بازگشت

رعاية القافلة


كان لابد وأن يفكر الإمام الحسين في مصير عائلته ومستقبلهم بعد شهادته فهو كأب غيور عطوف يهمه أن تتوفر لعائلته بعده أنسب الظروف الممكنة، كما أنه يعرف طبيعة أعدائه القساة الظالمين والذين سوف يصبون جام غضبهم وحقدهم علي عائلته المنكوبة، والأهم من كل ذلك فهو يريد من هذه العائلة أن تؤدي دوراً جهادياً في خدمة نهضته المقدسة، ولذلك اصطحبهم معه، وقال لمن أشار عليه بتركهم في المدينة: «قد شاء الله أن يراهن سبايا» [1] .

كل ذلك يستلزم وجود رعاية لهذه القافلة من الأرامل والأيتام، وقيادة تواصل ادارة المعركة مع الأعداء الظالمين.

وتشير بعض المصادر إلي أن عدد النساء اللاتي كن مع الإمام الحسين في كربلاء يتجاوز الأربعين امراة كما ذكر أسماءهن وتفاصيل حالاتهن الشيخ المازندراني [2] عدا الصبايا الصغيرات في السن، والأطفال الذكور.

بالطبع فإن الإمام زين العابدين هو الوارث الشرعي والوصي لأبيه لكن ما


يعانيه من المرض يحول بينه وبين التصدي لرعاية القافلة اضافة الي تربص العسكر بحياته، وطلبهم أدني مبرر للقضاء عليه.

فبقيت السيدة زينب هي المرشح الوحيد والكفوء للقيام بهذا الدور لذلك أوصاها الإمام برعاية القافلة، ونهضت بهذه المسؤولية علي أفضل وجه.

فكانت مرجع النساء والأطفال، يلوذون بها في حوائجهم وشؤونهم وتتحمل هي مسئولية رعايتهم والدفاع عنهم.

وفيما يلي نلتقط بعض الصور لدور الرعاية الزينبية:


پاورقي

[1] (حياة الإمام الحسين) القرشي ج 3، ص 32.

[2] (معالي السبطين) محمد مهدي المازندراني ج 2، ص 141.