بازگشت

ليلة الحادي عشر


لا شك أنها كانت ليلة موحشة عصيبة علي عيالات الحسين، حيث وطأة الفاجعة شديدة علي نفوسهم، وقد فقدوا كل الولاة الحماة، وحرقت خيامهم وأخبيتهم، وأصبحن النساء والأطفال يلوذون ببعضهم البعض في تلك الفلاة


الموحشة، التي خيم عليها ظلام الليل، مع ما نالهم من اعتداءات العسكر ضرباً وسلباً وشتماً.

ومن تلك الليلة بدأت العقيلة زينب ممارسة دورها الشاق العظيم في رعاية الركب الحسيني.

يقول الشيخ القرشي: أما حفيدة الرسول (صلي الله عليه وآله) وشقيقة الحسين العقيلة زينب فإنها ما هنت ولا استكانت أمام تلك الأهوال القاصمة فقد اسرعت تلتقط الأطفال الذين هاموا علي وجوههم في البيداء، وتجمع العيال في تلك البيداء الموحشة، وهي تسليهم وتصبرهم علي تلك الرزايا، وقد أنفقت تلك الليلة ساهرة علي حراستهم [1] .


پاورقي

[1] (حياة الإمام الحسين) القرشي ج 3، ص 308.