخلي القري الآهلة من قاطنيها علي حافتي هذا النهر و الفروع المتشعبة منه: ان.... أن العناية بهذا النهر و تفقده ما كان ينتابه من عوارض متتالية، حتي أصبح العامر من ضياعه في حكم الموات، كما أعرب عن وصفه الوصاف بعد قرنين في (تاريخ الحضرة).

و لما كان العلقمي يروي كربلاء و ساكنوه وجوه الاشراف من العلويين و المنقطعين في جوار الحسين (ع) و لم تبق وسيلة للاهتمام بشأنه غير تبرع أهل الفضل بالبذل، و لابد من أن بني بويه في القرن الرابع لتشيعهم و عنايتهم بشؤون المشاهد المشرفة، كانوا السبب الوحيد لبقاء حياة هذا النهر حتي منتصف القرن الخامس اذ أن الامام ابن الجوزي يحدثنا في (المنتظم) [14] في حوادث سنة 451 فيقول: خرج البساسيري الي زيارة المشهد بالكوفة علي أن ينحدر من هناك الي واسط و استصحب معه غلة في زورق ليرتب العمال في حفر النهر المعروف بالعلقمي و يجريه الي المشهد بالحائر وفاء بنذر كان عليه.

و يقول مؤلف تاريخ آل سلجوق في حوادث سنة 479 ه وصل عماد الدولة سرهنك ساوتكين الي واسط و منها الي النيل في شهر رمضان، و زار المشهدين الشريفين و أطلق بهما للاشراف مالا جزيلا، و أسقط


خفارة الحاج و حفر العلقمي و كان خرابا من دهر، و قدم بغداد [15] .

و يحدثنا السيد الطقطقي في الآداب السلطانية ص 301، عند ذكر مؤيد الدين ابن العلقمي وزير الخليفة المستعصم بالله و قيل لجده العلقمي لانه حفر النهر المسمي بالعلقمي و هو النهر الذي برز الامر الشريف السلطاني بحفره و سمي الغازاني. فعليه قاوم العلقمي كوارث الاعفاء و الدروس حتي آخر القرن السابع، ثم أصبح أثرا بعد عين. و في حبر كان يحدثنا العلامة الحسن بن يوسف في الخلاصة ص 58 عند ذكر عبدالغفار يقول: (هو من أهل الجازية [16] قرية من قري النهرين). وقفت بنفسي علي دارس رسوم هذه القرية قبيل الحرب العامة لسنة 1914 م و موقعه يقع في الشمال الشرقي من مدينة كربلاء علي آخر حدود ضيعة الوند، يشاهد بظهر طلولها خزف و بعض زجاج مبعثر، و فيما يليه آثار حصن علي التقريب ينوف أبعاد أعلامه المائة متر في مثله منسوب لبني أسد و بلغني ان آجر هذا الحصن ذراع بغدادي مربع و بين طلول الجازية و الحصن أثر مجري نهر دارس. لم أبحث هل هو نفس العلقمي أو أحد شعبه. و يخال لي أن الكائنة التي وقعت لقاضي القضاة علي ما بسطه التنوخي في الفرج بعد الشدة، كان بجوار هذا الحصن يقول أبوالسائب: فلما انصرفت من الزيارة أريد قصر ابن هبير قيل أن الأرض مسبعة و أشير علي أن ألحق قرية فيها حصن سمي كي آوي اليها قبل المساء و كنت ماشيا فأسرعت و أتعبت نفسي الي أن لحقت القرية فوجدت باب


الحصن مغلقا فدفعته فلم يفتح لي. و توسلت للقائمين بحراسته بمن قصدت زيارته. فقالوا: قد أتانا منذ أيام من ذكر مثل ما تذكر فأدخلناه و آويناه فكان عينا علينا للصوص، و فتح الباب ليلا و أدخلهم فسليونا. ولكن الحق بذلك المسجد و كن فيه لئلا تمسي فيأتيك السبع، فصرت الي المسجد فدخلت بيتا كان فيه فلم يكن بأسرع من أن جاء رجل علي حمار منصرفا من الحائر فدخل المسجد و شد حماره في غلق الباب و دخل الي و معه كرز فيه خرج فأخرج سراجا فأصلحه، و قدح فأوقدها، و أخرج خبزه و أخرجت خبزي و اجتمعنا علي الاكل، فلم نشعر الا و السبع قد دخل في المسجد، فلما رآه الحمار دخل الي البيت الذي كان فيه. فدخل السبع وراءه فخرج الحمار و جذب باب البيت بالرسن فأغلقه علينا و علي السبع. و صرنا محبوسين فيه. و قررنا أن السبع لا يفترسنا بسبب السراج و أنه اذا انطفي ء أخذنا و أكلنا و ما طال الامر أن فني ما كان في السراج من الدهن. و طفي ء و صرنا في الظلمة و السبع معنا. فما كان عندنا من حاله شي ء الا اذا تنفس فكنا نسمع نفسه. وراث الحمار من فزعه فملأ المسجد روثا، مضي الليل و نحن علي حالنا. و قد كدنا أن نتلف فزعا، ثم سمعنا صوت الاذان من داخل الحصن و جاء المؤذن و دخل المسجد فلما رأي ما فعله الحمار لعن و شتم و حل رسن الحمار فمر يطير في الصحراء و فتح المؤذن باب البيت لينظر من فيه، فوثب السبع اليه فدقه و حمله الي الاجمة. و قمنا نحن و انصرفنا سالمين) و قاضي القضاة أبوالسائب هذا هو: عتبة بن عبيدالله بن موسي بن عبيدالله الهمداني. كان أبوه تاجرا يؤم بمسجد همدان، فاشتغل هو بالعلم و غلب عليه في الابتداء التصوف و الزهد، و سافر فلقي الجنيد و العلماء و عني بفهم القرآن و كتب الحديث و تفقه للشافعي. ثم دخل مراغه و اتصل بأبي القاسم بن أبي الساج. و تولي قضاء مراغه ثم تقلد قضاء آذربايجان كلها ثم تقلد قضاء همدان. ثم سكن بغداد و اتصل بالدولة و عظم شأنه الي أن ولي قضاء القضاة بالعراق سنة 338 ه علي عهد


