بازگشت

سيدة العائلة


وبعد رحيل أمها الزهراء الي عالم الخلود، أصبحت السيدة زينب علي صغر سنها سيدة المنزل وربة البيت، ترعي شؤون أبيها واخوتها تماماً كما كانت أمها الزهراء تملأ فراغ اُمها خديجة بنت خويلد بالنسبة لرسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي سميت أم أبيها.

وقد أشار العديد من الكتّاب والباحثين الي تحمل السيدة زينب لأعباء المنزل والعائلة بعد وفاة أمها الزهراء (عليها السلام).

يقول الأستاذ محمود يوسف: وقدّر للسيدة زينب أن تفقد جدها (صلي الله عليه وسلم) وهي في الخامسة من العمر، وفقدت أمها الزهراء بعد ذلك بشهور قلائل فحزنت وهي الصبية الصغيرة عليهما حزناً شديداً، وواجهت حياة البيت ورعته وأدارت شؤونه بعقلية رتيبة واعية، وحس صادق وقلب مؤمن [1] .

ويقول السيد بحر العلوم: وتحملت عقيلة بني هاشم مسؤولية بيت علي


وعاشت في خضم المشاكل والأحداث، ويكاد هذا البيت ينفجر من الأحداث، فالأقدار تتواثب عليه، والنوائب تصليه... وقلب زينب أخذ يتسع لكل هذه وأكثر منها، ولا غرابة فهي أبنة علي.. [2] .

وتقول السيدة عائشة بنت الشاطيء: وإذا استطعنا أن نتناسي الي حين أحزان تلك الصبية التي روّع عامها الخامس بشهود مأساة الموت مرتين، في أعز الناس لديها وأحبهم اليها، اذا استطعنا أن نكف لحظة عن التحديق في تلك الظلال التي حامت علي مهدها، والأحزان التي أرهقت صباها، ألفينا جانباً آخر من الصورة مشرقاً، حيث تبدو «زينب» في بيت أبيها ذات مكانة أكبر من سنها: أنضجتها الأحداث، وهيأتها لأن تشغل مكان الراحلة الكريمة، فتكون للحسن والحسين وأم كلثوم، أُماً لا تعوزها عاطفة الأمومة بكل ما فيها من حنو وايثار، وإن أعوزتها التجربة والاختبار [3] .



پاورقي

[1] مجلة (الموسم) نقلاً عن جريدة (الجمهورية) المصرية 31 / 10 / 1972 م.

[2] (في رحاب السيدة زينب) محمد بحر العلوم ص 24.

[3] (السيدة زينب) عائشة بنت الشاطيء ص 42.