بازگشت

محاربة النواصب فكريا للشعائر الحسينية


قال ابن حجر الهيثمي المتوفي سنة 974 ه في الصواعق المحرقة ص 335:

(قال الغزالي و غيره: و يحرم علي الواعظ و غيره رواية مقتل الحسين و حكاياته، و ما جري بين الصحابة من التشاجر و التخاصم، فانه يهيج علي بغض الصحابة و الطعن فيهم، و هم أعلام الدين، تلقي الأئمة الدين عنهم، رواية، و نحن تلقيناه من الأئمة دراية، فالطاعن فيهم مطعون طاعن في نفسه و دينه).

و قال ابن تيمية المتوفي سنة 728 ه في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) ص 300 - 299:

(النوع الثالث: ما هو معظم في الشريعة، كيوم عاشوراء، الي أن قال -: فهذا الضرب قد يحدث فيه بعض أهل الأهواء في يوم عاشوراء من التعطش، و التحزن، و التفجع، و غير ذلك من الأمور المحدثة، التي لم يشرعها الله و لا رسوله و لا أحد من السلف - الي أن قال -:

و أما اتخاذ أمثال أيام المصائب مآتما فليس هذا من دين المسلمين بل هو الي دين الجاهلية أقرب، ثم هم قد فوتوا بذلك ما في صوم هذا اليوم من الفضل).


و قال في منهاج السنة ج 2 ص 247:

(فالواجب عند المصائب الصبر و الاسترجاع كما يحبه الله و رسوله، قال الله تعالي: و بشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون.

و في مسند الامام أحمد و سنن ابن ماجة، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن النبي صلي الله عليه و سلم، أنه قال: ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته، و ان قدمت، فيحدث لها استرجاعا، الا أعطاه الله من الأجر مثل أجر يوم أصيب بها.

و رواية الحسين و ابنته - التي شهدت مصرعه - لهذا الحديث آية، فان مصيبة الحسين هي مما يذكر و ان قدمت للمسلم أن يحدث لها استرجاعا.

و أماما يكرهه الله و رسوله من لطم الخدود و شق الجيوب و دعا بدعوي الجاهلية، و تبرأ من الصالقة و الحالقة و الشاقة، فالصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة، و الحالقة التي تحلق شعرها، و الشاقة التي تشق ثيابها.

و في الصحيح عن النبي صلي الله تعالي عليه و سلم أنه قال: ان النائحة اذا لم تتب قبل موتها فانها تلبس يوم القيامة درعا من جرب، و سربالا من قطران).

و قال في نفس المصدر ص 248:

(بدعة الحزن و النوح يوم عاشوراء، من اللطم و الصراخ و البكاء و العطش و انشاء المراثي، و ما يفضي اليه ذلك من سب السلف و لعنهم، و ادخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتي يسب


السابقون الأولون، و تقرأ أخبار مصرعه، التي كثير منها كذب، و كان قصد من سن ذلك فتح باب الفتنة و الفرقة بين الأمة، فان هذا ليس واجبا و لا مستحبا باتفاق المسلمين، بل احداث الجزع و النياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله و رسوله).

و قال في نفس المصدر:

(و الذين نقلوا مصرع الحسين زادوا شيئا من الكذب، كما زادوا في قتل عثمان، و كما زادوا فيما يراد تعظيمه من الحوادث، و كما زادوا في المغازي و الفتوحات و غير ذلك.

و المصنفون في أخبار قتل الحسين منهم من هو من أهل العلم كالبغوي و ابن أبي الدنيا و غيرهما، و مع ذلك فيما يرونه آثار منقطعة و أمور باطلة، و أما ما يرويه المصنفون في المصرع بلا اسناد فالكذب فيه كثير).

و قال محب الدين الخطيب في تعليقاته علي كتاب (العواصم و القواصم) ص 243: (نسأل الله أن يهدي هؤلاء الذين يجددون ذكري هذه الكارثة من عام الي آخر، و ما يهلكون الا أنفسهم في الدنيا قبل الآخرة، و هو لا يشعرون، و خاصة أن الأمويين قد زالوا.

