بازگشت

تاريخ بناء المشهد الحسيني


(كأني بالقصور و قد شيدت حول قبر الحسين و كأني بالأسواق قد حفت حول قبره، فلا تذهب الليالي و الأيام حتي يسار اليه من الآفاق و ذلك عند انقطاع ملك بني مروان).

السجاد علي بن الحسين (ع)

كان أول بناء اقيمت معالمه في الحائر علي الرمس الأقدس الحسيني، و العمران الذي أحاطه و لم تتطاول اليه يد العدوان بالهدم ليومنا هو الذي أمر به الخليفة محمد المنتصر سنة سبع و أربعين و مائتين هجرية. [1] .

و أول من اتخذ الحائر وطنا و دار اقامة من العلويين و لم يتحولوا منها كما مر آنفا هو تاج الدين ابراهيم المجاب بأعقابه، من ولده محمد الثاني الحائري في شوال سنة (247) هج [2] حتي يومنا هذا. و أما معرفة أول بناء اقيم علي الرمس الأقدس بعد شهادته سلام الله عليه، و من قام به، و في أي تاريخ. و صورة البناء. لم يتحقق خبره لما لم يصرح به في مصدر ثقة يعول عليه.

و قد حدثني المتغمد بالرحمة السيد حسن الصدر الكاظمي نقلا عن تسلية المجالس لمحمد بن أبي طالب، (انه اتخذ علي الرمس الأقدس لعهد الدولة المروانية مسجدا). الا أنني لم أقف ليومي هذا علي أي أثر لهذا الكتاب [3] .


و المستفاد من خبر الحسين بن أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار عند ما قصد زيارة الحسين (ع) قادما من الكوفة لأواخر عهد الدولة الأموية، ذكر باب الحائر و كرر لفظه بينما ابن اخته الحسين اقتصر علي ذكر القبر دون ايراد لفظ الباب [4] . و من الممكن ان لم يكن يقصد بالباب حدود حومة الحائر، وجود بناء علي سبيل الاجمال علي التربة الطاهرة، و كلاهما يصرحان انهما كانا علي خوف و وجل من القتل، و صرح ابن الثمالي بوجود المسلحة المطوقة للحفرة الطاهرة من الجند الاموي للحيلولة دون من يؤم قصده.

كان لحركة الشيعة في استعراضهم لجند الشام بعين الوردة بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي و استماتتهم بطلب ثأر الحسين، و اعادتهم الكرة تحت لواء ابراهيم الأشتر و استقصائهم للجندي الأموي مع زعيمهم ابن زياد مستهونين غير محتفين بكل ما سامهم معاوية من خطوب و خسف، و ما أذاقهم من مر العذاب و صنوف التنكيل بغارات بسر بن ارطأة و صلب و قتل و سمل في ولاية زياد بن أبيه و سمرة بن جندب، و ابن زياد. مما خلف أثرا عميقا سيئا في نفوس آل مروان و دويا هائلا. فبعد أن تسني لعبدالملك ابن مروان وصل حلقات فترة الحكم الذي دهم دور حكم آل امية بموت يزيد باقصائه آل الزبير عن منصة الحكم و الامرة، أراد أن يستأصل الثورة من جذورها، لذلك اتبع سياسة القسوة و الشدة تجاه أهل العراق، و ضغط ما لا مزيد عليه لمستزيد، خصوصا في ولاية الحجاج بن يوسف.

و نهج خلفاؤه عين خططه دون أي شذوذ مع تصلب بالغ كأبن هبير،


و خالد بن عبدالله القسري، و يوسف بن عمر.

فتري مما تقدم أن من المستحيل افساحهم المجال بأن يشيد بناء علي قبر الحسين (ع) و يكون موضعا للتعظيم و التقدير. مما يتنافي و سياستهم المبنية علي الكراهية لآل البيت، و التنكيل بشيعتهم.

و ان سلمنا بتحقق خبر الحسين بن أبي حمزة الثمالي علي سبيل استدراك لورود لفظ الباب، من الممكن أن تقول (أي وجود بناء) في الفترة بين سنة أربع و ستين لاحدي و سبعين، و نلتزم بتغاضي المروانيين من التعرض له، و بقائه ليوم ورود الحسين بن بنت أبي حمزة الثمالي لزيارة الضريح الأقدس.

و ورد خبر لا يوثق به و لا يعول عليه، من أن المختار بن أبي عبيدة الثقفي بنا علي القبر الشريف و أقام حوله قرية [5] . و قيل ان سكينة بنت الحسين (ع) أقامت بناء علي الرمس الأقدس أمد اقترانها بمصعب في ولايته للكوفة ففي أمد الفترة لسنة ست و ستين عندما أم التوابون (عند مسيرهم للتلاقي مع جند عين الورده) التربة الزاكية. و ازدحموا علي القبر


كأزدحام الناس علي الحجر الأسود [6] . لم يكن حينذاك ما يظل قبره الشريف أي ساتر. و استقصوا أمد البقية من الفترة، المختار بن أبي عبيدة الثقفي، و مصعب، و ابن أخيه حمزه. فالأخبار الواردة في زيارة الحسين (ع) عن السجاد علي و الباقر [7] محمد بن علي (ع) (لكونهما قضيا حياتهما في الدولة المروانية) يشفان عن خوف و وجل.

