بازگشت

عاشوراء يوم عيد و تبرك عند النواصب


في علل الشرائع للشيخ الصدوق ج 1 ص 266 - 264، باب 162، بسنده عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام في حديث:

(فقلت له: يابن رسول الله، فكيف سمت العامة يوم عاشوراء يوم بركة، فبكي عليه السلام، ثم قال:

لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام الي يزيد، فوضعوا له الأخبار، و أخذوا عليه الجوائز من الأموال، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم، و أنه يوم بركة، ليعدل الناس فيه من الجزع و البكاء و المصيبة و الحزن الي الفرح و السرور و التبرك و الاستعداد فيه، حكم الله مما بيننا و بينهم).

و في نفس المصدر ص 268 - 266، بسنده عن جبلة المكية، قالت:

(سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول: و الله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه، و ليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة، و ان ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالي ذكره، أعلم ذلك بعهد عهده الي مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام - الي أن قال -:


قالت جبلة: فقلت له: يا ميثم فكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام يوم بركة؟

فبكي ميثم رضي الله عنه، ثم قال: يزعمون لحديث يضعونه، أنه اليوم الذي تاب الله فيه علي آدم، و انما تاب الله علي آدم في ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داوود، و انما قبل الله عزوجل توبته في ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، و انما أخرج الله عز و جل يونس من بطن الحوت في ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح علي الجودي، و انما استوت علي الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة، و يزعمون أنه اليوم الذي فلق الله تعالي فيه البحر لبني اسرائيل، و انما كان ذلك في ربيع الأول).

و قال البيروني المتوفي 440 ه في الآثار الباقية ص 292:

(المحرم: اليوم الأول منه معظم، لأنه غرة الحول و مفتتح السنة، و اليوم التاسع منه سمي تاسوعاء، علي مثال عاشوراء، و هو يوم يصلي فيه الزهاد من الشيعة، و اليوم العاشر منه يسمي عاشوراء، و هو يوم مشهور بالفضل، و روي عن النبي عليه السلام أنه قال:

أيها الناس، سارعوا الي الخيرات في هذا اليوم، فانه يوم عظيم مبارك، قد بارك الله فيه علي آدم، و كانوا يعظمون هذا اليوم الي أن اتفق فيه قتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، و فعل به و بهم ما لم يفعل في جميع الأمم بأشرار الخلق من القتل بالعطش و السيف و احراق و صلب الرؤوس، و اجراء الخيول علي الأجساد فتشاءموا به.

فأما بنوأمية فقد لبسوا فيه ما تجدد، و تزينوا و اكتحلوا و عيدوا


و أقاموا الولائم و الضيافات و طعموا الحلاوات و الطيبات، و جري الراسم في العامة أيام ملكهم، و بقي منهم بعد زواله عنهم.

و أما الشيعة فانهم ينوحون و يبكون أسفا لقتل سيدالشهداء فيه، و يظهرون ذلك بمدينة السلام و أمثالها من المدن و البلاد، و يزورون فيه التربة المسعودة بكربلاء، و لذلك كره فيه العامة من تجديد الأواني و الأثاث).

و قال القزويني المتوفي 682 ه في عجائب المخلوقات ص 68، في باب (القول في الشهور):

(حتي اتفق في هذا اليوم قتل الحسين رضي الله عنه مع كثير من أهل البيت، فزعم بنوأمية أنهم اتخذوه عيدا فتزينوا فيه، و أقاموا فيه الضيافات، و الشيعة اتخذوه يوم عزاء ينوحون فيه و يجتنبون الزينة، و أهل السنة يزعمون أن الاكتحال في هذا اليوم مانع من الرمد في تلك السنة).

و قال المقريزي المتوفي 845 ه في خططه ج 1 ص 490، عن أعياد و مواسم الفاطميين:

(يوم عاشوراء، كانوا يتخذونه يوم حزن، تتعطل فيه الأسواق، و يعمل فيه السماط العظيم المسمي بسماط الحزن - الي أن قال -:

فلما زالت الدولة أتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور، يوسعون فيه علي عيالهم، و يتبسطون في المطاعم، و يضعون الحلاوات، و يتخذون الأواني الجديدة، و يكتحلون، و يدخلون الحمام جريا علي عادة أهل الشام، التي سنها لهم الحجاج في أيام عبدالملك بن مروان، يرغموا بذلك أناف شيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء و حزن فيه علي


الحسين بن علي، لانه قتل فيه، و قد أدركنا بقايا مما عمله بنوأيوب، من اتخاذ يوم عاشوراء يوم سرور و تبسط).

