بازگشت

ردود الفعل


خلافاً لما كان يقصده يزيد من مجيء السبايا ورؤوس الشهداء إلي الشام، بأن يصنع من خلال ذلك جواباً مضاداً لثورة الحسين، ويدعم عرش حكمه وسلطته، فقد حصل العكس من ذلك تماماً، حيث سادت النقمة وانتشر الاستياء في مختلف أوساط العاصمة الأموية، استنكاراً لما فعله يزيد.

ومما رصده لنا التاريخ من مظاهر الاستنكار ما يلي:

ممثل ملك الروم:

وكان في مجلس يزيد ممثل ملك الروم، فلما رأي رأس الامام بين يدي يزيد تأثر من ذلك وسأل يزيد: رأس من هذا؟.

أجابه يزيد: رأس الحسين.

فسأل: من الحسين؟.

قال يزيد: ابن فاطمة.

وسأله: من فاطمة؟.

قال يزيد: ابنة رسول الله.


فانذهل، وقال: نبيكم؟.

أجابه يزيد: نعم.

ففزع ممثل ملك الروم: وأبدي انزعاجه قائلاً: تباً لكم ولدينكم، وحق المسيح إنكم علي باطل، إن عندنا في بعض الجزائر ديراً فيه حافر فرس ركبه المسيح فنحن نحج اليه في كل عام، من مسيرة شهور وسنين، ونحمل اليه النذور والأموال، ونعظمه أكثر مما تعظمون كعبتكم، افٍ لكم.

ثم قام وخرج غضباناً من مجلس يزيد [1] .


پاورقي

[1] (تاريخ الأمم والملوک) الطبري ج 6 ص 256.

(حياة الإمام الحسين) القرشي ج 3 ص 389. (الکامل في التاريخ) ابن الأثير ج 4 ص 86.