و مما يؤيد وجود بناء بسيط (بل له بعض الشأن) علي القبر الشريف في زمن ورود الحسين بن بنت أبي حمزه للزيارة ما جاء من الألفاظ في الزيارات الواردة عن الصادق سلام الله عليه لجده الحسين (ع) [8] حيث يقول في خبر.... بعد الغسل بحيال قبره الشريف في الفرات. فتتوجه الي القبرحتي تدخل الحير من جانبه الشرقي و تقول.... ثم اذا استقبلت القبر.... ثم أجلس عند رأسه الشريف.... ثم تحول عند رجليه... ثم تحول عند رأس علي بن الحسين.... ثم تأتي قبور الشهداء [9] و في خبر المفضل بن عمر عن الصادق سلام الله عليه: اذا أتيت باب الحير


فكبر الله أربعا و قل.... [10] و في خبر ابن مروان عن الثمالي عند آخر فصول الزيارة يقول ثم تخرج من السقيفة و تقف بحذاء قبور الشهداء و تومي ء اليهم و تقول.... [11] . و في خبر صفوان الجمال عن الصادق (ع) يقول: فاذا أتيت باب الحائر فقف و قل، ثم تأتي باب القبة وقف من حيث يلي الرأس و قل.... ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين (ع). و قل.... ثم توجه الي الشهداء و قل [12] . و في خبر آخر عن صفوان يقول فاذا أتيت الباب فقف خارج القبة و ارم بطرف نحو القبر و قل.... ثم ادخل رجلك اليمني القبر و أخر اليسري، ثم ادخل الحائر و قم بحذائه و قل.... [13] . و هذا ما يدلك علي ان له بابا شرقيا و غربيا.

فخلاصة القول ان المستفاد من هذه الزيارات هو وجود بناء ذو شأن علي قبره في عصر الصادق سلام الله عليه.

و مع هذا فقد كان الأمويون يقيمون علي قبره المسالح لمنع الواقدين اليه من زيارته. و لم يزل القبر بعد سقوط بني امية و هو بعيد عن كل انتهاك و ذلك لانشغال الخلفاء العباسيين بادارة شؤون الملك. و لظهورهم بادي ء الأمر مظهر القائم بارجاع سلطة الهاشميين. و هو غير خفي ان القائمين بالدعوة كانوا من أهل خراسان، و أكثر هؤلاء ان لم نقل كلهم كانوا من أنصار آل البيت.

و لما رسخت قدم العباسيين في البلاد و قمعوا الثورات جاهروا بمعاداة شيعة علي (ع). ولكنها كانت خفيفة الوطأة أيام السفاح، فتوارد الزائرون


لقبر الحسين من شيعته عند سنوح هذه الفرصة جهارا. و اشتدت الوطأة أيام المنصور بوقيعته بوجوه آل الحسن [14] . و خفت ثانية في أيام المهدي و الهادي، فلما كانت أيام الرشيد [15] ، و كانت قد استقرت الأوضاع و ثبتت دعائم الحكم وقضت علي ثورات العلويين بما دبرته من طرق الغدر و الخيانة. فأرغمت أنوفهم الحمية و أخمدت نفوسهم الطاهرة فأرادت القضاء عليهم في محو قبور أسلافهم فسلكوا سلوك بني أمية اذ أمر الرشيد بهدم قبره الشريف و محو أثره فأخذت الشيعة الوسائط بالاهتداء الي تعيين موضع القبر و تعيين محل الحفرة منها السدره، فبلغ الرشيد ذلك فأمر بقطعها [16] ثم وضع المسالح علي حدوده الي أن انتقل الي طوس و مات فيها. فلم يتتبع الأمين ذلك لما كان منشغلا باللهو و الطرب و صنوف المجون و البذل، فاغتنموا الحال و بادروا الي تشييد قبره الشريف و قد اتخذوا عليه بناء عاليا.

و لما جاء دور المأمون و تمكن من سرير الخلافة تنفس الشيعة الصعداء و استنشقوا ريح الحرية. و لم يتعرض لذلك. و كان المأمون يتظاهر يحبه لآل البيت حبا جما حتي انه استعاض بلبس السواد و هو شعار العباسيين بلبس الخضرة و هو شعار العلويين و أوصي بالخلافة من بعده لعلي الرضا


ابن موسي الكاظم (ع) و لعل ذلك كيد منه و كان هذا الوقوع بعد قتل أخيه الامين و استرضاء لمناصريه الخراسانيين. و قد زعم البعض انه هو الذي شيد قبره الشريف و بنا عليه لهذه الفترة [17] و في ورود أبي السرايا بن السري بن المنصور الي قبر الحسين (ع) أيام المأمون عام تسعة و تسعين بعد المائة حين قام ببيعة محمد بن ابراهيم بن اسماعيل طباطبا بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن السبط دليل علي تشييد قبر الحسين [18] بعد مضي الرشيد الي طوس.

و بقي الحال علي هذا المنوال و الشيعة في حالة حسنة حتي قام حول قبره الشريف سوقا و اتخذت دورا حوله و أخذ الشيعة بالتوافد الي قبره للسكني بجواره الي أن كان من المغنية الشهيرة التي قصدت من سامراء في شعبان زيارة قبره الشريف، و كانت تبعت بجواريها الي المتوكل قبل أن يلي الخلافة يغنين له اذا شرب و قد بعث اليها بعد استخلافه، فأخبر بغيبتها. فأسرعت بالرجوع عندما أبلغها الخبر بطلب المتوكل لها. فبعثت اليه بجارية و كان يألفها فقال لها أين كنتم. قالت: خرجت مولاتي الي الحج و أخرجتنا معها. فقال الي أين حججتم في شعبان. قالت: الي قبر الحسين (ع) فأستطير غضبا [19] و فيه من بغض آل أبي طالب ما هو غني عن البيان. فبعث بالديزج بعد أن استصفي أملاك المغنية - و كان الديزج يهوديا قد أسلم - الي قبر الحسين و أمره بحرث قبره الشريف و محوه و هدم كل ما حوله من الدور و الأسواق فمضي لذلك و عمل بما أمر به و قد حرث نحو ماءتي جريب من جهات القبر. فلما بلغ الحفرة لم يتقدم