و في قصص الأنبياء للثعلبي المتوفي سنة 427 ه، و المسمي كتابه: (عرائس المجالس) ص 51، في قصة نوح، قال:

(و ركب نوح و من معه في السفينة، لعشر خلون من رجب، و خرجوا منها في العاشر من المحرم، فلذلك سمي يوم عاشوراء، و أقاموا في الفلك ستة أشهر - الي أن قال -:

و يقال: ان نوحا و قومه كانت قد أظلمت أعينهم في السفينة من دوام النظر الي الماء فأمروا بالاكتحال يوم عاشوراء، الذي خرجوا فيه من السفينة.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله و سلم:

(من اكتحل بالاثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبدا).

و في تاريخ الطبري ج 2 ص 417 في حوادث السنة الثانية:

(و كان النبي صلي الله عليه و سلم حين قدم المدينة رأي يهود تصوم يوم عاشوراء، فسألهم فأخبروه أنه اليوم الذي غرق الله فيه آل فرعون، و نجي موسي و من معه منهم، فقال: نحن أحق بموسي منهم، فصام و أمر الناس بصومه).

و قال ابن الحاج المتوفي سنة 737 ه في كتابه (المدخل) ج 1 ص 208:

(الموسم الثالث من المواسم الشرعية، و هو يوم عاشوراء، فالتوسعة فيه علي الأهل و الأقارب و اليتامي و المساكين، و زيادة النفقة و الصدقة مندوب اليها، بحيث لا يجهل ذلك، ولكن بشرط، و هو ما


تقدم ذكره من عدم التكلف).

و قال ابن رجب المتوفي سنة 795 ه في لطائف المعارف ص 29 في المجلس الأول في فضل شهر الله المحرم:

(ما أخرجه الترمذي من حديث، علي أن رجلا أتي النبي صلي الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله: أخبرني بشهر أصومه بعد شهر رمضان.

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: ان كنت صائما شهرا بعد شهر رمضان فصم المحرم، فانه شهر الله، و فيه يوم تاب الله فيه علي قوم، و يتوب علي الآخرين).

و قال في نفس المصدر ص 31:

(و زعم بعض الشافعية أن أفضل الأشهر الحرم رجب، و هو قول مردود، و أفضل شهر الله المحرم، عشره الأول، و قد زعم عمان بن رآب: أنه العشر الذي أقسم الله به في كتابه، ولكن الصحيح أن العشر المقسم به عشر ذي الحجة).

و في نفس المصدر و الصفحة قال:

(و روي عن وهب بن منبه قال: أوحي الله تعالي الي موسي عليه السلام أن مر قومك أن يتوبوا الي في أول عشر المحرم، فاذا كان يوم العاشر فليخرجوا الي أعفر لهم).

و قال ابن رجب في نفس المصدر في المجلس الثاني في يوم عاشوراء ص 45:

(في الصحيحين، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه سئل عن يوم عاشوراء، فقال: ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم صام


يوما يتحري فضله علي الأيام الا هذا اليوم، يعني عاشوراء، و هذا الشهر يعني رمضان).

و في نفس المصدر و الصفحة قال:

(وروي ابراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه و سلم قال: يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء فصوموه أنتم).

و في نفس المصدر و الصفحة قال:

(قال دلهم بن صالح، قلت لعكرمة: عاشوراء ما أمره؟ قال: أذنبت قريش في الجاهلية ذنبا فتعاظم في صدورهم، فسألوا ما توبتهم؟ قيل: صوم عاشوراء، يعني العاشر من المحرم).

و في نفس المصدر ص 46:

(و في مسند الامام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: مر النبي صلي الله عليه و سلم بأناس من اليهود، قد صاموا عاشوراء، فقال: ما هذا من الصوم.

قالوا: هذا اليوم الذي نجي الله عز و جل موسي عليه السلام و بني اسرائيل من الغرق، و غرق فيه فرعون، و هذا يوم استوت فيه السفينة علي الجودي، فصام نوح و موسي عليه السلام شكرا له عز و جل.

فقال النبي صلي الله عليه و سلم: أنا أحق بموسي، و أحق بصوم هذا اليوم، فأمر أصحابه بالصوم).

و في نفس المصدر ص 51 - 50:

(و من أعجب ما ورد في عاشوراء و أنه كان يصومه الوحش


و الهوام، و قد روي مرفوعا أن الصرد أول طير صام عاشوراء، خرجه الخطيب في تاريخه، و اسناده غريب، و قد روي ذلك عن أبي هريرة.

