بازگشت

قافلة السبايا


وفي اليوم الحادي عشر من المحرم قام الجيش الأموي بمواراة جثث قتلاهم، بينما تركوا الأجساد الطاهرة للإمام الحسين وأصحابه علي صعيد كربلاء تسفي عليهم الرياح دون مواراة.

وساروا بنساء الحسين وأطفاله سبايا كأساري الي الكوفة تتقدمهم رؤوس الحسين وأصحابه معلقة علي رؤوس الرماح.

وكان عدد السبايا عشرين امرأة عدا الصبية، وقد سيروهن علي الجمال بغير وطاء [1] وساقوهن بكل عنف وشدة.

وأدخلوا السبايا الي الكوفة في اليوم الثاني عشر وسط مظاهر الفرح والبهجة بانتصار الظالمين علي أهل البيت.

وبعد أن بقيت السبايا أياماً في الكوفة يعانين الإذلال والآلام سيروهن الي الشام مع رؤوس الشهداء، فكانت رحلة مضنية مرهقة لتلك النساء المفجوعات، والصبايا اليتيمات.. ولقين في الشام ضروب الشماتة والأهانة، وخاصة في مجلس الطاغية يزيد بن معاوية.

ومع أن دمشق كانت عاصمة الأمويين، وأجواؤها كانت معبأة ضد أهل


البيت (عليهم السلام)، الا أن مأساة السبايا، وأخبار كربلاء، وخطابات الإمام زين العابدين والسيدة زينب وأم كثلوم، كل ذلك ترك أثراً في جمهور الشام، وخلف تياراً من الإنكار والرفض لسياسات يزيد بن معاوية، وخوفاً من تنامي ذلك التيار أمر يزيد بإعادة السبايا الي المدينة المنورة حسب طلبهم.

وهكذا عادت قافلة السبايا الي المدينة تشكو الي رسول الله ما اصابهم من ظلم وضيم واضطهاد لا شبيه له في التاريخ.

وبعد قراءة هذه السطور المتقضية السريعة من كتاب الثورة الحسينية الذي لم تستوف الأجيال قراءته، يمكننا الآن التحدث عن دور السيدة زينب (عليها السلام) في تلك الثورة العظيمة.



پاورقي

[1] المصدر السابق ص 321.