اليه أحد. فأحضر قوما من اليهود فكربوه، و أجري الماء عليه [20] فجار الماء عند حدود قبره الشريف [21] ، ثم و كل به المسالح بين كل مسلحتين ميل، و لا يزوره أحد الا و أخذوه و وجهوا به الي المتوكل [22] فحصل للشيعة من ذلك كرب عظيم، لما طرأ علي قبره من الجور و لم يعهد مثله الي هذا الحد. فضاق بمحمد بن الحسين الأشناني بعد طول عهده بالزيارة فوطن نفسه علي المخاطر و ساعده رجل من العطارين فخرجا يمكثان النهار و يسيران الليل حتي بلغا الغاضرية و خرجا منها نصف الليل فسارا بين مسلحتين و قد ناموا حتي دنا من القبر الشريف. فخفي عليهما موضعه فجعلا يتحريان موضع القبر حتي أتياه و قد قلع الصندوق الذي كان عليه و احرق، و في الموضع اللبن، قد خسف و صار كالخندق فزاراه و انكبا عليه و قد شما من القبر رائحه ما شما مثلها قط من الطيب. فقال الاشناني للعطار أي رائحة هذه فقال والله ما شممت مثلها بشي ء من العطر. فودعاه و جعلا حوله علامات في عدة مواضع. و بعد قتل المتوكل حضر مع بعض الطالبيين و الشيعة فأخرجوا العلامات و أعادوا القبر الي ما كان عليه أولا.

و قد نالت الشيعة شي ء من الحرية علي عهد المنتصر. و كان هذا محب لآل البيت مقربا لهم رافعا مكانتهم معظما قدرهم. و من حسناته اليهم انه شيد قبر الحسين (ع). و وضع ميلا عاليا يرشد الناس اليه [23] . و ذلك في عام السابع و الأربعين بعد المائتين. و لم يهدم بناء المنتصر ظلما لعدم تعرض أخلافه له. لما ظهر من الوهن في دولتهم، و انحلال أمرهم و تسلط الأتراك عليهم، و انشغالهم بأنفسهم، و في خلافة المسترشد ضاقت الأرض علي رحبها علي الشيعة. و ذلك عندما أمر بأخذ جميع ما اجتمع من هدايا


الملوك و الأمراء و الوزراء، و الأشراف من وجوه الشيعة من الأموال و المجوهرات في خزانة الروضة المطهرة، و أنفقه علي العسكر، و اعتذر بأن القبر لا يحتاج الي الخزانة [24] . الا انه لم يتعرض للبناء و لم يمسه بسوء لقصور يده و ضعف شأنه لا لشي ء آخر.

و كان البناء الذي شيد في عهد المنتصر قد سقط في ذي الحجة سنة ثلاث و سبعين و مائتين [25] . فقام الي تجديده محمد بن زيد القائم بطبرستان في خلافة المعتضد بالله العباسي [26] لسنة ثلاث و ثمانين و مائتين [27] . و قد أخذ حال القبر الشريف منذ تشييد المنتصر اياه بالعروج الي مدارج العمران يوما بعد يوم حيث أمن الناس من اتيانه و اتخاذ الدور عند رمسه.

و قد زار القبر عضد الدولة بن بويه سنة (370 ه) بعد أن بالغ في تشييد الأبنية حول الضريح و زخرفتها [28] و كان آل بويه يناصرون الشيعة. و قد استفحل التشيع علي عهدهم حتي ان معزالدولة أمر سنة 352 ه باقامة المآتم في عاشوراء، و كان ذلك أول مأتم اقيم في بغداد.


(و عندما عفي عضدالدولة عن عمران بن شاهين البطائحي بني الرواق المشهور برواق عمران بن شاهين في المشهدين الشريفين الغروي و الحائري علي مشرفهما السلام) [29] و في سنة سبع و أربعمائة هج: احترق الحرم الشريف اثر اندلاع حريق عظيم، كان سببه اشعال شمعتين كبيرتين سقطتا في الليل علي التأزير و احترق، و تعدت النار بعد حرق القبة الي الأروقة [30] فكان البناء علي القبر الشريف بعد وقوع هذا الحريق ما وصفه الطنجي في رحلته، الا اني لم أقف علي خبر من شيد هذا البناء، و في أي تاريخ كان ذلك [31] . لعله كان قد تبقي شي ء من البناء الذي


شيده عضد الدولة. الي أن شيد عليه البناء الموجود اليوم علي القبر الشريف. أو أنه قد جدده - بعد الحريق - أخلاف عضد الدولة. اذ كانت دولتهم قائمة عند وقوع الحريق.

هذا و كان اكمال بناء الحرم في سنة سبع و ستين و سبعمائة. و قد أمر بتشييده السلطان اويس الايلكاني، و أتمه و أكمله ولده السلطان حسين [32] .


