بازگشت

ما فعله النواصب من هدم قبره و المنع من زيارته


في هامش كامل الزيارات ص 445، باب 88، عند قدامة بن زائدة، عن أبيه قال:

(قال علي بن الحسين عليه السلام: بالغني - يا زائدة - أنك تزور قبر أبي عبدالله الحسين عليه السلام أحيانا.

فقلت: ان ذلك لكما بلغك.

فقال لي: فماذا تفعل ذلك، و لك مكان عند سلطانك، الذي لا يحتمل أحدا علي محبتنا و تفضيلنا و ذكر فضائلنا و الواجب علي هذه الأمة من حقنا.

فقلت: والله ما أريد بذلك الا الله و رسوله، و لا أحفل بسخط من سخط، و لا يكفر في صدري مكروه ينالني بسببه.

فقال: و الله ان ذلك لكذلك.

فقلت: و الله ان ذلك لكذلك، يقولها ثلاثا و أقولها ثلاثا.

فقال: أبشر، ثم أبشر، ثم أبشر، فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون فانه لما أصابنا بألطف ما أصابنا، و قتل أبي عليه السلام،


و قتل من كان معه من ولده و اخوته و سائر أهله، و حملت حرمه و نساءه علي الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر اليهم صرعي و لم يواروا، فعظم ذلك في صدري، و اشتد لما أري منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، و تبينت ذلك من عمتي زينب الكبري بنت علي عليه السلام، فقالت: ما لي، أراك أتجود بنفسك - يا بقية جدي و أبي و اخوتي -؟

فقلت: و كيف لا أجزع و أهلع، و قد أري سيدي و اخوتي و عمومتي و ولد عمي و أهلي مضرجين بدمائهم، مرملين بالعري، مسلبين، لا يكفنون و لا يوارون، و لا يعرج عليهم أحد، و لا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم و الخزر.

فقالت: لا يجز عنك ما تري، فوالله ان ذلك لعهد من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي جدك و أبيك و عمك، و لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة، و هم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها و هذه الجسوم المضرجة، و ينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيدالشهداء، لا يدرس أثره، و لا يعفو رسمه علي كرور الليالي و الأيام، و ليجتهدن أئمة الكفر و أشياع الضلالة في محوه و تطمسه، فلا يزداد أثره الا ظهورا، و أمره الا علوا).

و قال السيد محمد بن أبي طالب من أعلام القرن العاشر الهجري، في (تسلية المجالس) ج 2 ص 473:

(فأما قبر الحسين عليه السلام، فانه لم يزل مشهورا، معلما يقصده الخلائق من الآفاق - الي أن قال -:

و لقد جهدت بنوأمية علي اخفائه، و صد الناس عنه، و أقاموا مسالح علي الطرقات يقتلوا كل من ظفروا به من زواره عليه السلام، كما رواه


الشيخ جعفر بن قولويه و الشيخ الطوسي - الي أن قال -:

و لم يتيسر لبني أمية، و في زمن بني العباس، الا علي زمن الرشيد لعنه الله، فانه خربه، و قطع السدرة التي كانت نابتة عنده، و كرب موضع القبر.

ثم أعيد علي زمن المأمون و غيره الي أن حكم اللعين المتوكل من بني العباس، و كان سيي ء الاعتقاد في آل أبي طالب، شديد الوطأة عليهم، قبيح المعاملة معهم، و وافقه علي ذلك وزيره عبدالله بن يحيي لعنه الله، فبلغ من سوء معاملتهم ما لم يبلغه أحد ممن تقدم من بني أمية و بني العباس.

فأمر بتخريب قبر الحسين عليه السلام و قبور أصحابه، و كرب مواضعها، و أجري الماء عليها، و منع الزوار عن زيارتها، و أقام الرصد، و شدد في ذلك حتي كان قتل من يوجد زائرا، و ولي ذلك رجلا، و كان أصله يهوديا، ثم أسلم، يقال له: الديزج، و سلطا اللعين قوما من اليهود علي ذلك حتي تولوه.

و قام بالأمر بعده ابنه المنتصر فعطف علي آل أبي طالب، و أحسن اليهم، و فرق فيهم الأموال، و أعاد القبور في أيامه).

أقول: من هذين النصين يستفاد أمور:

الأول: اخبار النبي صلي الله عليه و آله و سلم بجهد أئمة الكفر و أشياع الضلالة بمحو قبر الامام عليه السلام، و لا يفلحون في ذلك، بل يزداد أمره ظهورا و علوا.

الثاني: وجود مسجد علي القبر الشريف زمن بني أمية، و ان حاولوا اخفائه، و منع الناس من زيارته، و اقامة المسالح عليه السلام مع مسلحة، و هي جماعة ممن يحمل السلاح للحراسة - علي الطرقات


ليقتلوا من يظفروا به من الزوار.

الثالث: الرشيد خرب القبر الشريف، و قطع السدرة التي كانت نابتة عنده، و كرب موضع القبر، و الكرب هو: حرث الأرض.

الرابع: المتوكل خرب القبر الشريف و قبور الأصحاب، و حرث مواضعها، و أجري الماء عليها، و منع الزوار، و أقام الرصد لقتل الزائرين.