بازگشت

فتنة علي هدله


هذا مجمل الحادثة. أما تفاصيلها فهي كما يلي: في أوائل عام 1293 ه أعلنت الحكومة العثمانية النفير العام في كربلاء. فأخذت جموع المكلفين بالفرار من سلك الجندية. و كان هناك جاسوس من قبل الحكومة علي الفارين. و هو مختار باب الطاق المدعو حسين قاسم حمادي فمن كثرة ما اصاب الناس علي يد هذا المختار من المحن. ان قتلوه في مقهي المستوفي الواقعة في محلة باب الطاق. فعندما قتل هذا المختار، تولت الحكومة المحلية القبض علي المتهمين، ففر جماعة منهم وخيموا خارج السور في البستان المعروفة ببستان (جعفر الصادق ع). اخذوا يعبثون بالأمن. و حرضوا الأهالي علي مناوئة الحكومة و كانت الأفكار مستعدة لقبولها. فالفت عصابة بقيادة القهواتي (علي هدله) و قابلت جيوش العثمانيين و دحرتهم في مواقع متعددة. و كانت عصابتهم تتألف من (150) شخص، يقومون بحرب العصابات، و ذلك بتحريض من الحاج محسن كمونه و الحاج حسن شهيب و يمدونهم بالمؤنة و الذخيرة، و اختلطت معهم بعض أفراد من عشيرة حجيل و الزوينات. فاستفحل امرهم حتي رن صدي هذه الحادثة في الأستانة. فقلق السلطان عبدالحميد خان و اصدر ارادة سنية بارسال جيش الي كربلاء و هدمها و قتل من فيها عن بكرة ابيهم، و اناط تنفيذ الارادة الي عاكف باشا والي بغداد و المشير حسين فوزي باشا. و كان هذا القائد للجيش فجاء الاثنان الي كربلاء بصحبة النقيب السيد عبدالرحمن النقيب الكيلاني و ضربوا المضارب قرب المدينة، و كان ذلك في أواخر شهر رمضان من عام (1293 ه) و كان قيام علي هدله في (3) ربيع الاول من عام (1293). فلم ير الوالي آثار العصيان في المدينة، و قد علم بعد البحث الطويل ان العصاة عصابة ارتكبت اثما و اقترفت ذنبا يطاردها الجيش، و ليس من العدل هدم المدينة و تنفيذ الارادة السنية علي سكانها، و أخذ البري ء بجريرة المذنب فأحجم عن تنفيذ الأوامر فنجم من ذلك خلاف بين الوالي عاكف باشا المصر علي امر الهدم، و القائد حسين فوزي باشا فراجع الاستانة خاطباها بالامر، و بعد اخذ ورد صدر الامر بالعفو، فرحل الجيش بعد ان قبضوا علي مثير الفتنة و موقد نيرانها، و حوالي (70) شخصا بضمنهم علي هدله مع المرحوم الحاج محسن كمونه و حسن شهيب و جماعة غيرهم، فساقوهم الي بغداد و اودعوهم السجن في أوج قلعه مدة تزيد علي السنة، (نقلا من تاريخ كربلاء ج 3 المخطوط للسيد محمد حسين كليدار).

و في سنة (1293 ه) ظهرت فتنة في كربلاء فعرفت بفتنة علي هدله، و ذلك ان جماعة من المفسدين حرضت الأهالي علي مناوئة الحكومة و كانت


افكار الأهالي مستعدة لقبولها. فألفت عصابة بقيادة علي هدله و قابلت الجيش العثماني و دمرته في مواقع متعددة، و لما رن صدي هذه الحادثة في الاستانة قلق السلطان المخلوع و أصدر ارادة سنية بارسال جيش الي كربلاء


و هدمها و قتل من فيها عن بكرة ابيهم، و اناط تنفيذ هذه المهمة بعاكف باشا والي بغداد و المشير حسين فوزي باشا. و كان هذا قائدا عاما للجيش فجاء الأثنان الي كربلاء يصحبهما احد نقباء بغداد السابقين، و ضربوا المضارب قرب المدينة فلم ير الوالي في المدينة آثار العصيان و التمرد. و قد علم بعد البحث الطويل ان العصاة: عصابة ارتكبت اثما و اقترفت ذنبا يطاردها الجيش. و ليس من العدل هدم المدينة و تنفيذ الارادة السنية علي سكانها، و أخذ البري ء بجريرة المذنب فأحجم عن تنفيذ الأوامر. و فاتح القائد العام، فأبي هذا الا الاصرار علي تنفيذ الاوامر فنجم من ذلك خلاف بينهما، فراجع الاستانة. و خاطبها بالامر. و بعد أخذ ورد. صدر الامر بالعفو. فرحل الجيش عنها بعد ان قبض علي مثيري الفتنة و موقدي نيرانها. قادهم الي بغداد و هناك القاهم في اعماق السجون و العذاب.