وروي عن فتح بن شخرف، قال: كنت أفت للنمل الخبز كل يوم، فلما كان يوم عاشوراء لم يأكلوه، وروي عن القادر بالله الخليفة العباسي: أنه جري له مثل ذلك، و أنه عجب منه، فسأل أباالحسين القزويني الزاهد، فذكر له: أن يوم عاشوراء تصومه النمل.

وروي أبوموسي المديني، باسناده عن قيس بن عبادة قال: بلغني أن الوحش كانت تصوم عاشوراء.

و باسناد له عن رجل: أتي البادية يوم عاشوراء، فرأي قوما يذبحون ذبائح، فسألهم عن ذلك فأخبروه: أن الوحوش صائمة، و قالوا: اذهب بنا نرك، فذهبوا به الي روضة، فأوقفوه.

قال: فلما كان بعد العصر جاءت الوحوش من كل وجه، فأحاطت بالروضة رافعة رؤوسها الي السماء، ليس شي ء منها يأكل حتي اذا غابت الشمس أسرعت جميعا فأكلت.

و باسناده عن عبدالله بن عمرو، قال: بين الهند و الصين أرض، كان بها بطة من نحاس علي عمود من نحاس، اذا كان يوم عاشوراء مدت منقارها فيفيض من منقارها ماء، يكفيهم لزروعهم و مواشيهم الي العام المقبل.

و رؤي بعض العلماء المتقدمين في المنام، فسئل عن حاله: فقال غفر لي بصيام عاشوراء ستين سنة - الي أن قال -:

قال سعيد: قال قنادة: كان يقال: صوم عاشوراء كفارة لما ضيع الرجل من زكاة ماله.


و قد روي: أن يوم عاشوراء كان يوم الزينة الذي كان فيه ميعاد موسي لفرعون، و أنه كان عيدا لهم.

و يروي: أن موسي عليه السلام كان يلبس فيه الكتان، و يكتحل فيه بالاثمد).

و في نفس المصدر ص 52:

(و أما الصدقة فيه، فقد روي عن عبدالله بن عمرو بن العاصي قال: من صام عاشوراء فكأنما صام السنة، و من تصدق فيه كان كصدقة السنة، أخرجه أبوموسي المديني - الي أن قال -:

و قال ابن منصور: قلت لأحمد: هل سمت في الحديث من وسع علي أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة؟ فقال: نعم.

رواه سفيان بن عيينة - الي أن قال -: قال ابن عيينة: جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا الا خير - كذا، و الأصح: خيرا -).

و قال في نفس المصدر ص 53:

(و قد صح من حديث أبي اسحاق، عن الأسود بن يزيد، قال: سألت عبيد بن عمير: عن صيام يوم عاشوراء؟

فقال: المحرم شهر الله الأصم، فيه يوم تيب في علي آدم، فان استطعت أن لا يمر بك الا صمته).

و في نفس المصدر و الصفحة قال:

(وروي أبوموسي المديني، من حديث أبي موسي مرفوعا: هذا يوم تاب الله في علي قوم، فاجعلوه صلاة و صوما، يعني يوم عاشوراء


- الي أن قال -:

وروي باسناده، عن علي قال: يوم عاشوراء هو اليوم الذي تيب فيه علي قوم يونس).

و لابن منيرالطرابلسي المتوفي سنة 548 ه القصيدة التترية، و هي من أشهر قصائده و أطولها، و قد كان من أجلاء طرابلس الشام و أراد أن يبعث هدايا الي الشريف المرتضي الموسوي نقيب الأشراف بالعراق، فبعثها مع عبد أسود له، اسمه (تتر)، فظن الشريف أن العبد جزء من الهدايا فأمسكه و طال الأمر، فلم ير ابن منير الطرابلسي ما يدفع الشريف الي ارسال العبد المذكور الا اظهار الدخول في مذهب التسنن، و أنه الذي دفعه الي ذلك و ان كان موجبا لدخول النار بسبب امساك العبد المذكور من قبل الشريف، فيكون الشريف مثله داخلا في النار، و كان لابن منير علاقة خاصة بمملوكه، و أظهر القصيدة علي نحو الجد و هو يريد بها الهزل، و الذي يهمنا من عرضها أنها تتضمن ما تفعله النواصب في اليوم العاشر.

