بازگشت

من داخل الاسرة الاموية


وهكذا كانت أمواج السخط والأستنكار تتلاطم بتأثير قافلة السبايا حتي


ضربت أطناب البيت الأموي الحاكم، وتعالت أصوات المعارضة لما حصل في أوساط عائلة يزيد، فيحيي بن الحكم أخو مروان بن الحكم اعترض علي يزيد في مجلسه وشتم ابن زياد أمامه متعاطفاً مع آل الرسول حيث أنشد البيتين التاليين:



لهام بجنب الطف أدني قرابه

من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل



سمية أمسي نسلها عدد الحصي

وليس لآل المصطفي اليوم من نسل



قال: فضرب يزيد بن معاوية في صدر يحيي بن الحكم، وقال: اسكت [1] .

وابنة يزيد عاتكة بادرت الي رأس الإمام الحسين فطيبته، وقالت نادبة: رأس عمي [2] .

أما معاوية بن يزيد فموقفه واضح اذ رفض حتي تولي الخلافة بعد أبيه يزيد وأعلن تنديده لسياسة أبيه وجده.

وزوجته هند لم تستطع كتمان ألمها واعتراضها، يقول ابن الأثير: ثم دخلوا علي يزيد فوضعوا الرأس بين يديه وحدثوه، فسمعت الحديث هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز، وكانت تحت يزيد، فتقنعت بثوبها وخرجت، فقالت:

يا أمير المؤمنين أرأس الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وسلم)؟.

قال: نعم، فاعولي عليه، وحدّي علي ابن بنت رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، وصريخة قريش، عجل عليه ابن زياد فقتله قتله الله [3] .

هذا الأستياء الشامل والأستنكار من مختلف الأوساط أظهر ليزيد فشل سياسته


وتخطيطه، وجعله يتمني لو لم يقدم علي قتل الحسين، أو علي الأقل لو تستر علي جريمته ولم ينشرها علي رؤوس الملأ عبر قافلة السبايا والرؤوس. وصدرت عن يزيد كلمات وتصريحات عديدة يلقي فيها المسؤلية عن قتل الحسين ومآسي عائلته علي عبيدالله بن زياد.. ككلامه لزوجته وقوله مخاطباً رأس الحسين.

والله يا حسين لو كنت أنا صاحبك ما قتلتك!! [4] .

وينقل ابن الأثير أنه، لما وصل رأس الحسين الي يزيد حسنت حال ابن زياد عنده وزاده ووصله وسره ما فعل، ثم لم يلبث الا يسيراً، حتي بلغه بغض الناس له ولعنهم وسبهم، فندم علي قتل الحسين فكان يقول:

وما عليّ لو احتملت الأذي، وأنزلت الحسين في داري وحكمته فيما يريد، وان كان عليّ في ذلك وهن في سلطاني حفظاً لرسول الله (صلي الله عليه وآله)، ورعاية لحقه وقرابته، لعن الله ابن مرجانة فإنه اضطره، وقد سأله أن يضع يده في يدي أو يلحق بثغر حتي يتوفاه الله، فلم يجبه الي ذلك فقتله، فبغضني بقتله الي المسلمين، وزرع في قلوبهم العداوة، فأبغضني البر والفاجر بما استعظموه من قتلي الحسين، ما لي ولابن مرجانة، لعنه الله وغضب عليه [5] .



پاورقي

[1] (الکامل في التاريخ) ابن الأثير ج 4 ص 85.

[2] (حياة الإمام الحسين) القرشي ج 3 ص 400.

[3] (الکامل في التاريخ) ابن الاثير ج 4 ص 84.

[4] المصدر السباق ص 85.

[5] المصدر السابق ص 87.