بازگشت

الارجيف علي التشيع


أرجف علينا من العامة في نشوء التشيع بأوهام، حيث زعم البعض أن التشيع برز نتيجة الصراع السياسي، و آخر: أنه نتيجة الجدل الكلامي، و ثالث: أنه نتيجة التأثير الخارجي عن الاسلام و المسلمين.

و اعتبروا التشيع ظاهرة طارئة علي الاسلام و المسلمين بتوهم سببين:

الأول: الشيعة فئة قليلة بين المسلمين، و الفئة الكثيرة هم السنة، و هذا كاشف عن طروء التشيع علي الاسلام و المسلمين.

و فيه: أن اتخاذ الكثرة مقايسا للحق ليس في محله، لذم الكثرة حيث يقول الله تعالي: (و لكن أكثره لا يشكرون) النمل آية 73.

و يقول تعالي: (و ان كثيرا من الناس لفاسقون) المائدة آية 49.

و يقول تعالي: (و أكثرهم للحق كارهون) المؤمنون آية 70.

و مدح القلة، قال تعالي: (و قليل من عبادي الشكور) سبأ آية 13.

و قال تعالي: (الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم) ص آية 24.


التوهم الثاني: الشيعة فئة معزولة عن الحكم، و عن بناء الحضارة الاسلامية بشقيها الثقافي و السلوكي، و هذا كاشف عن طروء التشيع علي الاسلام و المسلمين.

و فيه: أن اتخاذ الأمر الواقع مقياسا للحق ليس في محله، ففي استلام الحكم بعد انتقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي الرفيق الأعلي قال تعالي: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفأن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم) آل عمران آية 144.

و الانقلاب تحقق في غصب الخلافة، و كل الواقع السياسي بني علي هذا الانقلاب الي حين سقوط الخلافة الاسلامية بسقوط الخلافة العثمانية.

و أما بناء الحضارة الاسلامية ففي شقها الثقافي راجع كتاب (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) للسيد حسن الصدر لتعرف أن الذين أسسوا علوم الحضارة الاسلامية هم من الشيعة.

و في شقها السلوكي راجع كتب التراجم و الرجال لتري رجال الشيعة هم السباقون في بناء الشق السلوكي للحضارة الاسلامية.

و علي كل فقيل: ان التشيع برز بعد وفاة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و بالتحديد بعد السقيفة، و اليه ذهب محمد علي أبوريان في تاريخ الفكر الفلسفي ص 125.

و قيل: ان التشيع ظهر في زمن عثمان بعد وقوع الفتنة بين المسلمين، و اليه ذهب ابن حزم في كتابه الفصل في الملل و الأهواء و النحل، علي ما في هوية التشيع للوائلي ص 25.

و قيل: انه ظهر في زمن أميرالمؤمنين عليه السلام بعد وقعة الجمل،


نقله ابن النديم في الفهرست ص 217، عن محمد بن اسحاق، و أورده علي نحو الاقرار به.

و قيل: انه ظهر في زمن أميرالمؤمنين في وقعة صفين سنة 37 ه، و اليه ذهب عبدالعزيز الدهلوي، نقلا عن التشيع للغريفي ص 27.

و قيل: انه برز عقيب استشهاد أبي عبدالله الحسين عليه السلام، عند بروز حركة التوابين، و اليه ذهب مصطفي الشبيبي في كتابه (الصلة بين التصوف و التشيع) ج 1 ص 29، و بروكلمان في (تاريخ الشعوب الاسلامية) ص 128

و قيل: انه ظهر زمن الامام الصادق عليه السلام نتيجة الجدل الكلامي، و الذي بذر بذرته هشام بن الحكم، كما ذهب اليه محمد عمارة في (الاسلام و فلسفة الحكم) ص 158.

و قيل: انه يرجع الي تأثير اليهود، كما ذهب اليه محمد فريد و جدي في دائرته ج 5 ص 17، و احمد أمين في فجر الاسلام ص 276.

و قيل: انه يرجع الي تأثير الفرس الذين دخلوا الاسلام، فادخلوا فيه مفهوم الوارثة للخلافة، و اليه ذهب غالب المستشرقين، و تابعهم عليه أبوزهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الاسلامية) ج 1 ص 41.

و كلام محب الدين الخطيب في اليهودية و الشعوبية التي تحارب الاسلام و المسلمين باسم نصرة آل البيت عليهم السلام مستند علي القولين الآخرين.