بازگشت

عند استغاثة الحسين


تلك كانت ساعة حرجة حساسة، حيث بقي الحسين وحيداً فريداً في ساحة المعركة، بعد أن تهاوي كل أصحابه وأهل بيته شهداء مضرجين بدمائهم ويري خلفه النساء والأطفال تتعالي صيحاتهم وبكاؤهم، وأمامه الأعداء يشرعون سيوفهم للأنقضاض عليه.

وهنا رفع الحسين صوته مستغيثاً يطلب من ينصره ويعينه في ذلك الموقف الصعب الأليم قائلاً: «هل من ذابٍ يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحدٍ يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا؟».

واخترق نداء الحسين أستار خيام عيالاته ونسائه، فاستشعروا المصيبة والفاجعة، وارتفع بكاؤهم ونحيبهم وكان لنداء الأستغاثة وقع كبير علي قلب الإمام زين العابدين، فقد آلمه وأحزنه أن يكون مريضاً مقعداً لا يقدر علي حمل السيف وقتال الأعداء، لكنه مع ذلك تحامل علي مرضه، ووثب من فراشه، ومشي خطوات يتوكأ علي عصا ويجر سيفه فرمقه الحسين، وتأثر لمنظره وهيئته، ونادي بأخته أم كلثوم: خذيه واحبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمد.

وأرجعته الي الخيمة، وهو يقول: ياعمتاه ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله [1] .

ويؤكد السيد المقرم أن أم كلثوم هذه هي السيدة زينب [2] .


پاورقي

[1] (بحار الأنوار) المجلسي ج 45، ص 46. و (مقتل الحسين) المقرم ص 271.

[2] (مقتل الحسين) المقرم ص 316.