و كان تاريخ هذا البناء موجودا فوق المحراب الذي موضعه اليوم الرخام المنعوت بنخل مريم [33] فيما يلي الرأس الشريف. و قد شاهد ذلك التأريخ بنفسه محمد بن سليمان بن زوير السليماني، و ذكره في كتابه المسمي ب(الكشكول). و قد كان انزال هذا التاريخ سنة السادس عشر بعد المائتين و الألف (1216) و من موضعه، عند عمل المرايا و التزيينات للحرم الشريف بأمر محمد علي خان القواينلو. كما تشير الي ذلك الكتيبة


الموجودة في أعلي الباب الثالث من أبواب الحرم المقابل المشبكة المباركة: (واقفه محمد علي خان القواينلو سنة 1216) ه. و كذلك هذا التأريخ موجود بعينه في الكتيبة القرآنية داخل القبة علي الضريح المقدس، و في سنة 920 ه أهدي الشاه اسماعيل الصفوي صندوقا [34] الي القبر الشريف


و لم يرد ما يهم خبره من أخلافه الصفوية الا الاقدام بامور طفيفة لا مجال لذكرها. الا انه بلغني - و لم أتثبت من ذلك ان الشاه سليمان الصفوي و قام ببناء القسم الشمالي من الصحن المطهر، و الايوان الكبير الذي فيه المسمي (بصافي صفا) نسبة الي الصفويين. و ليس اليوم في هذا الايوان دليل علي ذلك سوي ان الكاشي المعرق الموجود في سقف هذا الايوان، و الزخارف المعمولة من البورق فيه، يستدل منها ان بناء هذه الجبهة أقدم بناء من الجهات الثلاث للصحن الشريف. فضلا عن ان نقوش الكاشي المعرق و صنعتها تشبه الي حد كبير نقوش الكاشي المعرق الموجود في روضة الجوادين سلام الله عليهما، و حرم حضرة الرضا (ع)، و مقبرة خواجه ربيع، و القدم گاه.

و قد كان في حواشي الكاشي المعرق الموجود في جنبتي هذا الايوان، الشرقي و الغربي: كتيبة تنص علي اسم الباني و تأريخ بنائه. ولكن مع مرور الزمن تلف و اندرس أثره، و مع شديد الأسف لم يسع أحد بعد


ذلك لارجاع هذا النص التأريخي المهم الي موضعه.

و عندما أرادوا دفن ميرزا موسي الوزير فيه [35] عملوا موضعه الكتيبة


الموجودة اليوم من المرايا رقمت بهذه الآية (الذين يذكرون الله قياما


و قعودا و علي جنوبهم...)

هذا و قام السلطان مراد الرابع العثماني سنة ثمان و أربعين و ألف بتعمير و تجديد القبة السامية، و جصصها من الخارج [36] .

و في سنة 1135 ه نهضت زوجة نادر شاه و كريمة حسين الصفوي الي تعمير المسجد المطهر و أنفقت علي ذلك عشرين ألف نادري.

و قام أغا محمد خان (الخصي) مؤسس الدولة القاجارية في ايران، بتذهيب القبة السامية للسنة السابعة بعد المائتين و الالف الهجرية [37] و قد نظم بهذه المناسبة الميرزا سليمان خان المشهور بصباحي الشاعر، مؤرخا هذا التذهيب بقوله:



كلك صباحي ازين تاريخ أونوشت

در كبند حسين علي زيب يافت زر



1207 ه.


و في أوائل القرن التاسع عشر (1214 ه). أهدي فتح علي شاه القاجاري - أحد ملوك ايران - شبكة فضية [38] . و هي الي اليوم موجودة علي القبر الشريف، و حوالي هذا التاريخ، أمرت زوجته بتذهيب المأذنتين، حتي حد الحوض.

و في سنة 1259 ه: قام محمد علي شاه - ملك أود - سلطان الهند بتذهيب الايوان الشريف و صياغة بابه بالفضة. و يوجد اليوم علي الفردة اليمني من باب الفضة في ايوان الذهب: (هو الله الموفق المستعان، قد أمر بصنع هذا الباب المفتوح لرحمة الملك المنان، و باتمام تذهيب هذا الايوان الذي هو مختلف ملائكة الرحمن، و بحفر الحسينية و بناء قناطرها، التي هي معبر أهل الجنان - و علي الفردة الثانية، الجانب الايسر تتمته، و تعمير بقعة قدوة الناس مولانا و سيدنا أبوالفضل العباس، السلطان بن السلطان، و الخاقان بن الخاقان، السلطان الأعظم و الخاقان الأكرم، سلطان الهند، محمد علي شاه تغمده الله بغفرانه، و أسكنه بحبوبة جناته، و كان ذلك في سنة 1259 ه ألف و مائتين و تسعة و خمسين.)

و قام بعد ذلك امراء الأكراد البختارية الي تزيين المسجد و الأروقة. و قد وسع الضلع الغربي من الصحن الشريف، و جدد بناءه المتغمد برحمته المرحوم الشيخ عبدالحسين الطهراني [39] (شيخ العراقين) من قبل شاه


ايران ناصرالدين شاه القاجاري سنة 1275 ه. و شيد ايوانه الكبير و حجر جهتيه. و قد أنشد الشيخ جابر الكاظمي الشاعر الكبير مؤرخا لهذا البناء بالفارسية يقول:



بنائي ناصرالدين شاه بنا كرد

ز خاك أوست بائين كاخ خضرا



نه صحن و گنبدي چرخي مكوكب

ز نور أو منور روي غبرا



براي كوشوار عرش يعني

حسين بن علي دلبند زهرا



بناي سال أو جابر همي گوي

أزين ايوان شكست ايوان كسري



بكو تأريخ ايوانش مؤرخ 1275 ه.