و القصيدة، هي علي ما في ديوانه ص 171 - 160، جمع الدكتور عمر عبدالسلام تدمري:



عذبت طرفي بالسهر

و أذبت قلبي بالفكر



و مزجت صفو مودتي

من بعد بعدك بالكدر



و منحت جثماني الظني

و كحلت جفني بالسهر



و جفوت صبا ماله

عن حسن وجهك مصطبر



يا قلب و يحك كم تخا

دع بالغرور و كم تغر



والام تكلف بالأغن

من الظباء و بالأغر



ريم يفوق ان رما

ك بسهم ناظره النظر






تركتك أعين تركها

من بأسهن علي خطر



و رمت فأصمت عن قسي

لايناط بها وتر



جرحتك جرحا لا يخيط

بالخيوط و لا الابر



تلهو و تلعب بالعقو

ل عيون أبناء الخفر



فكأنهن صوالج

و كأنهن لها أكر



تخفي الهوي و تسره

و خفي سرك قد ظهر



أفهل لوجدك من مدي

يفضي اليه فينتظر



نفسي الفداء لشادن

أنا من هواه علي خطر



رشأ تحار له الخواطر

ان تثني أو خطر



عذل العذول و ما رآ

ه فحين عاينه عذر



قمر يزيد ضؤ صب

ح جبينه ليل السفر



تدمي للواحظ خده

فتري لها فيه أثر



هو كالهلال ملثما

و البدر حسنا ان سفر



ويلاه ما أحلاه في

قلبي الشجي و ما أمر



نومي «المحرم» بعده

و «ربيع» لذاتي «صفر»



بالمشعرين و بالصفا

و البيت أقسم و الحجر



و بمن سعي فيه وطا

ف ولبي و اعتمر



لئن الشريف الموسوي

ابن الشريف أبي مضر



أبدي الجحود و لم يرد

الي مملوكي تتر



واليت آل أمية ال

طهر الميامين الغرر



و حجدت بيعة حيدر

و عدلت عنه الي عمر



و أكذب الراوي و أطعن

في ظهور المنتظر



و اذا رووا خبر «الغدير»

أقول: ما صح الخبر






و لبست فيه الملابس

ما اضمحل و ما دثر



و اذا جري ذكر الصحا

بة بين قوم و اشتهر



قلت: المقدم شيخ تي

م ثم صاحبه عمر



ما سل قط ظبا علي

آل النبي و لا شهر



كلا، و لا صد البتو

ل عن التراث و لا زجر



و أثابها الحسني و ما

شق الكتاب و لا بقر



و بكيت عثمان الشهي

د بكاء نسوان الحضر



و شرحت حسن صلاته

جنح الظلام المعتكر



و قرأت من أوراق مص

حفه «البراءة و الزمر»



