بازگشت

زهد و عطاء


كانت زينب تعيش في كنف زوجها عبدالله بن جعفر في المدينة، وهو رجل موسر غني، وباذل كريم ـ كما سبق الحديث عنه ـ لكن حياة الراحة والرفاه حيث البيت الواسع والخدم والحشم، والمال والثروة، لم تتمكن من قلب السيدة زينب، فتخلت عن كل تلك الأجواء المريحة، واختارت السفر مع أخيها الحسين حيث المصاعب والمشاق والآلالم المتوقعة لم يكن قلب زينب متعلقاً بشيء من متاع الدنيا، بل كانت نفسها منشدة الي آفاق السمو والرفعة.

وروي عن الإمام زين العابدين أنه قال عنها: «انها ما ادخرت شئياً من يومها لغدها أبداً» [1] .

ونقل عنها أنها كانت أثناء سفر الأسر الي الشام كانت تتنازل في غالب الإيام عن حصتها من الطعام لصالح الأطفال الجائعين والجائعات من الأساري وتطوي يومها جائعة، حتي أن الجوع كان يقعد بها عن التمكن من أداء صلاة الليل قياماً فتؤديها وهي جالسة [2] .

وقد مر علينا سابقاً أنها حينما رجعت الي المدينة مع قافلة السبايا نزعت حليها وحلي أختها لتقدمه هدية للنعمان بن بشير مكافأة له علي حسن صحبته ورفقته.


پاورقي

[1] المصدر السابق ص 61.

[2] المصدر السابق ص 63.