و له تأريخ بالعربية:



لله ايوان سما رفعة

فطاول العرش به الفرش



قال لسان الغيب تأريخه

أنت لأملاك السما عرش



و لم يحدث بعد ذلك ما يهم ذكره سوي ما جددت انشاءه ادارة الأوقاف في العهد الأخير، في القسم الغربي من الصحن لظهور الصدع فيه.

و في المشهد الحسيني عدة نقوش و كتابات تدل علي تواريخ اصلاحه و الزيادات فيه. ففي أعلي عمود وسط الضلع الجنوبي من شبكة الفولاذ المنصوبة علي قبر الحسين عليه السلام، ما يقابل الوجه الشريف. هذه العبارة: (من بكي و تباكي علي الحسين فله الجنة صدق الله و رسوله، صلي الله عليه و آله و سلم سنة 1185 ه).

و ما يقابل الزوايا الأربعة من القبر الشريف عبارة: (واقفة الموفق بتوفيقات الدارين، ابن محمد تقي خان اليزدي محمد حسين سنة 1222 ه).


و يوجد في الايوان الخارج من جدار الرواق الغربي المقابل للشبكة المباركة، في الكاشي، فوق الشباك: (عمل أوسته أحمد المعمار سنة 1296 ه).

و يستفاد من أبيات منظومة بالفارسية فوق شباك المقبرة الشمالية المقابلة للضريح: انه بمباشرت الحاج عبدالله بن القوام علي نفقة الحاج محمد صادق التاجر الشيرازي الأصفهاني الأصل قد قام بتكميل تعمير سرداب الصحن الحسيني و تطبيق الأروقة الثلاثة الشرقي و الشمالي و الغربي بالكاشي في سنة ألف و ثلثمائة الهجرية.


پاورقي

[1] مزار بحار الأنوار للمجلسي ص 110 ج 22 طبع کمبني.

[2] مدينة الحسين للسيد حسن الکليدار نقلا عن الجنات لثمانية للسيد محمد باقر بن مرتضي.

[3] و قد أحالني السيد المار ذکره، الوقوف علي هذا المصدر بوجوده عند أحد الأفاضل نفي ذلک الفاضل فضلا عن رؤيته حتي العلم بخبره. راجع نزهة الحرمين ص 28 للسيد الصدر.

[4] يقول في خبر طويل بعد ان نزل الغاضرية و قد ادرکه الليل و هدأت العيون و نامت، أقبل بعد ان اغتسل يريد القبر الشريف يقول: (حتي اذا کنت علي باب الحير.... و ساق في خبره و قد کرر لفظ الباب حيث يقول بعد ذلک: فلما انتهيت الي باب الحائر... (اقبال الاعمال لابن‏طاووس ص 28) و مجلد المزار من بحارالانوار ج 22 ص 120.

[5] ذکر هذا الخبر صاحب کنز المصائب دون اسناد، و فضلا عن ذلک فان هذا الکتاب لا يعتمد عليه کثيرا لما حشي متنه من الأخبار الغير واردة. و قد ذکر هذا الخبر عند سرده لما دار بين المختار و مصعب بن الزبير، و عدد المواقع التي دارت بينهم و التي انتصر في جميعها المختار و هزيمة مصعب، الي ان تمکن مصعب من المختار آخر الأمر. و اذ لم ترد مثل هذه الأخبار في الکتب التأريخية - و المعروف بل المحقق انه لم يکن بين المختار و مصعب من مواقف سوي ما کان بالمذار، ثم تحصن المختار بقصر امارة الکوفة الي ان قتل - لذا قل الاعتماد علي ما ورد في هذا الکتاب من قيام المختار بتشييد قبر الحسين (ع). و ان کان المحل مناسب لاعطاء مثل هذه النسبة له، کيف لا و قد قام المختار بأخذ ثأر الحسين و قتل قاتليه و صلبهم و احراق بعضهم بالنار، فلا يبعد من ان يقوم بتشييد قبره الشريف. الا اننا نحکم بوقوع مثل هذا الأمر وجدانا لا استنادا علي ما ورد في هذا الکتاب، للاسباب السالفة.

[6] تاريخ الطبري ج 7 ص 70 و کان ذلک سنة 65 ه.

[7] مجلد المزار ج 22 ص 110.

[8] فقد توفي الصادق (ع) سنة 148 و الثمالي توفي في زمن المنصور.

[9] مجلد المزار ص 145.

[10] نفس المصدر ص 148.

[11] نفس المصدر ص 105.

[12] نفس المصدر ص 159.

[13] نفس المصدر ص 179.

[14] مروج الذهب للمسعودي. ج 2 ص 171.

[15] الظاهر ان الرشيد لم يتعرض لقبر الحسين الا في أخريات أيامه، و لعل سبب ذلک غضبه مما کان يشاهد من اقبال الناس لزيارة الحسين (ع) و تعظيمه و السکني بجواره، و کان قبل ذلک يجري ما أجرته أم موسي من الاموال علي الذين يخدمون قبر الحسين في الحير. (انظر الطبري ج 10، ص 118). (عادل).

[16] روي ذلک محمد بن الحسن الطوسي في (أماليه، ص 206 طبع ايران) بسنده الي جرير بن عبدالحميد. و ذکر انه عندما سمع جرير بالخبر رفع يديه قائلا الله أکبر جاءنا فيه حديث عن رسول الله (ص) انه قال: لعن الله قاطع السدرة ثلاثا). فلم نقف علي معناه حتي الآن.

