بازگشت

غزوة بني قريظة


وهم من اليهود وقد تآمروا مع الأحزاب ضد المسلمين في واقعة الخندق لذلك بادرهم النبي (صلي الله عليه وآله) بالهجوم بعد الخندق مباشرة أواخر شهر ذي القعدة للسنة الخامسة للهجرة، وحاصرهم وكانوا متحصّنين في منطقتهم حوالي عشرين ليلة، حتي استسلموا، محكّمين أحد الصحابة في أمرهم وهو سعد بن معاذ فحكم بقتل رجالهم المحاربين وسبي نسائهم وصارت أموالهم الكثيرة وأسلحتهم غنائم عظيمة للمسلمين [1] .

اضافة الي هذه المعارك الهامة كانت هناك سرايا كثيرة خلال هاتين السنتين، حيث بعث رسول الله (صلي الله عليه وآله) بعض فرق جيشه لمواجهة القوي المناوئة للمسلمين، ومنها:

1 ـ سرية نجد بقيادة محمد بن مسلمة في شهر المحرم السنة السادسة للهجرة [2] .

2 ـ سرية عكاشة بن محصن الي الغمر قرب المدينة في ربيع الأول السنة السادسة [3] .

3 ـ سرية أبي عبيدة الي ذي القصة قرب المدينة [4] .


4 ـ سرية زيد بن حارثة الي بني سليم بالجموم قرب المدينة [5] .

5 ـ سرية زيد بن حارثة الي الطراف [6] .

6 ـ سرية زيد بن حارثة الي العيص في شهر جمادي الأولي للنسة السادسة [7] .

7 ـ سرية زيد بن حارثة الي جسمس خلف وادي القري في شهر جمادي الثاني للسنة السادسة [8] .

8 ـ سرية زيد بن حارثة الي وادي القري بين الشام والمدينة في شهر رجب السنة السادسة [9] .

9 ـ سرية علي بن أبي طالب الي بني سعد بن بكر بفدك في شهر شعبان للسنة السادسة [10] .

10 ـ سرية عبد الرحمن بن عوف الي دومة الجندل في شهر شعبان أيضاً [11] .

11 ـ سرية كرز بن جابر الفهري الي العرتين في شهر شوال للسنة السادسة [12] .

12 ـ سرية عبدالله بن رواحة الي اسير بن زارم اليهودي في شهر شوال أيضاً [13] .


\الي العديد من السريا الأخري. أما الحدث الأهم في السنة السادسة للهجرة علي الصعيد العسكري والسياسي فكان صلح الحديبية حيث خرج رسول الله (صلي الله عليه وآله) في شهر ذي القعدة للسنة السادسة علي رأس حوالي (1500) من أصحابه قاصداً دخول مكة للعمرة وزيارة البيت الحرام، فكان في ذلك أحراج كبير لقريش، مما دفعها للمفاوضات مع المسلمين والتي انتهت بعقد اتفاقية الصلح بين قريش والمسلمين والتي عرفت بصلح الحديبية، وكان محتواها اعتراف قريش بكيان الإسلام ووجود المسلمين [14] وقد سماها القرآن الكريم فتحاً مبيناً (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) [15] .

وهكذا تجذرت قوة المسلمين خلال هذه الفترة، واستثماراً لذلك وتتوجياً له بعث رسول الله (صلي الله عليه وآله) رسائل الي ملوك العالم ككسري ملك الفرس وقيصر ملك الروم والنجاشي ملك الحبشة، كما بعث للمنذر بن ساوي زعيم عبد القيس حاكم البحرين وجيفربن جلندي وعباد بن جلندي صاحبي عمان، والي المقوقس صاحب الاسكندرية وغيرهم... وقد تضمنت تلك الرسائل دعوة الملوك الي الاسلام وتعريفهم بدعوته وقد استجاب العديد منهم للدعوة واعتنق الاسلام مع قومه.

هذا علي المستوي السياسي العام، أما علي المستوي الداخلي للمجتمع الاسلامي فقد كانت مبادئ الاسلام وقيمه تتعمق في النفوس أكثر علي حساب رواسب الجاهلية والكفر، وكانت محاولات المغرضين غير الصادقين في اسلامهم تفشل في إثارة النعرات الجاهلية، كما حصل في غزوة بني المصطلق من تحريض رأس النفاق ابن اُبي علي الفتنة بين المهاجرين والأنصار لكن محاولته وئدت بوعي


المسلمين وتصدي رسول الله (صلي الله عليه وآله).