معز الدولة أحد ملوك الديلم و توفي سنة 355 ه في بغداد. و له ستة و ثمانون سنة. و هو أول من ولي قضاء القضاة في العراق من الشافعية) [17] .


پاورقي

[1] ص 47 من ط: القاهرة.

[2] المسالک و الممالک ص 233 ط ليدن، و جاء أيضزا في (نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ج 1 ص 267) ما نصه:... فاذا جاوزهما (يعني اذا جاوز الفرات الأنبار و هيت) قسم يأخذ نحو الجنوب قليلا و هو المسمي بالعلقم. ينتهي الي بلاد سوري، و قصر ابن‏هبيرة، و الکوفة و الحلة.

[3] يعتقد الدکتور أحمد سوسه في مؤلفه (وادي الفرات ج 2 ص 87): ان العلقمي قد أخذ مجري نهر مارسس القديم الذي کان قد اضمحل فاعيد احياؤه زمن العرب. (عادل).

[4] جاء في قمر بني‏هاشم للسيد عبدالرزاق المقرم (ص 121) ما نصه (... نعم لم يعرف السبب في التسمية به - أي العلقمي - و ما قيل في وجهها ان الحافر للنهر رجل اسمه علقمة بطن من تميم ثم من دارم جدهم علقمة بن زرارة ابن عدس لا يعتمد عليه لعدم الشاهد الواضح. و مثله في ذکر السبب: کثرة العلقم حول حافتي النهر و هو کالقول بأن عضد الدولة أمر بحفر النهر و وکله الي رجل اسمه علقمه فانها دعاوي لا تعضدها قرينة، علي انک عرفت ان التسمية کانت قبل عضد الدولة).

(عادل).

[5] استمر القتال مع الزنج من حين تولي المعتمد الخلافة سنة ست و خمسين و ثلثمائة الي سنة سبعين. و ذکر الصولي انه قتل من المسلمين ألف ألف و خمسمائة ألف آدمي. و قتل في يوم واحد بالبصرة ثلثمائة ألف (من تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 243 ط القاهرة).

[6] انظر تجارب الأمم لابن‏مسکويه ج 5 ص 39 - 238. و ذلک عام 320 ه.

[7] راجع بشأن هذه الحادثة المروعة تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 376.

[8] جاء في تجارب الامم لابن‏مسکويه (ج 5 ص 366 ط مصر): فصارت الدنيا في أيدي المتغلبين و صاروا ملوک طوائف. و کل من حصل في يده بلد ملکه. و منح ماله. فواسط و البصرة و الأهواز بأيدي البريديين. و فارس في يد علي بن بويه. و کرمان في يد أبي‏علي ابن أياس. و أصفهان و الري و الجبل في يد أبي‏علي الحسن بن بويه و بدر شمکير. يتنازعوها بينهما. و الموصل و ديار ربيعة و ديار بکر في أيدي بني‏حمدان، و مصر و الشام في يد محمد بن طغج. و المغرب و افريقية في يد أبي‏تميم، و الاندلس في يد الاموي. و خراسان في يد نصر بن أحمد، و اليمامة و البحرين و هجر في يد أبي‏طاهر بن أبي‏سعيد الجنابي، و طبرستان و جرجان في يد الديلم. و لم يبق في يد السلطان و ابن‏رائق (أمير الامراء) غير السواد و العراق. و جاء في ص 237 منه.... و انخرقت الهيبة و ضعف أمر الخلافة.

[9] راجع مآثر الانافه للقلقشندي، ج 1 ص 196. و في صبح الاعشي ج 5 ص 399. راجع أيضا تأريخ الخلفاء للسيوطي ص 191.

