بازگشت

العزة الايمانية


تلك المرأة السبية الأسيرة التي سيقت الي مجلس يزيد مكتفة بالحبال، تقف أمام الحاكم المتغطرس المتجبر صارخة به: «يا ابن الطلقاء» ومنذرة له: «ولتودّن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت» وداعية عليه: «اللهم خذلنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا».

وتتحداه قائلة: «فوالله ما فريت الا جلدك ولا حززت الا لحمك» وتكرر تحديها له هاتفة: «فكد كيدك واسع سعيك».

وبصراحة أوضح تبدي احتقارها له وأنها أكبر وأسمي من أن تكلمه أو تخاطبه لولا ما فرضته عليها الظروف فتقول: «ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إني لاستصغر قدرك، واستعظم تقريعك، وأستكثر توبيخك».

فمن يداني ابنة علي في شجاعتها وعزتها وبطولتها؟.

إنها ابنة أبيها وهي تفرغ عن لسانه وروحه.

لذلك تحطمت كبرياء يزيد أمامها وانهار غروره، وأصابته الحيرة والأرتباك، فلم يزد أن تمثل بعد خطابها بقول الشاعر:




يا صحيحة تحمد من صوائح

ما أهون النوح علي النوائح



وكأنه يفسر خطاب السيدة زينب بأنه نوع من الأنفعال الطبيعي لما تعانيه من مصيبة!!