بازگشت

السيدة ام سلمة في سطور


اسمها: هند.

أبوها: أبو اُميّة، حذيفة بن المغيرة المخزومي القرشي.

اُمّها: عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكناني.

زوجها الأوّل: عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمّها.

هجرتها الاُولي: إلي الحبشة مع زوجها.

هجرتها الثانية: إلي يثرب مع زوجها.

أولادها: سلمة، عمرو، درة، زينب.

تزوّجها رسول الله (صلي الله عليه وآله) في شوّال من السنة الرابعة من الهجرة بعد وفاة زوجها، فكانت نعم الزوج بعد السيّدة خديجة.

شهدت مع رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقعة خيبر، وسمعت وقع سيف عليّ في أسنان مرحب [1] .

مسندها: من الأحاديث المروي عنها 378 حديثاً [2] .

وفاتها: بالمدينة سنة 59 - وقيل: 61، وقيل: 62 - دفنت بالبقيع مع اُمّهات المؤمنين. والأرجح بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء سنة 61.

عمرها: 84 سنة.

اُمّ المؤمنين هند بنت أبي اُميّة سهيل المخزومي زوجة النبيّ (صلي الله عليه وآله).

كانت أفضل اُمّهات المؤمنين بعد السيّدة خديجة بنت خويلد، وهي من المهاجرات السابقات، جليلة القدر، ذات رأي وعقل، وكمال وجمال، حالها في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين، ولفاطمة الزهراء وللحسن والحسين، أشهر من أن يذكر، وأجلي من أن يوصف.

ولا يسعنا في هذا المجال الموجز أن نحيط بحياة هذه السيّدة العظيمة، ونلمّ بكلّ ما لديها من الصفات الحميدة، والأخلاق العالية، إنّما نستعرض لمحات عن حياتها المباركة وسيرتها الجميلة نعرضها للقراء الكرام، لتتّخذ المؤمنات منها العظة والمثل الأعلي، والاقتداء بها والسير علي نهجها، واقتباس الدروس والعِبَر من حياة هذه السيّدة الجليلة التي قضت عمرها الشريف مهاجرة مجاهدة، ومدافعة عن مبدئها وعقيدتها.

زوجها: أبو سلمة، عبد الله بن الأسد المخزومي ابن عمّها، كانت نعم الزوج محبّة له ومطيعة، ولا تخالف له أمراً، قضت معه حياة سعيدة هانئة، وأنجبت له: سلمة، وعمرو، ودرّة، وزينب.

وبعد أن ازداد ضغط المشركين علي النبيّ (صلي الله عليه وآله)وأصحابه المؤمنين إبّان الدعوة حتّي أمرهم (صلي الله عليه وآله) بالهجرة إلي الحبشة، فكان أبو سلمة وزوجته هند في الرعيل الأوّل من المهاجرين، تاركين وطنهم فارّين بدينهم، من بطش قريش وتجبّرها، لينالوا الحرّية في ممارسة شعائر دينهم.

وفي الحبشة وافتهم أنباء سارّة، بأنّ قريشاً تغيّر موقفها من الإسلام، ويسرع أبو سلمة وزوجته إلي مكّة ليكونا بالقرب من رسول الله (صلي الله عليه وآله) بخدمته ونصب أمره ونهيه، ولكن عند وصولهما يفاجأ بالأمر معكوساً، فقريش قد ازدادت في طغواها وعتوّها، وتجبّرها وأذاها وتعذيبها للمسلمين، وكاد أبو سلمة وزوجته أن يقع في هذا الفخ لولا أ نّه استجار بخاله أبي طالب، شيخ البطحاء، فأجاره وزوجته، وهبّت قريش تطلب النزول عن هذا الجوار، فقالت: هب أ نّك دافعت عن ابن أخيك محمّد والتزمته فكيف بك وأنت تجير ابننا، فأجابهم أبو طالب، إنّه استجار بي، وأنا إن لم أمنع ابن اُختي، لم أمنع ابن أخي.

وتقف قريش مكتوفة الأيدي إزاء هذا الطود الشامخ فمن يجرأ الوصول لأبي سلمة وقد استجار بخاله أبي طالب.

وبعد أن أراد الله لرسوله الهجرة، ليتسنّي له بناء دولته الإلهية الكبري، وتشييد دعائمها من (يثرب) فكان أبو سلمة، وزوجته أوّل المسلمين استجابةً لهذه الهجرة فخرج بزوجته وابنه، وهناك وقائع مريرة وطويلة اعترضتهم حتّي وصولهم يثرب والتحاقهم بالرسول أعرضنا عن ذكرها روماً للاختصار.

اشترك أبو سلمة في معركة اُحد وقد أبلي بلاءً حسناً واُصيب بدنه بعدّة جروح، وصار يعاني منها، مدّة من الزمن ولم تندمل جراحاته، وتضاءل الأمل في شفائه، فتكون خاتمة المطاف الشهادة.

