بازگشت

استجابة الكوفة


أجواء الكوفة كانت مهيأة للثورة علي الحكم الأموي، لذلك تفاعل الكوفيون مع موقف الإمام الحسين، وبعثوا له الوفود، وكتبوا له آلاف الرسائل يعلنون بيعتهم له واستعدادهم لنصرته.

ويقول المؤرخون: انه اجتمع عنده في نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب، ووردت اليه قائمة فيها مائة وأربعون ألف اسم يعربون عن نصرتهم له حال ما يصل الكوفة، كما ورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب [1] .

فبعث اليهم الإمام الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل، ليري حقيقة الأوضاع


في الكوفة، وليأخذ منهم البيعة للإمام، وليهيء الأمور لمقدم الإمام (عليه السلام).

وغادر مسلم مكة المكرمة ليلة النصف من شهر رمضان المبارك ليصل الكوفة في الخامس من شهر شوال حيث استقبلة أهلها بالبهجة والترحيب، وبادرت جماهيرها لمبايعته كممثل وسفير للإمام الحسين، فكتب للإمام يبشره باستجابة الناس لبيعته ويستحثه علي الأسراع في القدوم للكوفة.

الا أن الحكم الأموي والذي أرعبه تمرد الكوفة علي سلطته بادر الي عزل والي الكوفة «النعمان بن بشير» لضعفه في مواجهة التمرد، وعين يزيد بن معاوية بدلاً منه عبيدالله بن زياد وهو معروف بقسوته وغلظة.

وبعد أن استلم ابن زياد ولاية الكوفة خطط بمكر ودهاء، واستخدم أشد أساليب القمع والأرهاب للقضاء علي التمرد الموالي للإمام الحسين، وكانت النتيجة إلقاء القبض علي سفير الحسين مسلم بن عقيل واعدامه في الثاني من ذي الحجة الحرام، مع زعماء آخرين، واعتقال مجموعة كبيرة من شخصيات الكوفة وزعمائها، واعلان حالة الطوارئ القصوي.


پاورقي

[1] المصدر السابق ص 335.