بازگشت

تسلي الامام زين العابدين


حينما غادرت قافلة السبايا أرض كربلاء مروا بالنساء والأطفال علي ساحة المعركة فكان المنظر مهيباً مفزعاً، حيث شاهدت العائلة أجسام الأحبة مضرجة بالدماء، مقطعة الأشلاء، فانفجر الركب عويلاً وبكاءً، وأخذ الجزع والألم من نفس الإمام زين العابدين مأخذاً شديداً لما يراه من حال جثث أبيه وأعمامه واخواته ورجال واشبال أسرته وأنصارهم الكرام، ولما يلاحظه من افتجاع النساء والعيال والأطفال.

وهنا كان دور زينب القائدة التي تتسامي علي الآلام، وتسيطر علي مشاعرها بصورة مذهلة: حيث احتفظت برباطة جأشها، وكظمت كل ما يعتمل في نفسها من الحزن والألم، واتجهت نحو ابن أخيها الإمام زين العابدين تسليه وتصبره وتطمنه بالمستقبل المشرق لثورة أبيه الحسين، وحدثته بحديث طويل جاء فيه:

«مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي واخوتي، فوالله إن هذا لعهد من الله الي جدك وابيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض


وهم معروفون في أهل السماوات انهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره ولا يمحي رسمه علي كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره الا علواً» [1] .


پاورقي

[1] (مقتل الحسين) المقرم ص 308.