[17] نزهة الحرمين للعلامة السيد حسن الصدر مخطوط نقلا عن تسلية المجالس.

[18] أنظر مقاتل الطالبيين لابي الفرج الاصبهاني ص 341 ط النجف.

[19] نفس المصدر ص 386.

[20] نفس المصدر ص 386.

[21] نفس المصدر ص 386.

[22] نفس المصدر ص 387.

[23] فرحة الغري لعبدالکريم بن طاووس.

[24] المناقب لابن شهر آشوب ج. ص. و کان ذلک سنة 511 ه.

[25] فرحة الغري ص 61.

[26] جاء في بحر الأنساب (العائد لخزانة المرحوم الشيخ عبدالحسين شيخ العراقين الطهراني) عند ذکره لنسب المعتضد بالله العباسي بقوله: و أمر بعمارة مشهد الغري بالکوفة و مشهد کربلاء، و افتقد الخزائن بدار الخلافة، فأخرج منها ما وجده من نهب الواثق من مال مشهد الحسين بن علي (ع) و اعاده اليه.

[27] فرحة الغري ص. و کان محمد بن زيد هذا دائم التصدق علي العلويين في المشاهد فقد بعث في خلافة المعتضد بالله اثنتين و ثلاثين الف دينار لمحمد بن ورد ليفرقها علي العلويين (أنظر الکامل ج 6 ص 80. و الطبري ج 12 ص 346).

[28] زينة المجالس لمحمد المجدي بالفارسية طبع حجر.

[29] فرحة الغري ص 67.

[30] الکامل لابن‏الاثير: ج 9 ص 110 ط ليدن. و ج 7 ص 295 من ط القاهرة. و المنتظم لابن‏الجوزي ج 7 ص 283. البداية لابن‏کثير: ج 12، ص 4. و النجوم الزاهرة لابن تغري بردي: ج 4، ص 241.

[31] ذکر کل من العلامة السيد حسن الصدر الکاظمي في نزهة الحرمين ص 35. و العلامة السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة ج 4. ص 302. - و من أخذ عنهما - ان ابامحمد الحسن بن الفضل بن سهلان وزير سلطان الدولة البويهي، هو الذي جدد بناء الحائر بعد وقوع هذا الحريق. لکن المصادر التي عولوا عليها لم تنسب الي ابن‏سهلان هذا سوي بناء سور الحائر و ليس تجديد بنائه. کما في المنتظم ج 7 ص 283. و البداية و النهاية ج 12 ص 16. و مجالس المؤمنين ص 211. و النجوم الزاهرة ج 4 ص 259، هذا فضلا عن ان ابن‏سهلان بدأ ببناء سور الحائر في سنة 400 ه أي قبل وقوع الحريق بسبعة أعوام. و هي نفس السنة التي أمر ببناء سور علي مشهد أميرالمؤمنين (ع) (الکامل ج 7 ص 249. ط القاهرة). فقد ورد في المنتظم ج 7 ص 246: و في جمادي الأولي (سنة 400 هج) بدأ ببناء السور علي المشهد بالحائر و کان أبومحمد الحسن بن الفضل بن سهلان قد زار هذا المشهد و احب أن يؤثر فيه مؤثرا ثم ما نذر لأجله أن يعمل عليه سور حصينا مانعا لکثرة من يطرق الموضع من العرب و شرع في قضاء هذا النذر، ففعل و عمل السور و احکم و عرض و نصبت عليه أبواب وثيقة و بعضها حديد: و تمم و فرغ منه، و تحصن المشهد به و حسن الأثر فيه. - عادل -.

[32] زينة المجالس لمحمد المجدي - مخطوط باللغة الفارسية ص 84، و المجدي من معاصري الشيخ البهائي. و قد صنف کتابه هذا سنة 1004 هج - فقد جاء فيه: الي ان أمر السلطان اويس الايلخاني، و ابنه السلطان حسين ببناء عمارة عالية.

و للسيد المؤلف (عبدالحسين) ملاحظة مهمة في هذا الخصوص، خطر لي ان اثبتها هنا.

يقول: ذکر سماحة السيد محسن الأمين العاملي في المجلد 3 ص 593، من اعيان الشيعة. قال فضيلته عن آخر کتاب الأماقي في شرح الايلاقي لعبدالرحمن العتايقي الحلي المجاور بالنجف الأشرف، في نسخته المخطوطة في الخزانة العلوية الذي تمت کتابته في محرم سنة 755 هج. قال: (في هذه السنة احترقت الحضرة الغروية صلوات الله علي مشرفها، و عادت العمارة و أحسن منها في سنة 760 سبعمائة و ستون) انتهي. اقول: هذا الحريق هو الذي ذکره ابن مهنا الداودي في العمدة ص 5. ولکنه لم يذکر اسم المجدد للبناء الذي شيد علي الروضة المطهرة الحيدرية. حيث المدة تقارب زمن البناء الذي قام به السلطان اويس و ولده السلطان حسين الايلکانية في سنة (767) علي قبر الحسين سلام الله عليه الموجود اليوم علي الروضة الطاهرة. من المقتضي ان يکون السلطان حسين الايلکاني هو منفردا اقام البناء علي الروضة الطاهرة الحيدرية. و بالخاصة لموقع قبورهم التي ظهرت في سنة الخامس عشر بعد الثلاثمائة و الألف ه في وسط الصحن الشريف ما يلي باب الطوسي، أحد أبواب الصحن الشريف في القسم الشمالي من الروضة الزاکية. اذ ظهر سرب فيه ثلاثة قبور علي احدهم في القاشاني مرقوم (توفي الشاهزاده الأعظم معزالدين عبدالواسع في 15 جمادي الاول سنة 790) و علي لوح القبر الثاني (هذا ضريح الطفل الصغير سلالة السلاطين الشاهزادة بن الشيخ اويس طاب ثراه. توفي يوم الاربعاء حادي عشر محرم الحرام سنة احدي و ثلاثين و ثمان مئة). و علي لوح القبر الثالث (هذا قبر الشاهزادة سلطان بايزيد طاب ثراه، توفي في جمادي الاولي سنة احدي و ثلاثين و ثمان مئة هلالية). و علي قبر آخر (هذا قبر المرحومة السعيدة بايندة السلطان).