ويبلغ رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنّ بعض المشركين يعدّون العدّة لمهاجمة المدينة، بعد معركة اُحد، فعقد لأبي سلمة علي مائة وخمسين من المسلمين الشجعان، وأمرهم بالاستخفاء نهاراً، والسير ليلا، وسلوك الطرق المجهولة، لكيلا يُكشف أمرهم حتّي يفاجئهم بهجمة صادقة، وقد وقعت الدائرة علي المشركين ولم يقووا علي الثبات، ورجع بعد ذلك بالغنيمة والنصر، ويعيد للمسلمين بعض هيبتهم، فيكمّ الأفواه ويلجم النفوس ويدخل في روع المشركين أنّ الإسلام قادر علي ردعهم.

ويرجع أبا سلمة، وترجع إليه آلامه من جراحه يوم اُحد، ويتضاعف الألم.

وفي لوعة الأسي ومضض المصيبة، تذكّرت اُمّ سلمة حديثاً سمعته من زوجها الراحل عن رسول الله (صلي الله عليه وآله)، قوله: سمعت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: لا يصيب أحداً مصيبة فيسترجع عند ذلك ويقول: اللهمّ عندك أحتسب مصيبتي هذه، اللهمّ اخلفني فيها خيراً منها، إلاّ أعطاه الله عزّ وجلّ.

قالت اُمّ سلمة: فلمّا اُصبت بأبي سلمة، قلت الذي سمعته من زوجي الراحل، فلمّا انقضت عدّتها، أرسل إليها أبو بكر يخطبها فأبت، ثمّ أرسل إليها عمر يخطبها فأبت، ثمّ أرسل إليها رسول الله (صلي الله عليه وآله) يخطبها فقالت: مرحباً برسول الله (صلي الله عليه وآله)، فتزوّجها، وانتقلت إلي داره. فحرصت علي نيل رضاه بكلّ ما تملك، وتميل إليه نفسه، فرأته يحبّ خديجة فأحبّتها هي أيضاً، ورأته يحبّ فاطمة وعليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) فأحبّتهم بكلّ جوارحها وتفانت في الإخلاص لهم، وقد عانت من الحزب المناوئ لأهل البيت (عليهم السلام): عائشة وحفصة وسودة ومن جارينهن.

وبعد وفاته، اقترنت بسيّد البشرية، الرسول العظيم (صلي الله عليه وآله) فنالت بذلك شرف الدنيا والآخرة.

واقتبست منه الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة، وحفظت منه الحديث، فصارت تعلّم ما تعلّمته للناس لا سيّما نساء عصرها.

لاُمّ سلمة مكانة رفيعة في عالم الرواية والحديث، فكانت أعلمهن بالكتاب والسنّة بعد اُمّ المؤمنين خديجة، وحتّي أنّ عائشة قالت لها: أنتِ أوّل المهاجرات، وأنتِ كبيرة اُمّهات المؤمنين، وكان رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقسم لنا في بيتكِ، وكان جبرائيل أكثر ما يكون في منزلكِ.

وكانت آخر من مات من اُمّهات المؤمنين، عمّرت حتّي بلغها مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) فوجمت لذلك وغشي عليها وحزنت ولم تلبث بعده يسيراً حتّي انتقلت إلي جوار ربّها.

وبعد ارتحال النبيّ (صلي الله عليه وآله) وانتقاله إلي الرفيق الأعلي، فقد وقفت إلي جانب وصيّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ودافعت عن سيّدتها ومولاتها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وأصبحت المؤتمنة علي ولديها الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، وتحيطهما بعنايتها كالاُمّ الرؤوم، كما أ نّها ما تركت نصيحة إلاّ وقد أبدتها لاُولئك الذين غرّتهم الدنيا، وباعوا حظّهم بالأرذل الأدني، وغصبوا الولاية من أهلها، وجاروا علي أهل البيت (عليهم السلام).

وقفت اُمّ سلمة إلي جنب رسول الله (صلي الله عليه وآله) في جميع مواقعه، وكان يأنس بآرائها، وبعد صلح الحديبية أراد رسول الله بذبحّ الهدي الذي خصّصه المسلمون بعد أداء العمرة، فامتنع المسلمون وتلكّأوا فدخل علي اُمّ سلمة خيمتها، وهو منفعل فاستفسرت منه الحالة فأخبرها، واستشارها ما يفعل فقالت: بأبي أنت واُمّي اذهب وانحر هديك، واحلق شعرك، ولا تكلّم أحداً منهم. فلمّا شاهد المسلمون فعله تراكضوا وفعلوا كما فعل رسول الله (صلي الله عليه وآله).


پاورقي

[1] الاستيعاب 2: 780.

[2] المستدرک علي الصحيحين 3: 121.