[10] راجع نفس المصادر السابقة. ج 1 ص 211، ج 3 ص 267.

[11] سنن أبي‏داوود ک 35 ج 1. و قد أخرج هذا الحديث کل من البخاري: ک 35 ب 51، و صحيح مسلم: ک 33 ج 10 - 5. الترمذي: ک 21 ب 46. مسند ابن‏حنبل: ک ص 298 تا 406 خامس ص 86 و ص 87 و ص 88.

[12] ان السفراء الأربعة للامام المهدي صلوات الله عليه في زمن الغيبة الصغري)... - 334 ه). أولهم نصبه الامامان الهادي و العسکري عليهماالسلام. و هو: الشيخ الموثوق أبوعمرو عثمان بن سعيد العمري (السمان). قال عنه الامام الحادي عشر الحسن العسکري عليه‏السلام في جوابه لأحد يسأل عمن يمتثلون لأوامره في حالة غيابهم عنه. يجيبهم: هذا أبوعمرو الثقة الأمين، ثقة الماضي و ثقتي في الحياة و المماة، فما قاله فعني يقوله، و ما أدي اليکم فعني يؤديه). (الغيبة للشيخ الطوسي ص 229. ط تبريز، البحار ص 344 ج 51 (و توفي ببغداد و موضع قبره بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان بدرب جبله. فلما مضي عثمان بن سعيد قام ابنه أبوجعفر محمد بن عثمان بنص أبيه عليه بأمر القائم (ع). و کان کأبيه ثقة و أمانة. و کانت وفاته سنة 305 ه (الکامل لابن‏الاثير ج 8 ص 41) و قبره في شارع باب الکوفة من مدينة السلام (الغيبة ص 228) و أوصي من بعده لابي القاسم الحسين بن روح (قده) و کان لابي القاسم مقام عظيم عند الشيعة و السنة علي السواء لفضله و علمه. و له أنصار في بلاط المقتدر. و له مکانة عظيمة عند الخليفة المقتدر، و عند السيدة أم المقتدر (البحار ج 51 ص 356). و قد جرت بينه و بين الوزير حامد ابن العباس خطوب و قبض عليه و سجن خمسة أعوام. و اطلق لما خلع المقتدر من السجن (ذيل تجارب الامم ج 5 ص 299. نقلا عن تاريخ الاسلام للذهبي) و في صلة عريب ص 141 ط ليدن) و قد توفي سنة 329 ه و موضع قبره في النوبختيه النافذ الي التل والي درب الآجر والي قنطرة الشوک (الغيبة ص 252) و وصي من بعده الي السفير الرابع علي بن محمد السمري. فقام بما کان الي أبي‏القاسم. فلما حضرته الوفاة حضرت الشيعة عنده و سألته عن الموکل بعده، و لمن يقوم مقامه. فقال: لله أمر هو بالغه. فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد مضي السمري. و کانت وفاته سنة 329 ه. و قبره في شارع الخلبخي من ربع باب المحول قريب من شاطي‏ء نهر أبي‏عتاب (الغيبة ص 258) و للعلامة المؤلف تعقيب علي مواضع قبور السفراء الأربعة وجدناه علي جلد کتاب الغيبة. ما نصه: فقبور هؤلاء السادة سلام الله عليهم اليوم في الصحراء من غرب دجلة تقريبا علي أول حدود هور عقرقوف و قبورهم غير معلومة. و الغريب في تقدير مدي صحة المواقع المنحولة في بغداد الشرقية. أفهل نقلت رفاتهم، الي هذه المواقع المعلومة، و علي يد من، و في أي تاريخ کان ذلک علي فرض تقدير قيمة لمحال قبورهم المعلومة اليوم. بينما يذکر المؤلف (ص 239) - و يعني بذلک الشيخ الطوسي - الموضع الذي کانت دوره و منازله فيه. و هو الآن في وسط الصحراء لسنة سبع و اربعين و اربعمائة في أواسط عمر الدولة العباسية - فضلا عما دهي بغداد من الدمار و الخراب علي يد التتر.

(عادل).

[13] ص 52 وجه. مخطوط في مکتبة المؤلف.

[14] ج 8 ص 202.

[15] ص 71.

[16] ورد في مقاتل الطالبيين ط القاهرة ص 542: مضي أبوالسرايا نحو القصر فلما صار بالرحب، صار هرثمة اليه، فلحقه هناک، فقاتله قتالا شديدا، فهزم أبوالسرايا و قتل أخوه. و مضي لوجهه حتي نزل (الجازية) و اتبعه هرثمة و اجتمع رأيه علي سد الفرات عليه و منعهم الماء، و صبه في الأجان و المفايض التي في شرق الکوفة و انقطع الماء من الفرات.

[17] نقلا عن تاريخ الاسلام للذهبي.