ولكن قبح الله اليهودية و الشعوبية فانهما لا تزالان تعيشان فسادا في النفوس، لتحارب الاسلام و المسلمين باسم نصرة آل البيت كذبا وزورا).

و قال في نفس المصدر ص 244:

(لا أدري سببا معقولا لتضخيم هذه المصيبة، علي الرغم من فداحتها، بعد زوال الأمويين و ملكهم، فهي مهما كان من أمرها لا


تعد شيئا مذكورا بجانب المصيبة، باستشهاد الخلفاء عمر و عثمان و علي رضي الله تعالي عنهم، فلماذا لا يقيمون عليهم - اذا كانوا مخلصين للاسلام - كل عام مأتما و عويلا، بعرفهم في تجديد المصيبة و احياء ذكراها؟ و لا أدري أيضا كيف يصح اقامة مثل هذه المآتم؟ و قد جاء النهي في أحاديث كثيرة عن الصياح و شق الجيوب و لطم الخدود، و غير ذلك من العادات الجاهلية.

ولكن لعن الله السياسة المتهافتة كيف تظلل أصحابها، و تسبب لهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالي: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).

و قال ابن كثير في البداية و النهاية ج 8 ص 137:

(و هذه صفة مصرعه مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن، لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب الصريح و البهتان).

و قال في نفس المصدر ص 162:

(فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتله رضي الله عنه، فانه من سادات المسلمين، و علماء الصحابة، و ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم التي هي أفضل بناته، و قد كان عابدا و شجاعا و سخيا، ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من اظهار الجزع و الحزن، الذي لعل أكثره تصنع و رياء، و قد كان أبوه أفضل منه فقتل، و هم لا يتخذون مقتله مأتما كيوم مقتل الحسين، فان أباه قتل يوم الجمعة و هو خارج الي صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، و كذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة و الجماعة، و قد قتل و هو محصور في داره أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست و ثلاثين،


و قد ذبح من الوريد الي الوريد، و لم يتخذ الناس يوم قتله مأتما، و كذلك عمربن الخطاب، و هو أفضل من عثمان و علي، و قتل و هو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر و يقرأ القرآن، و لم يتخذ الناس يوم قتله مأتما، و كذلك الصديق كان أفضل منه و لم يتخذ الناس يوم وفاته مأتما، و رسول الله صلي الله عليه و سلم سيد ولد آدم في الدنيا و الآخرة، و قد قبضه الله اليه كما مات الأنبياء قبله، و لم يتخذ أحد يوم موتهم مأتما يفعلون فيه ما يفعل هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين - الي أن قال -:

و أحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب و أمثالها ما رواه علي بن الحسين، عن جده رسول الله صلي الله عليه و سلم أنه قال: ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكرها و ان تقادم عهدها، يحدث لها استرجاعا، الا أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب منها، رواه الامام أحمد و ابن ماجة).

هذه عينة من كلامهم، و خلاصة ما فيها:

تحرم قراءة مقتل الامام الحسين عليه السلام، لما في من تهييج علي بغض الصحابة، و الطعن فيهم.

نسب ابن كثير و ابن تيمية الي الشيعة أعزهم الله الكذب في صفة مصرع الحسين عليه السلام.

ما تفعله الشيعة من اظهار الجزع و الحزن أكثره تصنع و رياء.

اتخاذ المصيبة مأتما ليس من دين المسلمين، و المراسم الحسينية بدعة لأنه لم يؤمر بها، بل هي من أعظم المحرمات، و الواجب الصبر و الاسترجاع، و الا فيجب اقامة مأتم لمقتل أميرالمؤمنين عليه السلام، لأنه أفضل من ابنه عليه السلام.


لا داعي للمأتم الحسيني و المراسم الحسينية بعد زوال الأمويين و ملكهم.

اليهودية و الشعوبية تحارب الاسلام و المسلمين باسم نصرة آل البيت عليهم السلام.