بازگشت

الافتراء علي الشيعة بنسبة الكذب اليهم


و أقول: ما نسبه ابن كثير و ابن تيميه الي الشيعة من الكذب في صفة مصرع سيدالشهداء عليه السلام ليس في محله.

لأنه افتراء عليهم، حيث ان الشيعة - أعزهم الله - يعتمدون في نقل أخبار مقتل سيدالشهداء عليه السلام و أخبار غيره علي المصادر التاريخية التي يعتمد عليها بقية المسلمين، و ليس لنا كتب تاريخية خاصة قال الناصبي أبوبكر بن عربي في العواصم ص 260: (و لا تسمعوا لمؤرخ كلاما الا للطبري).

و هذا الناصبي المفتري ابن كثير بعدما افتري علي الشيعة بما افتري من الكذب في صفة مصرعه عليه السلام اعتمد علي تاريخ الطبري الذي أورد أخبار أبي مخنف برواية هشام، هي أخبار مستقاة من مقتله، ثم قال في كتابه (البداية و النهاية) ج 8 ص 161:

(و للشيعة الرافضة في صفة مصرع الحسين كذب كثير و أخبار باطلة، و فيما ذكرنا كفاية، و في بعض ما أوردناه نظر، و لولا أن ابن جرير - الطبري - و غيره من الحفاظ و الأئمة ذكروه ما سقته، و أكثره من رواية أبي مخنف لوط بن يحيي، و قد كان شيعيا، و هو ضعيف الحديث عند الأئمة، ولكنه أخباري حافظ، عنده من هذه الأشياء ما ليس عند غيره، و لهذا يترامي عليه كثير من المصنفين في هذا الشأن


ممن بعده، و الله أعلم).

و في كلامه تهافت واضح، لأن أبامخنف اذا كان حافظا و يعتمد عليه كثير من المصنفين فم معني الحكم عليه بأنه ضعيف الحديث عند الأئمة، و هم أنفسهم قد اعتمدوا عليه عندما قال: (و لولا أن ابن جرير و غيره من الحفاظ و الأئمة ذكروه ما سقته، و أكثره، من رواية أبي مخنف).

نعم ألف بعض الشيعة كتبا في صفة مصرعه عليه السلام باسم المقاتل، ولم ينفردوا بذلك، فبعض العامة كتب كذلك كتبا باسم (المقتل) في صفة مصرعه عليه السلام، راجع القسم الأول في الجزء الأول من هذا الكتاب.

هذا و بقية المؤرخين كالمسعودي و اليعقوبي و البلاذري و أبي الفرج الأصفهاني و ابن أعثم قد اعتمد عليهم العامة في الكثير من أبحاثهم و كتبهم فأين الخطأ للشيعة اذا اعتمدوا علي هؤلاء المذكورين في صفة مصرع سيدالشهداء عليه السلام.

نعم خطأ الشيعة عند النواصب أنهم اعتمدوا علي هذه المصادر و فيها أخبار كفر يزيد و سوء حاله و قتل سيدالشهداء بداعي الانتقام من النبي الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم و لم يعتمدوا علي الكتب التاريخية التي كتبت بروح أموية، اما بحذف أخبار مقتل سيدالشهداء كما في تاريخ ابن زرعة، أو بجعل الأمر دائرا بين الأمام عليه السلام و ابن زياد مع تبرئة يزيد لعدم علمه، الي غير ذلك من ألوان التلاعب بأخبار النهضة، راجع خلاصة بحث القسم الأول من الجزء الأول من هذا الكتاب.