بازگشت

الي العراق


كتب مسلم بن عقيل الي الإمام الحسين يخبره عن استجابة أهل الكوفة لطاعته وتشوقهم لقدومه ـ طبعاً قبل التطورات اللاحقة ـ فعزم الإمام الحسين علي مغادرة مكة باتجاه العراق، لأنه لا يريد أن تكون مكة ساحة لتفجير الثورة والصدام مع الحكم الأموي، حفاظاً علي قداسة الحرم وأمنه، ولأن جمهور العراق أكثر تهيأ للثورة حسب رسائلهم وتجاوبهم مع سفير الحسين اليهم.

وقد استفاد الإمام من فترة وجوده في مكة المكرمة للأتصال بجموع المسلمين القادمين للحج والعمرة.

وغادر مكة في اليوم الثاني من شهر ذي الحجة (سنة 60 هـ) وكان توقيت المغادرة مثيراً لجموع الحجيج والمسلمين حيث كانوا يتأهبون لأداء مناسك الحج،


فلماذا يحرمون من الحج مع الإمام؟!.

وقد رافق الإمام في سفره عدد كبير من أهل بيته رجالاً ونساءً وجماعة من أنصاره وأتباعه، وفي احدي مراحل الطريق وصلت الي الإمام الحسين أنباء التطورات الخطيرة في الكوفة وسيطرة الأمويين عليها، ومقتل سفيره مسلم بن عقيل، ورغم تألمه لما حدث الا أنه صمم علي الأستمرار في حركته ومسيرته.

وحينما علمت السلطة الأموية باتجاه الحسين الي العراق، بعثت بعض الفرق والمفارز العسكرية لتمنع الإمام الحسين من دخول الكوفة.

وبعدما تجاوزت قافلة الإمام الحسين موقعاً يقال له «شراف» واجهتهم فرقة عسكرية من الجيش الأموي تضم زهاء ألف فارس بقيادة الحر بن يزيد الرياحي، وكان جنود الفرقة يعانون من الظمأ الشديد في حر الصحراء اللاهب، فأنقذهم الإمام من الموت المحتم وبذل لهم ما يحتاجون من الماء ثم بدأ يحاورهم موضحاً لهم أسباب قدومه الي العراق، لكنهم أصروا علي أن يستسلم لهم ليقدموا به علي ابن زياد والي الأمويين علي الكوفة، كما لم يسمحوا له بالرجوع من حيث أتي، وحصل الاتفاق أن تسير قافلة الإمام الحسين في طريق لا يدخله الكوفه كما يريدون هم، ولا يرجعه الي الحجاز كما يريده الإمام.