الاجواء الرسالية
نشأت العقيلة زينب ضمن عائلة قد نذرت نفسها للجهاد في سبيل الله، وتربت في أجواء رسالية ما كان يدور فيها غير الأهتمامات القيمية المبدئية، فجدها الرسول الأعظم (صلي الله عليه وآله) قاد بنفسه حوالي (28 غزوة ومعركة) [1] وأبوها الإمام علي (عليه السلام) رافق الرسول (ص) في جميع تلك المعارك عدا
واحدة وهي غزوة تبوك حيث تخلف بأمر من رسول الله (صلي الله عليه وآله).
كما قاد الإمام بنفسه العديد من السرّايا والمعارك المحدودة.
إن ذلك يعني أن بيب وعائلتها كانوا يعيشون ظروف الجهاد في أغلب فترات حياتهم، فحينما يغادرهم الجدّ أو الأب الي ساحة المعركة فستكون نفوسهم منشدّة ومرتبطة بما يدور علي ساحات القتال.
ولا يقتصر الأمر علي تفاعل الأسرة مع قضايا الحرب والجهاد بل انها كانت معنية بكل أوضاع المجتمع، فعائلة زينب هي في موقع القيادة والقلب.
وهكذا عاشت السيدة زينب (عليها السلام) فترة طفولتها في بيت تتموّج فيه هموم مجتمعها، وفي أجواء مفعمة بالمسؤولية والتضحية.
پاورقي
[1] (الرسول القائد) محمود شيت خطاب ص 431.