وكان للوحي الآلهي دور أساسي في انجاح عملية تجذير القيم الايمانية الجهادية في نفوس المسلمين، حيث كان يكشف ويفضح الحالات النفاقية التي كانت تحصل في تلك الفترة من قبل بعض المنضوين تحت راية الاسلام، ففي غزوة الخندق تخلفت طائفة من المنافقين عن العمل في حفر الخندق بمبرر الضعف والعجز. كما أن البعض كان يتسلل ويهرب خفية عن القيام بواجبه، فنزل الوحي متحدثاً عن هذه الظاهرة موبخاً المنافقين كاشفاً لسلوكهم، وذلك في أواخر سورة النور من قوله (تعالي): ـ (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه علي أمر جامع لم يذهبوا حتي يستئذنوه) الي قوله (تعالي): (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [16] .

علي الصعيد العائلي بالنسبة للرسول (صلي الله عليه وآله) فقد أضاف الي حياته العائلية بعض الزوجات خلال هاتين السنتين حيث تزوج جويرية بنت الحارث من سبايا غزوة المصطلق ـ التي سبق ذكرها ـ في شهر شعبان السنة الخامسة للهجرة.

كما تزوج في السنة السادسة تقريباً ابنة عمته زينب بنت جحش بعد ان طلقها زيد بن حارثة في قصة مشهورة تحدث عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب (آية 37 وما بعدها).

وقد اُضيفت هاتان الزوجتان الي زوجات خمس كن لدي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وهن:

1 ـ سودة بنت زمعة.


2 ـ عائشة بنت أبي بكر.

3 ـ حفصة بنت عمر بن الخطاب

4 ـ أم سلمة بنت أبي أمية.

5 ـ زينب بنت خزيمة [17] .

ولم تنجب أي واحدة من هذه الزوجات لرسول الله (ص) شيئاً ومن الأحداث العائلية البارزة في بيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) خلال هذه الفترة، ما حصل لزوجته عائشة بنت أبي بكر عند رجوعها من غزوة بني المصطلق السابقة الذكر حيث تخلفت في الصحراء تبحث عن عقد لها أضاعته، ولم يلتفت المسلمون وسار ركبهم ظانين أنها في هودجها فلما وصلوا المدينة لم يجدوها!.

لكنها فيما بعد لقيها أحد الصحابة في الطريق وهو صفوان بن المعطل السلمي فجاء بها الي المدينة. فوجد المنافقون فيما حصل فرصة سانحة لإثارة الشكوك حول زوج رسول الله، مما سبب الأذي والحرج لرسول الله، والذي أذن لعائشة أن تبقي آنذاك في منزل أبيها حتي نزل الوحي من الله يبرئ ساحتها في بضع آيات من سورة النور وعرفت هذه القضية بقصة الإفك [18] .

وشهدت هذه الفترة صعوبة اقتصادية بالغة للمسلمين كما تشير بعض قصص غزوة الخندق [19] وحتي الطبيعة بخلت عليها بمائها حيث أجدب الناس جدباً شديداً فاستسقي رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالناس في رمضان في السنة السادسة [20] .


وفي هذه الفترة تألق نجم علي بن أبي طالب (ع) أكثر في سماء المجتمع الإسلامي، حيث حسمت شجاعته الرائعة الموقف لصالح المسلمين في واقعة الخندق بقتله عمرو عبد ودّ العامري.

وكانت اشراقة النور بولادة السيدة زينب (ع) خلال هذه الفترة التي تحدثنا عن أجوائها وظروفها وأوضاعها فان اقوال المؤرخين قد اختلف في تحديد تاريخ ولادتها، والأرجح من أقوال المؤرخين قولان:

السنة الخامسة في الخامس من شهر جمادي الأول أو السنة السادسة مطلع شهر شعبان [21] .

أي بين سنتي: (626 م ـ 627 م).



پاورقي

[1] (الکامل في التاريخ) ابن الأثير، ج 2، ص 185.

[2] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[3] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[4] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[5] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[6] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[7] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[8] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[9] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[10] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[11] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[12] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[13] (المغازي) الحافظ الذهبي ص 350 ـ 361.

[14] (سيرة الرسول وخلفائه) السيد علي الحسني ج 3، ص 407.

[15] سورة الفتح، الآية (1).

[16] سورة النور، الآية (62 ـ 64).

[17] (الکامل في التاريخ) ابن الأثير، ج 2، 307.

[18] (سيرة الرسول وخلفائه) السيد علي الحسني ج 3، ص 281.

[19] المصدر السابق ص 319.

[20] (الکامل في التاريخ) ابن الأثير ج 2، ص 210.

[21] (زينب الکبري) النقدي ص 18.