و قد ابتدأ حکم الأسرة الايلکانية الجلائرية في بغداد و آذربايجان بعد موت أبي‏سعيد بن اولجياتو محمد خدابنده بقليل بالشيخ حسن الکبير تقريبا بين سنة تسع و ثلاثين و سبعمائة أو سنة الأربعون. و کانت وفاته سنة 757 ه ثم تلاه في الحکم ولده السلطان اويس سنة 757 ه و توفي سنة 776 ه ثم تلاه ولده السلطان حسين من سنة 776 ه الي ان توفي في سنة 784 ه ثم تلا السلطان حسين أخوه السلطان أحمد الجلائري بن اويس الي ان قتل في تبريز بين سنة ثلاث عشرة و ثمان مئة، و اربع عشرة. و به تقريبا انتهت ايامهم.

[33] جاء في کتاب (دلائل الدين) تأليف عبدالله بن الحاج هادي ابن‏الحاج محمد ظهر الهرندي، ألف في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، ما ترجمته: روي عن السجاد عليه‏السلام ان الله تعالي ذکر في القرآن ان السيدة مريم عليهاالسلام عندما أرادت أن تلد ابنها المسيح ابتعدت عن قومها، و ذهبت الي کربلاء - بصورة معجزة - بجنب نهر الفرات. و قد ولد المسيح قرب مکان ضريح الحسين (ع). و في نفس الليلة عادت السيدة مريم الي دمشق. و مصداق هذا الخبر ما ورد عن الباقر (ع) - علي ما أتذکر - ان صخرة علي مقربة من قبر الحسين نصبت في الحائط. قد أجمع ساکنوا هذا المقام علي أن الرأس الشريف قد حز علي هذه الصخرة، و يقولون ان المسيح قد ولد علي نفس تلک الصخرة أيضا -.

[34] عندما دخل الشاه اسماعيل الصفوي الاول - مؤسس الدولة الصفوية في ايران و الذي يرتقي نسبه الي الامام السابع موسي بن جعفر عليه‏السلام - بغداد فاتحا سنة 914 ه کان همه الأول هو التبرک بزيارة أجداده الأئمة المعصومين، قصد زيارة مرقد الحسين (ع) و عمل ثوبا حريريا لقبره الشريف، و علق اثني عشر قنديلا من الذهب، أطراف القبر، و فرش تلک الحضيرة القدسية البسط و جلله بأنواع الحرير و الاستبرق، و بذل الأموال الکثيرة للائذين بقبره الشريف. ثم خرج قاصدا النجف الأشرف (و قد ترجم النص المتقدم العلامة المؤلف عن (حبيب السير) لخواند مير بالفارسية - مخطوط في 3 مجلدات في مکتبة المؤلف سنة 1008 ه و قد جاء أيضا في (عالم آراي عباسي) لاسکندر منشي. ج 2 عن زيارة هذا الشاه ما ترجمته: توجه الشاه من بغداد الي تربة کربلاء بعد اخلاص النية و تشرف بزيارة مرقد الحسين المنور، و شهداء کربلاء، و قد زين الروضة و أنعم علي المجاورين، ثم توجه من هناک الي زيارة علي المرتضي (ع) عن طريق الحلة. راجع أيضا فارسنامه ناصري ج 1 ص 93.

و زار کربلا أيضا الشاه عباس الأول الصفوي. فقد جاء في فارسنامه ناصري ما ترجمته: غادر الشاه عباس الأول الصفوي اصفهان في سنة 1033 هجري متجها نحو بغداد، و في غرة ربيع الأول من نفس السنة دخل بغداد فاتحا... ثم توجه الي النجف الأشرف في محرم الحرام، و علي بعد (30) کيلومترا ترجل عن فرسه و خلع نعله، و انعم علي کافة سکنة النجف و توجه بعد ذلک مسرورا فرحا الي زيارة کربلاء، و طاف البقعة الطاهرة، ثم اقفل راجعا الي بغداد و زار الامامين الکاظمين و سامراء.

و في ربيع هذه السنة أعاد الکرة لزيارة کربلاء و النجف الأشرف. و قبل اعتاب هاتين الحضرتين و أدي لوازم الزيارة و أهدي من الصناديق القيمة و الطنافس الحريرية المطرزة و الديباج، الشي‏ء الکثير و رجع مقفلا الي بغداد. و أعاد الزيارة مرة أخري الي الروضة الحسينية. و انظر أيضا عالم آراي عباسي. و هناک مصدر لابد من الاشارة اليه في هذا الخصوص هو (تاريخ دهامر الالماني الذي ترجم من اللغة الفرنسية الي الفارسية باسم - سلطان التواريخ - في تاريخ سلاطين آل عثمان يقع في ثلاث مجلدات ضخام تحتوي علي 72 بابا، ينتهي به مؤلفه الي آخر عهد عبدالحميد الأول العثماني، بعد حرب الروس و الأتراک و عقد معاهدة (کنارجه).

