بازگشت

الزيارة الي زمن الرشيد


في كامل الزيارات لابن قولويه ص 203، حديث 7، باب 32، باسناده عن مسمع بن عبدالملك، كردين البصري، قال:

(قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا مسمع، انت من أهل العراق، أما تأتي قبر الحسين عليه السلام.

قلت: لا، أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، و عندنا من يتبع هوي هذا الخليفة، و عدونا كثير من أهل القبائل، من النصاب و غيرهم، و لست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان، فيمثلون بي) الحديث.

و سليمان هذا هو: سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس، و هو عم السفاح و المنصور ولد سنة (82)، ولاه السفاح علي البصرة و أعمالها و كور دجلة و البحرين و عمان و غيرها سنة (133) علي ما في تاريخ ابن الأثير ج 5 ص 448، و حج بالناس سنة (135)، و مات السفاح سنة (136) و تولي المنصور و أبقاه علي ما هو عليه، الي أن عزله عن ولاية البصرة سنة (139) أو سنة (140) علي ما في تاريخ ابن الاثير ج 5 ص 497، و مات سنة (142) علي ما في تاريخ ابن الأثير ج 5 ص (510) قائلا: (و فيها مات سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، و هو علي البصرة في جمادي الآخرة، و عمره تسع


و خمسون سنة، و صلي عليه أخوه عبدالصمد).

و لعله أرجعه الي ولاية البصرة قبل وفاته، و علي كل فقد تقدم وضع المسالح و منع زيارة القبر الشريف الي أواخر زمن الأمويين، و من هذا النص تعرف أن الخوف من الزيارة مازال قائما الي حين موت سليمان المذكور، بل الخبر المتقدم يفيد أن الخليفة و هو المنصور كان هواه في عدم الزيارة، و توفي المنصور سنة (158) كما في تاريخ ابن الأثير ج 6 ص 17، فيكون الخوف الي زمن وفاة الأخير.

و لا يوجد بين أيدينا نصوص توضح ما فعله المنصور في منع الزيارة، و أتي بعد المنصور المهدي و الهادي، و من خبر الطبري المتقدم سابقا عندما استقدم الرشيد ابن أبي داوود و من معه من خدمة القبر الشريف، و تعرض الحسن بن راشد له، و قال له أن أم موسي هي التي وضعتهم في ذلك تعرف أن في زمن المهدي و الهادي انفراجا في الزيارة، و تنصيب رجال لخدمة القبر الشريف و زواره، ولكن في زمن الرشيد قد عرفت أنه منع الزيارة و هدم القبر علي يد واليه في الكوفة علي ما تقدم.