و رثيت طلحة و الزبي

ر بكل شعر مبتكر



و أزور قبرهما و أز

جر من لحاني أو زجر



و أقول: أم المؤمني

ين عقوقها احدي الكبر



ركبت علي جمل وسا

رت من بيتها في زمر



و أتت لتصلح بين جي

ش المسلمين علي غرر



فأتي أبوحسن و س

ل حسامه و سطا و كر



و أذاق اخوته الردي

و بعير أمهم عقر



ما ضره لو كان كف

و عف عنهم اذ قدر



و أقول: ان امامكم

ولي بصفين وفر



و أقول: ان أخطا معا

وية فما أخطا القدر



هذا، و لم يغدر معا

وية و لا عمرو مكر



بطل بسوأته يقا

تل لا بصارمه الذكر



و جنيت من رطب النوا

صب ما تتمر و اختمر



و أقول: ذنب الخارجي

ن علي علي مغتفر






لا ثائر لقتالهم

في النهروان و لا أثر



و الأشعري بما يؤ

ل اليه أمرهما شعر



قال: انصبوا لي منبرا

فأنا البري ء من الخطر



فعلا، و قال: خلعت صا

حبكم، و أوجز و اختصر



و أقول: ان يزيد ما

شرب الخمور و لا فجر



و لجيشه بالكف عن

أبناء فاطمة أمر



و له مع البيت الحرا

م يد تفكر ما غبر



و الشمر ما قتل الحسي

ن و لا ابن سعد ما غدر



و حلقت في عشر المحر

م ما استطال من الشعر



و نويت صوم نهاره

و صيم أيام أخر



و لبست فيه أجل ثو

ب للمواسم يدخر



و سهرت في طبخ الحبو

ب من العشاء الي السحر



و غدوت مكحلا أصا

فح من لقيت من البشر



و وقفت في وسط الطر

يق أقص شارب من عبر



و أكلت جرجير البقو

ل بلحم جري البحر



و جعلتها خيرالمآ

كل و الفواكه و الخضر



و غسلت رجلي حاضرا

و مسحت خفي في السفر



آمين أجهر في الصلا

ة كمن بها قبلي جهر



و أسن تسنيم القبو

ر لكل قبر يحتفر



و اذا أمرؤ طلب الدليل

ل ورد قولي و أستمر



أو قال لي: أنا لا أس

لم، قلت: هذا قد كفر



و كففته و زجرته

و كفي بقولي مزدجر



و أعنت ضلال الشا

م علي الضلال المشتهر






و أطعتهم و طعنت في ال

خبر المعنعن و الأثر



و سكنت جلق و أقتدي

ت بهم و ان كانوا بقر



بقر تري بحليمهم

طيش الظليم اذا نفر



و هواؤهم كهوائهم

و خليط مائهم القذر



و عليمهم مستجهل

و أخو الديانة محتقر



و خفيفهم مستثقل

و ثقيلهم فيه العبر



و أقول مثل مقالهم

بالفاشرية قد فشر



مصطحيتي مكسورة

و فطيرتي فيها قصر



و طباعهم كجبالهم

جبلت و قدت من حجر



ما يدرك التشبيب تغر

يد البلابل في السحر



و أقول في يوم تحا

ر ل البصيرة و البصر



و الصحف ينشر طيها

و النار ترمي بالشرر



هذا الشريف أضلني

بعد الهداية و النظر



مالي مضل في الوري

الا الشريف أبومضر



فيقال: خذ يد الشري

ف، فمستقر كما سقر



لواحة تسطو فما

تبقي عليه و لا تذر



فاخش الاله بسؤفع

لك و احذرن كل الحذر



و الله يغفر للمسي

ءاذا تنصل و اعتذر



الا لمن جحد الوصي

ولاءه و لمن كفر



و اليكها بدوية

رقت لرقتها الحضر



شامية لو شامها

«قس» الفصاحة لا فتخر



ودري و أيقن أنني

بحر و ألفاظي درر



و قصيدة كخريدة

غيداء ترفل في الحبر






حبرتها فغدت كزه

ر الروض باكره المطر



و الي الشريف بعثتها

لما قرأها فانبهر



رد الغلام و ما استم

ر علي الجحود و لا أصر



و أثابني و جزيته

شكرا، و قال: لقد صبر



و ظفرت منه بالمني

و الصبر عقباه الظفر



و لما وصلت القصيدة الي الشريف ضحك، و قال: قد أبطأنا عليه فهو معذور، و جهز المملوك مع هدايا حسنة، فمدحه ابن منير بقوله:

(الي المرتضي حث المطي فانه امام علي كل البرية قد سما

تري الناس أرضا في الفضائل عنده و نجل الزكي الهاشمي هو السما)

و قد توهم بعضهم أن الشريف هو: (علي بن الحسين بن موسي الحسيني الموسوي المعروف بالشريف المرتضي أخو اشريف الرضي) و هو خطأ، اذ ان ابن منير لم يعاصر الشريف المذكور، لأن الشريف توفي سنة 436 ه، و كانت ولادة ابن منير في سنة 473 ه.

وفي الذريعة الي تصانيف الشيعة ج 4 ص 10 - 9، ما مضمونه:

(أن القصيدة في الشريف أبي الرضا بن الشريف أبي مضر، و أنه كان نقيب الاشراف و مرجع الشيعة في العراق، و عن الروضات للخونساري: أنه أبوالرضا فضل الله الراوندي الذي كان حيا سنة 548 للهجرة)

هذا و قد سبقه الي بعض معاني القصيدة الخالديان أبوبكر


محمد الخالدي المتوفي سنة 380 ه و أبوعثمان سعيد الخالدي المتوفي سنة 390 ه، حيث مدحا الشريف محمد بن عمر الراوندي، فأبطأ عليهما بالجائزة، و أرادا الخروج الي بعض الجهات، فدخلا عليه و أنشداه:



(قل للشريف المستجا

ربه اذا عدم المطر



و ابن الائمة من قري

ش و الميامين الغرر



أقسمت بالريحان و الن

غم المضاعف و الوتر



لئن الشريف مضي و لم

ينعم بعبديه النظر



لنشاركن بني أمي

ة في الضلال المشتهر



و نقول: لم يغضب أبو

بكر و لم يظلم عمر



و نري معاوية اما

ما من يخالفه كفر



و نقول: ان يزيد ما

قتل الحسين و لا أمر



و نعد طلحة و الزبي

ر من الميامين الغرر



و يكون في عنق الشري

ف دخول عبديه سقر)