و في سنة 1034 ه اعاد السلطان مراد الرابع العثماني العراق الي حوزة دولته. و في 27 جمادي الاولي سنة 1039 ه احتل بغداد مرة أخري الشاه صفي حفيد الشاه عباس الاول، و زار کربلاء في سنة 1048 ه في يوم عيد. فقيل أعتاب ضريح سيدالشهداء و اخيه العباس. بعد ان انذر النذور. و اکرم ذوي الحاجة. (روضة الصفاي ناصري. المجلد الثامن) و في سنة 1156 ه توجه نادرشاه من النجف الأشرف الي تقبيل اعتاب الحسين (ع) الذي حرمه مطاف ملائکة الرحمن، و قدمت زوجته رضيه سلطان بيگم کريمة الشاه سلطان حسين الصفوي عشرين الف نادري لتعمير جامع الحرم الشريف (التاريخ النادري).

[35] و قد شيد هذا الايوان الکبير في سنة 1281 ه من قبل المرحوم ميرزا موسي وزير طهران لتکون مقبرة له و لعائلته. و قد جدد المرايا و الکتيبة القرآنية. و زوق جدرانها الداخلية بالکاشي النفيس. و قد نظم الشاعر (قلزم) الذي کان من الشعراء الشهيرين في تلک الفترة هذه القصيدة بالمناسبة:



أي نمو دار حريمت حرم عرش برين

ظل درگاهت خرگه زده بر عليين



قدسيان بسته بفرمان تو أز عرش کمر

آسمان سوده در ايوان تو بر فرش جبين



برده دارلت شاهنشه اقليم شهود

بيشگا رانت فرمان ده سرحد يقين



ظل خرگاه تو را قبله کند روح القدس

خاک درگاه تو را سجده برد حور العين



أز أزل تاج شهادة چه نهادي بر سر

شد ترا ملک شفاعت همه در زير نگين



از بهاي گهر پاک تو اين توده خاک

کعبه دين شود و شد سجده‏گه أهل زمين



الي ان يقول:



قصة طور کليم الله فاخلع نعليک

همه از خاک درت مظهر آيات مبين



عکس أز شمسه ديوان تو شد شمس فلک

بر تو أو بهمه کون مکان گشت مکين



ساکنان حرم عز جلال ملکوت

همه بر خاک رهت تا بايد خاک نشين



بهر فراشي حجابت هر شام و سحر

قيصر أز روم کمربندي و فقفور از چين



الي ان يقول:



اين همان وادي عشق أست دروا تش شوق

صد جه موسي باميد قبسي خاک نشين



اندرين عهد همايون که شد أزفر ظفر

رايت دولت اسلام بر از چرخ برين



شاه شاهان جهان ظل خدا کهف زمان

خسرو ملک ملل پادشه دولت و دين



شهر بازيگه ز آوازه گوي سخطش

تا ابد در شده در حجمه و کوه طنين



مير فرخنده نزادي زد راوگه برد

افتاب فلک و رفعت و کوه تمکين



داشت چون گوهري آراسته نور صفا

کرد اين صفه ايوان صفا را ترين



دولت ناصري و سعي امام ملت

أندرين عهد بود محيي آثار جنين



افتخار فضلا قبله أرباب فلاح

بيشواي دو جهان پادشه شرع مبين



انکه از بندگي صاحب اين روضه باک

شده بر خاجکي علم ازل صدر نشين



چون ز فيض کف موسي شد اين طور صفا

کلک قلزم بي‏تاريخ سخنور شد و گفت



با کف موسي آراسته طور سنيين

1281 ه.

[36] لم نعثر علي مصدر هذا الخبر. ولکنه قد جاء في کلشن خلفاء (ص 102 وجه) لنظمي زاده بالترکية: ان الوالي علي باشا الوند زادة، بأمر من السلطان مراد الثالث العثماني قد جدد بناء جامع الحسين و قبته المنورة، و ذلک سنة 984 ه. و قد ارخ هذا البناء أحد الشعراء المشهورين بأبيات مطلعها:



بحمد الله که از عون الهي

نموده خدمة شاه شهيدان



شه گشور ستان خاقان اعظم

مراد بن سليم ابن‏سليمان



و قد و هم الاستاذ حسن الکليدار في کتابه (مدينة الحسين) ص 38، اذ ذکر ان هذه الابيات قد قيلت بمناسبة تشييد القبة من قبل مراد الرابع العثماني، الا ان الصحيح ما ذکرناه. (عادل).

[37] مجلد القاجاريه من ناسخ التواريخ للسان الملک سپهر ص 33 سنة 1206 ه.

[38] مجلد القاجاريه من ناسخ التواريخ ص 63.

[39] جاء في مستدرک الوسائل للعلامة النوري (ج 3 ص 397) في ترجمة الشيخ عبدالحسين الطهراني: (شيخي و استاذي و من اليه في العلوم الشرعية استنادي، افقه الفقهاء و افضل العلماء، العالم الرباني، الشيخ عبدالحسين الطهراني، حتي يقول: و جاهد في الله في محو صولة المبتدعين و اقام أعلام الشعائر في العتبات العاليات و بالغ مجهوده في عمارة القبات الساميات). و قد توفي في الکاظمية في 22 شهر رمضان سنة 1286 ه و نقل الي کربلاء، و دفن في احدي حجرات الصحن الحسيني.