بازگشت

شيخ من أهل الشام


أخرج ابن جرير عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين (رضي الله تعالي عنهما) أسيراً فأقيم علي درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم وأستأصلكم!.

فقال له علي (رضي الله تعالي عنه): أقرأت القرآن؟.

قال: نعم.

قال: أقرأت الـ (حم) [1] ؟.

قال: نعم.

قال: أما قرأت: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي) [2] .


قال: فانكم لأنتم هم؟.

قال: نعم [3] .

وفي نص آخر: دنا شيخ من الامام زين العابدين، وقال له:

ـ الحمد لله الذي أهلككم وأمكن الأمير منكم!.

فقال (عليه السلام) له: يا شيخ أقرأت القرآن؟.

قال: بلي.

قال: أقرأت: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربي) [4] .

وقرأت قوله تعالي: (وآت ذا القربي حقه) [5] ، وقوله تعالي: (واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربي) [6] ؟.

قال الشيخ: نعم قرأت ذلك.

فقال الامام: نحن والله القربي في هذه الآيات.

ثم قال له الامام: أقرأت قوله (تعالي): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) [7] ؟.

قال: بلي.

فقال الامام: نحن أهل البيت الذين خصهم الله بالتطهير.

قال الشيخ: بالله عليك أنتم هم؟.


قال الامام: وحق جدنا رسول الله إنا لنحن هم من غير شك.

فوقع الشيخ علي قدمي الامام يقبلهما ويقول: أبرأ الي الله ممن قتلكم. وتاب علي يد الامام مما فرط في القول معه وبلغ يزيد فعل الشيخ وقوله: فأمر بقتله [8] .


پاورقي

[1] سورة الشوري آية 1.

[2] سورة الشوري آية 23.

[3] سورة الشوري آية 23.

[4] (تفسير روح المعاني) الآلوسي ج 25 ص 31.

[5] سورة الإسراء آية 26.

[6] سورة الأنفال آية 41.

[7] سورة الأحزاب آية 33.

[8] (مقتل الحسين) المقرم ص 349.